الأحد، 3 مايو 2015

المعتقل السياسي: ياسين المسيح //24 أبريل: المؤامرة المفضوحة.. سنة من المعاناة.. سنة من الصمود والتضحية

03 ماي2015
السجن السيء الذكر عين قادوس
المعتقل السياسي ياسين المسيح
رقم الاعتقال: 89587


24 أبريل: المؤامرة المفضوحة.. سنة من المعاناة.. سنة من الصمود والتضحية

مرت سنة من الاعتقال، سنة من المعاناة، كل يوم يمر يعمل فيه النظام والقوى الظلامية وكل الأعداء على تعميق معاناتنا وجراحنا وبالمقابل سنة من الاعتقال عنوانها البارز الصمود والتضحية والمواصلة على نفس الدرب الذي اعتقلنا في سبيله، درب المقاومة، درب رفيقنا البطل مصطفى مزياني، كل يوم يمر نزداد تشبثا بمبادئنا بالمدرسة الثورية القاعدية، التي تعرضت لمؤامرة خطيرة بهدف اجتثاثها واقتلاعها من الجذور، لكنها قاومت وبقيت تقاوم وفتحت أفاقا رحبة لنضالها، بفضل شهيدها البطل مصطفى مزياني وبفضل تضحيات مناضليها ومناضلاتها ومعتقليها السياسيين والجماهير المناضلة وكذلك عائلاتنا وعائلة الشهيد وكل الشرفاء، وأحرار هذا الوطن الجريح.
فالكل يعلم سياق المؤامرة الإجرامية التي حيكت في حق النهج الديمقراطي القاعدي، بما هو سياق التطور النوعي لنضالات هذا الأخير، وخوضه لمعارك بطولية طويلة النفس، رغم الضربات الموجعة التي سددت له، فالموسم الماضي فجرت الجماهير الطلابية بظهر المهراز معركة بطولية في مواجهة مخططات النظام، ونستحضر هنا إغلاق الحي الجامعي الأول وملحقته "الديرو"، وقد أعطى الرفاق والرفيقات والطلبة والطالبات بديلا لذلك بتجسيد المبيت الليلي المفتوح من داخل كلية العلوم "مخيم المهمشين"، كخطوة على طريق استرجاع الحي الجامعي، والتي كانت مصحوبة بالعديد من الخطوات النضالية النوعية، تدخل النظام بترسانته القمعية مرات عدة ليوقف زحف المعركة، لكن في كل مرة كان يصطدم بصمود بطولي للرفاق والرفيقات بمعية الجماهير المناضلة، وفي كل مرة كانت القوى الظلامية تحاول إكمال ما عجز عنه النظام، بأساليبها الفاشية والمعهودة، من استفزازات وتهديدات إلا أن المناضلين لم ينساقوا وراء كل هذا، إذ كان رهانهم هو إنجاح المعركة، وفي نفس السياق قبل أسبوع من 24 أبريل، وبينما الجماهير الطلابية بموقع ظهر المهراز تواصل معركتها النضالية، إذ عرفت أزيد من 10 مناطق خطوات نضالية للجن الأوطامية المؤقتة، دفاعا عن حقها المقدس في تعليم مجاني، ومن أجل استرجاع المكتسبات التي اغتصبها النظام بلغة الحديد والنار، ستبدأ القوى الظلامية بإنزالاتها المسلحة ابتداءا من يوم الاثنين 21 أبريل، وتجتاح القلعة الحمراء، وستباشر في مسلسل الاستفزازات والتهديدات ورفع السلاح في وجه الطلبة والمناضلين، الذين عبروا ساعتها عن رفضهم لهاته الكائنات الغريبة على الجامعة والجسم الطلابي، بأشكال نضالية نوعية، وكل هذا مدون  بالمدونة الإلكترونية vdbunem.blogspot.com ، استمر هذا الوضع إلى حدود يوم الخميس 24 أبريل، وبينما الرفاق والرفيقات يتواجدون من داخل الكليات الثلاث منشغلين بواجباتهم النضالية كما سرت العادة، ستتوافد العشرات من العناصر الظلامية "الداعشية" المسلحة على المركب الجامعي ظهر المهراز مواصلة مسلسل التهديد والترهيب والاستفزاز، إلا أن المناضلين وبكل نضج ومسؤولية ووعي بجسامة المهام المطروحة لم ينساقوا وراء تهديداتهم واستمروا في الاستعداد لتنظيم النقاش التقييمي- كما كان ذلك مقررا من قبل ـ داخل الساحة الجامعية، لتقييم عمل اللجن النضالية المؤقتة وطرح أشكال أخرى لتطوير المعركة وتوسيع رقتها وفق برنامج نضالي، إلا أنه سيفاجئ المناضلون بالهجوم المسلح للقوى الظلامية عليهم على مستوى كلية العلوم والحقوق، فلم يكن من المناضلين إلا مواجهة هذه العناصر الإرهابية، مدافعين عن مواقفهم وعن معركتهم وعن الجماهير، بكل مسؤولية وشرف واستعداد للاستشهاد، لقد كان هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة التي عاشها الآلاف من الطلبة والطالبات بظهر المهراز، الذين عاشوا عن كتب هجوم القوى الظلامية على مناضليهم ومناضلاتهم، وهم لا زالوا متشبثين بمعتقليهم السياسيين ومقتنيعين ببراءتهم من التهم التي حاول النظام أن يلبسها لهم، هذه هي الحقيقة عكس ما روجت له القوى الظلامية والنظام والإعلام الرجعي بمختلف منابره، وعكس ما يحاول أن يروج له البعض ممن فاحت منهم رائحة الخيانة، الذين نطرح عليهم السؤال الذي لطالما طرح تاريخيا، أمام سيوف القوى الظلامية ودعوتهم للنقاش والحوار، أم تجسيد مواقفهم والدفاع عليها حتى النهاية؟؟؟.
إن خيارنا محسوم، أي خيار المواجهة والدفاع عل المواقف، الدفاع عن معركتنا، الدفاع عن ظهر المهراز كقلعة لكل أبناء وبنات الشعب المغربي، نعم قد يكلفنا هذا الخيار الكثير، قد يكلفنا سنوات من الاعتقال أو حتى الاستشهاد، لكن ليس هناك شيء تحيى من أجله إن لم تكن مستعدا للموت في سبيله.
ولأن كل شيء مرتب له، سيباشر النظام عمله بالاعتقالات مساء نفس اليوم 24 أبريل باعتقال الرفيقين محمد غلوظ وعمر الطيبي بالإضافة إلى الطالب عبد الرزاق أعراب، ويوم غد الجمعة 25 أبريل ستنكشف الحلقة  الأهم من المؤامرة، وسيفاجئ الرأي العام والمناضلين، بإعلان "الوفاة" الملغومة والمفبركة، فانطلق مسلسل متقدم من الإجرام والإرهاب في حق القاعديين ميدانيا وإعلاميا، بهدف تشويه صورة القاعديين واجتثاثهم وإلباسهم تهم خطيرة هم بريئين منها، وقد كشف التاريخ خلال سنة العديد من الحقائق، وهناك أخرى ستنكشف في المستقبل، فلن يستطيعوا تجريم القاعديين والمعتقلين السياسيين، وسنؤكد ذلك بتضحياتنا ومبادئنا ومستعدين لتقديم أسمى التضحيات في سبيل ذلك، والدليل البارز هو رفيقنا الغالي الشهيد مصطفى مزياني.
ولن أفوت الفرصة لأحيي رفاق ورفيقات النهج الديمقراطي القاعدي على صمودهم البطولي في تلك الشروط القاسية، ورفعهم التحدي في وجه النظام والظلام، وكل الكلاب المتربصة بالقلعة الحمراء، وانتظرت سقوطها بعد اعتقال خيرة مناضليها، وأرفع لهم شارة النصر عاليا عل مواصلة المعركة النضالية إلى حدود الساعة، ولعل النجاح الباهر للأسبوع النضالي الخاص بإدانة المؤامرة لخير دليل عل ذلك.
سنة من الاعتقال ملئ بالأشياء الجميلة والرائعة وملاحم الصمود، 44 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام، وإضرابات أخرى متفرقة، تسعة أيام منها قضيناها إلى جانب رفيقنا العزيز مصطفى مزياني، الذي استقبلناه داخل السجن وهو في اليوم 38 من الإضراب المفتوح عن الطعام وأخذوه بعد ذلك غصبا نحو المستشفى، لينفذوا فيه جريمتهم بدم بارد، لكنه ظل شامخا وصامدا، حتى أعلن ميلاده الجديد يوم 13 غشت 2014، ويلتحق بقافلة شهدائنا الأبرار.. سنة من الاعتقال انضاف فيها إلينا الرفيق عبد الوافي عقيل، الذي يؤكد اعتقاله استمرارا مفضوحا لحلقات المؤامرة.. سنة من المعاناة لم تسلم فيها عائلاتنا من الاعتقال، ونالت نصيبها من القمع والإرهاب والاستفزازات المتكررة، لكنها صمدت ولازالت صامدة بجانبنا، مقتنعة ببراءتنا وبعدالة قضيتنا ولم تتخلف على المحطات النضالية إلى جانب عائلة الشهيد ورفاقه ورفيقاته.. سنة من الصمود اكتسبنا فيها العديد من الخبرات والتجارب، وازدادت قناعاتنا صلابة.. فلا القمع والإرهاب، ولا التجريم والتخوين، ولا السجن والسجان سيثنينا عن مواصلة درب شهدائنا.. لن نتنازل قيد أنملة عن مبادئنا ومواقفنا ومستعدين لتقديم حياتنا في سبيل ذلك.. فلا لتجريم المناضل.. للمعركة سنواصل

دفاعا عن هوية المعتقلين السياسيين.. سيرا على درب الشهداء

لن يمروا لن يمروا.. وإذا مروا فعلى جثثنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق