الجمعة، 1 مايو 2015

النهج الديمقراطي القاعدي// بيان فاتح ماي

01 ماي 2015
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب      النهج الديمقراطي القاعدي

بيان فاتح ماي

يحل من كل عام، الفاتح من ماي، العيد الأممي للطبقة العاملة بشعارها الخالد والتاريخي "يا عمال العالم اتحدوا... ! " و الذي يبرز من خلاله عالمان متناحران ومتصارعان، عالم الرأس مال وعالم العمل المأجور، تتسع من خلاله الهوة بين الأغنياء والفقراء، بين عالم البرجوازية التي تمثل حفنة قليلة، تقتات على دماء خيرات وثروات الشعوب، في المقابل الطبقة العاملة، ومعها كل الكداح والمقهورين، تناشد مجتمع الحرية والإنسانية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
تخلد الطبقة العاملة عيدها الأممي هذا العام، في وضع يتسم بالإنفجار الحاد للأزمة البنيوية للنظام الرأسمالي، ومسارعته لتدبيرها عبر الاستمرار في خوض الحروب الاستعمارية اللصوصية الملازمة لطبيعته ( ما تعرفه منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا مثال بارز) سواء عبر التدخل المباشر باستعمال درعه العسكري "النيتو" أو من خلال الحروب التي تخاض بالنيابة من طرف العصابات الظلامية والأنظمة الرجعية العميلة، حيث ترتكب الجرائم ضد الإنسانية، جرائم إبادة الشعوب وحضاراتها وعمرانها، من أجل تسهيل تمرير مخططاتها ومشاريعها الاستعمارية، والقضاء على مقاومة الشعوب وحركاتها التحررية وإجهاض ثوراتها وانتفاضاتها والنهب السافر  لخيراتها وثرواتها، كل ذلك يمارس تحت ذرائع ومبررات واهية من قبيل: "محاربة الإرهاب"، تسييد "الديمقراطية" و "الشرعية" و "حقوق الإنسان"... ناهيك عن نهج سياسات التقشف ونشر الأمراض والأوبئة الفتاكة...
في ذات السياق تخلد الطبقة العاملة المغربية عيدها الأممي، إلى جانب المقهورين والمستغلين، حيث يواصل النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي تجدير تبعيته لأسياده الإمبرياليين والصهاينة في تصفية قضايا الشعوب التواقة للتحرر والانعتاق، وفي هذا الإطار جاءت مشاركته في الهجوم العسكري العدواني على الشعب اليمني، إلى جانب العديد من الأنظمة الرجعية العميلة، وبدعم من الإمبريالية العالمية والكيان الصهيوني باسم ما سمي ب " عاصفة الحزم" تحت يافطة "دعم الشرعية"، "شرعية" نظام العميل " عبد ربه منصور" عصابات "الحوثيين" والرئيس/السفاح السابق "علي عبد الله صالح"، أما الحقيقة فهي إبادة الشعب اليمني والسيطرة على ثرواته، وانسجاما والمشروع الاستعماري بالمنطقة ككل، ويتجلى ذلك في امتثاله التام لإملاءات ومقررات دواليبها المالية (صندوق النقد الدولي، البنك العالمي،...)، كما يواصل (النظام) مسلسل استهداف القوت اليومي للجماهير الشعبية (الزيادات الصاروخية في أسعار الضرائب المباشرة والغير مباشرة وتوسيع وعائها، ارتفاع فواتير الماء والكهرباء، تسريح المئات من العمال...)، ناهيك عن الهجوم الوحشي على نضالات الجماهير الشعبية وللحركات المناضلة، واعتقال واغتيال خيرة مناضليها، مشرعنا ذلك بترسانة من قوانينه الرجعية، بمباركة القوى الظلامية والأحزاب الرجعية والإصلاحية والقيادات النقابية البيروقراطية المافيوزية، التي حولت النقابات إلى سوط مسلط على رقاب الطبقة العاملة، وأداة للجم نضالاتها والسيطرة عليها وتكريس واقع الاستغلال والبؤس.
إن الواقع المأساوي للجماهير الشعبية بكل مستوياتها، يحتم المزيد من الاصطفاف وإبراز القيادة الثورية، بطليعتها الطبقة العاملة، السبيل الحقيقي الذي يهدف إلى هدم جذور علاقات الانتاج القديمة، والاستعاضة عنها بأخرى جديدة رافضة للإقصاء والحرمان، وما يبعث الأمل على تحقيق هذا الطموح هو الانتفاضات والتمردات المتواصلة عبر ربوع هذا الوطن الجريح (سيدي إيفني، الدريوش، العرائش،...).
وباعتبار الحركة الطلابية رافدا من روافد حركات التحرر على المستوى الوطني، بقيادتها السياسية والعملية، النهج الديمقراطي القاعدي، بجماهيرها الطلابية الصامدة والمناضلة، وتاريخها المشرق المثقل بدماء شهدائه الزكية،رغم القمع والـتآمر، تخلد بكل فخر واعتزاز إلى جانب الطبقة العاملة، عيدها الأممي، ضمن مسار المساهمة والمراكمة على طريق التغيير الجذري، عبر ترسيخ وتعميق الارتباط بالجماهير الشعبية، والمراكمة نحو تحقيق الانتصارات على أعدائه الطبقيين، تحقيق مجتمع الإنسانية الخالي من الطبقات، وكمحطة نضالية بارزة تراكم أكثر للارتباط الجذري بالجماهير الشعبية، وفضح كل المتآمرين على قضاياها العادلة والمشروعة، وما تجسيد العديد من الواقع الجامعية (مكناس، تازة، فاس، القنيطرة، وجدة، أكادير،...) بتفجير معارك نضالية طويلة النفس، نستحضر بالخصوص معركة رفيقنا وشهيدنا الغالي مصطفى مزياني التي دامت 72 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام ليعلن ميلاده الجديد يوم 13 غشت 2014، وكذلك معارك المعتقلين السياسيين، ومعارك الحركة الطلابية بالعديد من المواقع الجامعية، وخارجها عبر لجنة المعتقل واللجن النضالية الأوطامية، ولا ننسى عائلة الشهيد وعائلات المعتقلين السياسيين.
إن واقع الهجوم الكاسح للنظام الرجعي العميل على جماهير شعبنا، التي تعيش واقعا مأساويا على كافة المستويات، وواقع مقاومتها المتفرقة على امتداد ربوع الوطن الجريح، يزيد ويعمق من الإحساس بالمسؤولية لدى كافة المناضلين(ت) الثوريين (ت)، اتجاه الشعب واتجاه قضاياه العادلة، والواقع يستدعي تكثيف الجهود، والاستثمار النضالي للتضحيات المقدمة وصونها، وتطوير الإمكانات النضالية المتوفرة، لخلق موازين قوى جديدة في معارك الصراع لمصلحة شعبنا والتقدم على طريق بلورة  أداة الشعب الثورية، القائد الفعلي لنضالاته، والقادر على حسم الصراع لصالحه، وتخليصه من قبضة مصاصي دمائه ومغتصبي خيراته وثرواته، والنهج الديمقراطي القاعدي، وانسجاما ومنطلقاته النظرية وتصوره السياسي ومبادئه ومواقفه، كان ولازال، وسيظل فاعلا أساسيا في ذات المسار، الذي في سياقه جاءت مؤامرة اجتثاثه ل24 أبريل 2014، ويناشد كافة المناضلين لتكريس جهودهم لخدمة ذات المسار، وذات الأهداف التي هي أهداف الشعب أولا وأخيرا، كما يناشد على التحلي بروح المسؤولية والنضج، والتعامل الحازم مع كل ما يعيق تقدم المسار، وتجاوز السلبيات والنواقص، والعمل الحلقي الضيق، والتخلص من/ومحاربة أمراض اليسارية الطفولية، والزعاماتية والنجومية، والوشاية والتشويش، والكذب والتلفيق، وتوجيه السهام نحو النظام لا نحو صدور المناضلين(ت)، فالطبقة العاملة والفلاحين المعدمين وكافة المهمشين، في حاجة ماسة إلى مناضلين مبدئيين مخلصين، قولا وفعلا، في مستوى طموحاتهم وتطلعاتهم، يعانقون همومهم ومعاناتهم، ويشتغلون على قضاياهم، ويلتحمون بنضالاتهم ويؤطرونها ويقودونها وفق الأفق الاستراتيجي السليم للمرحلة، بما هو أفق الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية.

وفي الأخير نعلن كنهج ديمقراطي قاعدي ما يلي:

-       تحياتنا للطبقة العاملة في عيدها الأممي.
-       تحياتنا لرفاقنا القابعين من داخل سجون الذل والحرمان، ومطالبتنا بإطلاق سراحهم الفوري وسراح كافة المعتقلين السياسيين، وإدانتنا للقمع والهجوم الذي يطالهم.
-       إدانتنا للحكم الجائر في حق الرفيق طارق الحماني، ورفيقينا منير آيت خافو وحسن كوكو إلى جانب معتقلين سياسيين بمكناس.
-       تهانينا للمعتقلين السياسيين الذين فرض إطلاق سراحهم مؤخرا ولعائلاتهم.
-       تحياتنا لعائلة رفيقنا وشهيدنا المزياني وعبرها نحيي كافة عائلا الشهداء.
-       تحية النضال والصمود لكافة عائلات المعتقلين  السياسيين.
-       إدانتنا لجرائم النظام العميل في حق جماهير شعبنا ونضالاته
-       إدانتنا للمحاصرات القمعية التي تتعرض لها العديد من المواقع الجامعية.
-       تحياتنا للشعب المغربي العظيم ودعوتنا له للانتفاض على أوضاعه المأزومة.
-       استمرارنا على درب شهدائنا الأبرار.

عاشت نضالات الطبقة العاملة
عاشت نضالات الجماهير الشعبية
عاش الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
عاش النهج الديمقراطي القاعدي





0 التعليقات:

إرسال تعليق