الاثنين، 10 سبتمبر 2018

06 شتنبر 2018// السجن السيء الذكر" بوركايز"- فاس//المعتقل السياسي عبد المجيد العكبي رقم الاعتقال:40239// سياق و حيثيات الاختطاف و التعذيب


06 شتنبر 2018

المعتقل السياسي عبد المجيد العكبي
السجن السيء الذكر" بوركايز"- فاس
رقم الاعتقال:40239

سياق و حيثيات الاختطاف و التعذيب

في البداية أتوجه بالتحايا النضالية الخالصة لكل الرفاق/ات و إلى كل المناضلين المخلصين لقضايا الشعب، و الحرية لكافة المعتقلين السياسيين، المجد و الخلود لكافة الشهداء.      
منذ ولادة النهج الديمقراطي القاعدي منذ عقود من الزمن كامتداد نوعي و موضوعي للطلبة الجبهويين بشكل خاص و الحملم بشكل عام، في جو تميز بالتراجعات و الارتدادات و الخيانات المتتالية لمصالح الشعب المغربي، فمنذ هذه الولادة العسيرة و هم حاملين لهموم الجماهير الطلابية والشعبية عامة على اعتبار أن الحركة الطلابية رافد من روافد حركة التحرر الوطني، و باعتبارهم القيادة العلمية و السياسية لهذه الحركة، فقد قدموا خلال مسيرتهم النضالية إلى جانب الجماهير العديد من التضحيات لا سواء من خلال قياد معارك داخل الجامعة، أو المساهمة في انتفاضات شعبية (84،91،و 20فبراير2011...) و أدوا ضريبة هذا الفعل من اعتقال و اغتيال و تعذيب...بصدر رحب بدون بخل وكذلك إسهاما منهم في المسار التحرري للشعب المغربي و من اجل انجاز المهام الثورية "الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية" سائرين على درب شهداء الحملم و على مسارهم الذي تعمق بشهادات أخرى أضافها إلى السجل النضالي المشرق، حيث سقط الدريدي و بلهواري و شباضة و المعطي و المزياني، إضافة إلى عشرات المعطوبين و المعتقلين... .
إن كل ما قدمه القاعديين عبر مسارهم النضالي جعلهم عرضة لمجموعة من المؤامرات و الدسائس، و مؤامرة 24ابريل آخر إنتاجات مخابرات النظام من المؤامرات و لن تكون الأخيرة طبعا، و التي كان هدفها إقبار خط الثورة الديمقراطية الشعبية داخل الحركة الطلابية، لكن المؤامرات و الدسائس، لن تزيد القاعديين سوى إيمانا بمنطلقهم و تصورهم و برنامجهم، هذا الأخير الذي يعتبر الإجابة العلمية و العملية على الأزمة الذاتية و الموضوعية للحركة الطلابية، و استمرارا في رحلة الدفاع عن حق الشعب المغربي في التحرر و الإنعتاق و استمرارا في النضال على قضاياه العادلة و المشروعة. لا زال القاعديين و لحدود اللحظة على نفس النهج و بقناعات أكثر رسوخا، حيث لا زالوا لحدود الآن يواجهون مخططات النظام الطبقية في قطاع التعليم و التي تهدف إلى خوصصة قطاع التعليم و حرمان أبناء الشعب من التعليم، وقوة القاعديين مستمدة من الجماهير الطلابية التي يعمل القاعديين جاهدين من اجل تطوير الفعل النضالي عبر إشراكهم في بلورة الخطوات و تفعيلها و ذلك تحت لواء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بمبادئه الجماهيرية و التقدمية و الديمقراطية و الاستقلالية، و ذلك ضدا على التشريد و التجويع و التفقير و الاستغلال...، و ضدا على واقع عنوانه واضح لا شغل، لا صحة، لا تعليم ، لا حقوق... .
و في سياق الوقوف إلى جانب الشعب و ضدا على انتهازية الانتهازيين و تخاذل المتخاذلين... انطلق الموسم الجامعي 2017/2018 في جو دقيق يتسم بحدة الهجوم على ما تبقى من مجانية التعليم و تنزيل بنود الطرد المتضمنة في المخطط الإستراتيجي الطبقي الذي يهدف إلى جعل الجامعة سوقا سوداء أمام الرأسمال العالمي. و تواجد المناضلين بموقع ظهر المهراز إلى جانب الجماهير في كل إشكالاتها اليومية و بلورة أشكال نضالية للمراكمة لمعارك نضالية و موحدة وطنيا، وهذا ما يعكسه شعار أيام الشهيد و المعتقل في نسختها الثالثة "معارك نضالية وازنة ببعد وطني خيار ضروري من اجل حركة طلابية قوية بأفق تحرري" وكذلك أيام الشهيد و المعتقل السنة الفارطة بشعار "تضحيات وإخلاص،المناضلين ..صمود و مقاومة الجماهير ضرورة ملحة من اجل تطوير الفعل النضالي" و الذي تم تجسيده على أرض الواقع تعبيرا من القاعديين عن إخلاصهم للجماهير، خاض هذا الموسم مجموعة من المعارك النضالية الوازنة ابتداءا من استقبال الطلبة الجدد وقوفا على محطات نضالية لتخليد ذكرى الشهداء و أشكال نضالية موازية (تظاهرات،اعتصامات أشكال نضالية خارج و داخل الجامعة...) وصولا إلى معركة الأمعاء الفارغة التي وصلت 40 يوما،فهاته المعركة جعلت من النظام أن يخرج عن صمته و خصوصا بعد إنجاح خطوة مقاطعة الامتحانات بالمركب الجامعي ظهر المهراز، و يقدم التنازل و التراجع و إعطاء أجوبة واضحة للجماهير الطلابية المتمثلة في بناء حي جامعي بفاس...، في ما لازال المطعم يتطلب تقديم المزيد من التضحيات الجسام و الباقي يجب تتبعه إلى غاية تحقيقه.
فمعركة الإضراب المفتوح عن الطعام التي خاضها ست رفاق مخلصين لقضايا الشعب يؤمنون بقوة الجماهير ممن عايشوا الشهيد البطل مصطفى المزياني، فكيف لا يعتقل النظام و نحن من جعلناه يركع أمام صمود وقوة الجماهير،و كيف لا يغتال و نحن من فضحناه، فكيف لا يصدر في حقنا مذكرات بحث ونحن من نقف إلى جانب المقهورين و المهمشين، و في هذا السياق تم اختطافي صبيحة يوم الأربعاء 18/7/2018 حوالي الساعة العاشرة صباحا بمنطقة أولاد جامع بالسوق الأسبوعي بواسطة فرقة خاصة من المخابرات و مساعدة "قائد" ا"لعجاجرة" و "رجال الدرك" بطريقة وحشية و مروعة شبيهة بطريقة الاختطاف التي نشاهدها في الأفلام السينمائية، فبعد ذلك تم نقلي بسيارة "مرسيدس" بيضاء إلى "مقر الدرك" "بالعجاجرة"، فكان في انتظاري أحد "رجال الدرك" الذي استقبلني بالسب و البصق لأنه كان نائما و تمت المناداة عليه من اجل اعتقالي، فمكثت هناك حوالي أربع ساعات و أنا مقيد اليدين، فبعد انتهاء الاستنطاق الأولي قاموا بنقلي إلى "المقر المركزي للدرك" بفاس بعدما قدمت فرقة خاصة للقيام بهذه العملية بمعية الفرقة التي قامت باختطافي، فكان في انتظاري مجموعة من "رجال الدرك" للقيام بتفريغ ساديتهم فقاموا بتركي داخل السيارة وسط "المركز" تحت أشعة الشمس الحارقة و نوافذ مغلقة و بدون ماء حوالي ساعتين، بعد أن قدمت سيارة لنقلي إلى "الولاية" التي وجدت بها في انتظاري من عذبوا الرفاق و المعروفين بحقدهم، و الذين يتقنون لغة السب الشتم، و هنا بدأت أشواط أخرى من الاستنطاق و التعذيب النفسي والجسدي، فقد تركزت أسئلتهم حول معركة الأمعاء الفارغة، تخليد ذكرى الشهيد مصطفى المزياني، إضافة إلى لجنة المعتقل و مناضلين سابقين للنهج الديمقراطي القاعدي، وحول برامج القاعديين الموسم المقبل و مكان تواجد الرفاق المتابعين، فكل هاته الأسئلة يرافقها السب و الضرب و الكلام النابي، باختصار لغة الاستنطاق لغة مقززة، فقد كانت إجابتي عن كل أسئلتهم بكلمة واحدة لا اعلم شيء و حتى إن كنت اعرف لن أخبركم بشيء، فثاروا في وجهي مثل انفجار بركان، فانتهى الاستنطاق خلال يوم الأربعاء بالقيود التي لم تفارق يدي منذ الاختطاف إلى حدود لحظة إدخالي إلى القبو حوالي السادسة مساءا، ففي القبو تستقبلك الروائح الكريهة و لا تسمع سوى الصراخ و البكاء و الكلام النابي ...، في صباح يوم الخميس، حوالي الحادية عشر صباحا تمت المناداة علي من جديد لاستكمال الاستنطاق أو بالأحرى التعذيب وصولا إلى المكتب رقم 36 فبدأ الاستنطاق من جديد بلغة المساومة من قبيل، هل فكرت بمستقبلك و عائلتك فهل ستتعاون معنا و نتعاون معك فقابلت أسئلتهم بالصمت، فنطق احد الجلادين لا تجعلنا في وضع محرج و تدفع بنا إلى اتخاذ موقف سيكون من الصعب الدفاع فيه عن نفسك، نحن نتمنى لك البراءة أو على الأقل الإدانة بالغرامة المالية، و تعنتك هذا لن يجر عليك إلا أسوء العواقب، فقلت نعم أهلا بالعواقب، أهلا وسهلا بالسجن على أن نتعاون مع المجرمين، فأهلا و سهلا ومرحبا بالاغتيال على أن نساوم و نبايع و نخون العهد، أهلا بالمشانق على أن نتنازل عن المواقف و المبادئ، أهلا بمقصلتكم على أن نعترف أمامكم أيها المجرمون الحقيقيون، فأنتم من عذبتم اغتلتم و شنقتم الأبرياء، انتم من وزعت محاكمكم قرون من السجن على مناضلي الشعب المغربي و خاصة مناضلي الريف الأحمر و معتقلي زاكورة و جرادة و معتقلي كل المناطق المنتفضة في هذا الوطن الجريح، كيف لا نعتقل و نحن من ندافع عن حق أبناء و بنات شعبنا و حق وطن مغتصب، وطن أبناءه مشردون في الشوارع، و أبناؤه يقتلون في المستشفيات، الإقصاء من الحياة، الحكم عليهم مدى الحياة بالتهميش...، و عائلات يعانون الويلات بدون ماء و لا كهرباء في القرن 21، جرائم ترتكب في حق الشعب ليلا و نهار و يتعرض للاستغلال و القتل على يد النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي.
تاريخ النظام تاريخ القتل و الإجرام يقابله شعب مقاوم و معطاء و مكافح من اجل الحصول على حريته، فقد اعتقل و اختطف النظام من قبلي و سيختطف ويعتقل ويعذب ويغتال من بعدي حفاظا على مصلحته و مصلحة أسياده الإمبرياليين، فلا بد من المواجهة و المقاومة دفاعا عن مصلحة الشعب في الحرية، فلا السجن و لا الاختطاف و لا المتابعات قادرة على ثني المناضلين من مواصلة رحلتهم للبحث عن حرية الشعب ، و الماركسية اللينينية هي البلسم الشافي لمعضلة التخلف و الاستغلال و الإقصاء و التهميش.
إذا حاولنا لملمة كل ما قيل فان رحلة النضال و مسيرة التحرر لا زالت مستمرة و تستمر إلى نهايتها المحتومة، فلا جحيم الاختطاف و لا جحيم الاعتقال و لا جحيم السجن و السجان...، قادر على الوقوف في وجه مسيرة التحرر و الإنعتاق، مسيرة يقودها مناضلين مخلصين، وجماهير وفية .





0 التعليقات:

إرسال تعليق