الأربعاء، 20 أبريل 2016

السجن السيء الذكر عين قادوس –فاس // المعتقل السياسي : يوسف العثماني // شهادة حول التعذيب

السجن السيء الذكر عين قادوس –فاس                           في 17 أبريل 2016

المعتقل السياسي : يوسف العثماني

رقم الاعتقال          : 1664
شهادة حول التعذيب                                                 



في سياق الهجوم الشرس الذي يشنه النظام القائم على الحركة الطلابية بقيادتها السديدة العلمية و العملية النهج الديمقراطي القاعدي كفصل من فصول استكمال المؤامرة الخسيسة التي حيكت في حق خيرة المناضلين الشرفاء الأبطال الأحرار، في هذا المنحى يأتي اعتقالنا، فمنذ بداية الموسم الجامعي 2015/2016 سيكشر النظام عن أنيابه بتنزيل بنود و مخططات تصفوية تهدف إلى إقصاء أبناء الكداح و الفقراء و كل المقهورين من حقهم العادل و المشروع في التعليم عبر قرارات مشؤومة (8يوليوز 2015).
فدفاعا عن حقنا، خاضت الجماهير الطلابية أشكال نضالية مختلفة ( مقاطعات متفرقة، تظاهرات، إضرابات عن الطعام ...) وصولا إلى خطوات تصعيدية تمثلت في مقاطعة الامتحانات من داخل ( كلية العلوم ظهر المهراز، تازة، الآداب سايس ) فبعد كل هذه الخطوات يأبى النظام إلا أن يمرر مخططاته ولو بلغة الحديد و النار، بإعلانه عن ترحيل الامتحانات صوب كلية الآداب سايس مستعدا لارتكاب المجزرة.
في صباح يوم الاثنين 14 مارس حيث كنا متجهين صوب الكلية نتفاجأ بأسطول قمعي رهيب (عشرات سيارات القمع، مئات رجال القمع، العشرات من الدراجين ...) يطاردوننا، فبعد لحظة كر و فر سيتم تطويقنا في الأخير من كل الجهات، أينما وليت وجهي أراهم كالكلاب المتعطشة لدماء البش، إذ تمت مطاردتي في الحي الصفيحي الذي كما قلت سابقا قد تم تطويقنا فيه، ما كان علي إلا اقتحام أحد المنازل و تسلقت الجدران لأجد نفسي على سطح المنزل بعدها قفزت إلى منزل آخر لأجدهم بداخله و فررت إلى الخارج ليتم اعتقالي والتنكيل بي، و استخدام مصطلحات من القاموس البهائمي ( ولد القح..، الزو...) ومسلسل من الضرب على مستوى الرأس و الكتف اليسرى و الرجل و الوجه مما أدى إلى نزيف من أعلى الحاجب بعدها سقطت مغمى علي حتى استيقظت لأجد نفسي داخل سيارة القمع أنا و مجموعة من الطلبة، لتكون الوجهة ولاية القمع، فمنذ وصولنا حوالي الساعة h9  صباحا و نحن مرمين في غرفة صغيرة، أمضينا اليوم بأكمله تحت السب و الشتم، بعدها تم النداء علي و اقتيادي إلى أحد المكاتب رفقة شخصين من رجال القمع لينطلق مسلسل الاستنطاق المراطوني من قبيل ( الاسم، السكن، عدد اﻹخوة، الخ) وبعدها شوط آخر كما جاء على لسان أحد الجلادين ( نبداو فالصح يا ولد القح..) أنت قاعدي ولا تناقشني في هذا لأنه أمر محسوم، من يقاطع الدروس؟ من يحرض على المقاطعة الامتحانات ؟... وصمت لمدة دقيقة أو أكثر وهو ينظر إلي حتى بدت شرارة الحقد في عينيه ثم طرح علي سؤال آخر ( هل لديك أي اسم غير يوسف .. ؟ ) فكانت الإجابة لا، فصفعني و قال لماذا ينادونك ب booda، أنت هو !؟ (هاد النهار نعلق موك من رجليك..) و بدأ يبحث عن حبل فدخل جلاد آخر و قال : قل الحقيقة ولا تخف سأضمن لك سراحك في المساء ولن يؤذيك أحد، فعندما رأى تعنتي و أنني لم أجب عن أي سؤال من ضمن العشرات من اﻷسئلة الموجهة لي، بدأ مسلسل التعذيب فأجلسوني على ركبتي لمدة طويلة ووضع عصى خشبية بين ركبتي فأحسست بأن أعضاء جسمي تتمزق ألما.
بعد كل هذه اﻷشياء و بعد كل أطوار التحقيق و التعذيب اتجهوا بي نحو القبو (لا كاب) ليتم الزج بي أنا ومجموعة من الرفاق في زنزانة صغيرة مظلمة و رائحتها نتنة لا تصلح حتى لمأوى الحيوان، كانت تحمل الرقم 10، لتمر ليلة سوداء، إحساس بالألم والجوع و البرد، حتى حل صباح اليوم الموالي دون أن أذق نوم اﻷمس، ﻷجد محظرا مطبوخا معد سلفا لا أعرف محتواه، ليطالبني أحدهم باﻹمضاء بعدما كانت إجابتي الرفض، فقاموا بتهديدي بالاغتصاب و الوعيد، ليتم إمضاء ذلك المحضر دون إرادتي. فبعد أن نفذوا ما أملي عليهم من داخل ولاية القمع سيتم تقديمنا إلى المحكمة الابتدائية يوم 16 مارس 2016 لأتفاجأ بتهم منسوبة إلي لم أسمع بها من قبل، أمضينا أزيد من 8 ساعات من داخل محكمة ليكون القرار الحسم من طرف النظام هو إيداعنا رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن السيء الذكر عين قادوس و تحديد يوم 30 مارس كجلسة أخرى من المحاكمات الصورية في حقنا.
فمنذ وصولنا إلى باب السجن فما كان في بابه سوى جلادي المعقل و رفاقنا في النهج الديمقراطي القاعدي معتقلي المؤامرة الدنيئة 24 أبريل، ليزودونا بما أوتوا من مأكل و مشرب و اطمأنوا عن حالتنا الصحية حتى تمت تفرقتنا و سلب كل حاجياتنا، وأصبحت أسمائنا تحمل أرقاما ...
إلى أن تم الزج بي أنا و 12 معتقل سياسي من داخل الزنزانة رقم 5  بحي الرحمة والتي لا زلنا نعاني الويلات من داخلها من برودة الزنزانة و استفزاز الجلاد ...
منذ ذلك الحين و تماشيا مع التأجيل المتكرر و الممنهج للمحاكمات الصورية التي نعرض عليها سيتم رفع الملف للمداولة مباشرة بعدما تأكد النظام بأن موقف الصمت لا تراجع عنه أمام المهزلة التي يلعب داخلها فكان تاريخ 13 أبريل 2016 شاهد على جريمة أخرى من الحجم الكبير أو إن صح القول ارتكاب مقصلة أخرى في حق الجماهير الطلابية وفي حق توجهها المناضل النهج الديمقراطي القاعدي بما قدر ب 68 سنة سجنا نافذا فكان نصيبي من هذا الحكم القاسي سنتين سجنا نافدا، لكن هيهات تم هيهات إن كان النظام واهي بأن النضال سيقف عند هذا الحد ... !، وفي معركة نخوض أطوارها من داخل المعتقل و التي تتمثل في خوضنا -37 معتقل سياسي- إضرابا عن الطعام لمدة 20 يوما انطلق يوم 10 أبريل مطالبة بإطلاق سراحنا ودفاعا عن هويتنا كمعتقلين السياسيين، والذي أثر بشكل كبير على مجموعة من المعتقلين السياسيين، حيث نقصت من وزني حوالي 3،5 kg، ورغم كل الصعوبات والتحديات فنحن عازمون على السير قدما حتى تحقيق مطالبنا العادلة.

لا سلام لا استسلام ..... المعركة إلى اﻷمام
 نادى الزمان بالنضال .... فناضلوا يا ثوار إنا و إن طال الزمان .... لابد الانتصار
 على درب الشهيد مصطفى مزياني لسائرون
 على درب المعتقلين السياسيين لسائرون

0 التعليقات:

إرسال تعليق