الأربعاء، 2 أغسطس 2017

02 غشت 2017// السجن المحلي بتازة: المعتقل السياسي بلقاسم بن عز// من سجن تازة... إجرام مستمر و محاولات للتركيع فاشلة.

02 غشت 2017

السجن المحلي بتازة
المعتقل السياسي: بلقاسم بن عز
رقم الاعتقال: 76635

من سجن تازة... إجرام مستمر و محاولات للتركيع فاشلة


في مقابل صمود المعتقلين السياسيين و إخلاصهم لمواقفهم رغم السنين المديدة التي يتجرعون مرارة بطئها وروتينيتها، و مقاومتهم لكل محاولات جرهم إلى مستنقع السجن و مرضياته، بتمسكهم بمبادئهم وقناعاتهم التي يعد أمر إسقاطها بمثابة سقوط في فخ هذا الوسط الموبوء، تستمر عقول الإجرام لجلادين ملطخة أياديهم بالدماء، في تجريب كل الوصفات لأجل ذلك، في سباق محموم نحو من سيحظى بشرف لقب الجلاد لما يدره هذا الأخير على صاحبه من حصانة ومن حظ الترقية و التنويه و رفع المقام...، هاته الطينة من الجلادين لا تخفي امتعاضها من كل شيء اسمه حقوق الإنسان، و مجرد حديثك عن الحرية و الكرامة و الظلم... ستكون عدوا لذودا "لساديتهم"، وما إن يروك تحمل كتابا في الفكر أو الفلسفة، و تقرأ الجرائد و تدمن على ارتياد المكتبة، و لا تسمح أن تمس كرامتك، حتى تصبح هدفا لجبروتهم و إن تطلب الأمر نصب الفخاخ و المكائد و عندما يفتضح أمرهم و تنكشف نواياهم ينفذ صبرهم لينقضوا عليك بعد ذلك بمخالبهم المسمومة، و يستعينوا باحتياطي شهود الزور لفبركة المحاضر و التقارير...، و إرسالك إلى ما وراء الشمس على حد تعبيرهم. في صراع مستمر و احتراق يومي في ما يشبه السير فوق خيط أرق من الشعرة الواحدة.
هكذا ففي واحدة من هذه المناورات اليائسة التي سأشخصها بموضوعية دون تزييف أو التضخيم من المعطيات حرصا على تنوير الرأي العام و عموم المناضلين حول ما تعرضت له الأسبوع المنصرم 26 يوليوز 2017، الذي سبقته محاولات أخرى باءت بالفشل دون بلوغ أهدافهم الجبانة.

في بداية نفس الأسبوع شعرت بآلام حادة على مستوى الحنجرة و الأذن وصداع في الرأس، تحدثت إلى ممرض يشتغل مصحة السجن (ع.ح) هذا الأخير أخذ لي موعدا مع طبيبة السجن (أ.ط) لتشخيص حالتي، بالفعل تم ذلك يوم الأربعاء 26 يوليوز 2017 حيث انتظرت إلى أن انتهت من تشخيص حالة بعض السجناء وولجت "قاعة العلاج" بعد حديثي مع الطبيبة التي استغربت كوني لا أتردد على المصحة إلا نادرا (حوالي 3 مرات منذ مارس 2016 تاريخ ترحيلي إلى هذا السجن)، فوصفت بذلك دواء على شكل مضاد حيوي. في مساء ذلك اليوم نودي علي لتسلم دوائي، فوجدت المكلف بهذه المهمة المسمى "أحمد العلني"، تقدمت نحوه أول ما قام به بدأ يتأمل في نوعية الدواء خاصتي مستغربا الأمر؟؟ وقعت في المكان المخصص لذلك، فناولني إياه بطريقة مستفزة، حاولت استفساره عن دواء هو عبارة عن محلول للشرب، ظنا مني أن الدواء الذي قدم لي سيرفق بأخذ هذا المحلول لعلاج التهاب الحنجرة، رغم أن سؤالي كان تلقائيا و بسيطا كسؤال يمكن لأي إنسان أن يتوجه به إلى ممرض و الذي كان حريا به أن يتلقاه بصدر رحب انسجاما ومضمون عمله، تفاجأت بأن العكس هو الذي حصل فرغم أن سؤالي كان عاديا إلا أن هذا الشخص الذي أسندت له مهمة ممرض لم يستسغ الأمر فكشر عن أنيابه صارخا في وجهي " ما عنديش الوقت –ديه ولا خليه- و كأننا في سوق الخضر. فاجأني بتصرفه الفض هذا الذي لم أقبله وعبرت له عن رفضي لهذا التصرف، وغادرت المصحة مفضلا ترك الأمر لطبيبة السجن في اليوم الموالي، إلا أنه وفي غمرة مني ركض ورائي وقام بدفعي بطريقة جنونية ليفاجئني بلكمة على مستوى الأذن، مرفقا بوابل من السبب و الشتم بأقدح العبارات، وبسرعة قياسية تدخل "موظفين" آخرين إثر سماع عويله، كانوا مرابطين عند مدخل المصحة، حيث تم تصفيد يدي إلى الخلف، أمام مرأى و مسمع بعض المعتقلين المتواجدين بنفس المكان، انتهز الجلاد "أحمد العلني" الفرصة فباغتني بلكمة أخرى أسفل البطن، و أنا مصفد اليدين إلى الخلف و استمر في سعاره وهو يردد "شدوه لي نفرع دين مو" فهل هذا ممرض أم مريض؟؟ و تجدر الإشارة إلى أن هذا الجلاد متورط في العديد من عمليات التعذيب التي راح ضحيتها سجناء عديدين لم يسلموا من بطشه، قبل أن تتم ترقيته بقدرة قادر و مكافأته بالانتقال للعمل داخل المصحة الأمر الذي جعل الجميع يتساءل من أين يستمد هذه الحصانة، وما هو المعيار المتحكم في تكليف هذا الجلاد بمهام تتعلق بالطب لما لها من حساسية بالغة و ما يتطلبه من كفاءة علمية ومهنية عالية، وهو البارع فقط في سلخ جلد المعتقلين و حراسة الأبواب بل أصبح هو الآمر و الناهي على صحة المئات من المعتقلين وحتى طبيبة السجن وبعض مساعديها لم يسلموا من تطاوله المتكرر على مهامهم و إدعائه المعرفة في كل شيء، وهو بذلك لا يقوم بهذا حبا في عمله أو تطبيقا "للقانون" و إنما همه الوحيد ألا يزاحمه أحدا ساعيا إلى التحكم في زمام الأمور خاصة بالمصحة وعلى وجه التحديد مستودع الأدوية لما يوفره ذلك من امتيازات مادية على الخصوص لابتزاز السجناء و المتاجرة في أمراضهم وهذا ليس محط افتراء، وإنما واقع أصبح مألوفا و معروفا لدى العديدين ممن تعرضوا للابتزاز.

0 التعليقات:

إرسال تعليق