الثلاثاء، 13 يونيو 2017

23 ماي 2017// المعتقل السياسي عبد الوهاب الرماضي// سجن تولا 1 بمكناس// "وكذلك كان...".

في 23 ماي 2017

المعتقل السياسي: عبد الوهاب الرماضي
سجن تولال 1 بمكناس –المغرب-

"وكذلك كان..."

في زمن موبؤ، حيث اشتداد ظلام الظلام، وعويل ذئاب الغدر، وتوالد غريب من رحم إمبريالي صهيوني محض، لعصابات فاشية رعوية، تتاجر في الدين، في البشر، في كل شيء، لم تعرف لها البشرية مثيلا في التاريخ. تملئ الدنيا من الشرق إلى الغرب و من الشمال إلى الجنوب، تأتي كل شيء، تدمر كل شيء، تعتقد أنه كلما أرغت ذبائحها و تعذبت سيغفر لها الله ما تقدم  و ما تأخر من ذنوبها، و حينما لا تجد ما تدمره تجدها تقتل بعضها بعضا..فذاك هو حال عصابات القتلة الذين لا قضية لهم...
في زمن أزمة اقتصادية بنيوية متفجرة تهز أركان نظام رأسمالي عمر لقرون، مثل وباء مدمر، لم تنفع معه كل خطط الإنقاذ و الإنعاش، معلنة نهايته التاريخية الحتمية كحقيقة ملموسة لا مفر منها، بالرغم من محاولات الأذرع الإعلامية و السياسية و الإيديولوجية التابعة للأقلية التي تستأثر بالرأس المال العالمي، كحجب هذه الحقيقة باعتماد كل أساليب الكذب و التضليل...
في وطن مغترب يسوده عملاء الاستعمار الذين شيدوا نياشين مجدهم من أشلاء جثت أبطال المقاومة المسلحة و جيش التحرير، وشهداء كفاحات هذا الشعب العظيم ...فاغتصبوه وتقاسموه و باعوا خيراته و ثرواته بأبخس الأثمان، ونخروا روحه بكل أشكال التخلف و التفسخ و المجون... و لا زالوا يعتبرونه حقلا لتنفيذ أجندات أسيادهم التدميرية بأشكال مفضوحة تجسد قمة التبعية و العمالة...
وفي زمن اشتداد الحظر العملي، ولحظة خفوت شرارة الانتفاض العشريني، انتفض الرفاق (ت) –بعدما فعل بهم العدو كما فعل الكيان الصهيوني بالشعب الفلسطيني- وعانقوا الحلم الجميل و الفكر النبيل، قاوموا البنود التخريبية و المخططات التدميرية، تحدوا القمع و الاعتقال و أعطوا للتضحية معنى في زمن اللامعنى، قاوموا الزمن و الفقر و الجوع، باتوا في العراء مفترشين الأرض و ملتحفين السماء، و أبدعوا في أشكال المقاومة و الصمود. هاجمتهم قوى القمع في الليل و في النهار لكنهم صمدوا في وجه همجيتها راسمين ملاحم من البطولة و الصمود... فتمترست، وكعادتها، خفافيش الظلام معلنة أنها القادرة على اغتيال حلم العودة إلى أمجاد الحضن الأوطمي. فاجتمعت بقطعانها مخاطبة إياهم " إن أسيادنا و رعاينا قد أمرونا بأن نستغل إلى أقصى الحدود موقعنا ونحن فوق الخشبة نلعب دور البطولة في مسرحية الدمى و الكراكيز، و الأمر هذه المرة يتطلب "كبش فداء" كي نزيل شوكة من حلقنا و حلق أسيادنا، نغصت علينا حياتنا لعقود طويلة، و تفسد علينا الآن نشوة الاستفادة من نعيم ما جادت به علينا لعبة التناوب. و لا تكونوا متشائمين لأن كل شيء مدروس و مخطط له بعناية، فسوف نرسل شاروننا و أياديه لا زالت ملطخة بدمائهم/دماء "بن عيساهم"، إلى صبراهم وشتيلاهم، إلى حيث عقر دارهم كي يعطي دروسا في الحوار و الديمقراطية و التعايش المشترك، سيقوم بذلك وهو واقف بقلب مسرح جريمته لأن ذلك سيغيظهم كثيرا، وهو بمثابة صب للزيت على النار. و أنتم معشر الغلمان ستسبقونه إلى هناك وفي اليوم الموعود، و الساعة الموعودة، ستشعلونها شخيرا وزفيرا و تكبيرا، وفي غمرة ذلك، سنفعل ما سنفعل و سننجز المهمة الأهم من الرهان...ولطمس معالم الجريمة و إخفاء أدواتها، كل شيء سيكون محضرا و جاهزا. فالطائرة الخاصة ستكون جاهزة لنقل كبير تماسيحنا/جهابذتنا، لأنه يعرف طمس معالم الجرائم قبل و بعد ارتكابها، وله شواهد تاريخية عليا في ذلك، وليس "عمر بن جلون" و "المعطي بوملي" سوى مثالين بسيطين، وسوف يكون بجانبه تمساح آخر يتقن ذرف الدموع. و "البرلمان" سيكون جاهزا بدوره، حيث سيقف زعيم وزارة قبض الأرواح وضبط الأنفاس ليعلنهم "عصابة إجرامية" كي يوجه مسار البحث في القضية أمام الرأي العام، نشرعن الاعتقالات الواسعة، و الفلقة و الشيفون و الطيارة و تمديد الأطراف داخل غرف التحقيق. و الأذرع الإعلامية، السمعية و البصرية، الورقية و الإلكترونية ستكون جاهزة و مجهزة بمواد ضخمة، كي نشرعن الجريمة و الإجرام الذي سيليها، و نضمن مرور ذلك بسلام، و بأقل كلفة، و نستطيع تبييض وجوه و أيادي القتلة الحقيقيين، و نقلب الآية، ونحول الضحية إلى جلاد و الجلاد إلى ضحية... و حتى من يدعون الملة إلى دينهم هم جاهزون لمشاركتنا في الجريمة/ المؤامرة، ففصيلة منهم راسلتنا و أعلنت مشاركتها، و البعض المتبقي جاهز لتصفية حساباته الضيقة..."
... و كذلك كان
نفذ الأعداء مؤامرتهم الكبرى بهدف إعدام فصيل سياسي مناضل، مناضلوه(ت) هم أبناء الفقراء و المعدمين، ومشروعهم، مشروع الفقراء و المعدمين، محملين بتجربة طهرانية رائدة و تاريخ طويل حافل بالتضحيات و العطاءات التي تفوق كل التقديرات في سبيل الشعب و من أجل قضاياها... حافظ على الهوية الكفاحية و التقدمية للمنظمة الطلابية العتيدة "أوطم" رغم الحظر بجميع أشكاله و تجلياته...لم يتوانى ولو للحظة واحدة في تقديم خيرة أبناءه للشهادة و الاعتقال كعربون وفاء للمبدأ و الموقف، ومن أجل الحلم المشروع، و الطموح المنشود.
لقد نفذوا جريمتهم و مباشرة ألصقوا التهمة برفاق هذا الفصيل، و انتقلوا إلى حلقات أخرى متقدمة من مسلسل جرائمهم و إجهازاتهم، كانت مقدمتها اعتقال كوكبة من خيرة المناضلين، فظنوا واهمين أن الطريق أصبحت معبدة لوصول مبتغاهم دون عناء...لكن الرفاق(ت) و الأوطميين (ت) و الجماهير الصامدة الشاهدة على الجريمة أبوا أن يمر الأعداء، ورددوا بالصوت الواحد، وترجموا بالفعل الواحد، "كلا،كلا، لا ولن يفلح النظام و الظلام حيث أتى" فواصلوا نضالهم العادل، و عاودوا النهوض و التقدم من جديد. و كلمات الشهيد البطل "مصطفى مزياني" "يتآمروا ما يتآمروا...يعتقلوا ما يعتقلوا...إيقمعوا ما يقمعوا...سننتصر لأننا نسير على درب الدريدي و بلهواري...سننتصر لأننا وسط الجماهير...سننتصر لأن الجماهير ستتنتصر" كانت بمثابة صرخة مدوية زلزلت الأرض تحت أقدام الأعداء ونبراسا اقتدينا وسنقتدي به في نضالنا المتواصل...
اعتقلونا و عذبونا، وبعقود السجن الطويلة حكمونا، واعتقدوا واهمين بأنهم سينهوننا، لكنهم انقلبوا خاسئين، لأنهم لم يستوعبوا دروس التاريخ، لأنهم لم يفهموا بأن "أوطم" بقلاعها، وبفضل القاعديين الأقحاح هي حبّالة وولاّدة، لن ولم يفهموا قدرتنا الكبيرة على التجدد و الولادة، و بأننا نعيد بناء ذاتنا باستمرار من ألم الجراح و المعاناة، وحتى في الوقت الذي يظن فيه الجميع أننا انتهينا ننشأ ونحيا من رمادنا ونعود بقوة... و كذلك كان ظنهم بعد مؤامرة 24 ابريل 2014...
إنهم لم يفهموا وسوف لن يفهموا، ولذلك سأتوقف عن الكلام، ومن يريد الإطلاع على تتمة المقالة أدعوه لقراءة ذلك في الواقع الملموس، واقع تواجد رفاق ورفيقات النهج الديمقراطي القاعدي.
"لتلمس جفوني كل هذه...حتى تعرفها
حتى تتجرح
و ليحتفظ دمي بنكهة الظل الذي
لا يستطيع السماح بالنسيان"
بابلو نيرودا

الحرية لكافة المعتقلين السياسيين


0 التعليقات:

إرسال تعليق