الاثنين، 29 أبريل 2019

المعتقلين السياسيين للنهج الديمقراطي القاعدي على خلفية مؤامرة 24أبريل// كلمة بمناسبة تنظيم النهج الديمقراطي القاعدي لأيام الشهيد و المعتقل النسخة الخامسة بموقع ظهر المهراز فاس


المعتقلين السياسيين للنهج الديمقراطي القاعدي على خلفية مؤامرة 24أبريل

بن عز بلقاسم سجن تازة 10سنوات
عبد الوهاب الرماضي سجن مكناس 10 سنوات
مصطفى شعول سجن تاونات 10سنوات
عبد الله شعول سجن تاونات 10 سنوات
ياسين المسيح سجن القنيطرة 15 سنة
هشام بولفت سجن تاونات 15 سنة

كلمة بمناسبة تنظيم النهج الديمقراطي القاعدي لأيام الشهيد و المعتقل النسخة الخامسة بموقع ظهر المهراز فاس


الرفيقات، الرفاق، الجماهير، الحضور المناضل
نستهل هذه الكلمة بالتعبير عن مدى اعتزازنا الكبير بما تقدمونه، أنتم رفاقنا و رفيقاتنا في النهج الديمقراطي القاعدي، في مختلف مواقع تواجدكم، سيرا على درب شهدائكم و معتقليكم السياسيين الأوفياء قولا وفعلا، لانتمائهم السياسي، و على إسهامكم المتواصل في إطار قضيتنا على المكانة المنفردة التي تحتلها في جدوى اهتمامكم، و من خلالها نتوجه بالتحية لعائلاتنا المناضلة التي أبانت عن صمود بطولي و استعداد كبير للمزيد من النضال من اجل فرض إطلاق سراح أبنائها، كما نود أن نحيي عائلة رفيقنا الغالي الشهيد مصطفى مزياني، خاصة والده، لما أبان من دفاع مستميت عن قضية ابنه و تحصين تضحياته من كل أشكال الاسترزاق و تشبثه برفاق فلذة كبده، مناضلو مناضلات النهج الديمقراطي القاعدي و المعتقلين السياسيين، و عبره نحيي كافة عائلات الشهداء، و على رأسهم شهداء النهج الديمقراطي القاعدي، كما لا تفوتنا الفرصة لتحية عائلات المعتقلين السياسيين خاصة عائلات المعتقلين السياسيين لانتفاضة الريف و نشد على أيديها بعد المجزرة الأخيرة المرتكبة في حق أبنائها و هي التحية الموصولة إلى كافة الحضور المناضل.
الرفاق، الرفيقات، الجماهير، الحضور المناضل
يؤكد النهج الديمقراطي القاعدي مرة أخرى من خلال هذه المحطة المؤطرة بشعار يعكس النظرة السليمة تجاه متطلبات الصراع الطبقي العام، بما يعرفه من تطورات و سياقات مفصلية تتطلب استيعابها بالشكل المطلوب، لما تكشفه من فرز جلي لا هراء فيه يضع النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي بمختلف أجهزته و أدواته السياسية و الأيديولوجية من طرف، و في طرف نقيض تقع الجماهير الشعبية بطبقاتها الكادحة و فئاتها المعدومة، في مواجهة أوضاعها المتردية على مسلسل من الاستغلال و الاضطهاد الطبقيين، وهي الأوضاع التي تدفع الجماهير اليوم إلى خيار المقاومة كسبيل وحيد و أوحد نحو خلاصها النهائي في سبيل الغد الأفضل و المجتمع المنشود، هو الخيار الذي تأكد بعد ما قطع الشعب المغربي أشواطا متقدمة في نفس، الاتجاه خاصة بعد التحولات المهمة إبان انتفاضة 20 فبراير 2011 كمنعطف أبانت من خلالها الجماهير عن تشبثها و عزمها السير قدما في مسيرتها، رغم مجابهتها بالحديد والنار، و تأهب القوى الرجعية و كل المتربصين الذين انقضوا على التضحيات المقدمة و اغتصابها ومحاولتها المستمرة إلى اليوم في إجهاض حلم الشعب بكامله في مقابل سعي القوى الإصلاحية اليائسة إلى تسقيف مطالب الحركة و أي تخوين جماهيري كنتيجة لضيق أفقها و عجزها عن مسايرة إيقاعه.
الرفيقات، الرفاق، الجماهير و الحضور المناضل
إن الشروط الاقتصادية و الاجتماعية التي أنتجت و تنتج واقع الانتفاض و الانفجارات الاجتماعية بالرغم من بعض الخفوت و الركود النسبي، لا تزال قائمة بأشكال أكثر حدة، تزيد من تعميق معاناة و بؤس الجماهير، كنتيجة لنظام متعفن سياساته لا شعبية التي تستهدف تخريب كل أوجه الحياة المادية للمغاربة و تصدير خيراته و وضعها رهن إشارة الرأسمال العالمي و تدمير مختلف القطاعات الاجتماعية عبر فتح المجال أمام هذه الأخيرة للمزيد من امتصاص دماء المعدمين الصحة التعليم التشغيل الخدمات الاستثمار بمصادر الثروة البحرية... هذا و إن كانت قضية التعليم تستحوذ على نصيب أوفر من مسلسل التخريب على مختلف الأصعدة و تمرير ما تبقى من مجانيته إلى القطاع الخاص بالتزامن مع ترك الأسر المغربية المكتوية أصلا بنيران الغلاء وضرب القدرة الشرائية أمام مصيرها مع مافيات الرأسمال، مع تفكيك المدرسة و التعليم العمومي و تقديم محتوى تعليمي يكرس الاستلاب و الإخضاع و جعله أداة إيديولوجية جبارة لخدمة مصالح طبقية صرفة، عبر مناهج تروج ثقافة رجعية تفتقد لأي مضمون علمي، قادر على بناء الإنسان و يمكن الأفراد من اكتساب معرفة علمية نقدية، بأوضاعه و حياته اليومية، يقيم من خلالها ويدعم مشروع إنساني يتوافق مع طموحه و يختلف مع ما هو سائد، ولعل ما يدور اليوم و ما يشرع النظام على تنزيله في إطار ما يسمى "الرؤية الإستراتيجية 2015/2030" و تثبيت ذلك و ترسيمه عبر قانون الإطار، يعد قطعا نهائيا مع ديمقراطية و مجانية التعليم، و ما اختزال النقاش الدائر حول هاته الرؤية في لغات التدريس و ما شابه ذلك، سواء حجب حقيقة الجريمة المرتكبة في حق أبناء الشعب المغربي في التعليم.
الرفاق، الرفيقات، الجماهير الحضور المناضل
لقد دعا القاعديين في أكثر من مناسبة إلى ضرورة تطوير الفعل النضالي و تجذيره في أوساط الجماهير بالشكل الذي يكون قادرا على رفع كل التحديات المطروحة و قد بادروا إلى ذلك عمليا خلال محطات مشهودة، بغية دفع عجلة الصراع إلى الأمام، كخيار تواجدهم أمام نيران كل مخططات الاستهداف و التآمر و توجت في أبشع مظهر لها في مؤامرة 24 ابريل 2014 كمخطط أريد من خلاله اجتثاث القاعديين، و التي نعيش اليوم بالمناسبة مرور خمس سنوات عن تنفيذه على إيقاع من الصمود المتواصل و المقاومة المستميتة بتفاصيل من الألم و المعاناة، و المعنويات المرتفعة صراحة بفعل الدعم القوي و اللامشروط لرفاقنا و رفيقاتنا النضالي و السياسي و المعنوي بفعل جهودهم المتواصلة على تجاوز وقع الضربة الموجعة و الوقوف إلى جانب عائلاتنا، إلى مساهمة و دعم رفاقنا ممن عانوا معنا تجربة الاعتقال و شاركونا نفس الزنزانة فيما يخص قضيتنا...، ولم يكن ذلك نابع من منطق الزعماتية أو مجرد الكلام، و إنما هو إحساس بالمسؤولية تجاه قضايا الشعب المغربي وما تعرفه من ضرب ممنهج ومخطط له، إلى جانب القمع المسلط على رقاب المناضلين و على الحركة الجماهيرية ككل، و هذا ما ينبغي على الجميع إدراكه كون الارتكان إلى الوراء والوقوف موقف المتفرجين والانصراف هو تصفية الحسابات الضيقة و المزايدات الفارغة، و تغييب أسلوب التخوين و التجريم و تبرير العجز بتعليقه على الآخر، على حساب النضج و المحاسبة على أرضية الأعمال و الممارسة الميدانية، ليس من شأنه سوى تشجيع النظام على المزيد من التدمير و الاعتقال و القمع، فحتى عدد المعتقلين السياسيين المتزايد و سنوات السجن الموزعة عليهم، تجعل لغة الأرقام هي الأخرى تتحدث عن مدى التخلف الحاصل من مسايرة إيقاع الصراع و غياب الآليات الناجعة و المبادرات الحقيقية التي يمكنها تدليل صعوبات الفعل و يجعلها على الأقل تقلص فارق الاحتلال المهول في موازين القوى، و إن كان و الحق يقال، التاريخ يسجل للقاعديين الريادة في هدا الباب بإبداعهم لآليات و وسائل ترمي إلى تنظيم الفعل حتى يكون باستطاعته مواجهة الإكراهات الممكنة.
هكذا تصبح هذه الآليات تكتسي طابع الملحاحية لمجاراة التضحيات المقدمة التي و إن كانت تظهر عزم الجماهير مواصلة مسار تحررها، إلا أنها و لعوامل متداخلة لا تبلغ مداها و نهايتها الفاصلة، و هذا مراده ليس فقط جبروت النظام و تآمره على مصالح الشعب المغربي، فعلاوة على ذلك لا ينبغي إنكار الغياب الغير المبرر لتأثير المناضلين بالمستوى الذي يمكنه إعطاء و ترسيخ أبعادا تحررية لنضال الجماهير الشعبية، بفعل كذلك أدوات المقاومة الشعبية، و محدودية المبادرات المسجلة في خلق وجود و امتداد لها في أوساط الجماهير، و تخلفها عن التطورات الحاصلة في الشارع.
الرفاق، الرفيقات، الجماهير الحضور المناضل
إن الدعوة إلى الصمود و المقاومة، أصبح على الأرجح معطى مشتركا حتى عند أولئك الذين لا يهمهم سوى خدمة مصالح ضيقة، و أناس اغلب الظن لا وجود لهم في ارض الواقع، وتصبح هذه الدعوات مجرد كلام أجوف إذ لم يقترن اقترانا وثيقا باقتحام جبهات الصراع الملتهبة التي لم تعد تخفى على احد، بأرضيات واضحة للاشتغال و مشاريع تصورات سياسية تحمل الجواب على هموم الشعب و تعكس طموحه في الإنعتاق، يتم بناءا عليها تحديد معالم و طرق النضال وفق أهداف محددة بعيدا عن الممارسة العشوائية و المندفعة التي يخفت بريقها مع مرور الأيام و تسارع الأحداث، تتحقق عبرها إمكانية تجاوز الهوة السحيقة ما بين الحاملين حقيقة لمشروع التغيير الجذري و ما بين أصحاب هذا المشروع و كل من له مصلحة اجتثاث جذور الاستعمار و التخلف.
هكذا لم تعد قضايا الشعب المغربي تحتمل التأجيل و عليه يصبح إلزاما على الجميع الإعلان عن اصطفافات حقيقية بعيدا عن العناوين البارزة و البيانات المدونة التي لا يتجاوز صداها المحيط الذي دونت فيه، و أمامها اليوم القضايا الحارقة، قضية الاعتقال بما تحظى من مكانة و طابع خاصين، يستوجب على كل الغيورين و شرفاء هذا الوطن الجريح و ضعها ضمن أولوية أولوياتهم، ببرامج و مبادرات فعالة تستهدف التشهير بأرضيات اعتقالهم على نطاق واسع، والنضال من اجل فرض إطلاق سراحهم، على كل الواجهات إلى جانب الوقوف إلى جانب عائلاتهم المفجوعة و تأطير و تنظيم خطواتهم الميدانية، لئلا تترك عرضة لأي شكل من أشكال الاسترزاق.

.

0 التعليقات:

إرسال تعليق