السبت، 16 أبريل 2016

السجن السيء الذكر عين قادوس فاس // المعتقل السياسي : وليد اليوبي // شهادة حول التعذيب.

السجن السيء الذكر عين قادوس فاس      في 14 أبريل 2016   
المعتقل السياسي : وليد اليوبي
رقم الاعتقال : 1653
شهادة حول التعذيب


في إطار الهجمات المتتالية للنظام القائم على المكتسبات التاريخية للشعب المغربي  مند سنوات مضت لم تسلم الحركة الطلابية بدورها  من بطش النظام القائم بطبيعته الثلاثية اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، لطالما ناضلت الجماهير الطلابية بمعية مناضليها على مطالبها العادلة والمشروعة في إطارها النقابي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب لمواجهة كل المخططات الطبقية و التصوفية  التي تهدف إلى خوصصة ما تبقى من مجانية التعليم، بتنزيلها ( الميثاق الطبقي للتربية والتكوين، المخطط الاستعجالي، المخطط الاستراتيجي، المخطط الرباعي...) في هذا السياق يأتي الموسم الجامعي 2015-2016 باجتهاد من النظام في شخص رئاسة الجامعة بتنزيل ما اصطلح عليه بقرارات 8 يوليوز التي تمثلت في سبع قرارات تهدف إلى إقصاء اكبر شريحة ممكنة من الطلبة في حقهم في التعليم.
خاضت الجماهير الطلابية بقيادتها السديدة العلمية و العملية النهج الديمقراطي  القاعدي العديد من الأشكال النضالية ( تظاهرات، اعتصامات، إضرابات عن الطعام...) كل هذه الأشكال مرفوقة بملفات مطلبية صيغت بشكل جماهيري و ديمقراطي من داخل الكليات الثلاث، وتم  بعد ذلك عقد نقاش موسع بالساحة الجامعية، لكن الإجابة الوحيدة التي تعاملت بها إدارة الكليات  هي سياسة التسويف و الهروب إلى الأمام و كذا الأذان الصماء، بعد خوض العديد من الحوارات التي لم تكن نتائجها ايجابية لتشفي غليل الطلبة، فكان الرد هو عدم الانبطاح أو التراجع إلى الوراء ولو خطوة واحدة، فكان الحل الوحيد والإجابة المباشرة اتجاه هذا التعاطي الصهيوني هو عنوان التصعيد تمثل في مقاطعات متفرقة من داخل الكليات (15 يوما) وشملت باقي الملحقات (الآداب سايس، كلية متعددة التخصصات تازة...) لكن رئاسة الجامعة أو إحدى الكليات لم تحرك الساكن للتقليل من الأزمة التي طالما تجد لها حلا على كاهل الطلبة.
 في هذا السياق جاءت مقاطعة بكلية العلوم ظهر المهراز 18 يناير لتمر مقاطعة بنجاح %100، لتخرج الإدارة بتأجيلها إلى غاية 02 فبراير 2016 والتي تمت مقاطعتها لأن المطلب الرئيسي هو إلغاء قرارات 8 يوليوز وليس التأجيل،  فبعد هذه المقاطعة والتي أبت الجماهير إلا أن تجسدها، دخلت إدارة الكلية في صمت عم المركب الجامعي ظهر المهراز  وألقى بظلاله على كل الجنبات.
بعد طول الانتظار وخوض العديد من الأشكال النضالية التصعيدية يصل خبر الإعلان عن "دورة استثنائية" من داخل كلية العلوم 14 مارس  2016بمثابة صدمة للبعض من كان يتكهن بسيناريوهات أخرى لهذه الامتحانات فكانت عزيمة الطلبة والطالبات لا تزيد إلا تشبثا بأشكال الاتحاد الوطني لطلبة المغرب لكونها الأشكال الكفيلة بتحقيق كافة المطالب العادلة و المشروعة.
                                                                                                                                         إن تاريخ إعلان الإدارة على الامتحانات أخذ منحى أخر فحاز تعاطف الكل على المستوى الوطني حيث شكل 14 مارس يوما استثنائيا بدوره في مقابل كل هذه الأحداث، كانت عزيمة  الجماهير حول تنفيذ الخلاصات وعلى رأسها الاستمرار في مقاطعة  الامتحانات، انقلبت الأحداث و تغيرت المعطيات، بعد استعدادات أولية لأصحاب القناعات المتصلبة.
 ها هو صباح يوم 14 مارس في ساعاته الأولى لتكون الوجهة هي كلية الآداب والعلوم الإنسانية- سايس- بشكل نضالي كما جرت العادة لنتفا جئ بتدخل قوى القمع بشكل همجي في حق الجماهير الطلابية  ليبدأ مسلسل المطاردات الهوليودية في الحقول المجاورة للكلية من طرف قوى القمع العلنية ( ق س، بلير...) والسرية منها  والد راجين ... فبعد مطاردة دامت30h1 أو ما يقارب km4، سيقدم النظام على تطويقنا من كل الجنبات بعشرات الدراجين وسيارات القمع بكل تلاوينها ليرتكب جريمة في حقنا عن طريق تلك الاعتقالات الهوجاء، فحاولت الفرار أنا و 4 طلبة صوب أحد المنازل ليتم بعد دقائق اقتحام مكان المنزل الذي كنا قد اخترناه ملجئا لنا للإحتماء من طرف تلك العناصر التي بدت على وجهها وكأنها كانت ضمن حديقة حيوانات، فبعد الاقتحام ستبدأ هذه العناصر بالضرب العشوائي بواسطة العصي الخشبية والحديدية منها حيث ضربت لمرات متتالية على مستوى الرأس وإصابة على مستوى الكتف اليسرى بواسطة عصى حديدية وكذا على مستوى الركبة اليمنى، بعد ذلك سيتم اقتيادي إلى إحدى سيارات القمع رفقة 14 طالبا لتكون الوجهة ولاية القمع بفاس، في لحظة وصولنا إلى الباب الخلفي من هذا المخفر القمعي سيتم تصفيد أيادينا واقتيادنا إلى الطابق الأول من (الولاية ) وإيداعنا في مكتب وصلت نسبة المعتقلين فيه 59 طالبا، ومرة أخرى وكما جرت العادة توافد مجموعة من الجلادين المختصين في التعذيب والاستنطاق، فبعد أن أخذ المعلومات الأولية منا وأخذ الصور ستبدأ المجموعات بمناداة كل معتقل على انفراد، وها هو أحد الجلادين ينادي على اسمي ليأخذني إلى الطابق الثالث من ولاية القمع، أدخلني إلى أحد المكاتب ليبدأ مسلسل الأسئلة: هل شاركت في المواجهة؟ ماذا وقع قبل المواجهة؟ من استعمل القنينات الزجاجية المتفجرة...؟، وكان السؤال المركزي هو:  ماهو توجهك السياسي من داخل الجامعة؟ هل أنت قاعدي؟ أم ضمن أحد الفصائل (((الإسلامية))) ؟... فكانت الإجابة على كل سؤال مرفوق بالضرب والسب والشتم... ليتم إرجاعي إلى حيث أتي بي، لم تمر سوى 15 ثانية تقريبا حتى تمت مناداتي من طرف نفس العنصر والوجهة نفس الطابق ونفس المكتب، ليؤكد لي أنه يعرف انتمائي وإعطائي حتى الاسم الحركي(tp) من داخل الجامعة، فكانت الإجابة مباشرة هي الانتماء إلى التوجه القاعدي لتتحول الأسئلة من موضوع المواجهة مباشرة إلى نوع أخر تمثلت في : ما هو تصور القاعديين؟ ما موقفكم من الأطراف (التركيز على ورقة 96 والتروتسكيين) أين تقام كل نقاشات الرفاق..؟ السؤال عن أسماء لم أسمع يوما بهم من داخل الساحة الجامعية، اللهم اعتراف هؤلاء الجلادين بأن كل هذه الأسماء هم قاعديين ولا يزالوا ينشطون من داخل الساحة، وفي كل لحظة أتيحت لهم الفرصة حتى ينهلون علي بالضرب و التهديد... ليتم بعد ذلك إرجاعي مرة أخرى إلى جانب المعتقلين.
 بعد لحظات قليلة سيتم تقسيمنا إلى مجموعتين، 30 طالبا تم إطلاق سراحهم، في حين تم الاحتفاظ ب29 تحت الحراسة النظرية حتى أتى مجموعة من العناصر بالزي الرسمي وهذه المرة إلى وجهة أخرى إلى قبو(لاكاب) وتجريدنا من كل ما نملك: (حزام السروال، رباط الأحذية وكل ما نملكه من الوثائق والنقود) ليتم تفريقنا مرة أخرى إلى مجموعات، حيث تم الزج بنا من داخل زنزانة مظلمة نتنة تحمل رقم 7 بدون أغطية لا تتجاوز مساحتها 2.5 متر طول و1.5 عرض، وضعت إلى جانب معتقلين من الحق العام حيث أمضيت ليلة بالجوع وبرودة الزنزانة، حتى صباح يوم الغد 15 مارس، عندما قلت صباح الغد فلم أعرف سوى بسؤالي عن الساعة لأن المكان لا تعرف فيه الليل من النهار، مرت الساعات الأولى من هذا اليوم حتى تمت مناداتي واقتيادي صوب أحد المكاتب وهذه المرة من طرف (الشرطة القضائية) ليتم تصفيدي يدي مع كرسي خشبي ليسألني عن اسمي والكلية التي أدرس فيها والتوجه السياسي، ليمدني بعد ذلك بأزيد من 20 ورقة لا أعرف محتواها ولا التهم المنسوبة إلي، فلما رفضت إن أمضي عليها سيتم قلبي من على كرسي رغم إني مصفد، حتى أمضيت ذلك المحضر رغما عني، وإرجاعي مرة أخرى إلى القبو (لاكاب) وهذه المرة إلى زنزانة أخرى لم تتغير بكثير عن الأولى إلى أن رقمها تغير إلى الرقم 13 لأكمل فيها الليلة الثانية، وأمضينا الليلة الثانية بنفس الأجواء، حتى صباح اليوم الموالي 16 مارس اجتمعنا مرة أخرى وتم اقتيادنا صوب المحكمة الرجعية (المحكمة الابتدائية) ليتم إحالتنا على أنظار وكيل الكومبرادور، حينها تم التعرف على التهم الملفقة التي طبخت لنا في دهاليز الاستخبارات على مدى يومين من التعذيب، ليتم تأجيل محاكمتنا إلى غاية 30 مارس، واقتيادنا إلى السجن السيئ الذكر عين قادوس لنجد أمامنا استقبال رفاقنا في النهج الديمقراطي القاعدي معتقلي المؤامرة الخسيسة حيث وفروا لنا بعض الأكل و تسهيل عملية إدماجنا من داخل المعتقل، ليتم الزج بي ومجموعة من المعتقلين من داخل الزنزانة رقم 5 في حي الرحمة والتي صيغت من داخلها هذه الأسطر...
_ إدانتنا لكل الاعتقالات الهوجاء في صفوف الطلبة والمناضلين.                            
– إدانتنا لكل التدخلات القمعية في حق نضالات الجماهير الطلابية. 
الاعتقال السياسي قضية طبقية... المعتقل و الشهيد حرب التحرير                     الشعبية                                                                          
        صمودا الآن... صمودا دائما...حتى النصر     

            رغم قطف كل الزهور... لن تستطيعوا وقف زحف الربيع

0 التعليقات:

إرسال تعليق