25
أبريل 2020
الاتحاد
الوطني لطلبة المغرب النهج الديمقرطي القاعدي
كلمة
النهج الديمقراطي القاعدي بمناسبة الذكرى السادسة
لمؤامرة 24 أبريل 2014
من الخميس المشؤوم 2014 إلى الآن تكون قد مرت ست سنوات على إحدى أكبر
وأخطر المؤامرات في تاريخ توجهنا المناضل، وبالنظر لطبيعة المؤامرة وإفرازاتها
ولأن التاريخ بدروسه وخبراته سلاح هام لتجذير وتطوير الممارسة النضالية وصور
المقاومة يبقى من الضروري الإستحضار الدائم لحيثيات وملابسات هذه المؤامرة
الإجرامية
.
20 فبراير الإنتفاضة المجيدة بالرغم من
الخفوث الذي عرفته وطبقا لمنطق التاريخ كان لابد وأن تكون لها إفرازاتها النوعية
فلم يكن هينا ما رسخته من تجارب نضالية ومن فضح سياسي أماط اللثام عن الوضع
السياسي المتردي ببلادنا وموقع الجميع كل في موقعه الصحيح. وكان من الضروري أن
تكون الحركة الطلابية بقيادة النهج الديمقراطي القاعدي الطرف الأول القادر على
استيعاب هذه الإفرازات في ظروف ذاتية وموضوعية وتاريخية ولإنسجامها مع الخط
الكفاحي والمشروع التحرري ل 20 فبراير 2011.
لذلك كان من الطبيعي أن تستعر نار الصراع السياسي مابين النظام
القائم وأنصار المشروع التحرري الذي شكل النهج الديمقراطي القاعدي صوته المتقدم، بذا
ذلك واضحا من خلال شراسة الهجوم الذي طاله إذ شهدت جل مواقع الفعل النضالي عشرات
التدخلات القمعية في زمن قياسي واعتقالات غير مسبوقة، كان أكثرها دموية الهجوم على
تازة أثناء الإنتفاضة المجيدة، وهجوم 15 أبريل 2013 على ظهر المهراز الذي دام 17
يوما مخلفا عاهات مستديمة وعشرات المعتقلين السياسيين، الذي جاء بعده مباشرة قرار
إغلاق الحي الجامعي وتشريد الآلاف من الطلبة أبناء الشعب .
في مواجهة ذلك سجل القاعديون إلى جانب الجماهير الطلابية ملاحم
مشهودة من المقاومة والصمود حيث تواصلت المعارك النضالية البطولية لأجل استرجاع
الحي الجامعي إلى جانب باقي المكتسبات الأخرى (المبيت الليلي لأزيد من ستة أشهر). ولأجل إعطاء نفس جديد للمد النضالي
الشعبي وإرجاع 20 فبراير إلى تربتها الأصلية، إلى التاريخ الفعلي وإبعادها من واقع
الركود ونضال الصالونات والمقرات الذي استثمرته أطياف سياسية عديدة مستعينة بكافة أوصاف الإجهاض لتحظى بنصيبها من كعكة سوق
الإسترزاق الذي يعرف رواجا كبيرا في مثل هكذا مناسبات، كان تنظيم ندوة 28/29 مارس
2014 تحت شعار "20فبراير الواقع
والآفاق ومهام اليسار الجذري" ولكي لا تصل إلى مراميها عمد النظام على دك
أسوار الجامعة بالجرافات وارتكاب مجزرة تحت جنح الظلام خلفت عاهات مستديمة وعشرات
المعتقلين السياسيين في هجوم استمر ليومين متتاليين .
بعد أن فشلت كل حملات القمع والبلطجة كما تشهد تجارب التاريخ تحركت
القوى الظلامية في شخص تنظيمها الإرهابي المسمى ب "العدالة والتنمية"، وتحت
مسعى تنظيم ندوة من تأطير المدعو "عبدالعالي حامي الدين" الفاعل الرئيسي
في جريمة اغتيال الشهيد آيت الجيد بنعيسى، وبمباركة الأجهزة القمعية حطت كتائب
الإرهاب إنزالها بجامعة فاس حيث تم تنفيذ الركن المادي من مؤامرة اجتثاث توجهنا
المناضل.
كانت حصيلة المؤامرة ثقيلة بكل ما للكلمة من معنى، لقد سقط رفيقنا
مصطفى مزياني شهيدا بعد معركة بطولية للأمعاء الفارغة دامت 72 يوما وقدم فيها خيرة
المناضلين إلى مقاصل المحاكم الرجعية، حيث وزعت عليهم حوالي قرن من السجن، وبحجم
ثقل الحصيلة كان ثقل التجارب والدروس، فقد كشفت المؤامرة كثرة المتكالبين
والمتآمرين الذين يجهدون أنفسهم لإقبار النهج الديمقراطي القاعدي والإلتفاف عليه
وكانت عربون انطلاق الحضور النضالي والسياسي الوازن لهذا الأخير، حضور رفع مستوى
التعاطي (مع مثل هكذا مؤامرات المعتمدة على
أكثر الأساليب إجراما).
كانت حدثا مما جعل الكل باستثناء الجزء يتموقع إلى جانب النظام
وأدواته السياسية والإديولوجية والإعلامية بمختلف تلاوينها وحتى بعض المدعين
الإنتساب إلى صف اليسار الذين لم يكلفوا أنفسهم ولو القليل من الجهد لإستسباب
الحقيقة، بل تهافتوا على إصدار مواقف وبيانات الإدانة. فحين كانت الأجهزة القمعية
والإستخباراتية إلى جانب العصابات الظلامية تطارد المناضلين /ت وتقتحم البيوت وتنفذ الإعتقالات، كان هؤلاء
منخرطين في حملة دعائية منظمة موفرين الغطاء السياسي لإغتيال تنظيم سياسي لا يملك
أي شيئ من إمكانياتهم، مؤمن بضرورة التضحية والصمود وبقدرة الجماهير على فضح كل طوابير التآمر وإجهاض أحلام المتآمرين .
بهذه الروح وبأفق انتصار مشروع الكادحين وأمام زحمة العواصف شق
القاعديون طريقهم من جديد ومعهم المناضلون/ت الشرفاء، متكلمين لغة المعارك بالسجون
ومواقع النضال، معارك لازالت مستمرة إلى الآن مكنتهم من انتزاع العديد من المكاسب
وعلى سبيل المثال لا الحصر الشروع في بناء حي جامعي بظهرالمهراز فاس، وفرض إطلاق
سراح العديد من المعتقلين السياسيين، تجميد مجموعة من بنود التخريب الجامعي... إن
طبيعة المؤامرة وإمتدادها في التاريخ يفرض الفضح الدائم والمزيد من الأعمال
والتضحيات لكشف جميع خيوط وملابسات المؤامرة تثمينا لمسلسل التضحيات المقدمة فلا
استكانة ولا مهادنة حتى بلوغ الهدف المنشود .
إن مرور السنوات لا يمكن أن ينسينا حقيقة الأطراف والجهات المساهمة
في الجريمة من قوى ظلامية ونظام قائم بكل أجهزته بما فيها "إدارة كلية العلوم"
بظهر المهراز التي باركت المؤامرة بمنع رفيقنا الشهيد مصطفى مزياني من إجتياز
الإمتحانات وعدم الإستفادة من أي ترخيص إستثنائي، وهو القرار الذي شكل انطلاق معركة
الإستشهاد، ولا يمكن أيضا نسيان الممارسات التخريبية للحثالة المرتزقة المتشدقين
بالثورة والإلتزام بخط النضال الجذري، وحتى تآمر مايسمى "بالمجلس الوطني
لحقوق الإنسان" الذي لعب دورا في المؤامرة بعدم الكشف عن تقرير حاسم (حول
وقائع ما حصل يوم 24 أبريل بظهر المهراز فاس) يشكل صك براءة المعتقلين السياسيين
من التهم التي ألصقت بهم .
إن الرهان على الجماهير والتشبث بالمواقف وتظافر جهود المناضلين
المبدئيين والشرفاء هو خيار لا محيد عنه لتجاوز الأوضاع المعقدة مهما اشتدت ضراوة
هجوم الأعداء وتشابكت خيوط التآمر وغير
ذلك يكون سوى هراء فارغ وتبرير للتقاعس والإنبطاح مهما كان براقا وحافلا بالجمل
الثورية الجوفاء .
عاش النهج الديمقراطي القاعدي
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين