الخميس، 31 ديسمبر 2015

السجن المحلي عين قادوس : في 24 دجنبر 2015// المعتقل السياسي: بدر بحري// شهادة حول الاعتقال و التعذيب.

السجن المحلي عين قادوس         في 24 دجنبر 2015
المعتقل السياسي : بدر بحري
رقم الاعتقال     : 99723

شهادة حول الاعتقال و التعذيب





ترزخ الجماهير الشعبية ببلادنا تحت نير قمع و اضطهاد النظام الرجعي، و تزداد حدة الاستغلال باستمرار ، و تتعمق التبعية للنظام الرأسمالي ، و هذا ما ينعكس بشكل جلي في تنزيل النظام القائم لمخططاته التصفوية الهادفة لخوصصة القطاعات الاجتماعية الحيوية، وضرب مكتسبات الجماهير التاريخية، وبشكل خاص الجماهير الطلابية، التي تئن تحت هجوم مكثف للنظام الرجعي ضرب في العمق كل المقومات المادية و المعنوية للتحصيل العلمي بالجامعة المغربية ،على غرار قطاعات أخرى مثل الصحة و التشغيل و النقل...إلخ.
في ظل هذا الواقع الكارثي المعاش من طرف الجماهير الطلابية، اختارت هاته الأخيرة تفجير معركة نضالية على أرضية ملفات مطلبية واضحة و شاملة، واعتناق طريق النضال و الكفاح من داخل إطارها العتيد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب لتحقيق مطالبها و مطامحها العادلة، وفي هذا المنحى صارت المعركة منذ بداية الموسم على مستوى كل كليات الجامعة بمدينة فاس "ظهر المهراز، سايس"، و مما زاد من تفجير الأوضاع منذ مطلع الموسم الحالي ، تنزيل بنود التخريب الجامعي القديمة التي سبق للجماهير الطلابية تجميدها عبر نضالاتها وذلك بصيغ جديدة، بالإضافة إلى الإجهاز الخطير على قطاع النقل الجامعي، حيث تم بعد خوصصته التامة، وتفويته لشركة خاصة في المواسم الماضية، تم إقرار زيادة باهظة في ثمن الاشتراك و حذف الخطوط المباشرة، ولتطبيق هذا القرار الإجرامي، وظفت الشركة المشبوهة "سيتي باص" طاقما من "البلطجية" بالمئات لقمع الطلاب و فرض الأمر الواقع عليهم، لكن إرادة الجماهير كانت أقوى و استطاعت بنضالها ومعركتها النضالية البطولية أن تفرض المجانية في مجموعة من الخطوط بالمدينة الجامعية (مثلا خط 31)، لكن عناصر البلطجية المحسوبين على الشركة المذكورة و المدعومين من طرف قوى القمع و الحاملين دوما للأسلحة البيضاء استمروا في أعمالهم الإجرامية من اعتداءات جسدية و سرقة ممتلكات الطلبة و الطالبات و باقي أبناء الشعب، ووصل بهم الأمر لحد قتل أحد التلاميذ مؤخرا بعد رميه من الحافلة. هذا الواقع فرض ضرورة تصدي الجماهير الطلابية لهاته السلوكات الإجرامية وهو الرد الذي كان نضاليا عبر تصعيد أشكال المعركة، فبعد مقاطعة الاشتراك و اقتناء التذاكر، تواصلت التظاهرات من داخل الحافلات على مستوى كل محطات الوقوف بالمدينة، وكذلك داخل الجامعة..

وفي خضم هاته المعركة البطولية، سيتم اعتقالي يوم 22-10-2015 بينما كنت إلى جانب الجماهير الطلابية و الشعبية على مستوى طريق "عين الشقف" بالقرب من الحي الجامعي سايس ذكور بفاس، من طرف قوى القمع وذلك بمساعدة " المراقبين"/البلطجية الذين قام خمسة منهم الإمساك بي و أنا بصدد منعهم من سرقة ممتلكات أبناء الشعب و الاعتداء عليهم، وقاموا بتسليمي لعناصر الأجهزة القمعية، ليتم اقتيادي إلى مخافر القمع بمنطقة بنسودة، هناك قضيت يومين في ظروف لا انسانية بدون أكل و لا شرب، وتعرضت لمسلسل من التعذيب و التنكيل، حيث الضرب و الرفس و السب و الشتم بالموازاة مع الاستنطاق، وهو ما ترك آثار على جسدي ( جرح على مستوى العين اليسرى، ورضوض على مختلف أنحاء الجسم).
 وبعد تلفيقي لتهم ثقيلة و باطلة، ومحضر مطبوخ، و الاستعانة أيضا "بشاهد" مأجور يعمل حارسا بإحدى " الوداديات" يطريق عين الشقف، تم عرضي على " المحكة الابتدائية" يوم 24/10/2015، و التي قضت بعدم الاختصاص و أحالت الملف على " محكمة الاستئناف".
هناك أطلعني  " قاضي التحقيق" على محضر الاتهام، و الذي بموجبه تمت متابعتي بتهم ملفقة لمحاولة تجريمي و اسقاط هويتي النضالية و السياسية (تهم من قبيل سرقة المراقبين/البلطجية، التهديد بالسلاح، إحداث الشغب في الخط 31...) كمناضل في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وتم تحديد يوم 30/11/2015 لبداية " التحقيق التفصيلي" معي، و متابعتي في حالة سراح مؤقت، و ايمانا مني بعدالة القضية التي أدافع عنها، التحقت بعد اطلاق سراحي بمعركة الجماهير الطلابية و استمريت إلى جانب المناضلين في تجسيد الخطوات النضالية اليومية، الشيء الذي سيعجل مرة أخرى باعتقالي يوم حضوري جلسة " التحقيق" يوم 30 /11/2015 وايداعي السجن المشؤوم عين قادوس، هناك تم وضعي إلى جانب معتقلي الحق العام، حيث مند دخولي السجن تعرضت للاستفزاز من طرف بعض الجلادين مما أثر علي نفسيا، لكن سرعان ما التقيت برفاقي معتقلي مؤامرة 24 أبريل 2014 الدنيئة الذين استقبلوني باحترام وتقدير وقدموا لي مجموعة من المساعدات من قبيل توفير الملابس و الأفرشة ودعمي ضد جلادي السجن...، وبفضل النقاشات الرفاقية ارتأيت خوض اضراب عن الطعام لمدة 4 أيام مع الرفاق، انطلاقا من يوم 10/12/2015 على الساعة الثامنة مساءا إلى يوم 14/12/2015 على نفس التوقيت، تخليدا" لليوم العالمي لحقوق الانسان" وكذا ذكرى استشهاد الرفيقة سعيدة المنبهي، وذكرى انتفاضة 14 دجنبر المجيدة بفاس، وتنديدا بالأوضاع المزرية التي أعيشها داخل السجن، حيث أنني محروم من زيارة الطلبة و الطالبات، ومن التغذية و الاستحمام و الفسحة و التطبيب و متابعة الدراسة...، ومطالبة بإطلاق سراحي الفوري دون قيد أو شرط.
لكن لم تتم الاستجابة لمطالبي، وتم تجاهلي من طرف ادارة السجن، ومحاولة استفزازي عبر اسقاط صفة طالب عني، ولهذا لازلت مستمرا إلى جانب رفاقي في المعركة النضالية من خلف القضبان، وفي هذا السياق سأدخل في خطوات تصعيدية في المستقبل القريب دفاعا عن حقي في الحرية وكافة حقوقي العادلة و المشروعة، ولتتحمل ادارة السجن المشؤوم و النظام الرجعي بشكل عام المسؤولية فيما ستؤول إلية الأوضاع.
وفي الأخير أحيي كل الرفاق و الرفيقات وكافة الجماهير الطلابية على صمودها وتضحياتها، و أناشد الجميع على الاستمرار في المعركة وتصعيد الفعل النضالي، وتحية نضالية.
لابديل لابديل .. مجانية التعليم
دفاعا عن مجانية النقل
دفاعا عن هوية المعتقلين السياسيين، سيرا على درب الشهداء
لا سلام لا استسلام في سجون النظام
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين


0 التعليقات:

إرسال تعليق