الجمعة، 22 فبراير 2019

20 فبراير 2019// أوطم// النهج الديمقراطي القاعدي// كلمة بمناسبة الذكرى الثامنة لانتفاضة 20 فبراير


                                                                 20 فبراير 2019   
          
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب                          النهج الديمقراطي القاعدي

كلمة بمناسبة الذكرى الثامنة لانتفاضة 20 فبراير

إننا اليوم نقف على أعتاب السنة الثامنة من ذكرى انتفاضة شعبنا الأبي، التي من خالها تكون قد مرت 8 سنوات على خروج مئات الآلاف من شباب وشابات وكهول وأطفال الشعب المغربي المقهور، إلى شوارع المدن عازمون معه على اقتلاع الديكتاتورية والقمع راسمين سيمة الأمل للمستقبل المشرق الذي لاحت أفقه في الأعالي مسقطين أوهام ديكتاتورية البورجوازية الكمبرادورية، وعاقدون العزم على المضي قدما لمغرب الغد الحقيقي وليس المستهلك في شعارات القوى الإصلاحية والرجعية وكل الدكاكين السياسية التي نبتت في بلدنا كما ينبت الفطر في بيئة موبوءة، وكما تعلم الجماهير و المناضلين  الذين خلدوا ذكرى انتفاضة أسقطت الخوف وأحيت الشارع بعد سنوات من الركود وعقود عجاف، لطالما اعتمد النظام القائم المجرم والعميل آلية التخويف و القمع من أجل التحكم في أعناق الشعب لأجل ترويضه خدمة للاستبداد الذي تم تشييده منذ الاتفاقية الخيانية "إيكس ليبان" الشهيرة التي من خلالها نصبت الامبريالية العالمية النظام القائم اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، ليتمم مهام استغلال و الاضطهاد الطبقيين و يرهن مصير الشعب المغربي بدواليب و مصالح أسياده.
 في هذا اليوم لابأس أن نذكر من خلاله لمن نسي أو تناسى أو دفعته الظروف لفقدان الذاكرة في دروبها المظلمة أن أسوار المدن لو كانت قادر على النطق لأخذت الكلمة لتحدثكم عن عظمة الجماهير الشعبية حتى تلبي نداء الحياة رغم كثرة زارعي الموت في مقبرة الوطن الذي أصبح فيه الإنسان رقم في أرشيفات "وزارة الداخلية". هنا صدحت الجماهير بكامل وجدانها و وعيها و استشعرت الظلم الذي لا يطاق، فملأت الشوارع و المدن بعزيمتها وبإصرارها مرددة شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" الذي هز أركان التحالف الطبقي المسيطر ليلجأ كعادته إلى الأسلوب الدموي في التعاطي مع الجماهير الشعبية، فسقط الشهداء كما سقطوا في تاريخ بصم سجل نظام سفاح يرتوي بدماء الأبرياء و يفخر بِكَمِ الجماجم المكسرة التي تزيد من نرجسيته و تغذيها، لكن معارك الشعب لازالت طويلة و يصعب التكهن بنتائجها المستقبلية، ولكن كما يقال لست مهزوما ما دمت تقاوم تلك حكمة تولدت من واقع قائم ولها شروط الاستمرار في التاريخ لتكتب تاريخ المقاومين المنتصرين حتما. لقد قاوم الشعب المغربي الاستعمار المباشر فأتاه الاستعمار الجديد بحلة جديدة وممارسة سياسية جديدة استطاع لحدود معينة إخفاءها لكن الواقع كفيل بكشف كل متخفي خلف قناع المكر والخداع.
20فبراير كانت استمرارية للمقاومة في شكل جديد مستفيدة من التكنولوجيا الحديثة والتقنية، فانتفاضة 20 فبراير قربت المسافة من أجل ألا تخطأ رصاصة الرحمة الهدف، فأن تضع يديك على الزناد دون ارتجاف اليدين هو خطوة مهمة في تعلم القنص ومواجهة الخوف، هذا ما تعلمه الشعب المغربي من انتفاضة 20 فبراير فقد انكشف العدو وظهر مجددا عاريا بعدما أتقن لعبة التخفي تحت شعار "العهد الجديد"، لكن كان الخصم والعدو الطبقي أدهى وكان المناضلين أنواع وأشكال منهم من احترف التمثيل واستحق عن جدارة أن يكون نجما هيوليوديا، ومنهم من أخلص للشعب وكان قلبا وقالبا مع معذبي الأرض، شرب من معاناة الواقع وتسلح بفكر تغييره وعمل بكد وجد ضمن إطار فلسفة العمل اليومي البسيط كإخلاص للشهداء كل من الشايب، العروي، بدروة، شهداء محرقة الحسيمة، ابن عمار، الزوهري... وكل الذين تجرعوا عذابات مخافر القمع و برودة الزنازين، فالأكيد جدا أن تضحياتهم لن تذهب سدى بل دشنت مرحلة جديدة تعلم فيها الشعب لغة الاحتجاج و آمن بفكرة المقاومة، فالانتفاضة لم تأفل بعد بل لازالت حية لن تعرف الموت رغم الحالمين بموتها، إن دماء الشهداء و دموع أمهات المعتقلين تساؤلنا، أين وصلنا في بناء أو الإسهام في بناء الأداة الثورية التي هي الحل لهذا الواقع المرير الذي انطلق منذ الاستقلال الشكلي.
 الذكرى ليست ذكرى نزرع فيها الكلام المزخرف و المنمط بل المطلوب الوقوف على مدى تطور عملنا ومدى قصوره لنستطيع استيعاب التطورات الحاصلة و الاستفادة من كل ما راكمه شعبنا من تجارب غنية بالدروس و العبر فالمطلوب المزيد من العمل الدؤوب بإخلاص و جد لبلورة الأداة الثورية المعبر الفعلي عن خلاص شعبنا، ولنا كنهج ديمقراطي قاعدي بتصورنا الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ذات الأفق الاشتراكي إسهامنا في هذا المستوى كاستمرارية في تحصين كفاحية الحركة الطلابية التي لعبت دورا مهما في الصراع الطبقي الدائرة رحاه بالمجتمع المغربي، وباعتبارها جزء لا يتجزأ من الحركة الجماهيرية و رافد من روافد حركات التحرر الوطني و بقيادتها النهج الديمقراطي القاعدي الذي كان له نصيب من الاعتقالات و التعذيب كضريبة دفعها مناضلوه إيمانا بقضايا الشعب المغربي و وعيا منهم بحجم المهام الملقاة على عاتقهم في خضم تطور الصراع الطبقي ببلادنا. إن استحضار هذه المحطة النضالية ليس بهدف العودة إلى الوراء للنوستالجيا، و إنما سيرا على درب الشهداء بوصلة كل من تاه عن الطريق و إسهاما في مسار نضال طويل و شاق يقول فيه الشعب كلمته و ينهي ليل الاستغلال و القهر.

20 فبراير انتفاضة شعبية... لتغيير النظام قيادة ثورية

0 التعليقات:

إرسال تعليق