الأحد، 24 نوفمبر 2019

فلسطين أرض العزة، فلسطين ذلك الوطن المقاوم، تاريخه مشرق، حاضره مشرق، ومستقبله سيكون مشرق ...


فلسطين أرض العزة، فلسطين ذلك الوطن المقاوم، تاريخه مشرق، حاضره مشرق، ومستقبله سيكون مشرق ...


نبذة تاريخية:
في البداية سنتحدث باقتضاب عن الموضوع، لأن كل حروف اللغة لن تكفي القضية حقها، فالقضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية تهمنا كشعب مغربي وذلك ليس لأننا "عرب" أو لأننا "مسلمين" ولكن هناك رابط أكثر أهمية وأكثر علمية، هو الإنسانية، والعدو المشترك المتمثل في الثالوث الإمبريالي الصهيوني الرجعي، وحجم الإستثمارات الصهيونية بالبلاد تأكد بالملموس حجم تواطؤ النظام القائم في طمس معالم الأراضي الفلسطينية وتاريخ مقاومتها للكيان الصهيوني، ويبين من جهة أخرى أننا ليس أفضل حال مما يعيشه الفلسطينيين، تعددت الأساليب، لكن الهدف يبقى واحدا، تنوعت أساليب المقاومة، لكن خيار البندقية هو الحل. فالتاريخ الحقيقي الذي يحاولون طمسه يقول أنه إبان الاستعمار البريطاني لمصر وفلسطين كانوا يعترفون بوثائقهم الرسمية بالسيادة الفلسطينية شعبا وأرضا، لكن بعد ذلك وفي التقسيم الاستعماري الجديد وتغيير أساليب الاستعمار القديم، ستعمد بريطانيا في "وعد بيلفور" المشؤوم على تسليم عدة مناطق للصهاينة وإقرار حقهم اللامشروع في دولة قومية بفهم خاطئ ومنافي لكل شروط القوميات، وسيتم الإعتماد وتطبيق "وثيقة بيلفور" في اتفاقية باريس سنة 1919، وهذا الفهم الذي حاولت الإمبريالية نشره آنذاك تزامن أولا مع قيام الثورة السوفياتية، وثانيا مع نشر الفكر التحرري الشيوعي الذي يلغي الفهم الضيق للشعب أو القومية، والذي يدعوا إلى اتحاد كل شعوب العالم وإعلاء راية الإشتراكية، وهذا ما جعل الدول الاستعمارية "المنتصرة" في الحرب العالمية الأولى أن تحاول إقامة كيان صهيوني بدولة فلسطين، حيث كانت الأخيرة تحت "قيادة" الدولة العثمانية "المنهزمة" في الحرب، وكانت نسبة السكان اليهود ما بين 3 إلى 5 %، ولكن ليس هذا هو السبب فقط، فهناك سبب تاريخي للأرض بالمنطقة مع "بني إسرائيل" و"هيكل سليمان" وعدة خرافات وأساطير يتلونها على مسامع العالم ليبرروا إجرامهم في حق الشعب الفلسطيني، لكن لمن يبررون أفعالهم؟ فالحقيقة بينة والباطل بين، وتاريخ الكيان المزعوم بين، أقامته الإمبريالية بخلقها لحركة صهيونية، ينشط من داخلها أناس مدربون في أعلى درجات المخابرات يطلقون عليهم اسم "الموساد"، ولهذا أقول أن جل دول العالم صنعت جهاز مخابرات ليحميها من الثوار وأي تدخل سري من الممكن زعزعة الأنظمة سواء كانت رأسمالية أو تبعية لها، لكن الكيان الصهيوني صنعه "الموساد" الذي سبق وحددنا من أي جهة كان دعمه، وأي غطاء كان يلتحف به، بعد ذلك، اختلفت الآراء لكن القرار تم تنفيذه، أنذاك كانت تنتشر عدة حركات تمردية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كان هناك فهم سائد "للقومية العربية"، ومن هذا المنطلق الخاطئ علميا، لكنه أنذاك كان يبدو منطقيا، فشلت كل محاولات التفاوض، وسيتم إعلان حرب على الكيان بقيادة "الضباط الأحرار" لجيوش عدة دول "عربية" وأولهم الجيش المصري الذي كان "جمال عبد الناصر" قائدا له ولدولة مصر، لكن التواطؤ كان عنوان المرحلة، وبنفط "العرب" كانت تقصف طائرات الثالوت الإمبريالي الصهيوني الرجعي "العرب" نفسهم، تواطؤ الأنظمة الرجعية سنة 1967 جعلت فهم القضية يتقزم عندهم من "قضية عربية" إلى "حل النزاع العربي_الصهيوني" إلى حل النزاع "الفلسطيني- الإسرائلي"، فهذه الحرب لم تكن سوى فصلا من فصول تصفية الشعب الفلسطيني، ولا تهمنا النوايا، وأنذاك زاد الكيان من توسعه، وزاد من بطشه وقتله وإجرامه في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، وزاد اتضاحا موقف الماركسية اللينينية من مسألة القومية وقضية الشعب، زاد اتضاحا مدى علمية شن حرب شاملة ضد الإمبريالية، وإقامة البديل الاشتراكي.
المغاربة والموقف من القضية:
المغرب بلد يقع جغرافيا في شمال إفريقيا، سكانه يختلفون عرقيا، دينيا، لكنهم يشكلون شعبا وأرضا هو المغرب والمغاربة، وموقف الشعب المغربي يختلف قطعا مع ما يروج له النظام القائم بالمغرب وأذنابه من قوى رجعية أو إصلاحية، فالشعب يقول "نعم" وهم يروجون ل "لا" وفي الحركة الطلابية بإطارها أوطم وفي المؤتمر 13 سيتم اعتبار ولأول مرة أن قضية فلسطين قضية وطنية للأسباب السالفة الذكر في أول المقال، وبعدها سيتم التأكيد على ذلك في المؤتمر 15 بقيادة الطلبة الجبهاويين، تعاقبت الأحداث، وتعاقب الهجوم على الأراضي الفلسطينية، لكن اكتفى العالم بالتنديد، اكتفوا بالمشاهدة ودعم الكيان الغاشم، ودليل التواطؤ في سنة 1988 حيث كان هناك قصف على الشعب الفلسطيني، لكن الكمبرادور "حسن الثاني" ألقى خطابا يقول فيه أنه كل من سولت له نفسه الخروج للشارع تضامنا مع فلسطين سألون باب منزله بالدم، وكذلك كان في جامعة ظهر مهراز بفاس حيث استشهد عادل أجراوي وزبيدة خليفة بالرصاص الحي للنظام القائم إبان خوض تظاهرة تضامنية، ولنفس السبب وبطريقة مختلفة سيتم اغتيال الرفيق عبد الرزاق الكاديري من طرف جحافل النظام القمعية، حيث تلقى عدة ضربات مميتة في رأسه إثر مشاركته في تظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني يوم 27 دجنبر 2008 وسيعلن الرفيق ميلاده الخالد في صباح يوم 28 دجنبر من نفس السنة، واختلطت دماء الشعبين المغربي والفلسطيني، مرة ومرة، وليس بالبعيد في الزمان تم اعتقال أحد المناضلين لرفضه وجود منتجات للكيان الصهيوني بإحدى المعارض بالمغرب، وتم منع وقفة تضامنية بمدينة تطوان، كل هذا يزيد تأكيدا لعمالة النظام القائم والتطبيع الكلي معه، وفي المقابل يظهر مدى تشبع الشعب المغربي بالموقف الراسخ من القضية الفلسطينية، ويستمر في النضال ضد كل أشكال القهر والإضطهاد الذي يمارسه النظام الدموي على أبناء الشعب.
حاضر القضية لا يختلف عن ماضيها، فمع ظهور حركات شوفينية بالمغرب وإعلانهم للعداء مع القضية ومع كل المنادون بها، ولا أقصد ما يفعله الظلاميون أو أحزاب الإصلاح أو الرجعية، فذلك كله من وحي النظام يحاول من خلاله الاسترزاق وطمس ما يمكن طمسه من معالم، إن المنادون الحقيقيون بالقضية هم اليسار الجذري المؤمن بالإنسان كيف ما كان، وبفهمنا لهاته القضية ليس كما يروجون ويقولون "احملوا السلاح واذهبوا لتحرير فلسطين" هذا هراء وفهم خاطئ، وكما قال الحكيم جورج حبش "خير ما تقدموه للقضية الفلسطينية هو النضال ضد أنظمتكم الرجعية" وهذا بالضبط جوهر التضامن والتحرير، هو مرتبط بمشروعنا السياسي المتمثل في الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، وهذا ما يرهب الأعداء الطبقيين لنا كشعوب مضطهدة توحدنا قضية واحدة، تجلى ذلك في حملة واسعة للتضامن من مختلف بقاع العالم.
خلاصة القول:
رغم كل ما يحدث الآن من قصف وتقتيل في حق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، وفي خرق سافر لكل "المواثيق" الدولية، وفي ظل صمت رهيب من طرف القنوات الإعلامية العالمية، ورغم أن ما يحدث هو جريمة حرب في حق الإنسان والإنسانية، لكن ذلك كله لم يقف حاجزا أمام استمرار الفلسطينيين في درب المقاومة والصمود كخيار تاريخي لتحررهم من بطش المحتل الصهيوني الغاشم، ومستقبل القضية الفلسطينية هو مرتبط أساسا بإنهيار الإمبريالية، فشعب فلسطين شعب مقاوم أكثر من الكل، شعب يضحي بكل شيء من أجل الحرية، وفي مختلف الفئات العمرية، رغم كل ما يحاك ضد القضية واعتقال مجموعة من مناضلي جبهة التحرير وأمينها العام أحمد سعدات، وتنفيد اغتيالات بالجملة، لكن الصمود والمقاومة ظل عنوانا بارزا على مر العقود لشعب مقاوم ومقدام.
                                                                       مناضل قاعدي
قضية فلسطين قضية وطنية
تحرير فلسطين حرب التحرير الشعبية

0 التعليقات:

إرسال تعليق