الاثنين، 19 يونيو 2017

12يونيو 2017// فارس بنعبد الله// السجن المحلي رأس الماء1-المغرب// "عز الدين زوكا...بارون في جلباب "موظف" يحول سجن رأس الماء إلى حديقة خلفية لكتامة"

12 يونيو 2017

فارس بنعبد الله
السجن المحلي رأس الماء 1-المغرب

"عز الدين زوكا...بارون في جلباب "موظف" يحول سجن رأس الماء إلى حديقة خلفية لكتامة"


تحول سجن رأس الماء 1 بفاس، الحديث النشأة و الذي يوصف "بالنموذجي"، في ظرف قياسي إلى مستوطنة عقاب حقيقية، ومستنقع قذر تفوح منه رائحة العفونة و الفساد المستشري، إذ لم تمر سوى سنة ونيف على افتتاحه، حتى أغرق على آخره بمختلف أنواع المخدرات و الحبوب المهلوسة وذلك بفضل سياسة التسيير و العمل الجبار الذي يقوم به نائب رئيس " مصلحة الإمضاء و الانضباط"، المسمى "عز الدين زوكا"، هذا الأخير ومنذ افتتاح هذا السجن بداية يناير 2016، وهو يمارس ساديته على النزلاء و خاصة البسطاء منهم، ولم يسلم من بطشه أحد، في محاولة يائسة منه، لإيهام الجميع بأنه يحرص على "تطبيق القانون" و المحافظة على "الأمن و الانضباط"، لكن مع مرور الأيام و الأسابيع، ستنكشف النوايا و الخلفيات الحقيقية لهذا الجلاد الذي يدعي "النزاهة"، فبعد تطويع مكونات الفضاء السجني لصالحه، ورسم خريطة محكمة للاشتغال، شرع في تشكيل عصابة إجرامية مكونة من "موظفين" و سجناء محددين بدقة يعملون على تسريب و ترويج المخدرات "الشيرا" و الأقراص المهلوسة نوع "إكستازي" الخطيرة على صحة العباد و البلاد، وقد ساعده في نشاطه الإجرامي هذا، الغياب المتكرر لرئيس " مصلحة الأمن و الانضباط" الذي يتواجد بشكل مستمر بالعاصمة الرباط بمبرر متابعة الدراسة سلك الماستر التي تسهر عليه إدارة السجون.
لقد أصبح سجن رأس الماء1 بفاس ملحقة حقيقية لكتامة، المنطقة الشهيرة بالمخدرات، و الخطير في الأمر أن هذا الوضع الكارثي يقابله إصرار أعمى و غير مفهوم من قبل إدارة السجن التي تتغاضى و تتجاهل في محاولة تغطية الشمس بالغربال، مكتفية دوما بسياسة الهروب إلى الأمام و إنكار ما هو موجود في الواقع الذي يفقأ الأعين. و الشيء المخزي الأكثر أن هذا الجلاد المسمى أعلاه يقمع و يعذب كل من سولت له نفسه المطالبة بحقوقه المشروعة، وفي مقدمتهم الطلبة و خصوصا المعتقلين السياسيين، إذ يعمل باستمرار على استفزازهم و الدفع بعصابته إلى الاعتداء عليهم، وهذا الأمر ليس اعتباطا، لأن المسمى "عز الدين زوكا"، كان في أيام الجامعة من أتباع القوى الظلامية و لا زال إلى حدود الآن يحمل الحقد و الضغينة اتجاه المناضلين، و يترجم ذلك عمليا، فمثلا هذا العام توافد العديد من الطلبة من سجون مختلفة على المركز البيداغوجي بسجن رأس الماء من أجل اجتياز الامتحانات الجامعية، و لأنه متأكد لا محالة من أنهم سيفضحون أمره و أساليب عمله المشينة ويكشفون ذلك للرأي العام، فقد بادر إلى استفزازهم من اليوم الأول لدفعهم إلى التنازل أو "لمقاطعة" اجتياز الامتحانات و إظهارهم بمظهر عدواني و الإساءة لصورتهم.
و تظهر كذلك حقيقة ظلاميته بشكل جلي في تعاطفه البين مع "الدواعش" و أنصار خلايا الدم و الإرهاب حيث يمتعهم بتعامل تفضيلي وخاص، سواء من حيث الإقامة، إذ تم تجميعهم في الجناح رقم 4 لوحدهم و الاستفادة من العرف كلها بشكل مريح، ومنحهم الحيز الزمني المخصص للفسحة الممتد من الساعة التاسعة صباحا إلى السادسة مساءا، أي 9 ساعات متواصلة من الفسحة في سابقة من نوعها بسجون المغرب، عكس باقي السجناء الذين يستفيدون من ساعة في الصباح و أخرى في المساء، إضافة إلى النظام الغذائي الجيد الذي يختلف تماما عن النظام الغذائي العام، و كذلك الاستفادة من الاتصال بالعالم الخارجي طوال النهار وبشكل يومي،...و امتيازات أخرى لا يفهم قيمتها إلا السجناء.
إن الطالب الجامعي/التلميذ، الذي يجتاز الامتحانات في حاجة ماسة إلى جو سليم و تعامل خاص يساعده في التحصيل العلمي و النجاح و التفوق، وليس إلى لفافة حشيش أو أقراص مهلوسة يقدمها له كابرانات "عز الدين زوكا" السيئ الذكر، وهذا العمل مرفوض بشدة و مدان، بل يشكل وصمة عار على جبين المندوبية العامة و جريمة نكراء في سجلها تنضاف، ويفند في نفس الوقت كل الشعارات المرفوعة القائلة بأنسنة السجون و التعليم و التكوين مداخل أساسية للإدماج و الإصلاح و الانخراط في المجتمع من جديد...إذ لا إصلاح بأدوات فاسدة...و ما "عز الدين زوكا" و أمثاله إلا نماذج بشرية ذات عقلية و ممارسة تحيل إلى الاستمرارية لعهد ماض و متجدد في الحاضر بصور و أشكال مختلفة.
إن استفحال ظاهرة التعذيب و الاتجار في المخدرات و مشتقاتها داخل هذه المؤسسة السجنية يرافقها مجال خصب للمحسوبية و التمييز و الزبونية خصوصا ما تمنحه هذه الظواهر من مكانة كبيرة لبارونات المخدرات و ناهبي المال العام و أصحاب النفوذ.

إن "عز الدين زوكا" و أمثاله معروفين لكثرة ذكر أسمائهم في الشكايات و المقالات يتبجحون دوما بأنهم يتمتعون بحماية خاصة من لدن صقور المندوبية العامة لإدارة السجون ويرفعون التحدي دائما في وجه الشرفاء قائلين بعنجهية : سيروا اكتبوا حتى في لوفيكارو.

0 التعليقات:

إرسال تعليق