[شكرا "للرفيق" عزيز عقاوي !!!
هكذا ينصف المعتقل: هكذا يكون التضامن مع المعتقل: هكذا تخدم قضية المعتقل.]
خلفت الحملة القمعية الأخيرة للنظام القائم على الحركة الطلابية بموقع سايس ـ فاس، سقوط الشهيد محمد الفيزازي، و خلفت العديد من الجرحى و المعطوبين و أربعة معتقلين سياسيين بينهم الطالب، يونس الروفي. هذا الأخير كان قد تقدم ببيان توضيحي ينفي فيه انتماءه إلى "النهج الديمقراطي" عكس ما ورد ببيان فرع هذا الأخير بآزرو، و كان واضحا في بيانه، إذ أكد أنه بدون انتماء سياسي، و أنه يقف على نفس المسافة من جميع التيارات السياسية، و اعتز بانتمائه و نشاطه داخل المنظمة الطلابية العتيدة، الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، و الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
و يبدو أن "أصحاب البيان" وجدوا أنفسهم في ورطة، بعد صدور بيان الطالب الروفي، و بالتالي استدعى الأمر منهم افتعال حقل هامشي للصراع بهدف التمويه و ستر فضيحتهم، و كذلك البحث عن مشجب يعلقون عليه مهزلتهم. فاستقرت سهامهم السامة على القاعديين و بالضبط، على المعتقلين السياسيين، و ذلك طبقا للمثل الشعبي "طاحت الصومعة علقوا الحجام"، و سيتكلف بتنفيذ المهمة قلم مبلطج لصاحبه عزيز عقاوي، و الأسلوب دائما، هو أسلوب طمس الحقائق و إخراسها، أسلوب التلفيقات و الاتهامات المجانية و الإسهام في إعداد المحاضر إلى المناضلين.
و أعتقد أنه لو كان السيد عقاوي يتحلى بنوع من النضج، و لو كان لديه بعض الاطلاع على تجارب الاعتقال السياسي و الشروط التي يعيشها المعتقلون السياسيون داخل السجون، و لو استطاع أن يتلمس و لو نزرا قليلا من معاناتهم و مما يعانونه من قمع و حصار، لما سمح لقلمه اليسراوي أن يعربد كما يشاء، و يتطاول على الشرفاء، و لما تلفظ بمجموعة من الأشياء. و من بينها حديثه عن استخدام المعتقلين السياسيين للهاتف النقال الذي يعتبر من "الممنوعات" داخل السجن، و لم يتأخر النظام طويلا ليلبي رغبة السيد عزيز عقاوي، إذ التقط الإشارة مباشرة بعد صدور مقاله، فشنت إدارة سجن عين قادوس، في ساعات متأخرة من ليلة الأربعاء 13 فبراير، هجوما غادرا على الرفاق و أذاقتهم ما أذاقتهم من تنكيل و إهانة.
إنه التنسيق في أداء الأدوار، إنه التناغم و الانسجام. فشكرا لك أيها "الرفيق" عقاوي، هكذا ينصف المعتقل و هكذا يكون التضامن مع المعتقل، و هكذا تخدم قضية المعتقل.
أولم يكفيك ما عانيناه من تعذيب و تنكيل داخل غرف التحقيق؟ أولم تكفيك المحاضر البوليسية الملفقة لتلاحقنا حتى داخل الزنزانة و تساهم في طبخ محاضر أخرى.
و من ضمن ما جاء أيضا في كلام السيد عزيز عقاوي:
": الرفيق الروفي، معتقل من طرف النظام، ومعتقل من طرف الكتائب الثورية داخل زنزانته:"
": يبدو أن النضال من أجل إطلاق سراح الرفيق الروفي سيكون نضالين: نضال ضد النظام، نضال ضد كتائب بول بوت الكمبودية صاحبة الباع الطويل في السيوف و المزابر ؟؟؟".
لقد سكت لينين بعد مقالته الشهيرة التي كتبها في مارس 1923 بعنوان "من الأفضل أقل. شرط أن يكون أحسن".
و عملا بتوجيه هذا المعلم الكبير سوف لن أطيل في نقاش هذه الأقوال، و يبقى للمناضلين واسع النظر في تصنيفها، هل هي في خانة المناضلين، أم في خانة المخبرين و من يصطفون ضمن جوقة النظام.
أكيد أن النظام يبحث عن هكذا أشياء و هكذا أناس مقابل أموال طائلة، كي يكونوا شهودا داخل محاكمه، يدينون المناضلين، و يجرمونهم، و يشرعون إنزال الأحكام القاسية في حقهم، لكن، يبدو أن هناك من يتهافتون على تقديم هذه الخدمات مجانا، و للأسف الشديد يقدمونها بجلباب المناضلين.
و إذا سألنا المسمى عزيز عقاوي عن براهين و إثباتات أقواله، فلن نجد عنده من جواب، غير أحاسيس العداء التي يكنها للقاعديين، و في الحقيقة، نخاف أن تكون كلمة "قاعدي" أصبحت تمثل عنده و عند أمثاله و أمثال أمثاله مثل ما تمثله كلمة "الكافر" بالنسبة للتاجر المرابي و كلمة "الشيوعي" بالنسبة لصاحب رأس المال.
ملاحظة: لقد كان الرهان في البداية على أن تصدر هذه التصريحات المشينة على لسان عائلة الطالب الروفي، إذ طالبها أفراد من "النهج الديمقراطي" أن تصدر بيانا تقول فيه ذلك، و حين رفضت لكونها على اطلاع مباشر بواقع ابنها عبر "الزيارة"، جاء دور عزيز عقاوي.
المعتقل السياسي عبد الوهاب الرماضي
السجن المحلي عين قادوس بفاس
فبراير 2013
0 التعليقات:
إرسال تعليق