السبت، 27 فبراير 2016

المعتقل السياسي : حفيظ احليلي // شهادة حول التعذيب //الزنزانة 17 : حي الرحمة عين قادوس فاس // في 26 فبراير 2016.

المعتقل السياسي : حفيظ احليلي                          في 26 فبراير 2016
رقم الاعتقال : 915
الزنزانة 17 : حي الرحمة
عين قادوس فاس
شهادة حول التعذيب


 دفاعا عن قضيتنا، قضية الشعب المغربي المضطهد الذي يشق طريقه نحو التحرر و الانعتاق، دفاعا عن كل قضايا الشعب المغربي بشكل عام و قضية التعليم بشكل خاص، وضدا على سياسة التعليم الطبقية في كل المجالات و تعاقب المخططات الطبقية التصفوية منذ مؤامرة " ايكس ليبان " ومولودها "الاستقلال" الشكلي، التي تهدف تمرير القطاعات الاجتماعية الحيوية من القطاع العام إلى القطاع الخاص، ومنها قطاع التعليم، بإقصاء شريحة كبيرة من أبناء الشعب المغربي وتشريدهم عبر تنزيل مجموعة من البنود التخريبية، بدءا من سياسة التقويم الهيكلي سنة 83/84، مرورا بالميثاق الطبقي للتربية و التكوين ما بين 2000 و 2009، و الذي انتهى بالفشل نظرا لمقاومة الحركة الطلابية له باعتباره يضرب مصلحتها في العمق، وذلك عبر تفجيرها لمعارك نضالية داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الممثل الشرعي الوحيد والأوحد للجماهير الطلابية، بالإضافة باعتراف  " الكمبرادور " بنفسه، وصولا إلى " المخطط الرباعي " الذي تم تنزيله سنة 2015  الذي يهف إلى الخوصصة التامة لهذا القطاع الهام بالمجتمع، و بالتالي الإجهاز التام على ما تبقى من مجانية التعليم، بالإضافة إلى استهدافه الفعل النضالي وبطرق أكثر خطورة، حتى يتسنى للنظام و إداراته تمرير كل البنود التخريبية، منها  ( قرارات 8 يوليوز 2015، تعميم نقطة الإقصاء، التكامل ما بين الفصول، استيفاء 18 وحدة كشرط للمرور للفصلين الخامس و السادس، الحرمان من الحصول على شهادة الإجازة...). في هذا الإطار خاضت الجماهير الطلابية مجموعة من الخطوات النضالية منذ بداية الموسم الحالي كاستمرارية للمواسم السابقة، توجت بصياغة ملفات مطلبية بكل الكليات و الأحياء الجامعية المنضوية تحت لواء جامعة محمد بن عبد الله، بمستوياتها الديمقراطية و المادية و البيداغوجية ( إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، الاعتراف بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب، رفع المتابعات عن الطلبة و المناضلين...، بناء حي جامعي بظهر المهراز و باقي المواقع تستوعب كم الطلبة و الطالبات المتوافدين على الجامعة، فتح مطاعم جدد و تجهيز الموجودة و عدم خوصصتها ( كموقع سايس )، الزيادة في قيمة المنح و تعميمها، النقل،... ،... إلغاء بنود 8  يوليوز فورا دون قيد أو شرط،...) ومن أجل ايقاف هذا المد النضالي و إجهاض المعركة و بالتالي توفير الشروط الملائمة لتمرير بنوده، سيشن النظام القائم اعتقالات منظمة خلال العطلة الصيفية قبل تخليد الذكرى الأولى لاستشهاد الرفيق مصطفى مزياني، شهيد النهج الديمقراطي القاعدي و الشعب المغربي، كما تم اعتقال العديد من المناضلين مع بداية الموسم 2015-2016 وتلفيقهم تهم ثقيلة و ملفات مطبوخة على المقاس، كما تم الهجوم على الطلبة و المناضلين بكل من ظهر المهراز و سايس باستعمال القوى الظلامية " شبيبة " العدالة و التنمية "، " العدل و الإحسان ") و الاستمرار في حبك المؤامرات و الدسائس بالإضافة إلى التدخلات القمعية المباشرة ( تدنيس الحرم الجامعي من طرف قوى القمع لعدة مرات خلف العديد من المعتقلين السياسيين و الجرحى و المعطوبين) وصولا إلى المجزرة الرهيبة التي ارتكبها بموقع سايس، بعدما عزمت الجماهير الطلابية على الاستمرار في معركتها النضالية و بأشكال  متقدمة و صلت إلى حدود مقاطعة الامتحانات بكل من كلية العلوم ظهر المهراز و كلية الآداب سايس، ضدا على واقع الصمت و التهرب من المسؤولية من طرف ادارات الكليات و الأحياء الجامعية  و رئاسة الجامعة في الإجابة على مطالب الطلاب العادلة، ففي يوم 1 فبراير 2016 حين كانت الجماهير الطلابية تجسد أولى أشواط مقاطعة الامتحانات التي كان مزمع اجتيازها يوم الثلاثاء 2 فبراير 2016  بكلية الآداب سايس، سيرتكب النظام القائم مجزرة بشعة في الجماهير الطلابية ومناضليها الأوفياء – مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي- اذ تعرض مجموعة من الطلبة و الطالبات للاعتقال و الاصابات البليغة، كما تعرض مجموعة من رفاقي في النهج الديمقراطي القاعدي إلى اصابات بليغة أيضا.
أما أنا فنلت نصيبا أوفر من هذه المجزرة الرهيبة، حيث تعرضت للضرب بالهراوات إلى مختلف أعضاء الجسم و الرفس بالأقدام على المناطق الحساسة ( الرأس، الخصيتين، البطن، الكلي، الصدر...) ناهيك عن الكلمات الموجهة من طرف عدد كبير من رجال القمع ( حوالي 40 عنصر حتى لم يعد للأكسجين مكانا لأتنفسه) بالإضافة خنقي بواسطة " الكوفية " التي كنت أرتديها، و تجريدي من الملابس و سرقة أغراضي ( بطاقة التعريف، بطاقة الطالب، المفاتيح، النقود، الملابس، السجائر،...) كما تعرضت للسب و الشتم والإهانة " الزعيم، الملحد، الشيطان، الموسخ، الز..، ولد القح...)، فكانوا يتلقطون صورا لي وأنا أستقبل وابلا من الكلمات و الركل حتى فقدت الوعي، ولما استرجعت أنفاسي وجدت نفسي بمستشفى "CHU"، يحيط بي عدد كبير من رجال القمع بالزي الرسمي وآخرون بالزي المدني، ، فصفدوا يدي و أنا لا أزال على السرير ثم وضعوا "الكوفية" على عنقي حتى كدت أختنق ، و أنا في تلك الحالة قاموا بالتقاط صور لي و آخر يقول " داير موتا حمار يا و لد الق..." ثم ضربني بلكمة على وجهي و بصق علي... طلبت منهم الطبيبة المشرفة أن يغادروا القاعة فرفضوا بدعوى أنني معتقل خطير ، و حين أرادوا أن يأخذونني إلى مخفر القمع رفضت الطبيبة سيما و أنها لم تقم بعد بفحصي و بدأوا يجبرونني على أن أقول للطبيبة بأن صحتي على ما يرام فرفضت ، حينها أمروا الطبيبة بأن يأخذوني إلى مكان بعيد عن الأنظار كي يتحدثوا معي ، فرضخت مكرهة، و لما أبعدوني ، بدأ الضرب و البصق و السب و الاستفزاز (هناك طلبة قالوا لنا بأنك قاعدي ، لقد فضحوك ،...هل تصلي ، كم ركعة في الصبح، الظهر،...استظهر الشهادة، ماهي الكتب الماركسية التي اطلعت عليها، كم نظمت من حلقية ، الخونة هم ليستافدوا فهاد البلاد، هذا راه من الكوادر ديالهم ولد الق...هو لي حرضهم ، شوفونا شي غرفة خاوية نغتاصبوا مو...) و أثناء استنطاقي كانوا يهددوني بالاغتصاب و اللكم و الطرش لا يتوقف و النتف من اللحية و الضرب بالأرجل على قصبة الرجل ،فكل من مر أمامي يستمتع بحصته من الضرب الهيستيري ، وحينما كنت داخل الغرفة المخصصة "للسكانير" حاول أحد الصحفيين (يبدو أنه أجنبي) أن يسألني إلا أنهم أبعدوه و هم يسبونه و يشتموه بالكلام النابي . ولما أنجزت الفحص الطبي و انتهيت أخذوا الكشف الطبي الخاص بالفحص و أخفوه عندهم و ذهبوا بي إلى سيارة القمع "صطافيط" و أنا مصفد اليدين و حولي حوالي 8 عناصر قمع بالزي المدني و 3  بالزي الرسمي ، و طيلة المسار المؤدي إلى ولاية القمع و هم يسبونني بالكلام النابي مرفوق بالصفع المسترسل .
حين أوصلوني إلى ولاية القمع وجدت هناك 26 طالبا من بينهم 6  طالبات ، فأخذوني إلى غرفة قاموا بأخذ صور لي من كل الجوانب ، ثم إلى مكتب آخر، قال لي الذي كان بداخله : (الزعيم ، أولد الق...عييتي ما طير و جيتي فيها...)، وشرع في استنطاقي :(فين تشديت،انت قاعدي ، علاش مقاطعين الامتحانات ...)، ثم أخذوني إلى مكتب آخر ليستمروا في استنطاقي : (انت قاعدي ، فين اتشديت ، اسميتك خوتك ، شنو كيديرو ، شنو قاري فالماركسية ...) ، ثم نقلوني إلى مكتب آخر به عنصري قمع ، كانوا يتناوبان على استنطاقي : ( إما أن تعترف و تتعاون معنا و إما سنغتصبك ، ما معنا تا واحد هنا ، أنت قاعدي و كنعرفوك مزيان و التحركات ديالك مراقبة...) ثم أحضروا لي سلسلة من أسماء المناضلين قالوا لي ماذا تعرف عن كل واحد ، لما رفضت و قلت لم أاعرفهم ، انهالوا علي بالضرب و الشتم و الخنق...ثم طلبوا مني رقم هاتفي و عنوان حسابي الإلكتروني ورقمه السري ، (ماهو لقبك في الساحة الجامعية...). وبعد مدة طويلة و أنا أنقل من مكتب لآخر ، أرجعوني إلى "لاكاف" على الساعة الثانية و رموني به دون فراش ولا غطاء و لا أكل ، وفي اليوم الثاني  أيقظوني بالكلام النابي متنقلين بي من مكتب لآخر كما في اليوم الأول من أجل استكمال الاستنطاق و فصول التعذيب النفسي و الجسدي ، فأخرجنا أحدهم أنا و أحد الطلبة (سفيان) ، و قال لي :"أعرفك جيدا ، أنت عنصر نشيط ولست متعاطف كهذا (في إشارة إلى سفيان) لكني لا أريد فضحك" أجبته " إني متأكد أنك لا تعرفني و أنك تكذب..." قدموا لي محضرا مطبوخا وجاهزا وطلبوا مني أن أوقع عليه ، فرفضت ، و بعدما انهالوا علي بالضرب ،قال لي أحدهم "إما أن توقع و إما أن ألفق لك ملفا آخر كما أريد و أكتب عليه رفض التوقيع وبعد سنغتصبك" أجبروني على التوقيع ثم أرجعوني إلى "لاكاف" حوالي الخامسة و النصف مساءا.
أمضيت الليلة بدون فراش و لا أكل كذلك ، إلى جانب معتقلي الحق العام ، ثم أخذوني يوم الأربعاء 3 فبراير 2016 حوالي الساعة الحادية عشر و نصف رفقة طالبين إلى "محكمة الاستئناف" ،و ثم عرضي على " الوكيل العام". ثم تلا علي التهم الملفقة ، قلت له أنا لم أطلع على المحضر ووقعت عليه مجبرا ، فتدخل المحامون وطالبوه بإجراء الخبرة الطبية ،أرجعونا إلى "لاكاف" "محكمة الاستئناف" ثم إلى مستشفى الغساني لإجراء الخبرة الطبية و نحن مصفدين و يرافقنا حوالي 8  عناصر من القمع أشبعونا سبا و استفزازا ،وبعد إجراء الخبرة أرجعونا إلى "محكمة الاستئناف" و أدخلونا مكتب  " الوكيل العام" فرادى ثم تلا مرة أخرى التهم الملفقة لي. وحوالي الساعة الرابعة بعد الزوال ساقونا نحو سجن عين قادوس السيء الذكر على متن "صطافيط" حيث وجدنا بها 10  طلبة تم تقديمهم لمحاكمة صورية أخرى "بالمحكمة الابتدائية" بالإضافة إلى معتقلي الحق العام.
وحين وصولنا إلى السجن لم نجد في مساندتنا سوى رفاق النهج الديمقراطي القاعدي(منهم المحكومين ب111    سنة ومنهم من لم يتم بعد النطق بالحكم في حقه) حيث قدموا لنا الدعم المعنوي و المادي (احضروا لنا الأكل و السجائر...) كما فرضوا على إدارة السجن مدنا بالامتحانات، بعد ذلك أدخلونا موظفو السجن إلى الزنزانة 17  بحي الرحمة (حي النساء سابقا) وعددنا 13 معتقل سياسي وهي غرفة مساحتها لا تتجاوز 4  متر مربع، وقدموا لنا أفرشة و أغطية متسخة ولا تكفي لمقاومة البرد. و إلى حدود كتابة هذه الأسطر لا زلنا محرومين من الزيارة المفتوحة ، الاتصال ، الاستحمام، التطبيب، التغذية، الفسحة... إلا أننا ورغم هذا الواقع القاسي سنبقى متشبثين بمطالبنا و قضيتنا العادلة و المشروعة قضية الشعب المغربي المضطهد. إن هذا الواقع يبين بالملموس طبيعة النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، و لن يزيدني كذلك إلا تصليب قناعاتي أكثر فأكثر.
عاشت نضالات الشعب المغربي
عاشت نضالات الحركة الطلابية
عاش النهج الديمقراطي القاعدي


0 التعليقات:

إرسال تعليق