الاثنين، 3 فبراير 2020

03 فبراير 2020// سجن تولال 2 مكناس// المعتقل السياسي : محمد أشملال// شهادة حول التعذيب

   03 فبراير 2020

سجن تولال 2 مكناس

المعتقل السياسي : محمد أشملال

رقم الاعتقال : 45240

شهادة حول التعذيب


سوف أحاول أن أنقل لكم صورة مبسطة حول حيثيات اعتقالنا نحن الرفاق الثمانية على مستوى مدينة مكناس يوم الخميس 26 دجنبر 2019 وبالضبط على الساعة 12h30min بحي الزيتون المعروف بارتياده من طرف الطلبة الذين يدرسون على مستوى جامعة اسماعيل من أجل متابعة دراستهم بعدما تم ضرب حقهم في السكن الجامعي عرض الحائط بتواطؤ القوى الشوفينية المدعية زورا وبهتانا "حركة ثقافية أمازيغية"، إذ قامت "فرقة خاصة" تابعة "لولايتي القمع" بكل من فاس ومكناس يتجاوز عددهم 60 عنصرا بالزي المدني مدججين بمختلف أنواع الأسلحة والهروات، وعناصر أخرى مدججة بسيارات (صطافيطات بشتى أنواعها) تحاصر مختلف شوارع حي الزيتون ومستنفرة، ولدت الهلع في أوساط الساكنة، هناك بدأت الجريمة وانطلقت أولى فصولها، إذ انهالوا علينا بالضرب والركل والرفس في مختلف أنحاء أجسامنا وأظن أنني قد نلت النصيب الأكبر عبر هراوة "البيسبول" التي كانت تجول وتصول جميع أطراف جسمي إلى درجة فقداني الوعي وسقوطي مغمى علي في مرات عديدة، حيث بمجرد استفاقتي يتم توجيه الركل لي على مستوى الوجه، نعم إنها جريمة مكتملة الأركان ارتكبت في حقي إلى جانب رفاقي، ومن صعوبة ما مررت به لا سواء نفسيا أو جسديا استعصى علي ذكر التفاصيل الدقيقة، إلا أنني سأتطرق لأبرز ما علق بذهني في تلك اللحظات، فبعد اعتقالنا الجماعي جاء الدور على مخفر ولاية القمع بمكناس لينطلق الفصل الثاني من التعذيب النفسي والجسدي عبر الإستهزاء والسب والشتم بالكلام النابي أستحي أن أكتبه للرفاق والرفيقات والجماهير الطلابية، وبعد ساعات طوال من "التحقيق" والبروطوكولات القمعية تم الإحتفاظ بنا نحن الثمانية كل من (محمد حبشي، مهدي المستعد، عبد الواحد الشرقاوي، حفيظ أتازولت، أيوب لعميم، أنور بقري، يونس الحوضي، محمد أشملال). لتنطلق معاناة من نوع أخر امتدت لتلاث أيام بولاية القمع، إذ تم تفريقنا على أربعة زنازين تشبه المقابر الجماعية في مغرب لطالما تغنى ببلد الحريات واحترام حقوق الإنسان، ثلاث ليالي نلنا فيها شتى أنواع التعذيب والترهيب كما نال البرد والجوع من أجسادنا المنهكة بالضرب الذي لحقنا جراء هاته الجريمة النكراء، إضافة إلى أنواع الحشرات (العناكيب والبق...) المتواجدة هنالك وهلم جرا.
في اليوم التالث تم اقتيادنا صوب ولاية قمع أخرى لتنطلق أشواط أخرى من التحقيقات المارطونية والتعذيب النفسي والجسدي ابتدأت من الساعة التاسعة صباحا إلى حدود الحادية عشر ليلا أي أزيد من 14 ساعة، يتم بعدها توزيعنا على أربعة زنازن أخرى تضم مختلف أنواع الأزبال والقاذورات التي غطت المكان زد على ذلك الإضاءة القوية جدا التي تعمي الأبصار، إنها ليست كباقي الأضواء وجدت خصيصا للتأثير على نفسيتنا، وعند مطالبتنا بقراءة المحاضر قبل التوقيع عليها استشاطوا غضبا في وجهي وبالتهديد بالإغتصاب وبالتعليق من الأرجل كما تعلق الذبائح لدى الجزار. كما تفوه أحدهم بكلمات تعكس حجم المرض النفسي والكبت الجنسي الذي يقبع فيه (ايلا ما وقعتيش غادي ن..ي القح.. دمك...).
صباح اليوم الأحد تم تقديمنا أمام أنظار وكيلة الكمبرادور التي أمرت بإيداعنا بالسجن السيء الذكر (تولال2) ليتم إخراجنا من المحكمة الرجعية واقتيادنا صوبه "وبتعليمات خاصة" تم تفريقنا على خمس زنازن، حيث محمد حبشي تم وضعه بزنزانة انفرادية كذلك الرفيق عبد الواحد الشرقاوي في زنزانة وأنا في زنزانة أخرى بينما الرفيقين يونس الحوضي وحفيظ أتازولت في زنزانة وباقي الرفاق في زنزانة أخرى، إذن تم تشتيتنا على زنازن مختلفة من أجل ضرب إمكانية التواصل بيننا ما أمكن، فلا داعي لأن أحدثكم عن تلك الزنازن المكتضة عن أخرها والغبار الذي يعلوا حيطانها والروائح النتنة التي تفوح منها خاصة جنبات المسمى مرحاضا، أما الأغطية فحدث ولا حرج، كل هاته العوامل خلفت لدي أثار صحية لازلت أعاني منها لحدود كتابة هاته الأسطر، إذ تنتابني حالة تقيؤ حاد مصاحب بسيلان الدم، وعندما قمت بالمطالبة بزيارة الطبيب طلبي هذا قوبل بالأذان الصماء ولحدود الآن لازالت هاته الحالة الصحية تتكرر وتزداد تدهورا يوم بعد يوم، وكل هذا راجع إلى التعذيب الهمجي الذي تعرضت له من طرف مختلف الفرق القمعية وخاصة الضرب ب "هراوة البيسبول".
وفي الأخير أحيي الجماهير الطلابية بكافة المواقع الجامعية وأحيي الرفاق والرفيقات في النهج الديمقراطي القاعدي وأشد على أيديهم وأيديهن بحرارة، وكذلك أحيي لجنة المعتقل على الدعم والمساندة التي قدمتها لنا كمعتقلين سياسيين وكذا الدعم المادي والمعنوي لعائلاتنا. دون أن أنسى أن أحيي عاليا هيئة الدفاع المشكورة على المجهودات التي بذلتها ولازالت تبذلها من أجل فضح إجرام النظام القائم ذوالطبيعة الثلاثية اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية في حقنا.
أكيد أن اعتقالنا هو اعتقال سياسي مرتبط بنضالنا إلى جانب الجماهير الطلابية من أجل تحصين مكتسباتها التاريخية وحجم المعارك التي خضناها السنوات الفارطة خير دليل على ما أقول ولازلنا نخوضها ومستمرون فيها مدركون جيدا لهذا المسار المعبد بالتضحيات الجسام للشهداء وعلى رأسهم شهداء النهج الديمقراطي القاعدي "الدريدي، بلهواري، شباضة، المعطي بوملي، وأخرهم ولن يكون بالأخير الشهيد الغالي مصطفى مزياني"، شهداء جيش التحرير والمقاومة المسلحة وشهداء الشعب المغربي عموما وشهداء الحركة الطلابية خصوصا. رغم محاولتهم تكييف التهم في دهاليز المخابرات و"العبقرية" في صكها والإستعانة بالألة الإعلامية عبر صور مفبركة لتغليط الرأي العام حسب الأصداء التي وصلتنا عبر العائلة هدفها محسوم سلفا لتجريمنا كمحاولة جبانة معروفة لعزلنا عن محيطنا العائلي وعن الجماهير الطلابية والشعبية بصفة عامة لإكمال مهمته الإجرامية في هدوء تام، لكن هيهات ثم هيهات فحقيقة إجرام النظام أصبح يقر بها الكل دون استثناء والحقيقة دائما ثورية.

الإعتقال السياسي قضية طبقية
المعتقل والشهيد حرب التحرير الشعبية

0 التعليقات:

إرسال تعليق