13 غشت 2017
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب النهج الديمقراطي القاعدي
البيان الختامي لتخليد الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد رفيقنا مصطفى
مزياني
يعيش العالم تحولات سياسية عميقة، تتمثل أساسا في
التطاحن الامبريالي حول قيادة العالم و الانفراد باستنزاف خيرات شعوبه، كنتيجة
للتناقض الصارخ بين الرأسمال و العمل المأجور، و تأكيدا على حتمية انهيار و زوال
نمط الإنتاج الرأسمالي. حيث تعمل الامبريالية جاهدة للحفاظ على إستمراريتها، موظفة
في ذلك أسلحتها الفتاكة و إمكانيتها المالية و الإعلامية... ضدا على إرادة و مصالح
الشعوب. ولعل ما تعرفه منطقة "الشرق الأوسط" لخير دليل على ذلك، فمن
محاولة إجهاض طموح شعوب المنطقة في التحرر و الإنعتاق، إلى تدمير رصيدها الثقافي و
الإنساني، عن طريق خلق "تنظيمات ظلامية" (داعش نموذجا) التي تتفنن في
تعذيب و تقتيل الأطفال و النساء و الشيوخ... و تمهد الطريق لصناعة مناطق صغيرة
مقسمة انسجاما و المصالح الاقتصادية في المنطقة. كما تعمل الأنظمة الرجعية
بالمنطقة على تصريف هذه الأزمة على كاهل الشعوب تنفيذا لإملاءات الدواليب
الامبريالية ( صندوق النقد الدولي، البنك العالمي...).
وبدوره يعمل النظام القائم بالمغرب كنظام لا وطني لا
ديمقراطي لا شعبي، على تطبيق هذه التوصيات بحذافيرها، و ذلك باستهداف كل القطاعات
الحيوية التي يستفيد منها أبناء الشعب المغربي، عبر تفويتها للوبيات الاستثمار
المالي الأجنبي و المحلي (الصحة، التعليم، السكن، النقل...)، و الزيادات الصاروخية
في الأسعار مع الرفع من الضرائب المباشرة و غير المباشرة، و الإجهاز على مكتسبات
الشعب المغربي ( الوظيفة العمومية، التقاعد...). هذا ما رفضته الجماهير الشعبية
بربوع و طننا الجريح، مفجرة انتفاضات عارمة تحصينا لمكتسباتها التاريخية و دفاعا
عن حقها في العيش الكريم، مقدمة في سبيل ذلك أسمى التضحيات (شهداء، معتقلين،
معطوبين...) مفندة كل الشعارات الطنانة للنظام القائم حول "السلم
الاجتماعي" "مغرب الاستثناء" "الانتقال الديمقراطي"...
التي طالما طبلت لها كل الأحزاب الإصلاحية و الرجعية. وتبقى انتفاضة الريف الملتهب
بلهيب جماهير مفقرة مثال حي على الصمود البطولي للشعب أمام أعداءه، رغم التعاطي
الدموي للنظام القائم مع هذه النضالات الجبارة التي انضافت للتاريخ النضالي المديد
لشعبنا البطل (58، 59، 65، 81، 84، 90، 2011،...)، حيث لا تتردد حفنة العملاء و
الخونة الجاثمة على صدور أبناء شعبنا في تنفيذ جرائم الاغتيال السياسي في حق خيرة
المناضلين الذين تحملوا مسؤوليتهم النضالية في تأطير الجماهير المنتفضة (الشهيد
عماد لعتابي) الذي سقط شهيدا بمدينة الحسيمة، بعدما وظف النظام القائم عتاده
العسكري لإخماد هذه الاحتجاجات المتصاعدة، بعد أن عجزت قواه السياسية على
احتواءها، و تخلف "المناضلين الثوريين" عن تحمل مسؤولياتهم الميدانية
إلى جانب الجماهير المنتفضة لتخصيب الشروط المناسبة لبلورة الأداة الثورية القادرة
على قيادة الشعب المغربي نحو انجاز مهام الثورة الوطنية الشعبية الديمقراطية.
وباعتبار الحركة الطلابية رافد من روافد حركة التحرر
الوطني، لم تسلم بدورها من استهدافات و هجومات النظام القائم عن طريق شن حملة من
الاعتقالات و الاغتيالات في حق مناضليها و الضرب في مكتسباتها التاريخية عبر تنزيل
مخططات طبقية تهدف إلى القضاء على ما تبقى من مجانية التعليم (الميثاق الطبقي،
المخطط الاستعجالي، المخطط الاستراتيجي...)، إذ قابلتها الجماهير الطلابية بإطارها
العتيد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وقيادتها السياسية و العملية النهج الديمقراطي
القاعدي بتفجير معارك نضالية بطولية طويلة النفس على أرضية ملفات مطلبية عادلة و
مشروعة، مقدمة تضحيات جسام تمثلت في قافلة من الشهداء و المعتقلين السياسيين. أمام
هذا الوضع برز مناضلوا و مناضلات النهج الديمقراطي القاعدي متشبثين بخيار المواجهة
ضدا على كل الطروحات الانهزامية، وما كان على النظام القائم إلا أن وجه كل القوى
من أجل إقبار هذا التوجه المكافح عبر حبك مؤامرة خسيسة ( مؤامرة 24 أبريل)، إذ تم
الزج بخيرة مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي بغياهب السجون و إصدار أحكام جد ثقيلة
في حقهم تمثلت في عقود طويلة منم السجن، وفي هذا السياق انتصب رفيقنا في النهج
الديمقراطي القاعدي مصطفى مزياني أمام هذه المؤامرة مقدما بذلك أسمى أشكال التضحية
عبر خوضه إضراب مفتوح عن الطعام دام 72 يوما ليعلن بذلك ميلاده الجديد يوم 13 غشت
2014، و التي نحن اليوم في صدد تخليد ذكراه الثالثة.
وفي الأخير نعلن كنهج ديمقراطي قاعدي ما يلي:
-
تشبثنا بخط الشهيد مصطفى مزياني.
-
إدانتنا للتدخلات القمعية في حق الجماهير
المنتفضة بمختلف المناطق
-
إدانتنا للاغتيالات الممنهجة في حق الشهيدين
عماد لعتابي و الغازي خلادة.
-
إدانتنا للاعتقالات المتواصلة في حق مناضلي
أوطم و النهج الديمقراطي القاعدي.
-
إدانتنا لما يتعرض له المعتقلين السياسيين من
تضييق و ترحيل...
-
تضامننا مع الجماهير المنتفضة في ربوع و طننا
الجريح.
-
تضامننا مع المعتقلين السياسيين و عائلاتهم.
-
تحياتنا الحارة لعائلة الشهيد مصطفى مزياني.
على درب الشهداء سائرون
0 التعليقات:
إرسال تعليق