الاثنين، 25 نوفمبر 2019

26 نونبر 2019// أوطم// جامعة اسماعيل – مكناس// توضيح للرأي العام


26 نونبر 2019
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب                                                   جامعة اسماعيل – مكناس

توضيح للرأي العام


<< من يعتقد أن نجم الثورة قد أفل، قد يكون جبانا أو خائفا أو متحاذقا، فالثورة قوية كالفولاذ، ملتهبة كالجمر، باقية كالسنديان، عميقة كحبنا الوحشي لهذا الوطن >>-تشي غيفارا-
ليفهم سياق ومحتوى هذا التوضيح، الذي يعتبر بمثابة تتمة لتوضيحين سابقين : الأول تحت اسم "بصدد هجوم القوى الشوفينية" بتاريخ 17 ماي 2018، والثاني "توضيح للرأي العام" صادر عن أوطم جامعة اسماعيل بتاريخ 05 ماي 2019. نود أن نعود بالرأي العام إلى الإطلاع على التوضيحين السابقين قبل الاستفاضة في هذا التوضيح الحالي.
إن الأوضاع المزرية التي تعيشها الجماهير الشعبية بما هي نتيجة للسياسات الطبقية التي تستهدف القوت اليومي وتضرب القدرة الشرائية لعموم الكادحين من طرف النظام القائم بالمغرب ذو الطبيعة الثلاثية اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية، تنفيذا لاملاءات دواليب الإمبريالية (صندوق النقد الدولي، البنك العالمي، منظمة التجارة العالمية)، وذلك بتفويت مجمل القطاعات الحيوية للقطاع الخاص، وكذا تعميق سياسة التقشف وتخفيض الأجور، التي تنعكس بدورها على الوضعية الاقتصادية والاجتماعية لعموم الجماهير الشعبية.
باعتبارها جزء من الجماهير الشعبية، فإن الجماهير الطلابية بدورها لم تسلم من نيران السياسات الطبقية خصوصا في حقل التعليم عبر مسلسل من المخططات الطبقية (الميثاق الطبقي للتربية والتكوين، المخطط الاستعجالي، المخطط الرباعي، الرؤية الاستراتيجية) وصولا إلى حلقة جد متقدمة من الزحف الممنهج المتمثلة في المصادقة النهائية على "قانون الإطار 17-51" كأخر مسمار يدق في نعش مجانية التعليم.
أمام هاته السياسات الطبقية، تنتصب الجماهير الشعبية كما الجماهير الطلابية مفجرة أشكالا نضالية متباينة في الزمان والمكان، ولذلك فإن رقعة النضال وثقافة الإحتجاج والمقاومة آخذة في النمو والتجدر في أوساط الحركة الجماهيرية خصوصا الحركة الطلابية بإطارها الصامد والمناضل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وبقيادتها السياسية والعملية النهج الديمقراطي القاعدي بمختلف مواقع تواجده إلى جانب الجماهير الطلابية في نضالها ضد البنود التخريبية عبر تفجير معارك نضالية وازنة وتوسيع قاعدة الطاقات النضالية وتسييد الثقافة البديلة عبر الأسابيع الثقافية وترسيخ الأعراف من جيل إلى جيل خصوصا مع بداية كل موسم جامعي عبر تنظيم عملية إستقبال الطلبة الجدد تجسيدا للشعار التاريخي "طالب جديد دم جديد في شرايين أوطم". هذا ما تجسد مع بداية هذا الموسم الجامعي 2019-2020 بمختلف المواقع الجامعية المناضلة بما فيها موقع مكناس. إلا أن أهداف النظام القائم عبر مؤسساته الرجعية بتقزيم عدد ورقعة المواقع المناضلة، وهذا بالضبط ما حاولت إدارة كلية العلوم عمله بالتزامن مع أول يوم من الموسم الجامعي الحالي بتاريخ الثلاثاء 03 شتنبر 2019 حيث أقدم "الكاتب العام" إلى تهديد الرفاق والمناضلين بالاعتقال والضرب إذا لم يوقفوا عملية استقبال الطالب الجديد نظرا لما تحمله من رسائل التضامن والتعاون في إرشاد الطلبة الجدد وكذلك من أجل الوقوف على كل الخروقات المحتملة (رسوم التسجيل، تعقيد مساطر التسجيل...) إضافة إلى تعريف الطلبة الجدد بإطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ومبادئه الأربع صونا للذاكرة النضالية وحفاضا على الإرث التاريخي المكتوب بدماء الشهداء وحرية كافة المعتقلين السياسيين إيمانا منا بعدالة القضية ومشروعيتها والدفاع على ما تبقى من مجانية التعليم، والإنتصاب حجرة عثراء في وجه كل أعداء الحركة الطلابية المتمثلة في تجليات الحظر العملي (الأواكس، القوى الظلامية والقوى الشوفينية) كأوراق يحركها النظام القائم، وهذا ما قامت به القوى الشوفينية بالشوشرة على عملية الاستقبال بالتنقل بين مرافق الكلية على شكل مجموعات مسلحة وخلق حالة من الهلع والرعب في نفوس الطلبة القدامى والجدد لدرجة أن بعض الطلبة الجدد ضاعت منهم وثائق التسجيل بعدما عمدت القوى الشوفينية إلى تمزيق ملصقات تخص توجيه عملية إستقبال الطالب الجديد، كما أن عنصر من القوى الشوفينية يصرخ في وجه المناضلين "جمع عليا هاذ الشي، وهاذ العام غيدوز عليكوم كحل" وذلك تحت أنظار موظفي وأطر الكلية إضافة إلى إشهار الأسلحة البيضاء في اليوم الأول من التسجيل، خصوصا أن تلك الفترة - شهر شتنبر- تزامنت مع ما يسمى "حملة أمنية" تحت قيادة الجلاد "الدخيسي" بأوامر من المدعو "ع اللطيف الحموشي" عن مديرية القمع "لتطهير" مدينة مكناس من مظاهر الجريمة (السرقة، المخدرات، الاغتصاب...) والذين هم في الحقيقة أكبر مساند لها والحاضن الرسمي لكل مظاهر التفسخ المجتمعي وتكريس نفس المظاهر المخلة بالأمن النفسي والجسدي لعموم الكادحين، وبذلك يتم التدخل تحت مبررات "المقاربة الأمنية" التي هي في جوهرها مقاربة قمعية تستهدف الأصوات المناضلة والمناهضة للأوضاع المزرية من داخل هذا الوطن الجريح. فبمعادلة بسيطة جدا:
-         كيف يعقل وفي عز ما يسمى "حملة تطهيرية" أن تقوم القوى الشوفينية بالتنقل بكل أريحية وهي مدججة بكل أنواع الأسلحة؟
-         كيف لم يتم إلى حدود الآن توقيف أي عنصر شوفيني حول ملابسات إغتيال الطالب الصحراوي "عبد الرحيم بضري"، علما أن الأدلة الدامغة متوفرة وبلغة النظام الأمر يتعلق "بجناية"؟
-         لماذا النظام القائم عبر مؤسساته الرجعية لم يحرك الساكن بخصوص مجموعة من الطلبة انقطعوا قسرا أو انتقلوا مكرهين لجامعات أخرى هربا من بطش القوى الشوفينية؟
إن الهدف من طرح هاته الأسئلة ليس إنتظارا لإجابة من النظام القائم أو طمعا في "عدالة" أو "إنصاف"، لأننا متيقنين كل اليقين أن جهاز "الدولة" هو جهاز قمع طبقي في يد المستغِلّين لحماية مصالحهم واستعماله ضد السواد الأعظم من المستغَلّين. لكن الهدف هو فتح عيون الرأي العام  على الاجرام العلني والسري الممارس في حق المناضلين داخل الجامعات سواء بشكل مباشر عبر الجحافل القمعية وإما بشكل غير مباشر بتسخير كلابه الرجعية من قوى ظلامية وقوى شوفينية.
على هذا الايقاع قامت القوى الشوفينية بمنع جميع الأشكال النضالية وتهديد الطاقات النضالية بالتصفية الجسدية والتوعد في الرفاق والمتعاطفين بعدم اجتياز الامتحانات، ناهيك عن الروتين اليومي المتمثل في الاعتداء وتعنيف الطلبة والموظفين. لكن ما لا يفهمه هؤلاء أن الحركة شكل من أشكال وجود المادة وأن الفعل النضالي لم ولن يرتبط يوما برغبة أحد، فرغم كل أساليب الترهيب والتنكيل إلا أن دينامية موقع مكناس وخصوصياته لم ترضخ لأهداف النظام وذلك بترسيخ ثقافة الأعراف والدفاع على مصالح الجماهير الطلابية وهذا ما وقع يوم الأربعاء 13 نونبر 2019 حيث توجهنا إلى كلية العلوم باعتبارنا طلبة الكلية إلى الجماهير وقوفا على إشكال الأشغال التطبيقية TP الذي يخص شعبة الكيمياء SMC  السداسي الثالث S3 ، وكان من المقرر من خلال التواصل مع الطاقات النضالية إنجاز شكل نضالي بهدف تسوية  هذا الإشكال البيداغوجي. لكن دور القوى الشوفينية المتمثل في المزيد من تكثيف الحضر العملي على أوطم تجلى في الهجوم على المناضلين مساء ذلك اليوم كحلقة جد متقدمة من الاجرام المتواصل في حق الرفاق والطاقات النضالية ولنا من الأدلة الملموسة ما يؤكد صحة ما ورد في هذا التوضيح وليس ادعاءات وافتراءات فارغة كما حاولت القوى الشوفينية ـ من خلال صفحاتها البوليسية (MCA  أمكناس، رصد جامعة مولاي اسماعيل، كل ما يتعلق بالأمازيغية، جريدة العلم الأمازيغي ...) تسويقها للراي العام عبر محاولة لخلقها لضجة لم تتجاوز الشاشات الزرقاء لحساباتهم الفايسبوكية وترويج صور المناضلين الشرفاء بل ومنهم من لم يعد في المرحلة الجامعية على أنهم "مجرمين" والقيام بأدوار بوليسية وتقديم المحاضر لقوى القمع بهدف اعتقال شرفاء هذا الوطن الجريح وكذا القيام بمقاربة جد خطيرة بمقارنة مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي بالقوى الظلامية "داعش" خصوصا ان الرفض العالمي للوحشية التي تنفدها التنظيمات الارهابية جرائم في حق الانسانية وكذلك باللعب على حساسية الضمير الشعبي وذر الرماد في عيون المتتبعين عبر تشوية سمعة المناضلين الذين يؤمنون بقضايا الجماهير الطلابية والجماهير الشعبية ويضرب بهم المثل في التضحية ونكران الذات، وهو طبعا ما يتناقض ومطامح النظام القائم، حيث انه وسط هاته الزوبعة الاعلامية المشبوهة قامت القوى الشوفينية بالمزاوجة بين دورين: الأول دور الجلاد بتاريخه الدموي في الاغتيال (الحسناوي، الساسيوي، بضري ) عبر اخراجها الطلبة من قاعات الامتحانات ومن المختبرات بمختلف المسالك ـ الإجازة، الماستر، والدكتوراه ـ وذلك بإشهار الأسلحة البيضاء لفرض "المقاطعة" القسرية لأسباب واهية ألا وهي الضغط على "الإدارة" الرجعية لاعتقال المناضلين وهذا ما تأكد عبر "بيانين" مشبوهين لكليتي العلوم والآداب تحت مبررات متعلقة "بالعنف الجامعي". فهنا نتساءل والجواب لا ننتظره منكم:
-         أين هي بيانات الاستنكار حين تعذيب مجموعة من الطلبة داخل كلية العلوم وأمام أنظار الجميع؟.
-         أين هي "مسؤولية" كلية الآداب والعلوم الانسانية إزاء تقطيع أوصال طالب بذات الكلية مطلع هذا الشهر من طرف القوى الشوفينية؟
-         لماذا تصاغ دائما البيانات البوليسية ضد مناضلي اوطم ومناضلي النهج الديمقراطي القاعدي؟
  إن طرحنا لهذا النوع من الأسئلة ليس راجع إلى عدم فهمنا تقسيم الأدوار في إطار اللعبة بين الأيادي الخفية والبيادق، ولكن دور هاته الأسئلة بمثابة وضع الأصبع على الجرح مباشرة وفرصة لترك المجال لكل المتتبعين للشأن السياسي وبالخصوص التطورات الحاصلة بين الحركة الطلابية وأعداءها دون فبركة أو بروبغندا مشبوهة ومملوءة بالثغرات والأكاذيب وهذا هو الدور الثاني الذي تحاول القوى الشوفينية حاليا لعبه عبر تشخيصها لدور الضحية الذي "يناشد إلى صياغة ميثاق شرف ضد العنف" وأن "MCA السلمية، نموذج الفكر الكوكبي التنويري الذي يحتكم إلى العقل والمقارعة الفكرية" بل وأكثر من ذلك "أن الحركة الثقافية الامازيغية  هي حفيدة غاندي المسالم داخل الجامعات المغربية" وهذا ما يضرب عرض الحائط ويسقط كما تسقط أوراق التوت عندما يتطور الفعل النضالي وتتجدر مبادئ وأعراف أوطم وهو ما قامت به أيدي العنصرية العرقية بتمزيق صور رموز التحرر والمعتقلين السياسيين إضافة إلى تخريب مجلة حائطية لكرنولوجية أوطم ومبادئها من داخل كلية العلوم وقاعات المطالعة.
  إن "تأخر" هذا التوضيح ليس مرتبط باللامبالاة أو عدم درايتنا بحملة التشويه والتسميم والفبركة، بل هذا التوقيت راجع إلى تعمدنا ترك المجال والوقت لانكشاف الدسائس التي تطبخ في الكواليس بين النظام القائم وكلابه الوفية القوى الشوفينية، وهو ما تأكد بالملموس يوم الجمعة 22 نونبر 2019 عبر قيامنا بتنظيم شكل توضيحي داخل بهو كلية العلوم مع الجماهير الطلابية حول الاتهامات التي نتعرض لها وتنديدا بالبيانات البوليسية وبالحملة القمعية المسعورة ضد المناضلين وهو ما تجلى بعد إنتهاء الشكل باعتقال أربع رفاق بينهم رفيقة. قبل تركهم تم استنطاقهم وتهديدهم بغرض النيل من عزيمتهم النضالية، بناء على كل ما سبق وباعتبارنا مناضلي/ات أوطم والنهج الديمقراطي القاعدي مسترشدين بالنظرية الماركسية ـ اللينينية ومسلحين بأخلاق المناضل الثوري الذي لا تحكمه ردود الافعال الميكانيكية ولا النزعات الشخصية أو النفسية في خوض الصراع الطبقي في كل مستوياته ـ السياسي، الاقتصادي والإيديولوجي ـ ولكن إجابتنا العلمية والعملية تتمثل في البرنامج المرحلي بنقاطه الثلاث بما هو برنامج الحركة الطلابية، فنضالنا من أجل رفع الحضر العملي (وتجلياته) على أوطم، والذي لن يتأتى إلا بمواجهة ما يمكن مواجهته من بنود التخريب الجامعي عبر تفجير المعارك النضالية الوازنة بما هي مساهمة من موقعنا داخل الحركة الطلابية في إطار المواجهة الشاملة، أي الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية وكذلك مواجهة البيروقراطية بتسييد الأشكال الديمقراطية التي تضمن وتحافظ على المضمون الكفاحي والإرث النضالي للحركة الطلابية.
إننا من خلال هذا التوضيح البسيط نؤكد للرأي العام ما يلي:
-         إدانتنا لإجرام القوى الشوفينية المتواصل في حق الجماهير الطلابية بموقع مكناس.
-         إدانتنا للبيانات البوليسية لكليتي العلوم والآداب والعلوم الإنسانية.
-         إدانتنا لتشويه سمعة المناضلين الشرفاء للشعب المغربي ومناضلي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب خصوصا فرع فاس وكذلك مناضلي أوطم والنهج الديمقراطي القاعدي.
-         تنديدنا بالتطويق القمعي اليومي للحرم الجامعي بمكناس.
-         إيمانا بعدالة قضيتنا ومشروعيتها.
-         تشبثنا بإطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ومبادئه وأعرافه.

عاشت نضالات الحركة الطلابية
عاش الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
عاشت الأمازيغية ... الموت للفاشية

0 التعليقات:

إرسال تعليق