الخميس، 10 أغسطس 2017

أوطم// النهج الديمقراطي القاعدي// ورقة تعريفية بالشهيد مصطفى مزياني بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاده.


الاتحاد الوطني لطلبة المغرب                                النهج الديمقراطي القاعدي


ورقة تعريفية بالشهيد مصطفى مزياني بمناسبة الذكرى السنوية  الثالثة لاستشهاده



بمنطقة تانديت التي تبعد بما يقارب 50 كيلومتر عن دائرة أوطاط الحاج ضواحي مدينة ميسور، كان الميلاد الأول للشهيد مصطفى مزياني الابن الأكبر من بين إخوته يوم 31 أكتوبر 1983 (التاريخ الموجود بالوثائق 01/01/ 1983)، بنفس المكان الذي ترعرع وعاش فيه تلقى تعليمه الابتدائي بحجرات مدرسة "الإمام البخاري الابتدائية، وبعدها إعدادية "ملوية"، ومن ثم ثانوية "المرابطين " أوطاط الحاج.عرف على الشهيد مصطفى عصاميته ورفضه لكل مظاهر الظلم والقهر وتصديه لها مند نعومة أظافره، وهو ما جعله مباشرة بعد حصوله على شهادة الباكالوريا سنة 2004  شعبة العلوم التجريبية، والتحاقه بكلية العلوم ظهر المهراز شعبة الفيزياء ينخرط في معارك الحركة الطلابية إلى جانب رفاقه في النهج الديمقراطي القاعدي التوجه الذي اقتنع الشهيد بمبادئه وحمل مواقفه ودافع عنها حتى استشهاده بقناعاته الصلبة التي لا تلين وبتضحياته التي فاقت كل تقدير. عرف عن الشهيد كذلك من خلال رفاقه ورفيقاته وكل من شاركه المسار والطريق وجمعته به معارك الجماهير الطلابية والشعبية التي كان له دور بارز فيها  (الشليحات، ايكلي...)، انضباطه الصارم وحماسته الثورية للعمل التنظيمي وتفانيه في انجاز المهمات التي لاينتقص من قيمتها أبدا، وإخلاصه للمسؤوليات العديدة التي تحملها داخل النهج الديمقراطي القاعدي.كما عرف أيضا عن الشهيد نكران الذات وتفاؤله الدائم في أحلك الشروط وقدرته الكبيرة على تربية و تأطير الطاقات النضالية ودقته وإتقانه للعمل القاعدي الحقيقي بعيدا عن الأعين إذ كان حبه للظهور قليلا وللخفاء كثيرا.
لكنه كان يظهر عندما يتطلب الأمر ذلك، عندما كانت التضحية تفرض نفسها بقوة، كالمرة التي ظهر فيها بشكل نضالي لأوطم داخل ساحة 20 يناير يوم 03 يونيو 2014، لتأبط شارة الإضراب عن الطعام معلنا عن انطلاق معركة الشهادة/الإضراب المفتوح عن الطعام التي جاءت في عز الحظر، ضدا على الطرد والإقصاء، كتتويج للاعتصام والمبيت الليلي المفتوح الذي جسدته الجماهير الطلابية طيلة الموسم بعد جريمة إغلاق الحي الجامعي، في جو مفعم بالتآمر والتخاذل (مؤامرة 24 أبريل 2014 التي اعتقل على إثرها أبرز مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي والحركة الطلابية وحوكموا بعقود من السجون ) الذي أريد من خلاله إقبار الفعل الجدري وتجفيف منابع التمرد والعصيان، في لحظة اتسمت بالجزر القاتل وخفوت صوت 20 فبراير2011 التي كان للقاعدين إسهاماتهم البارزة فيها، واليكم  الأطوار الأساسية لمعركة الإضراب المفتوح عن الطعام التي دامت 72 قبل أن يعلن الرفيق ميلاده الجديد، ويلتحق بقافلة الشهداء باصما اسمه بدمائه الطاهرة إلى جانب رفاقه الدريدي ، بلهواري ، شباظة، المعطي :
- بداية المعركة : منذ اليوم الأول 03 يونيو 2014 إلى حدود يوم 07 يوليوز 2014 الذي نقل فيه الرفيق مصطفى مزياني مغمى عليه إلى المركب الاستشفائي الجامعي، أي في يومه ال 34 من المعركة قضى الرفيق هاته المدة مجسدا الاعتصام أمام عمادة كلية العلوم والمبيت الليلي بساحة 20 يناير "مخيم المهمشين"، إلى جانب الجماهير الطلابية ، حيت تدهورت الحالة الصحية للرفيق بعد توالي أيام  الإضراب عن الطعام والماء والسكر الذي خاضه  لمدة محدودة وأصبح يسقط في حالة غيبوبة ويتقيأ الدم.
- الاعتقال : من 07 إلى 11 يوليوز 2014، أي من اليوم 34 إلى اليوم 38 من المعركة، قضى الرفيق هاته الفترة مصفد الأيدي تحت التعذيب بالمستشفى حين وجد نفسه معتقلا، وبعده بولاية القمع وقبو "محكمة الاستئناف" فاس. 
- السجن : من 11 يوليوز إلى 16 يوليوز ،2014 أي من اليوم 38 إلى اليوم 43 من المعركة قضى الرفيق هاته الفترة إلى جانب رفاقه المعتقلين السياسيين على خلفية المؤامرة الدنيئة 24 أبريل 2014، بسجن "عين قادوس" بفاس حيت أعلن الرفيق عن مواصله معركة المقاومة بالأمعاء الفارغة وازدادت حالته الصحية المتدهورة سوءا.
- كوكار الحلقة المهمة من الاغتيال : من 16 يوليوز إلى 04 غشت 2014 أي مابين اليوم 44 إلى اليوم 63 من المعركة قضى الرفيق هذه المدة بمستشفى ابن الخطيب (كوكار) بفاس، في ظل إهمال طبي واضح، حيت أصبح الرفيق لا يقوى على الحركة ولا الكلام، وفقد حاستي السمع والبصر وبعض الوظائف البيولوجية (التبول اللاإرادي) كما أصيب بالقصور الكلوي ...كل هذا والرفيق مصفد الأيدي مع السرير في مشهد سادي شاهده عليه أب الشهيد ورفاقه بعد صراع مرير مع أجهزة المخابرات وقوى القمع المرابطة للقاعة. 
- الاحتضار والموت السريري: الفترة ما بين 04 و13 غشت 2014، أي من اليوم 63 إلى اليوم 72 من المعركة،  لفظ فيها الرفيق آخر أنفاسه بغرفة الإنعاش بالمركب الاستشفائي الجامعي، ورفاقه وعائلته ينتظرون فقط سماع خبر استشهاده المؤكد الذي كان يوم الأربعاء 13 غشت2014 على الساعة الرابعة مساءا، بعدما نفذ النظام القائم جريمة الاغتيال بدم بارد في حق الرفيق واختار الظرفية المناسبة للإعلان عنها بعد وضع الترتيبات لذلك وبعد تطويق المستشفى بالقمع محاولا ارتكاب جريمة التستر على جثة الشهيد لولا عائلته ورفاقه وبعض الشرفاء الذين حالوا دون ذلك وقاموا بتشيع جثمان الشهيد ملفوفا بالراية الحمراء بمسقط رأسه تانديت وسط حضور جماهيري غفير. 
باختصار لقد كان الشهيد مصطفى مزياني مناضلا فدا ، وقائدا ملهما ، ونبراسا وهو على قيد الحياة ، وسيظل كذلك بعد الشهادة نبراسا لكل المقهورين ، لقد جدد العهد مع الدريدي وبلهواري وكل الشهداء الذين كان يرددهم دائما على لسانه يعتبرهم قدوة ورمزا للنضال.
من أقوال الشهيد : سننتصر...لأننا نسير على درب الجماهير...و لأننا في وسط الجماهير...سننتصر...لأن الجماهير ستصنع التاريخ...سننتصر...لأن الجماهير ستنتصر.

لكم المجد ومنا الوفاء

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

على درب الشهداء سائرون


0 التعليقات:

إرسال تعليق