12 يونيو 2017
فارس بنعبد الله
السجن المحلي رأس الماء 1-المغرب
"عز الدين زوكا...بارون في جلباب
"موظف" يحول سجن رأس الماء إلى حديقة خلفية لكتامة"
تحول سجن رأس
الماء 1 بفاس، الحديث النشأة و الذي يوصف "بالنموذجي"، في ظرف قياسي إلى
مستوطنة عقاب حقيقية، ومستنقع قذر تفوح منه رائحة العفونة و الفساد المستشري، إذ
لم تمر سوى سنة ونيف على افتتاحه، حتى أغرق على آخره بمختلف أنواع المخدرات و
الحبوب المهلوسة وذلك بفضل سياسة التسيير و العمل الجبار الذي يقوم به نائب رئيس
" مصلحة الإمضاء و الانضباط"، المسمى "عز الدين زوكا"، هذا
الأخير ومنذ افتتاح هذا السجن بداية يناير 2016، وهو يمارس ساديته على النزلاء و
خاصة البسطاء منهم، ولم يسلم من بطشه أحد، في محاولة يائسة منه، لإيهام الجميع
بأنه يحرص على "تطبيق القانون" و المحافظة على "الأمن و
الانضباط"، لكن مع مرور الأيام و الأسابيع، ستنكشف النوايا و الخلفيات
الحقيقية لهذا الجلاد الذي يدعي "النزاهة"، فبعد تطويع مكونات الفضاء السجني
لصالحه، ورسم خريطة محكمة للاشتغال، شرع في تشكيل عصابة إجرامية مكونة من
"موظفين" و سجناء محددين بدقة يعملون على تسريب و ترويج المخدرات
"الشيرا" و الأقراص المهلوسة نوع "إكستازي" الخطيرة على صحة
العباد و البلاد، وقد ساعده في نشاطه الإجرامي هذا، الغياب المتكرر لرئيس " مصلحة
الأمن و الانضباط" الذي يتواجد بشكل مستمر بالعاصمة الرباط بمبرر متابعة
الدراسة سلك الماستر التي تسهر عليه إدارة السجون.
لقد أصبح سجن رأس
الماء1 بفاس ملحقة حقيقية لكتامة، المنطقة الشهيرة بالمخدرات، و الخطير في الأمر
أن هذا الوضع الكارثي يقابله إصرار أعمى و غير مفهوم من قبل إدارة السجن التي
تتغاضى و تتجاهل في محاولة تغطية الشمس بالغربال، مكتفية دوما بسياسة الهروب إلى
الأمام و إنكار ما هو موجود في الواقع الذي يفقأ الأعين. و الشيء المخزي الأكثر أن
هذا الجلاد المسمى أعلاه يقمع و يعذب كل من سولت له نفسه المطالبة بحقوقه
المشروعة، وفي مقدمتهم الطلبة و خصوصا المعتقلين السياسيين، إذ يعمل باستمرار على
استفزازهم و الدفع بعصابته إلى الاعتداء عليهم، وهذا الأمر ليس اعتباطا، لأن
المسمى "عز الدين زوكا"، كان في أيام الجامعة من أتباع القوى الظلامية و
لا زال إلى حدود الآن يحمل الحقد و الضغينة اتجاه المناضلين، و يترجم ذلك عمليا،
فمثلا هذا العام توافد العديد من الطلبة من سجون مختلفة على المركز البيداغوجي
بسجن رأس الماء من أجل اجتياز الامتحانات الجامعية، و لأنه متأكد لا محالة من أنهم
سيفضحون أمره و أساليب عمله المشينة ويكشفون ذلك للرأي العام، فقد بادر إلى
استفزازهم من اليوم الأول لدفعهم إلى التنازل أو "لمقاطعة" اجتياز
الامتحانات و إظهارهم بمظهر عدواني و الإساءة لصورتهم.
و تظهر كذلك حقيقة
ظلاميته بشكل جلي في تعاطفه البين مع "الدواعش" و أنصار خلايا الدم و
الإرهاب حيث يمتعهم بتعامل تفضيلي وخاص، سواء من حيث الإقامة، إذ تم تجميعهم في
الجناح رقم 4 لوحدهم و الاستفادة من العرف كلها بشكل مريح، ومنحهم الحيز الزمني
المخصص للفسحة الممتد من الساعة التاسعة صباحا إلى السادسة مساءا، أي 9 ساعات
متواصلة من الفسحة في سابقة من نوعها بسجون المغرب، عكس باقي السجناء الذين
يستفيدون من ساعة في الصباح و أخرى في المساء، إضافة إلى النظام الغذائي الجيد
الذي يختلف تماما عن النظام الغذائي العام، و كذلك الاستفادة من الاتصال بالعالم
الخارجي طوال النهار وبشكل يومي،...و امتيازات أخرى لا يفهم قيمتها إلا السجناء.
إن الطالب
الجامعي/التلميذ، الذي يجتاز الامتحانات في حاجة ماسة إلى جو سليم و تعامل خاص
يساعده في التحصيل العلمي و النجاح و التفوق، وليس إلى لفافة حشيش أو أقراص مهلوسة
يقدمها له كابرانات "عز الدين زوكا" السيئ الذكر، وهذا العمل مرفوض بشدة
و مدان، بل يشكل وصمة عار على جبين المندوبية العامة و جريمة نكراء في سجلها
تنضاف، ويفند في نفس الوقت كل الشعارات المرفوعة القائلة بأنسنة السجون و التعليم
و التكوين مداخل أساسية للإدماج و الإصلاح و الانخراط في المجتمع من جديد...إذ لا
إصلاح بأدوات فاسدة...و ما "عز الدين زوكا" و أمثاله إلا نماذج بشرية
ذات عقلية و ممارسة تحيل إلى الاستمرارية لعهد ماض و متجدد في الحاضر بصور و أشكال
مختلفة.
إن استفحال ظاهرة
التعذيب و الاتجار في المخدرات و مشتقاتها داخل هذه المؤسسة السجنية يرافقها مجال
خصب للمحسوبية و التمييز و الزبونية خصوصا ما تمنحه هذه الظواهر من مكانة كبيرة
لبارونات المخدرات و ناهبي المال العام و أصحاب النفوذ.
إن "عز الدين
زوكا" و أمثاله معروفين لكثرة ذكر أسمائهم في الشكايات و المقالات يتبجحون
دوما بأنهم يتمتعون بحماية خاصة من لدن صقور المندوبية العامة لإدارة السجون
ويرفعون التحدي دائما في وجه الشرفاء قائلين بعنجهية : سيروا اكتبوا حتى في
لوفيكارو.
0 التعليقات:
إرسال تعليق