الخميس، 28 مايو 2015

تدخل قمعي رهيب، اعتقالات بالجملة، إجرام متواصل، بموقع مراكش الصامد

أوطم// لجنة المعتقل:

عرف المركب الجامعي القاضي عياض بمراكش يوم الثلاثاء 26 ماي 2015، تدخلا قمعيا رهيبا في حق الجماهير الطلابية التي جسدت تظاهرة نحو رئاسة الجامعة للمطالبة بالسحب الفوري للمنح، خلفت خلالها العشرات من المعتقلين السياسيين فاقت 53 معتقل، داقوا مرارة التعذيب والتنكيل في التدخل وحتى في ولاية القمع، بأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، ليتم الاحتفاظ بأربعة طلبة تم إحالتهم هذا اليوم إلى "الوكيل العام"، وكذا العديد من المعطوبين ( طالب في حالة خطيرة حيث تم رميه من الطابق الثالث بالحي الجامعي)، ناهيك عن الدمار الذي عرفه الحي الجامعي من تكسير للنوافد والأبواب، وسرقة أغراض الطلبة، والاعتداء المشين على الطالبات وتهديدهن بالاغتصاب، من طرف الأجهزة القمعية العلنية منها والسرية، جرائم ترتكب في واضحة النهار لا لشيء إلا لأن الطالب لا يجد أبسط الشروط الضرورية لتواجده واستكمال دراسته. هنا أسفله تقرير مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بموقع مراكش يحكي بالتفصيل مجريات جريمة النظام من كل النواحي للعب دور الضحية وشرعنة المزيد من المجازر في حق أبناء هذا الشعب، مرفق بصور تعبر عن بشاعة جرائم النظام الدموي:

الإتحاد الوطني لطلبة المغرب - مراكش
أحداث 26 ماي 2015 بالحي الجامعي: تقريــــــر

مع مطلع الأسبوع الماضي من شهر ماي قرر مجموعة من طلبة أوطم بالقلعة الحمراء خوض عدة خطوات نضالية احتجاجا على التأخير غير المبرر لصرف المنح الجامعية، وقد كانت نقطة الارتكاز في هذه الخطوات النضالية هي الحي الجامعي، حيث تم تجسيد حلقية نقاش توجت بمسيرة جابت أرجاء الحي (أنظر الصور بتاريخ 21-05-2015) وانتهت بقرار تجسيد خطوات مماثلة على مستوى أيام الأسبوع، وقد تم تجسيد هذه الخلاصات بمسيرة جابت أيضا أرجاء الحي (أنظر الصور بتاريخ 23-05-2015)وانتهت بحلقية نقاش وصل عبرها إخبار أن "وزارة التعليم العالي" ستفرج عن المنحة الجامعية يوم 26-05-2015،واستمر الوضع على ما هو، فقر جوع حرمان وآلاف الطلاب لا يجدون ثمن تذكرة وجبة غذاء هزيل بالمطعم الجامعي فضلا على الأثمنة الباهضة للكتب والدروس، وفي انتظار يوم الخميس تفاجأت الجماهير الطلابية بعدم صحة الخبر الذي أوردته الوزارة المعنية فكانت هذه هي النقطة التي أفاضت الكأس، كان الغضب والحقد على الوضع يأخذ طابعا عاما لدى جماهير الطلاب جراء الوعود الكاذبة فانفجر الوضع في شكل مسيرة بالمئات من الجماهير الطلابية التي خرجت نحو الشارع العام رافعة شعارات منددة بالوضع الكارثي ومطالبة بالإفراج عن الشطر الثالث من المنح الجامعية، وقد عرفت المسيرة تضامنا قويا من طرف الجماهير الشعبية.

مع وصول المسيرة إلى شارع علال الفاسي تفاجأت الجماهير الطلابية بجحافل القمع في انتظارها لمنع المسيرة التي كان من المفترض الذهاب بها إلى أبعد من ذلك،وبالرغم من المحاولة الأولى لقمع المسيرة إلا أن الجماهير الطلابية تعاطت بأسلوب أبان عن رغبة تامة في التشبث بالمطلب رغم القمع حيث تم الجلوس على الأرض ورفع الشعارات المنددة بالوضع من قبيل "الجماهير شوفي مزيان حقوق الإنسان،الجامعة للعلم..." موضحين للعالم أن الطلاب ليسوا "طلبة شغب" أو "داعشيين" أو "بلطجية" أو أي من الشعارات المزورة التي يطبل لها النظام القائم عبر مجمل وسائله الإعلامية والتي تستهدف في جوهرها إخراس حناجر الجماهير الطلابية المقهورة وأن الجهاز القمعي للنظام القائم بالبلاد هو السباق لاستخدام كل الوسائل القمعية لفرض سلطته داخل الحرم الجامعي ضدا على المطالب المادية والمعنوية للطلاب، وهذا ما تم، إذ بدأت المطاردات في الأزقة والأحياء المجاورة لشارع علال الفاسي في محاولة من الطلاب للانسحاب من جحيم القمع نحو الحي الجامعي،، حيث تم فتح حلقية نقاش أمام الحي الجامعي للتوضيح فيما وقع على مستوى المسيرة إلا أن الجماهير تفاجأت من جديد بهجوم ثاني لقوى القمع عبر أسطول رهيب من جحافل القمع بكل ألوانه (CMI،قواة مساعدة،فرق القنابل المسيلة للدموع،مدرعات،كلاب بوليسية،المخابرات).

التاريخ بمراكش يعيد نفسه بأشكال متجددة:

لم تستكن الجماهير الطلابية لسياسة الأمر الواقع أمام هذا الهجوم الإجرامي الذي يضرب عرض الحائط كل الشعارات الزائفة شكلا ومضمونا التي يرفعها نظام العمالة للإمبريالية والصهيونية في محافله ومجالسه الشكلية، إذ جسدت الجماهير آيات من الصمود والبطولة عرفها موقع الحمراء تاريخيا (84،2008،2011...)، وقد كلف هذا الصمود خسائر جسيمة في صفوف الجماهير الطلابية، كسور في الظهر والقدم،جروح غائرة في الرأس،إصابات خطيرة في مناطق حساسة من الجسم فضلا على أزيد من 53 طالبا وطالبة اعتقلوا أثناء المواجهات وتم التنكيل بهم وضربهم في كل مناطق الجسم لا لشيء إلا لأنهم قالوا لا للإجهاز على مكتسب المنحة الجامعية.

الإعلام المغربي في خدمة القائم ونظامه:


ما أن انتهت المواجهات حتى انهالت الأقلام المأجورة،صاحبة الباع الطويل في تشويه الحقائق وتغليط الرأي العام بشأن كافة انتفاضات واحتجاجات الشعب المغربي، هذه الأقلام العديمة الضمير التي تجتر بلاغات  "ولاية القمع" كما تجتر الأبقار العشب،أقلام المرتزقة وأشباه المثقفين الذين استباحوا دماء الطلاب العزل كما تستباح دماء البعير، فها هي هذه الجرائد تشوه حقيقة ما حدث يوم 26 ماي داخل الحي الجامعي، حيث صورت أن الجماهير المنتفضة هم "طلبة شغب" و "مسلحين بأسلحة بيضاء" وكأن القمع لما اقتحم الحي الجامعي قابل الجماهير الطلابية بالورود الحمراء، لم ترى صحافة المخابرات قوى القمع وهي تحمل العصي والسيوف و"المقلاع" وغيرها من الأسلحة البيضاء، رأت صحافة النظام  "الخسائر الجسيمة في صفوف قوات الأمن العمومي" لكنها لم ترى محاولات اغتصاب الطالبات وتكسير جماجم الطلاب وفقأ أعينهم ورميهم من أعلى طابق لعمارات الحي،لم ترى صحافة السخافة وهي تنشر الصور التي التقطتها عدسة القمع للطلاب أي شيء من الاعتداءات الصهيونية على الجماهير الطلابية بل شاءت أن تنشر الإصابات في صفوف قوى القمع ولم/لن تستطيع نشر الإصابات القاتلة التي لم يتمكن الطلاب من علاجها خوفا من الاعتقال داخل المستشفى.

























0 التعليقات:

إرسال تعليق