27 يناير 2020
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب لجنة المعتقل
تقرير أولي حول وضعية المعتقلين السياسيين الثمانية بالسجن السيئ الذكر "تولال2"
إننا من خلال هذا التقرير الأولي حول وضعية
المعتقلين السياسيين الثمانية للنهج الديمقراطي القاعدي من داخل السجن السيئ الذكر
"تولال 2" كل من أنور بقري، حفيظ أتازولت، أيوب لعميم،
محمد أشملال، المهدي المستعد، عبد الواحد الشرقاوي، محمد الحبشي ويونس الحوضي، لا يخرج عن سياق باقي المعتقلين السياسيين للشعب المغربي والحركة
الطلابية، إضافة إلى رفاقنا المعتقلين السياسيين على خلفية مؤامرة "24أبريل" الخسيسة. إذ نود أن نؤكد للرأي العام
إستمرار وتزايد حدة القمع في الآونة الأخيرة، بإعتباره -أي القمع- ثابتا بنيويا ملازما للطبيعة
الطبقية للنظام القائم بالمغرب القائمة على الإضطهاد والإستغلال الطبقيين تأكيدا
لطبيعته الثلاثية كنظام لاوطني لاديموقراطي لاشعبي. كما نَودُّ أيضا أن نورد النّزُرَ القليل من المعطيات والحقائق - نظرا لصعوبة التوصل بالمعلومات من داخل السجن إثر التضييق الممنهج- حول الوضعية اللاإنسانية والمعاملة القاسية من طرف الجلادين وفي
مقدمتهم الجلاد المدعو "النهاري" وكذالك الروتين اليومي المتمثل في السب والشتم
والتضييق والاستفزازات التي تطال رفاقنا الأشاوس القابعين في الزنازن الإنفرادية،
أقل ما يقال عنها لا ترتقي لمستوى حظيرة الحيونات.
منذ الإختطاف والإعتقال بتاريخ الخميس 26دجنبر 2019،
على الساعة.12h25min
والمداهمة القمعية من طرف قوى القمع السرية والعلنية تحت إشراف فرقة
خاصة "فرقة محاربة العصابات"-مع علامات الاستفهام حول تكليف هاته الفرق لإعتقال المناضلين- التي إقتحمت بما مجموعه 90عنصرا دون أي "إذن" أو "مذكرة" أماكن سكن رفاقنا الذين تفاجؤوا
من جراء هذا الإقتحام وباشرت في تشتيت أغراضهم وكتبهم وتمزيق الأفرشة إضافة إلى
إستعمال العصي والهروات التي تركت آثارها على أجساد الرفاق وذلك بإعتماد نفس اللغة
السياسية التي تعامل بها النظام القائم في سبعينيات القرن الماضي مع مناضلي الحركة
الماركسية-اللنينية المغربية "الحملم". ليتم إقتيادهم تحت وابل من
الصفعات والركل ورميهم في قبو ولاية القمع بمكناس بعد تجريدهم من جل ملابسهم
والبدء معهم في ماراطون الإستنطاق على أسئلة ليست لها علاقة بدواعي "الإعتقال" المزعوم، بل التركيز على أسئلة خاصة من قبيل: كيف تنظمون المظاهرات والحلقيات؟ كيف يعمل التنظيم؟...إلخ، وطوال فترة الاستنطاق الذي تم تمديده ل 72 ساعة دون مأكل أو مشرب بل ساعات كلها تعذيب
ودقائق كلها ترهيب في حق رفاقنا من أجل الإعتراف بتهم معدّة سلفا والتوقيع على
محاضر مطبوخة ينقصها "توقيع" الرفاق لإضفاء المصداقية على المحاضر. وبالمقابل في تداخل الأدوار، تم إعطاء الضوء الأخضر لقنوات الصرف
الصحي والجرائد الصفراء بكل أقلامها المأجورة من أجل خلق بروبغندا إعلامية مشبوهة
بهدف تغليط الرأي العام وتدليس الحقائق وقلب المعطيات والأحداث وكذا تشويه سمعة
مناضلين أوفياء، مخلصين لقضايا الجماهير، شرفاء إختاروا طريق المقاومة والصمود لا
طريق المساومة والمهادنة مع النظام القائم وكل حلفائه الموضوعيين.
بعد إعداد المحاضر المطبوخة، تم تقديم الرفاق
الثمانية أمام أنظار "وكيلة" الكمبرادور "بالمحكمة
الإبتدائية"
بمكناس يوم الإثنين 30 دجنبر 2019. والكدمات
والجروح الغائرة والسعال الحاد يعكس كيف كان الإستنطاق وأية لغة تم من خلالها
إعداد المحاضر المطبوخة، التي تم تأكيدها من قبل "وكيلة" الكمبرادور
التي إكتفت فقط بمشاهدة آثار التعذيب الجسدي الذي طال الرفاق طيلة ثلاثة أيام من
داخل ولاية القمع بمكناس.
مباشرة بعد تأكيد التهم المعدة سلفا، تم نقل
الرفاق الثمانية إلى السجن السيئ الذكر "تولال" الملقب ب غوانتنامو المغرب، ليتم إستقبالهم
بناءا على تعليمات مسبقة تحت صرخات السب والشتم والضرب من طرف "إدارة السجن" ومن طرف الجلاد "النهاري"، وبعد ذلك تم تشتيتهم على زنازن نتنة مجاورة
لمعتقلين على خلفية "قضايا الإرهاب" وعزلهم عن باقي معتقلي الحق العام الآخرين،
كمحاولة حثيثة للنيل من قناعاتهم وكذلك حرمانهم من أبسط الحقوق داخل السجن، إضافة
إلى المضايقات والإستفزازات التي طالت عائلات المعتقلين السياسيين من هول ما قيل
عن فلذات أكبدها من طرف الجلادين ("واش نتوما أباء وأمهات المجرمين"، "حاشا يكونو
هاذو طلبة"، "غنخرجوها منهم هنا"،...) إضافة إلى تعقيد مساطر الزيارة
العائلية (التجاهل، عدم إخراج المعتقل السياسي لرؤية عائلته في الوقت
المحدد...) وذلك بهدف تيئيس العائلات كمحاولة
جبانة للضغط على المعتقلين السياسيين من نافذة عائلاتهم المكلومة.
أمام هاته الوضعية الكارثية والتعامل الممنهح
وفي غياب أبسط الحقوق التي يتمتع بها كل معتقلي الحق العام، تقدم رفاقنا الثمانية
بمطالبهم/حقوقهم العادلة والمشروعة (التجميع في زنزانة واحدة، فتح الزيارة للرفاق
والأصدقاء، الإستفادة من مكتبة السجن، تجويد التغذية الرديئة، الحمام، إدخال
الكتب، الفسحة،...) وكذلك دفاعهم عن هويتهم كمعتقلين
سياسيين وأن إعتقالهم مرتبط بخلفية سياسية مرتبطة بالدفاع على قضايا وهموم
الجماهير الطلابية وإنخراطهم ومساهمتهم إلى جانب نضالات الجماهير الشعبية.
لكن هاته المطالب العادلة والمشروعة إصطدمت
بصخرة الرفض وسياسة الآذان الصماء من طرف "إدارة" السجن الرجعية، ليُقدم الرفاق
الثمانية على خطوة نضالية أولية متمثلة في إضراب عن الطعام إنذاري لمدة 48 ساعة والذي إنطلق يوم الأحد 19يناير 2020 على
الساعة الثامنة مساءا. بمجرد ما تقدم الرفاق الثمانية
بإشعارات الخطوة النضالية، حتى إنفجرت "إدارة" السجن غضبا وهيجانا في حق المعتقلين السياسين
الثمانية والقيام بتفتيش همجي تم من خلاله تمزيق كافة كتب الدراسة - خصوصا أن الفترة فترة الإمتحانات-، كذلك تم تجريد الرفاق من ملابسهم وجرّهم على الأرض المبللة والمتسخة
أمام أنظار "مدير" السجن من طرف "فرقة
الإنضباط"
والتي تجاوز عددها 30 عنصرا. كما تم أيضا تمزيق كافة شواهد التعذيب التي فصَّل فيها الرفاق حيثيات
الإختطاف والإستنطاق وكخطوة بليدة تمت مصادرة كل أقلام الحبر والرصاص التي كانو
بها الرفاق يستعدون للإمتحانات، إضافة إلى السب والشتم على منوال: "راه تولال هذا، وديك الشوشرة مرفوضة"، "نتوما حمقتونا برا وباغيين تمرضونا حتى في الداخل"، "ها النهاري غيربضكوم يا ولاد..."، وغيرها من العبارات النابية والمنحطة، ليتم بعد ذلك تشتيتهم على
الزنازن الانفرادية المبللة جراء قطرات المطر، دون ملابس وأغطية وأفرشة إضافة إلى
حرمانهم من طلب الكتب الدراسية- خصوصا ونحن على بعد أيام معدودة
من الدورة الاستدراكية- وكذالك حرمانهم من الماء الساخن
والحمام...
إن هذا التعامل الهمجي والممنهج في حق
المعتقلين السياسيين الثمانية الذين إنتصبوا صامدين ومقاومين رغم مرارة السجن
والجلادين منجزين خطوة الإضراب عن الطعام والتي تزامنت مع ثاني جلسات المحاكمة
الصورية ليوم الثلاثاء 21
يناير 2020، لن ينال من عزيمتهم ومواقفهم ولن يكسر
شوكتهم النضالية وهذا ما تجلى من خلال الابتسامة العريضة على وجوه وملامح كل
الرفاق الثمانية ومعنوياتهم المرتفعة ورفعهم شارات النصر لعائلاتهم ولهيئة الدفاع
ولكل الرفاق والرفيقات، كرسالة مفادها أن السجن لن ينال من إستمرارهم على مواصلة
درب النضال والدفاع عن التوجه المكافح النهج الديمقراطي القاعدي القيادة السياسية
والعملية لنضالات الحركة الطلابية وإطارها الصامد والمناضل الإتحاد الوطني لطلبة
المغرب (أوطم).
إننا
نندد وبشدة الحصار المفروض على رفاقنا الأشاوس وندين التعاطي الهمجي الممنهج من
طرف "الإدارة" الرجعية للسجن السيئ الذكر "تولال 2" وخصوصا الجلاد المدعو "النهاري"، كما نؤكد للرأي العام أن الشعارات الطنانة من قبيل أن "تولال 2سجن نموذجي يمتع النزلاء بكل الحقوق ومؤسسة ناجعة على مستوى الإدماج" تضرب عرض الحائط عندما يتعلق الامر برفاقنا المعتقلين السياسيين وحجم الإجرام الممارس في حقهم، وما حالات العود المرتفعة التي يعرفها "تولال2 "
على
غرار باقي السجون الرجعية وفشل "فلسفة الادماج" لدليل حي على السبب الحقيقي لوجودها بما هي مؤسسات رجعية تدخل ضمن مؤسسات جهاز "الدولة" باعتبارها جهاز قمع طبقي، يقمع أبناء وبنات هذا الوطن الجريح. وختاما نؤكد للرأي العام على تشبثنا برفاقنا المعتقلين السياسيين ووقوفنا إلى جانب عائلاتهم والدفاع المستميث من أجل فرض إطلاق سراحهم وتحميلنا المسؤولية "لإدارة" السجن السيئ الذكر "تولال "2والنظام القائم فيما ستؤول إليه الأوضاع مستقبلا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق