المعتقل السياسي
عبد الوهاب الرمادي
رقم الاعتقال:
21020
في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد رفيقنا مصطفى مزياني
على بعد أيام قليلة من الذكرى السنوية
لاستشهاد رفيقنا مصطفى مزياني شهيد النهج الديمقراطي القاعدي والشعب المغربي، نقف
والألم يعصرنا، والأمل يملأ عيوننا، مستحضرين هذا المناضل الفذ/الشهيد، ومن خلاله
نستحضر كافة شهدائنا الأبرار الذين استرخصوا دمائهم في سبيل تحرر شعبنا وانعتاقه،
ومن أجل القضاء على القمع والإذلال، وجرائم الظلم والظلام إلى الأبد.
نستحضرهم بهذه المناسبة جميعا باعتبارهم ذلك
النموذج الإنساني المتميز الذي اجتمعت فيه كل معاني التضحية ونكران الذات، واجتمعت
فيه كل خصائص وصفات وأخلاق انسان المجتمع المنشود الذي نكافح من أجل إحلاله.
يوم 13 غشت 2014 سيظل شاهدا على إعلان أحد
أغلى رفاقنا شهادة ميلاده الجديد بعد معركة بطولية للإضراب المفتوح عن الطعام دامت
72 يوما، مدونا بذلك اسمه بمداد الفخر والاعتزاز في تاريخ شعبنا المقاوم، وملتحق
بقافلة الشهداء الأبطال، الذين سقوا بدمائهم تربة هذا الوطن من أقصاه إلى أقصاه،
عربون وفاء له ولشعبه، وإدانة لجلاديه ومغتصبيه، وعلى نفس النهج يواصل رفاقهم
ورفيقاتهم وعائلاتهم الصامدة، رغم الشوك والجمر ورغم الغدر والتآمر واستئساد
الظلام على حساب جراحهم.
مرت الذكرى السنوية الأولى وجاءت الثانية،
ونحن نطوي الزمن نحو معانقة الطموح المنشود، المناهض لكل أشكال العبودية والظلام،
نحو الوطن الحر الغالي من أشكال السيطرة والإذلال... نطوي المسافات ونحن نعافر وسط
محيط هادر، بتجربة متواضعة، بإمكانات محدودة، بجراح غائرة وبطموحات كبيرة وأحلام
جميلة وأهداف انسانية نبيلة، نمشي على جراحنا، نواجه مشروع الاستعمار الجديد
وخدامه نواجه مشروع الظلام والفناء والفتك بالإنسان بقواه الخلاقة وحتى بعمرانه
وحضاراته، وبكل ما هو حي ومشرق في تاريخه. نواجه تيار الهدم والتخريب والتدمير،
نحاول أن ننسج من السلاسل والقيود خيوط الأمل والمستقبل، في هذا المناخ الموجود
الذي قل فيه المبدئيون وكثر فيه كلاب النباح، في هذا الزمن الداعشي الذي أصبح فيه
البعض محكوما بهاجس ثقل المد الظلامي، فيتحاشاه أو بالأحرى يعادله ويسالمه، ويركع
أمام العدو ويستقوي على رفاق الطريق... نطوي السنوات وعهد الشهيد والشهداء يلف
أعناقنا، وعيونهم تلاحقنا توقظ شموع ليالينا وزنازيننا المظلمة تساءلنا أين نحن من
قضيتهم؟ من مشروعهم؟ ماذا قدمنا وسنقدم؟ وإلى أي حد نحن أوفياء ومخلصين لهم
وللمشروع الذي استرخصوا دمائهم في سبيله؟...
وفي هذا الباب وعلى أبواب ذكرى شهيدنا الغالي
مصطفى مزياني نقول أن الشهيد هو القضية، هو القدوة والنموذج المحتدى به، هو الذكرى
والذاكرة التي تأبى المحو والنسيان، وهو شعلة الأمل والثقة في المستقبل هو الحياة
بكل معانيها، وهو البوصلة والنبراس لتفادي السقوط والحياد عن الدرب... إذن فليكن
شهدائنا في هذا الزمن، زمن الظلام الحالك، زمن اشتداد حرائق الصراع التي لا ترحم،
فلشهيدنا ولشهدائنا المجد والخلود ولنا الوفاء والإخلاص.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين
0 التعليقات:
إرسال تعليق