الجمعة، 30 مارس 2018

30 مارس 2018// في يوم الأرض: فلسطين لم و لن تمحى تاريخا و جغرافيا


30 مارس 2018

في يوم الأرض: فلسطين لم و لن تمحى تاريخا و جغرافيا



"قسما ببرتقال يافا و ذكريات اللاجئين أن نحاسب البائعين لأرضنا و المشترين" ج.حبش

إنها فلسطين شعبا أرضا و تاريخا، و مدرسة علمت شعوب العالم ما معنى المقاومة بالصدر العاري و الجرح النازف، وما معنى أن يحمل الطفل الفلسطيني الحجارة في وجه الدبابات و أن يقف متراسا أمامها (انتفاضة أطفال الحجارة).
عدوها أعداء، إمبريالي، صهيوني و رجعي، ثالوث جاثم على صدر كل الشعوب التواقة إلأى التحرر و الإنعتاق. إنها فلسطين، اغتصبت و تغتصب من طرف الثالوث منذ ما يفوق القرن من الزمن، لا تخلو ثانية أو دقيقة أو يوم من جرائم شنعاء في حق شعبها المكافح، بدءا من حملات التهجير القسري لليهود و توطينهم في فلسطين مرورا بمصادرة الأراضي و تهويدها بلغة الحديد و النار و تهجير سكانها إلى لاجئين بالأردن، لبنان و سوريا...، وصولا إلى الجرائم الكبرى التي لن تمحى من ذاكرة التاريخ، لتكشف الحقيقة و تبين من أعطى الضوء الأخضر للطعن و من طعن و تزيل الستار على من سارع إلى محو أثار الطعنات عبر التاريخ. فقد كان "وعد بلفور" المشئوم سنة 1917، وعد "من لا يملك لمن لا يستحق" أولى خطوات إقامة الكيان الصهيوني بدعم الامبريالية المباشر، و بعده شرعت "الحركة الصهيونية" في تكثيف عملها الإجرامي داخل فلسطين بكل قواها ليتوج نهبها و احتلالها و استيطانها للأراضي بقرار التقسيم الصادر عن "الأمم المتحدة" سنة 1947 و الذي عمقته "النكبة" سنة 1948 بعد إعلان قيام الكيان الصهيوني على جزء كبير من الأراضي الفلسطينية المهجر سكانها قسرا، في ظل نحيب و بكاء و ثرثرة الرجعية المحلية التي كانت منذ البداية مساهمة في "النكبة" و بتواطئها المباشر عمقت جراح فلسطين أكثر و طعنت بهمجية و وحشية سادية فيما سمي "بالنكسة" حيث زحف على جزء كبير من أراضي فلسطين و من ضمنها شرق القدس و جزء من أراضي أخرى مجاورة (صحراء سيناء بمصر، القنيطرة و الجولان السورييتين).
إن كل حرف في تاريخ القضية الفلسطينية كتب بالدماء و كل شبر احتل في فلسطين سقي بالدماء قبل احتلاله و لا توجد أسرة فلسطينية إلا وقد سقط أحد أفرادها شهيدا حاملا لبندقيته في ساحة الحرب و إما مغدورا بعد شن الطائرات غاراتها على المنازل.
ينزف القلم و ينضب المداد و تنتهي الكلمات و يبقى وصف الدمار و الخراب الذي حل بفلسطين متجاوزا للوصف، ويظل وصف التضحيات الجسام للشعب الفلسطيني غاية في الصعوبة، فكم من كلمة أو جملة أو نص يكفينا لوصف  مشهد الجثث الغارقة في الدم خلال مجزرة "دير ياسين"؟؟ و كم من كتاب يكفينا لحمل صور شهداء الثورة المسلحة سنة 1936 و بعضهم في حبل المشنقة و الآخر عائم في دمائه بعد أن حرقت جسده القنابل؟؟ و كم من مجلد يكفينا لنحيط بحجم الإبادة التي ارتكبت في صبرا و شتيلا؟؟ و كم وكم... .
فمن كل حدب و صوب توالت التواطؤات و الخيانات من قبل الأنظمة الرجعية المحلية (كامب ديفيد، غزة و أريحة، أوسلو...) و استمرت معها العمالة في أشكال أكثر علانية و مسلسل التطبيع على كل المستويات و ذلك باستمرار الكيان الغاصب في جرائمه مدعوما من الامبريالية و الرجعية المحلية التي دعمت الاقتصاد الصهيوني، حيث أصبحت وجهة للنفط المصدر و أضحى جزء كبير من رأسمال هذا الأخير يستثمر داخل بلدان المنطقة.
و ما يفقأ الأعين هو حضور الكيان الصهيوني في عدة "محافل" نذكر لا للحصر حضوره في المغرب في "المنتدى العالمي لحقوق الإنسان" بمراكش و حضوره في "كوب 22"، و العديد من "المسابقات الرياضية"، وترويج العديد من المنتجات و السلع الصهيونية بالأسواق المغربية.
·        و ماذا بعد؟؟
·        ماذا بعد الخيانات و العمالة؟؟
·        ماذا بعد إعلان القدس عاصمة للكيان؟؟
·        هل سيصير الخائن ثوريا؟؟
·        هل سيصير من باع فلسطين محاربا من أجلها؟؟
·        هل ستصبح الرجعية التي احترفت الدعارة السياسية في أحضان الامبريالية و الصهيونية شريفة عفيفة ببيانات الإدانة و الشجب و الصراخ؟؟
لا و لن يحدث لا هذا و لا ذاك، فجريمة اليوم لا نقل بشاعة و فظاعة عن جرائم الأمس، و ها هو التاريخ يعيد نفسه " ومن لا يملك يعطي لمن لا يستحق"، و هذا ما يعكسه قرار تحويل القدس عاصمة للكيان الصهيوني الذي أعلنه المجرم " ترامب" رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
و بحلول 30 مارس 2018 الذكرى 42 ليوم الأرض الفلسطيني الذي يعتبر من الأيام المشهودة في التاريخ الكفاحي للشعب الفلسطيني، حين أقدم الكيان الصهيوني على محاولة الزحف على جزء من الأراضي الفلسطينية بمنطقة الجليل و المثلث و ذلك بإيعاز من الامبريالية الأمريكية، و بموجب ما سمي "بقانون تطوير الجليل"، ليكون رد الشعب الفلسطيني قويا حين أعلن الانتفاض ضد هذا القرار، و الاستمرار في النضال من أجل استرجاع كامل فلسطين، إلا أن العصابات الصهيونية كعادتها تعاطت مع المنتفضين بأبشع صور التقتيل تتويجا لمسارها الإجرامي الملطخ بالدم، وكانت المذبحة الكبرى يوم 30 مارس 1976، ومنذ ذلك الحين و الشعب الفلسطيني يخلد هذه الذكرى و معه كل الشعوب التواقة إلى التحرر و الإنعتاق.
تحل هذه الذكرى و لازال الثالوث الامبريالي الصهيوني الرجعي مستمرا في إجرامه في حق الشعب الفلسطيني و كل شعوب العالم، حيث مازالت الأراضي تغتصب و يهجر أصحابها، ومعه كل أذياله التابعين له الذين يتفننون في إقبار قضية الشعب الفلسطيني عبر التطبيع السري و العلني، حيث أصبحوا اليوم يبذلون قصارى جهدهم للترويج للمشروع الصهيوني، و ما الحضور الأخير للكيان الصهيوني في المغرب و تحديدا مدينة أكادير في ما يسمى " مسابقة في رياضة الجيدو" يوم 9 مارس 2018 و عزف "نشيدهم" نشيد الدم و الدمار و رفع "علمهم" علم الذل و المهانة، إلا دليل ساطع على الدور الذي يلعبه النظام القائم في تصفية القضية الفلسطينية، وفي المقابل ما زال الشعب الفلسطيني مستمرا في المقاومة و الصمود رغم توالي الخيانات و التواطؤات و لازال أسرى الشعب البطل يصنعون المجد في سجون الاحتلال و يتحدون القيد و السجان، و يؤكدون لشعوب العالم أن خير ما تقدمه للقضية الفلسطينية هي النضال ضد أنظمتها الرجعية.

فلسطين ليست بيدنا.. لكنها ليست ببعيدة.. إنها مسافة ثورة

0 التعليقات:

إرسال تعليق