الخميس، 29 سبتمبر 2016

السجن المحلي عين قادوس - فاس- التوبة: 5// المعتقل السياسي: عز العرب شكرود (عبد الرزاق)// شــــهادة التــعــذيــــب الـــجــــــزء الأول

في : 25 شتنبر 2016

السجن المحلي عين قادوس - فاس-    التوبة: 5
المعتقل السياسي:  عز العرب شكرود (عبد الرزاق)

شــــهادة التــعــذيــــب
الـــجــــــزء الأول



تحية النضال إلى كل الرفاق والرفيقات والجماهير الطلابية.
تحية النضال والصمود إلى مناضل الشعب المغربي عبد الغني الفطومي الذي يخوض إضرابا عن الطعام دفاعا عن مطالبه العادلة والمشروعة وعبره إلى كافة المناضلين الشرفاء.
تحية من حديد لعائلة الشهيد رفيقنا مصطفى مزياني وعبرها إلى كافة عائلات الشهداء المعتقلين السياسيين.
اولا وقبل كل شيء لا بد من الإشارة ونحن ندون ونسجل شواهد التعذيب أنه نهدف من ذلك إلى الكشف عن ما يرتكب من جرائم حقيقية في حق المناضلين الشرفاء، ونزيل القناع عن الوجه البشع لنظام القتلة، الذي يتغنى بشعارات "حقوق الإنسان، بلد الحريات، حرية التعبير.." وهي فرصة كذلك لاطلاع المناضلين(ت) والرأي العام على ما يقع داخل مخافر وأقبة التعذيب وظروف الاعتقال بالسجون النتنة ومالها من ألام ومعاناة وإخراجها ليتأكد بالقعل أن عهد الجمر والرصاص لم ينقضي بعد، وأن طي صفحة الماضي فتحت صفحات اختلفت وتغيرت في الشكل لكن حافظت على الجوهر.
ثانيا سنحاول من خلال شهادة  التعذيب هذه المقسمة إلى جزأين التطرق في الجزء الأول منها للسياق العام لمسلسل القمع الشرس في حق الحركة الطلابية في السنوات الأخيرة الذي ازدادت حدته مع احتدام الصراع، وفي الجزء الثاني سنتطرق فيه لحيثيات وظروف اعتقالي/اختطافي في يوم 07 غشت 2016،  في إطار حملة من الاختطافات استهدفت مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والنهج الديمقراطي القاعدي مرورا بأشواط التعذيب التحقيق بولاية القمع بفاس وصولا لظروف ومعناة السجن.
السياق العام لمسلسل القمع الشرس في حق الحركة الطلابية في السنوات الأخيرة
من المعلوم أنه في كل مجتمع طبقي تتصادم مصالح وطموحات البعض، مع مصالح وطموحات البعض الآخر، وأن الحياة مليئة بالتناقضات، وأن التاريخ يكشف لنا عن النضال الذي يقوم بين الشعوب والمجتمعات، كما يقوم داخل الشعوب والمجتمعات نفسها، هذه المطامح والمصالح وليدة تباين الأوضاع  وشروط الحياة لدى الطبقات المتناقضة والمنقسمة في مجتمع ما.
فتاريخ بلادنا يكشف لنا عن نضال ضار وصراع دائم بين النظام القائم المتعارضة والمتصادمة مصالحه، مع مصالح ومطامح الجماهير الكادحة لشعبنا، هذا الصراع بين الأول الذي يسعى إلى تكريس تبعية الاستغلال والاضطهاد والثاني الذي يسعى للعيش الكريم وتحقيق العدالة الاجتماعية، وفي سبيل ذلك رسم بدمائه الزكية ملاحم بطولية مشهورة(90,84,81,65,59,58.....) ووجهت بالقمع الشرس وسقط فيها ألاف الشهداء، وخاض نضال عنيد لتحقيق حلم اقترب مع بزوغ 20 فبراير 2011، المحطة التاريخية التي اعادت الأمل الوهاج في التحرر والانعتاق، يوم خرج الشعب المغربي بكل طبقاته( عمال وفلاحين، تلاميذ، طلبة....) رجالا ونساء، شبابا وشيوخ، بمختلف المدن والبلدات إلى ساحات النضال يصدحون بأصواتهم "الشعب يريد إسقاط النظام"، في سياق المد الثوري الجارف الذي شهدته المنطقة ككل، وابدعوا في الأشكال النضالية في تحدي صارخ لنظام العمالة والقمع، الذي سارع مستفيدا من امكانياته القمعية المتطورة ودعم حلفائه الإمبرياليين في شتى المجالات إلى الاجهاز على هذا المسار، ساعده في ذلك الأحزاب الإصلاحية والرجعية منها على وجه الخصوص، وقدمت القوى الظلامية التي ركبت على انتفاضات وثورات الشعوب في العديد من البلدان( تونس، مصر...) خدمتها الجلية فأطالت عمر النظام، وصعدت لتتربع على عرش 'الحكومة"، وأصبح الكل يردد " الاستثناء المغربي، الدستور الجديد، بلد الاستقرار"
ويساهم في ذلك من دخلوا في لعبة التآمر لإجهاض المسار، وقتل الحلم الذي اقترب من التحقيق، وبقي فقط المناضلين الشرفاء لشعبنا صامدين ومتشبثين بالمسار ومدافعين على افرازاته النوعية وعلى المضمون التحرري لانتفاضة وحركة الشعب المغربي، رغم القمع والطعن من الخلف ممن ادعوا زورا الانتماء لهذا الصف ـ صف المقهورين والمستغلين، رغم الاغتيالات( الشايب، فدوى، الحساني، الڭنوني، الزوهري، شهداء الحسيمة ....) والاعتقالات والأحكام لعقود من السجون في حق مناضلي حركة 20 فبراين على وجه الخصوص، فساد بعدها جزر قاتل ساعد النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي على الانقضاض والانفراد بالحركات المناضلة الصامدة، وظهر المشوشون وراء شاشات الحواسب وبدأوا في نشر السموم وتوجيه الاتهامات.
والحركة الطلابية بحكم الدور الذي تلعبه في معادلة الصراع الطبقي ببلادنا وبحكم معطيات الماضي والحاضر التي تؤكد على الإسهامات الوازنة في نضالات الحركة الجماهير التي تعتبر جزأ لا يتجزأ منها، وبحكم الحضور والمشاركة النوعية في العديد من المحطات التاريخية منها (20 فبراير 2011)، كان دائما لها النصيب الأوفر من القمع والتآمر (24 أبريل 2014 نموذجا) ففرض الحصار على بؤر النضال للحركة الطلابية واعتقل العشرات من المناضلين الذين حوكموا بعقود من السجون بعدما داقوا أشواطا من التعذيب داخل دهاليز ومخافر القمع المظلمة، كل هذا رافقته حملة إيديولوجية مسمومة هدفت إلى تجريم الفعل النضالي وتصوير مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والنهج الديمقراطي القاعدي، الفصيل الماركسي اللينيني، في صف "المجرمين والقتلة" أمام صمت مطبق شارك به أصحابه في الجريمة.
لكن بالمقابل استمرت مقاومة وصمود الحركة الطلابية بقيادتها العملية والسياسية النهج الديمقراطي القاعدي، مقدمة الدروس والعبر في الاستمرار في احلك الشروط، وفجرت المعارك البطولية، حيث تكلم الرفيق مصطفى مزياني لغة الشهادة بعد 72  يوما قاوم فيها بالأمعاء الفارغة، في عز إعصار المؤامرة الخسيسة ل 24 أبريل 2014، وحول المعتقلين السياسيين السجون إلى قلاع للنضال، فساهموا وساهمت نضالات عائلاتهم، ونضالات وتضحيات الجماهير الطلابية بمناضليها/تها في توفير الشروط المناسبة والأرضية للاستمرار، متشبثين بإطارهم العتيد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في وجه القمع وكل تجليات الحظر العملي( القوى الظلامية، القوى الشوفينية، الأواكس...).
فأبدعوا في الأشكال النضالية، وقدموا الغالي والنفيس في معارك ستظل مشهودة، سجلت بمداد الفخر والاعتزاز في تاريخ الحركة الطلابية المغربية، ورسموه آيات من التفاني في وجه القمع والاعتقالات اليومية، وطوروا من أساليب واليات المقاومة والمواجهة، وفتحوا جبهات أخرى للنضال في مواقع عرفت ركودا لسنوات مضت، وظلت بالأمس القريب مرتعا للمتخاذلين والمتقاعسين (سايس نموذجا) وفتحوا الأفاق الرحبة لمعارك طويلة النفس بمضمون وبعد سياسيين للحركة الطلابية وأهداف تنسجم والأهداف العامة في التحرر والانعتاق.
فاستحقوا بذلك كل التقدير والاحترام، وصح أن يطلق عليهم لقب الثوار.


...سيتبع عما قريب

0 التعليقات:

إرسال تعليق