الاثنين، 11 يونيو 2018

المعتقل السياسي: قاسم بن عزة//ظهر المهراز: جماهير تتحدى.. ورفاق مخلصين.


السجن السيئ الذكر "رأس الماء"
المعتقل السياسي: قاسم بن عزة
رقـــم الاعـتقـــال: 76635

ظهر المهراز: جماهير تتحدى.. ورفاق مخلصين.
في عمق المسار المتصاعد للمقاومة الشعبية، تعبيرا عن قوة التناحرات الطبقية التي تعتمل في قلب المجتمع المغربي، فتحت أفاق جديدة، واسعة ورحبة للفعل النضالي من موقع النقيض الطبقي الشعبي، وأفرزت مهمات ورهانات نضالية بطابع تاريخي، تعددت التصورات والمواقف إزاءها باختلاف مواقع أصحابها. فهناك من فضل النكوص وأخذ مسافات بعيدة تقيه لهيب الصراع، وهناك الوصوليون والانتهازيون الذين يحترفون اقتناص الفرص بالركوب على المعارك والاسترزاق على التضحيات المقدمة، ولو بالنيل منها وتشويهها. ثم هناك الغيورون والمبدئيون، المناضلون الحقيقيون الذين انخرطوا بكل تفان وإخلاص، قدموا ويقدمون الغالي والنفيس في سبيل إنجاح المعارك وتطوير المقاومة الشعبية ودفعها نحو نهايتها المنطقية الفاصلة، في مقدمة هؤلاء وانسجاما مع روح اللحظة التاريخية التي يمر منها الشعب المغربي، تموقع القاعديون في معمعان الصراع العام ببلادنا، استحضارا لمسؤوليتهم التاريخية في قيادة الحركة الطلابية المغربية وجعلها تلعب أدوارها التاريخية في إنجاز مهام التحرر الوطني، من خلال تضحيات ملموسة فاقت كل تقدير على أرضية ممارسة سياسية ثورية مؤطرة بمبادرات وإجابات علمية منسجمة مع روح البرنامج المرحلي.
بالرغم من إصرار عدو طبقي مجهز ومنظم بكل آليات السحق والتدمير على استهداف أبسط مقومات العيش لأبناء شعبنا انسجاما مع توجهات وإملاءات أسياده الامبرياليين والصهاينة، وتصعيده من وثيرة مسلسل إقبار المقاومة الشعبية بلغة الحديد والنار وتصفية كل الأصوات الرافضة لواقع الاستغلال والاضطهاد، استطاع القاعديون التعامل بحنكة، مزودين برؤية سياسية ثاقبة، لسير أغوار واقع معقد والفعل فيه من موقع النقيض الشعبي، والدفع في اتجاه خلق موازين قوى جديدة في معادلة الصراع لفائدة الجماهير، والأكيد أن هذا النهج النضالي بامتياز الذي ينتصر لمصلحة الجماهير، لم يسلم، كما ثبت ذلك التجربة التاريخية من الاستهداف والتآمر وهندسة سيناريوهات دنيئة بهدف الاختراق والبلقنة، قد تتعدد أطيافها لكن يبقى هدفها واحد، إقبار هذا النهج المناضل.
هكذا نشهد اليوم ويشهد التاريخ، على أرقى أشكال تجسيد روح المسؤولية للمناضلين/ت القاعديين/ت تجاه قضايا ومصالح الجماهير، في أسمى صور نكران الذات، مسترخصين حياتهم في سبيلها، ليخطُون بدمائهم الزكية وبلغة الأمعاء الفارغة طيلة أربعين (40) يوما ملحمة جديدة في المسار التاريخي لنضال الحركة الطلابية.
إن معركة الإضراب المفتوح عن الطعام التي خاضها رفاق النهج الديمقراطي القاعدي بالقلعة الحمراء ظهر المهراز جاءت بعد قراءة دقيقة لمعطيات وتطورات الصراع الجارية على الأرض، وجوابا على قوة الاستهداف الذي طال أبناء الشعب ومكتسباتهم التاريخية، وجاءت تتويجا لمسلسل من المعارك والتطورات النضالية التي خيضت على أصعدة مختلفة وامتدت إلى خارج ظهر المهراز...، كرهان يرمي إلى استنهاض فعل نضالي قوي بأبعاد وطنية يرقى إلى مستوى مواجهة الهجوم الرجعي على مكتسبات الحركة الطلابية، والمعركة هي تأكيد لمسايرة ركب الصراع الأخذ في التطور بمختلف ربوع وطننا الجريح، والانخراط في مجرياته من موقع الفاعل بإنتاج المبادرات والمعارك النضالية الوازنة وتقديم أسمى التضحيات، بهذا فقط تخدم قضايا الشعب، وهذا هو خيار القاعديون، وهم مواصلين لنهجهم –نهج الجماهير- بإصرار وعزيمة لا تلين، تاركين المعارك "الدونكشتوتية" لهواة ترديد الشعارات الفارغة والتموقع في الهامش، العاجزين والمتقاعسين الذين يحترفون مراقبة الأوضاع مسلحين بأقلامهم الحمراء لينتجوا فذلكات مسمومة لا تزيد إلا في كشف عوراتهم أمام التاريخ وأمام الشعب، ففي زمن اشتداد المعارك والاصطدام القوي مع العدو يقتضي الواجب على كل مبدئي وغيور وكل ذي موقف سليم توفير كل أشكال الدعم والتأييد لفرض خيار النصر، أما من يجد في هذه اللحظات مناسبة للتشويش وافتعال معارك هامشية باعتماد أوهام لا توجد إلا في مخيلات تقليدية تحن إلى ماضي قديم عانت خلاله الحركة الطلابية من تنظيرات بائسة يحكمها منطق الشيخ والمريد!!، ولن أفوت الفرصة لأحي كل المناضلين/ت الذين واكبوا معركة الرفاق بتضامنهم المبدئي واللامشروط وبمساهمتهم في إنجاحها.
إن الخيار الذي خاضه رفاق مخلصين للتجربة، متحملين بطاقة كبيرة أوجاع وأنين الأمعاء الفارغة، كان خيارا صعبا وتحديا كبيرا في شروط دقيقة ومعقدة، وضعوا من خلاله حياتهم في كف أول ومطالب الجماهير في كف ثانية، بقناعات لا تلين وبمبدئية عالية، فرضت نفسها على الجميع وازدادت قوة بالالتفاف القوي للجماهير الطلابية على اعتبار أن المعركة هي معركتها في نهاية المطاف، والنجاحات التي حققتها معركة الإضراب المفتوح عن الطعام وإفرازاتها المختلفة لا يمكن قراءتها دون الأخذ بعين الاعتبار تكاثف جهود باقي المناضلين/ت وذاك الالتحام القوي بينهم وبين الجماهير وتجلى هذا بشكل واضح في الأشكال الموازية للمعركة وأخرها مقاطعة الامتحانات بالجامعة ككل. هذا الالتفاف هو دليل على تماسك صفوف النهج الديمقراطي القاعدي وصلابته وقوته، والمشروعية التي يتمتع بها وسط جماهير لا ترحم، مسلحة بوعي سياسي ونقابي متقدم، وبهذا تم مرة أخرى تكريس أسلوب للنضال يتسم بالنضج والمسؤولية، يراهن على الجماهير دائما وأبدا انسجاما ومبادئ إطارها المناضل "أوطم"، ويبرز الاستعداد المطلق للتضحية من جانب المناضلين/ت وقدرتهم على إدراك معطيات وتطورات الواقع والتجاوب معه كأساس لبناء المعارك بغية تغيير هذا الواقع نفسه.
لقد خلفت المعركة العديد من الدروس الغنية والأهم الآن هو الاستفادة منها واستيعابها، واستثمار التضحيات المقدمة وذلك لأجل جعلها نموذجا نستفيد منه في المعارك القادمة، فالمسار لازال طويلا وشاقا، وقلاع العدو لازالت منتصبة أمام حركة شعبها التحررية، مصوبة مدافعها الثقيلة تجاه الجماهير وتجاه صدور المناضلين الأوفياء.
                                                                            11 يونيو 2018

1 التعليقات:

جماهير تتجهل ............و رفاق خائنون هههههههههههه

إرسال تعليق