في 14 يونيو 2017
السجن المحلي بتازة
المعتقل السياسي: بلقاسم بن عز
رقم الاعتقال: 76635
الأبرياء الذين تعددت مصادر اتهامهم -3-
إذا كانت
مقاصل النظام قد أصدرت قرارها بالإدانة بعقود من السجن و أسدلت الستار على واحدة
من أهم فصول المؤامرة، فالأمر بهذا لم يحسم بعد و لن يحسم بهذه السهولة، و واهم من
يعتقد أن المجزرة ستمر مرور الكرام، و ما علينا سوى القبول بالأمر الواقع، صحيح
أنهم استطاعوا إلى هذا الحد أو ذاك تكريس صورة مشوهة على مناضلين شرفاء انكشفت مع تواتر الأحداث، بالرغم من تسخير
أدواتهم الإعلامية و المخابراتية لطمسها و
تـأليب الرأي العام على توجه سياسي اسمه النهج الديمقراطي القاعدي، توجه لا يؤمن
في أدبياته و ممارسته بكل ما نسب إليه و بالطريقة التي روجوا بها، و تلفيق تهم
"جنائية" ثقيلة لا علاقة للمعتقلين السياسيين بها.
هي تهم لم
يكن النظام القائم و القوى الظلامية، الجهة الوحيدة التي سعت من خلالها إلى اجثتات
النهج القاعدي، وعزل معتقليه السياسيين،
لشرعنة الأحكام الخيالية في حقهم، فهي نفسها التي راح يروج لها من يدعي الانتماء
إلى صف "الماركسيين اللينينيين"، في ما يشبه زواجا كاثوليكيا بين
الجهتين معا. لن نقتصر على قراءة الأحداث بشكل سطحي لإرضاء الخواطر، فالواقع يؤكد
ما نقول و لا يحق لأحد أن يتهمنا بقسوة لا نقصدها و بتجريح لم نمارسه، فلا نود من
خلال هذا النقاش نزع صفة المناضل على أحد، أو إرجاع التائهين إلى جادة الصواب، و
إنما تعرية واقع مؤلم لعموم المناضلين، وفضح منطق الزعماتية لأصحابنا و ادعاءهم
النقاء الثوري، و ما سواهم خطر على الثورة إلى أن يثبت العكس؟ فحتى لو أردنا
الترويح عن أنفسنا و "خداع الجماهير" فلا شيء يساعدنا في ذلك، ولو كان
السادة الكرام اختاروا مسلك المقارعة الفكرية و جعل الممارسة الميدانية محك حقيقي
أمام إبراز صحة هذا السلوك السياسي أو ذاك، لكسبوا احترامنا و تقديرنا مهما كانت
النتائج، لكن أن تتزامن حملتهم الرعناء مع واقع التآمر على النهج و الاستعانة
بالتهم نفسها، بل و الإبداع فيها، و تأليب المناضلين عن المعتقلين السياسيين و عن
الرفاق في الجامعة، فهذا أمر لا يمكن لأي دياليكتيكي أن يقلل من أهميته، و من
يتحلى بتفكير سليم سيصل إلى خلاصة منطقية مفادها أن المعنيين بالأمر وقفوا موقف
المتآمرين، عندما فضلوا الاعتكاف في "غرفهم السرية" لوضع
"الاستراتيجيات" و نصب الفخاخ في الوقت الذي ظل فيه النهج في ذاك الزمن
الصعب إلى جانب معتقليه السياسيين و المتعاطفين مع القضية يقاومون حجم الاستهداف و
الإرهاب و ما تطلبته تلك المرحلة من
مجهودات جبارة استنفرت معها كل الطاقات و الإمكانات للملمة الجراح و تجاوز المحن و
الصعاب، في تهافت غير مسبوق نحو الظفر بنصيبهم من الكعكة بعد أن توهموا و أمثالهم
المتربصين التافهين بنهاية القلعة الحمراء ورحيل العناصر المزعجة إلى غير رجعة؟
يرقصون بذلك فرحا و انتشاء بهذا الإنجاز الذي سرعان ما تبين لهم أنه لا يعدو أن
يكون مجرد أحلام يقظة، بفعل الإحساس بالمسؤولية و التحدي من لدن المناضلين/ت، الذي
وقف له الجميع مشتوها في ظروف كان فيها ظهور المناضل في الساحة بمثابة إعلان عن
اعتقاله، وحيث المناضلات قاومن جبروت و رعب الظلام بلحاهم و خناجرهم الطويلة.
فكما هو
الشأن بالنسبة لأي نظام لا ديمقراطي يهدف إلى إقبار حركة ثورية محددة باعتماد
تكتيكات متعددة حسب موازين القوى و اختلاف الشروط، باللجوء تارة إلى أشكال
الاحتواء و التشويش و أحيانا أخرى بنهج أساليب البلقنة المدروسة بعناية و المرسومة
الأهداف، وفي حال فشل كل هاته الوصفات يمر مباشرة إلى القمع المستمر بآلته
الجهنمية. بفهم كهذا انطلقت جوقة المتحذلقين الضيقي الأفق في تزعم مسلسل التدمير
الذي قادوه من جانبهم في اتجاه احتواء النهج و تحويله إلى حديقة خلفية و أداة طيعة
لغايات و مرامي يعلمها بعض المناضلين، محاولين عبر مناورات يائسة تسييد ثقافة
غريبة و ممارسات مريضة، خاض القاعديون ضدها حربا لا هوادة فيها، مما جعل من
التجربة القاعدية تجربة نوعية على كل المستويات (تنظيميا، سياسيا...) بصمودها في وجه مختلف أشكال البلقنة و حسمها مع
كل "المبادرات" الانتهازية و الطروحات التحريفية، حاول أصحابها بذلك
تبرير انبطاحهم و عجزهم عم فهم مجريات و متطلبات الصراع، وهو الخيار الذي تمسكنا
به حاضرا في التصدي وفضح كل الرهانات اللامبدئية و الممارسات المشبوهة و
الانتهازية لهؤلاء و لأمثالهم ممن اعتادوا الاقتيات على تضحيات الحركة و مناضليها،
و الذين ضربوا عرض الحائط أخلاق و مبادئ الممارسة السياسية المفروض توفرها في من
يدعي الدفاع و تبني قضايا الشعب، دون تمييز و اعتناقه لمشروع مجتمعي يعكس طموحاته
و انتظاراته حسبهم أن مجرد تدبيج بيانات مغمورة و ترديد شعارات عادة ما تكون
حماسية و معسولة، تخول لهم الحق في الحديث باسم طبقات الشعب و فئاته المحرومة، حتى
أصبحت ثقافة كهذه عملة رائجة لدى بعض المتطفلين و تجار المبادئ ممن يحاول إيهامنا
بثورية مزيفة و هم "بأموات في قبورهم، يهبون من مقاعدهم ويصفقون بضراوة
وعناد، و بالفعل من اليسير جدا، و اللذيذ جدا، حل القضايا التي تطرحها الثورة
بكلمات السحر"- تعبير ل "لينين".
كان إفشال
هذا الرهان، و موقفنا الرافض لكل أشكال الالتفاف، كافيا "لمناشفة"
عصرنا،ليتحول الرفاق القاعديين القابضين على الجمر إلى مجرد "يسراويين"
و " متهورين" و إمطارهم بوابل من السب و الشتم على شاكلة
العجوز الشمطاء، ورميهم بآخر ما جاءت به قريحتهم من النعوت لأجل طمس تضحياتهم و
أعمالهم و التشويش عليها لعجزهم عن مسايرتها، وعن طريق طبعها بوصمات عدة بعيدة عن
حقيقتها، و التطاول على معتقليهم السياسيين، كما سبق و أشرنا، و التشكيك في
انتماءهم السياسي الحقيقي الذي من أجله يقضون عقودا من السجن. إن تزوير هذه
التضحيات الجسام ونسبها هنا وهناك، ما هو إلا تعبير عن انتهازية مقيتة، و وصفنا
إياهم بالغباء السياسي لم يكن من باب الشتيمة، و إنما لما أبانوا عنه من خبث شديد
كلما فند الواقع و تطوراته ادعاءاتهم، خصوصا أمام الإفرازات المهمة للحركة بظهر
المهراز، و المستجدات الحاصلة في ملفنا، حيث حاصرهم سيل من الأسئلة حتى من كان
يدور في فلكهم و المغرر بهم حول مصداقية الخطاب الذي روجوا له لا سواء إبان تنفيذ
المؤامرة و ما صاحبها من اعتقالات، ولا سواء كذلك خلال أطوار المحاكمات و طبيعة
الأحكام الصادرة في حقنا التي دحضت جميع قراءاتهم المتخلفة، وانكشفت حقيقتهم أمام
الجميع، لأن المستهدفين بخطابهم لا يقضون عطل الاستجمام بالفنادق المصنفة، و إنما
وضعهم يا حبيب يشيب من هوله الغراب، ولن تفي عشرات المقالات في وصفه و الإحاطة به
من جميع الجوانب، أما القمع المتواصل للحركة و المتابعات و الملاحقات البوليسية
المتواصلة في حق الرفاق في النهج الديمقراطي القاعدي، الذين أصبح شبح الاعتقال
يطاردهم في الحل و الترحال، بفعل حضورهم القوي و الفعال في كل حراك اجتماعي و
تفاعلهم الإيجابي مع أي نهوض جماهيري، كتعبير عن وعي سياسي متقدم يستوعب حجم
المهمات المطروحة، فهذا جواب علمي و عملي على كل المشككين و العاجزين المهزومين،
دونما الانسياق وراء المزايدات و المشاحنات الحقيرة التي تنتعش فيها بعض الكائنات
الليلية، ممن توجد في وضع مريح تستمتع بنوم هادئ فوق أسرة المتعة بعيدا عن ضجيج
الصراع.
لعل الجميع
يتذكر كيف حاول النظام عبر أبواقه الإعلامية و أحزابه الرجعية و بعض ما يسمى
بجمعيات "المجتمع المدني"عقب مؤامرة 24 أبريل خلق إجماع – مهزوز- يتم من
خلاله تحميل مسؤولية "العنف داخل الجامعة" للقاعديين وشرعنة القمع
المسلط عليهم (...)، و بالتالي عزلنا و التأثير على أي تفاعل إيجابي مع قضيتنا،
فهذا المنحى هو نفسه الذي سارت عليه الحملة المسمومة لثوريينا المزيفين، الذين لم
يهنأ لهم بال إلا مع إجهاض المبادرات النضالية الهادفة عبر تأليب المناضلين على
معتقلي مؤامرة 24 أبريل بعد أن استسلم العديد منهم لقوة التشكيك و التخوين و
التجريم و ما رافق ذلك أيضا من الترويج لصورة سوداوية على المناضلين في الجامعة،
في مقابل الشروع في سياسة لي الأذرع و وضع شروط مسبقة لأي تحرك سياسي و نضالي
يستهدف قضيتنا -باعتقادهم أننا سنهرول
طلبا لرحمتهم و رضاهم- لا تستغربوا أيها الرفاق فهكذا يتم دعم قضية المعتقلين
السياسيين في نظر "اليساريين الجدد" و من صار على خطاهم
"الرشيدة"، رغم أن المعتقلين السياسيين لم يتوانوا منذ تنفيذ المؤامرة
الخبيثة إلى التنبيه كون استهداف النهج الديمقراطي القاعدي ما هو إلا مقدمة أساسية
في اتجاه اجثتات ما تبقى من منابع الفكر التحرري لفسح المجال أمام سيطرة المشروع
الرجعي في بلادنا، و أن معركة إفشال هذا المخطط هي معركة قاسية و مكلفة يعتبر
الانتصار فيها ليس انتصارا للقاعديين و حسب، كما يشكل الاشتغال على ملف المعتقلين
على خلفية المؤامرة بمواجهة و كشف فصول و خيوط التآمر بجميع أركانه، واحد من أبرز
ركائز هذه المعركة. لكن السؤال الذي بقي مطروحا هو هل بالفعل استأثرت هذه المعركة
باهتمام المناضلين؟ و إلى أي مدى؟
إن من يستحضر
الحصيلة المهولة لمؤامرة 24 أبريل (استشهاد الرفيق مصطفى مزياني، عقود من السجن
وزعت على المناضلين على خلفية المؤامرة، الهجوم الكاسح على الحركة الطلابية و
الاعتقالات التي لم تتوقف في حق مناضليها...) لن يجد صعوبة في الإجابة عن هذا
التساؤل، الذي يحتاج منا إلى وضوح صارم حتى نقف عند التخلف الحاصل في دعم القضية.
ومرده طبعا لا يرجع فقط إلى حجم وقوة المؤامرة فالاكتفاء بمثل هذا القول ليس سوى
تبرير التقاعس القاتل و غير المسبوق في هذا الصدد. بعيدا عن التعميم فنحن لا ننكر
بعض المبادرات التي كان لها دور معين في التشهير بالقضية و طرحها للنقاش، لكن
لاشيء يمنعنا من القول بأن ما تطرقنا إليه بخصوص ممارسات من يدعي الانتماء إلى صف
المناضلين يشكل أحد العوامل المتعددة المساهمة في حصول هذا التخلف، كما تعددت بذلك
مصادر الاتهام و التجريم. أتذكر هنا أن كل البيانات التي أصدرناها من داخل السجن و
كل الأعمال التي تقدمنا بها كمعتقلين سياسيين لم تخلوا من الدعوات المتكررة إلى
التحرك العاجل و الوقوف إلى جانب عائلاتنا حتى لا تبقى عرضة كل أشكال الاحتواء و
الاسترزاق في ظل الحصار المضروب على لجنة المعتقل، و استهداف الرفاق في الأشكال
النضالية التي تنظمها إلى جانب لجنة عائلات المعتقلين السياسيين، خاصة عندما يتعلق
الأمر بمحطة نضالية خارج الجامعة، لم نكن من خلال هذه الدعوات التي قوبلت بآذان
صماء نتوخى إثارة الشفقة كما قد يفهم البعض، فهذا ما لن نقبل به أيا كانت الشروط
التي نجتازها، و إنما لحث المناضلين على التفاعل الجاد و المسئول إزاء هذه القضية
بما تتسم به من خصوصيات و ما نحتاجه من عمل و مجهود استثنائيين على مختلف
الواجهات، فما يزيد من مرارة و بطء السنين المديدة، هو مصير مختلف المبادرات التي
اتخذت من ملف معتقلي مؤامرة 24 ابريل أرضية للاشتغال، حيث ظل رهينا بحسابات ضيقة
ومزايدات رخيصة، و الانخراط في مسلسل من التعبئة و التعبئة المضادة الذي كان من
نتائجه بقاء كل هاته المبادرات حبيسة لنقاشات
المقاهي و لا تتجاوز في أحسن الأحوال حدود الفضاء الأزرق، وهو ما لا يزال
مستمرا لحدود الفترة الراهنة.
ومن يرى أن
الأمر لا يتعلق بمخالفة الموعد مع القضية، نتساءل ليس من باب محاسبة أو استنطاق
أحد، فمهما كان الأمر لا يحق لنا ذلك، فالكل حر في فعل ما يراه يتفق مع قناعاته
(نتساءل) عن الحصيلة المحققة في هذا الإطار طيلة أزيد من ثلاث سنوات من الاعتقال؟
ما هي طبيعة الأشكال النضالية و المبادرات التي طرحت عمليا؟ كم عدد الندوات (على
سبيل المثال) التي تمت و اتخذت بذلك لعدا قد يؤثر في مجريات القضية سياسيا و
إعلاميا... -مع استثناء الندوات التي أطرتها هيئة دفاعنا بتنسيق مع لجنة المعتقل-،
ألا يشكل البحث و الكشف عن كل المعطيات التي من شأنها فضح السيناريو المزعوم لوفاة
الحسناوي، وحقيقة اتهامنا جزء من دعم القضية؟؟ نظرا لما يشكله ذلك من دحض وتفنيد
للرواية الرسمية للقوى الظلامية التي اتخذت أبعادا وطنية ودولية و أثرت بشكل كبير
في الأحكام الصادرة في حقنا؟؟ ألم يتحمل المعتقلون السياسيون في آخر المطاف عبء
هذه المهمات بمجهوداتهم الذاتية و إمكانياتهم المحدودة داخل السجن وتعرية هذا
السيناريو و الكشف عن حقائق كانت حاسمة في قلب صورة تجريمنا لدى الرأي العام و
كانت ستكون كذلك أيضا على مستوى الأحكام لو تم الذهاب بها بعيدا و العمل عليها
بتفان و إخلاص.
إنني لا
أتوجه بهذه الأسئلة إلى من لا يرجى منه شيئا، فهاته الفئة المعلومة أفضل ما يمكن
أن تفعله هو إحصاء ما تبقى لها من الحياة السياسية، واقتناء أكفان الرحيل. و إنما
حتى أضع المناضلين و كل المعنيين بقضايا الشهداء و المعتقلين السياسيين و كل من لا
يزال يحمل ذرات من التقدمية أمام مسؤولياتهم التاريخية، بالعمل الجاد و المبدئي في
هذا السياق، بما يرقى إلى مستوى طرح القضية وفق رؤية محكمة بأهداف مرسومة، بعيدا
عن الارتجالية و المناسباتية، فعمل كهذا لا يمكن أن يتم بنقاشات عقيمة تتم دون
ضابط يوجهها، وتنتهي لا محالة بصياغة أرضيات منسوخة ومنقولة... ومشاريع محكومة
بالفشل قبل ولادتها.
إن الواقع
عنيد و الحقيقة لا تحتاج إلى من يدافع عنها و لا ضرورة لأحد باستحضار خصاله أمام
التاريخ فهو الجدير بفضح من يستحق الفضح و إنصاف من يستحق ذلك، وإن كان من أحد يجب
أن يكشف عن نفسه أمام المناضلين فهم الواقفون وراء هذا الطرح التصفوي الذي اتضحت
معه حقيقة الموقع الذي لازموه في علاقتهم بالحركة الطلابية ومع الساحة النضالية
المترامية الأطراف التي لفظتهم إلى الهامش دون رحمة، بالرغم من استعراضهم في كل
مناسبة لانجازات وهمية لا نجد لها أثرا في الواقع، ماعدا ديماغوجية مقرفة وسرد
أدبي لبطولات كاريكاتورية لأشخاص ممن يعشق الجلوس بنوادي "المثقفين" و
المقاهي المكيفة "يحللون" كعادتهم شروط و إمكانيات حصول "الرعشة
الثورية"؟؟ ويتوهمون بذلك أنهم يقومون بعمل هام، وهم لا يحترفون سوى صنع
الأزمات و إجهاض بوارق الأمل. لتظل دار لقمان على حالها، ويستمر البهتان في كل
كلام السيد "أ.بيان"؟
انتهى
0 التعليقات:
إرسال تعليق