الجمعة، 1 مايو 2020

01 ماي 2020// أوطم// النهج الديمقراطي القاعدي// بيان اليوم الأممي للطبقة العاملة


01 ماي 2020
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب                                               النهج الديمقراطي القاعدي

بيان اليوم الأممي للطبقة العاملة


تخلد الطبقة العاملة اليوم عيدها الأممي تحت شعارها  التاريخي "يا عمال العالم اتحدو..." في وضع مختلف بعض الشيء شكليا عن سابقيه من حيث طرق تفجر الأزمة التي تتسم باشتدادها الخانق، الغير المسبوقة في تاريخ المجتمع الرأسمالي حيث طال فيها الركود الاقتصادي لمدة أكثر من 11 سنة، لم تستطيع "الوصفات العلاجية" إخراجه منها، التي تكلف بها مخططوا النهب العالمي وخبرائه المبجلون من جهابذة "النيوليبرالية والكينزية.." الداعية في جوهرها لتصريف الأزمة على كاهل الطبقات الكادحة بتحميلهم وزر نتائج سياساتهم الطبقية والاستغلالية التي يترجمها شعار "خوصصة الأرباح وتأميم الخسائر" كمحاولة يائسة لإنقاذ الاقتصاد من الإنهيار ولو على حساب حياة الإنسان وتوازن الطبيعة، لتحصيل المزيد من الأرباح خاصة في ظل ميل معدل الربح للإنخفاظ الأمر الذي يدفع الرأسمالية في أعلى مراحلها الإمبريالية إلى المزيد من تدمير القوى المنتجة لخدمة علاقات الإنتاج المأزومة عبر سياسات الحد من الإنفاق على القطاعات الإجتماعية (سياسة التقشف)، خفظ الإنتاج للتحكم فالسوق، تسريح العمال وغلق وحدات الإنتاج الصغيرة والمتوسطة جراء تمركز الإنتاج، خلق الحروب اللصوصية وتوظيفها لجلب المواد الأولية من المناطق الغنية بها وتصريف فائض الإنتاج، كل هذا من أجل تعزيز النفود الإمبريالي وطريقة أخرى لتجاوز الأزمة. لكن حقيقة الأمر الواقع  أن أزمة الرأسمالية مستعصية لا يمكن حلها داخل إطار نمط الإنتاج الحالي لأن طبيعة التناقضات من داخله تناحرية، بين الرأسمالية والعمل المأجور.
فيروس كورونا (كوفيد 19) الوباء العالمي أظهر هذه الحقيقة أكثر فأكثر، من جراءه انكشفت عورات دول الإمبريالية أمام شعوبها وشعوب العالم أجمع، انهارت أسطورة "الديمقراطية والرفاهية والإنسانية.." التي بنوها في أذهان شعوبهم بواسطة الألة الإعلامية الجبارة ووسائل الدعاية الايديولوجية المغرضة لصناعة رأي عام عالمي ينسجم وأهدافهم الخسيسة، لكن هذا الفيروس التاجي قد ألقى الضوء أكثر على "العلاقات الدولية" وأبان بما لا يدع مجالا للشك على أنها علاقات تقاسم النهب العالمي وفق مصلحة الأقوى والإستقواء على الشعوب المقهورة في مختلف بقاع الأرض، وعرى كذلك عن "حكمة" الحد من الإنفاق عن القطاعات الإجتماعية خاصة قطاع الصحة وأطره من أطباء وممرضين، لنرى اليوم أنظمتهم الصحية تنهار أمام فيروس تاجي لا يقتل إلا نسبة صغيرة  من حامليه، ووحدات إنتاج كثيرة تعلن افلاسها وأخرى قامت بتسريح العمال دون تعويضات، في ظل صمت مخز للاعلام عن ذلك، وفي ضل "الحجر الصحي" كإجراء وقائي شاهدنا كيف تم تعريض الطبقة العاملة للخطر ومطالبتهم بالعمل في ظل انتشار هذا الفيروس وهذا مؤشر واضح على أن الامبريالية لن ولم تهتم يوما بحياة الناس فهمها الأول والأخير هو الربح وهذا ما يجعلها مفلسة وغير جديرة بالبقاء فوق رقاب الملايين من البشر،  فلكي يكون العالم بيد أمنة لابد من أن تكمل الطبقة العاملة إلى جانب الشعوب التواقة للتحرر من عبودية العمل المأجور أن تستعد فكريا وسياسيا وتنظيميا لهدم المجتمع الحالي المتهالك وبناء المجتمع الجديد المستقبلي المجتمع الشيوعي.
أما على المستوى الاقليمي تستمر الطبقة العاملة إلى جانب حلفاؤها الموضوعبين اقليميا في فضح سياسات الرجعيات المحلية المتواطئة مع الامبريالية الواضحة المعالم  التي تتجلى أساسا في الحروب بالوكالة لاستنزاف خيرات المنطقة وتشجيع تجارة السلاح والترويج له لتحوير معالم الصراع صوب الطائفية والعرقية لتكسير وحدة الشعوب وإرادتها وطموحها في التحرر من ربقة الاضطهاد والاستغلال الطبقيين والتي يقف في مقدمتها الشعب الفلسطيني الجبار والمقاوم رغم ما يتعرض له من خيانات ومؤامرات إلا أنه لازال صامدا يناضل ويقاوم من أجل التحرر من الصهيانة المغتصبين لأرضه والمنكلين بشعب فلسطين وبأسراه ولاجئيه، بنسائه وأطفاله وشيوخه في أجواء غير عادية سمتها إجتياج فيروس كورونا للمنطقة التي تتحمل فيها المسؤولية الأنظمة الرجعية جراء تعاملها باستهتار مع الفيروس بترك المطارات والموانئ والمعابر الحدودية دون مراقبة وفحص لحاملي الفيروس المفترضين وبالإضافة إلى التأخر في إعلان حالة "الطوارئ الصحية" التي هي بدورها مملاة من طرف مراكز الامبريالية، كما جل القرارات الأخرى التي تجد في البورجوازيات الكمبرادورية والعميلة الآذان الصاغية والتلميذ المجتهد. ففي ظل قلة الأطر الطبية ونذرة المستشفيات وغياب المعدات الطبية يتم ترك حاملي الفيروس يواجهون مصيرهم دون تدخل فعال نظرا لسياسات مورست سنين من قبل عززت الدجل والخرافة بالمنطقة وحاربت كل من كان يطالب بادخال المناهج العلمية لتطوير البحث العالمي والاهتمام به. فلا خيار أمام شعوب المنطقة سوى المزيد من رصف الصفوف  للنضال ضد الثالوت الامبريالي الصهيوني الرجعي ودك بنيته المتخلفة لبناء أنظمة وطنية وتمهيد التربة للانتقال للاشتراكية بقيادة الطبقة العاملة عبر أحزابها الماركسية اللينينية للقطع مع الامبريالية وجعل خيرات المنطقة في يد شعوبها لتطوير القوى المنتجة والقضاء على مخلفات القرون الوسطى العفنة، بناء نظام صحي وتعليمي علمي يواكب تقدم المجتمع وتطور الطبيعة ليلبي حاجات الناس دون قيد أو شرط.
تخلد الطبقة العاملة محليا عيدها الأممي في وضع سمته الخوف والتردد جراء فيروس كورونا (كوفيد 19) المفروض جرائه حجر صحي منذ 16 مارس من هذه السنة، لن تخرج هذه المرة للساحات والشوارع للتعبير عن الاستغلال الطبقي الذي تعانيه من طرف أرباب العمل بعيدا عن إطفائيي البيروقراطيات النقابية التي تراه يوما للإحتفال والبهرجة، ولتذكير الطبقة العاملة بالدور التاريخي الملقى على عاتقها إلى جانب باقي فئات وطبقات الشعب المغربي المضطهدين، للوقوف على مدى التقدم في انجاز هذه المهام في ظل القمع والتنكيل الممنهج من طرف النظام القائم  اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي الذي يتعاطى به مع كل نضالات المقهورين بهذا الوطن الجريح، فالتعاطي اليوم مع جائجة فيروس كورونا بنفس الكيفية السابقة، استعراض القوة عبر "الجيش" والقوى القمعية لإجبار الناس للبقاء في منازلهم الشبيهة بالزنازن دون لقمة عيش عكس الطبقة المالكة لوسائل الانتاج (البورجوازية الكمبرادورية....) التي تعييش في الفيلات والقصور واليخوت.
الوضع عموما سمته المزيد من الاقراض خارجيا والاقتطاعات من لدن الموظفين الصغار والعمال لملء صندوق "تدبير حائجة كورونا" وتعريض حياة العمال للخطر المشتغلين في ظروف غير صحية أساسا لا تحترم شروط "التباعد الإجتماعي" التي ثم اقرارها مما أدى إصابة مجموعة من العمال والعاملات بالفيروس ونقل العدوى لعائلاتهم ومحيطهم (عاملات النسييج الدار البيضاء وعمال طنجة وأكادير..)، تعريض الممرضين والأطباء للاصابة بالفيروس جراء غياب أدوات الحماية والوقاية بالاضافة إلى عدم التوفر على العدد الكافي للأطباء (6 أطباء لكل 10000 نسمة)، غياب المعدات الطبية حتى عدد الحالات التي أجري لهم اختبار الكشف عن الفيروس هم الأضعف بين العالم، مما يغيب حتى إمكانية للتنبؤ بذروة الفيروس لوضع خطة لرفع الححر الصحي. كل هذا هو نتيحة لتطبيق املاءات دواليب الرأسمال العالمي (صندوق النقد الدولي والبنك العالمي) الداعية لخوصصة القطاعات الحيوية كل من التعليم والصحة وتشجييع الخرافة والشعوذة والدجل ودعم التافهين لقتل ملكة النقد والتحليل العلمي عند أبناء الشعب المغربي بالمقابل الزج بخيرة أبناء هذا الوطن في السجون والمعتقلات الذين كانوا يناضلون من أجل استفادة عموم الكداح  من خيراث الوطن، فالمعارك النضالية للطبقة العاملة لا زالت تناضل من اجل الحق في الاحتجاج، التنظيم النقابي، تحسين شروط العمل في المقابل تجد الطرد وتكالب البيروقراطية النقابية لنا في عمال"امانور" مثال حي وبارز الذين لازالو مستمرين في معركتهم البطولية .
 وباعتبارها رافد من روافد حركة التحرر الوطني فالحركة الطلابية وكجزء لا يتحزأ من الحركة الجماهيرية ونضالات الشعب المغربي فمن الضروري أن تنال نصيبها من القمع والتنكيل سواء عبر تكثيف الحظر العملي من تجييش القوى الظلامية والقوى الشوفينية وكذلك إعتقال مناضليها والإنتقام منهم في السجون الرجعية، محاولة تغييب رمزية إطارهم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب عبر مصادرة مقره المركزي وتمرير المخطط الطبقي (قانون الإطار ونظام باكالوريوس)، إقرار "التعليم عن بعد" الذي هو سوى المزيد من تكريس طبقية السياسة التعليمية المنتهجة ببلادنا، استغلال الحجر الصحي للإنتقام من معتقلي الحركة الطلابية والنهح الديمقراطي القاعدي خاصة بعدما أصبحت السجون بؤر محتملة للفيروس.
بدورها الجماهير الطلابية كانت دائما ما تخلد يوم الأممي إلى جانب الطبقة العاملة بقيادتها العلمية والعملية النهج الديمقراطي القاعدي للتاكيد على أن نضالات الحركة الطلابية في مختلف مواقع الفعل والنضال من أجل تعليم شعبي ديمقراطي علمي وموحد هي جزء لا يتجزء من نضال الطبقة العاملة وعموم الكادحين لإقامة نظام وطني ديمقراطي شعبي يضع الأسس للانتقال للمجتمع الاشتراكي فلابد من المراكمة النضالية والميدانية له، في الأخير نحيي الطبقة العاملة في عيدها الأممي ونعلن كنهج ديمقراطي قاعدي مايلي:
-  تحياتنا للطبقة العاملة في عيدها الاممي.
- تحياتنا لكافة الأطر الطبية والعاملين بمجال الصحة لما يقدمونه في ظل هذه الظروف العصيبة .
 -تنديدنا لما يتعرض له عمال وعاملات شركة "امانور" من طرد وتهميش ودعمنا لمعركتهم النضالية البطولية .
- تنديدنا لما يتعرض له المعتقلين السياسين بمختلف السجون وعلى رأسهم رفاقنا في النهج الديمقراطي القاعدي، من سوء معاملة وإهمال طبي لصحتهم خصوصا مع إنتشار الفيروس واقتحامه لعدة سجون ببلادنا، ونحمل النظام القائم كامل المسؤولية فيما يتعلق بصحة كافة المعتقلين السياسين بالمغرب .

عاش الأول من آيار
عاشت نضالات  الطبقة العاملة
عاشت نضالات الشعب المغربي
عاشت نضالات الحركة الطلابية
عاش النهج الديمقراطي القاعدي