تنزيل الاعتصام المرفوق بالمبيت الليلي المفتوح الذي سينطلق هذا اليوم من داخل "إدارة" الحي الجامعي
أوطم//ظهر المهراز//18 أبريل 2018
صور الإصابات التي تعرض لها الطلبة أثناء الهجوم الغادر للقوى الشوفينية
أوطم//كلية متعددة التخصصات بتازة//17 أبريل 2018
الأربعاء، 31 مايو 2017
31 ماي 2017// أوطم// كليةالعلوم-ظهر المهراز// صور الإصابات الخطيرة للهجوم الظلامي بالسلاح الأبيض التي نقل على إثرها أحد الطلبة إلى المستشفى في حالة صحية خطيرة، و كذا صورة منفذ الهجوم العنصر الداعشي الغريب عن الجامعة المنتمي لجماعة القتل و الإجرام المسمى "رشيد منير" و الذي سبق له أن نفذ هجوما مماثلا بمحاولة اغتيال أحد المناضلين الموسم الفارط.
31 ماي 2017
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كلية العلوم-ظهر المهراز
صور الإصابات الخطيرة للهجوم الظلامي بالسلاح الأبيض التي نقل على إثرها أحد الطلبة إلى المستشفى في حالة صحية خطيرة، و كذا صورة منفذ الهجوم العنصر الداعشي الغريب عن الجامعة المنتمي لجماعة القتل و الإجرام المسمى "رشيد منير" و الذي سبق له أن نفذ هجوما مماثلا بمحاولة اغتيال أحد المناضلين الموسم الفارط.
31 ماي 2017 // أوطم// كلية العلوم-ظهر المهراز// عـــاجل و خطـــــير.
31 ماي 2017
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كلية
العلوم-ظهر المهرازذ
عــــــــــاجل و خطــــير
هجوم مسلح لعناصر القوى الظلامية (العدل و الإحسان) على الطلبة
و المناضلين بالسلاح الأبيض، خلف إصابات خطيرة نقل على إثرها أحد الطلبة إلى
المستشفى بعد تعرضه لطعنة غادرة على مستوى الظهر على أيدي أحد عناصر القتل و
الإجرام، وهلع على مستوى المركب الجامعي ككل.
سنوافيكم بالمستجدات مع الصور و الفيديوهات.
الثلاثاء، 30 مايو 2017
30 ماي 2017// أوطم // لجنة المعتقل// عاجل و خطير من سجن تولال2 بمكناس.
30 ماي 2017
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب لجنة المعتقل
عاجل و خطير من سجن تولال2 بمكناس
النظام القائم
يواصل إجرامه في حق المعتقلين السياسيين، حيث مرة أخرى الرفيق هشام بولفت المحكوم
ب 15 سنة سجنا نافذة و القابع بسجن الذل و المهانة غوانتامو المغرب/ تولال 2
بمكناس، يتعرض لاعتداء بالسب و الشتم و الضرب على أيدي مجموعة من الجلادين يترأسهم
المدعو "عبد الواحد" الذي سلب الرفيق ساعته اليدوية بعد تصفيد يديه إلى
الوراء.
جدير بالذكر أن
هذا الاعتداء الشنيع و المتكرر دائما، تم هذا اليوم لما كانت عائلة الرفيق هشام
بولفت بباب السجن تنتظر دورها لزيارة فلذة كبدها، وجدير كذلك بأن الرفيق لازال بسجن
"تولال2" عكس باقي المعتقلين السياسيين الذين تم ترحيلهم في اليومين
الأخيرين لسجن "رأس الماء" بفاس من أجل اجتياز الامتحانات المقررة
ابتداءا من 05 يونيو 2017.
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين
30 ماي 2017// أوطم// لجنة المعتقل// إخبار بتعليق إضراب عن الطعام.
30 ماي 2017
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب لجنة المعتقل
إخبار بتعليق إضراب عن الطعام
لقد قام المعتقلين
السياسيين مصطفى و عبد النبي شعول بتعليق الإضراب المفتوح عن الطعام في يومه
الثامن، وذلك بعد الحوار الذي كان يوم أمس مع (وكيل النيابة العامة، مدير السجن و
المدير الجهوي لإدارة السجون)، حيث قدم وعد بإطلاق سراح أبيهم في أقرب جلسات
المحاكمة الصورية، وكذا من أجل اجتياز الامتحانات حيث تم اليوم ترحيل الرفيقين إلى
سجن رأس الماء بفاس.
إضرابات طعامية...في زنازين الرجعية
الاثنين، 29 مايو 2017
السبت، 27 مايو 2017
27 ماي 2017// عائلات المعتقلين السياسيين على خلفية مؤامرة 24 أبريل 2014// بيان إلى الرأي العام الوطني والدولي.
في :27 ماي 2017
عائلات المعتقلين السياسيين على خلفية مؤامرة 24 أبريل 2014
بيان إلى الرأي العام الوطني والدولي
نحن عائلات
المعتقلين السياسيين على خلفية المؤامرة الإجرامية ل 24أبريل 2014 نعيش الحزن
والألم بأنغام الأمل ، بعد الزج بفلذات أكبادنا في زنازين القهر والقتل ،والحكم
عليهم قسوة وجورا بأربعة وسبعون سنة ونصف سجنا نافذة وقد ترتفع هاته الأحكام مع
ابنينا محمد الجناتي الإدريسي و محمد القشقاشي من خلال الشوط الإستئنافي للمحاكمات
الصورية المستمرة في حقهما.
سنوات طوال
لأبنائنا في عز شبابهم وزهرة عمرهم ،قد تفوت حتى الفرصة على شيوخ العائلات
الحالمين برؤية أبنائهم مجددا خارج السجن ولو لوهلة ، حلم يتكرر معنا دائما وابدأ
خصوصا في المناسبات والأعياد التي لا نتذوق لها لا لذة و لا طعم خارج المرارة ، و
يتكرر معهم أيضا برغبة الحضور في المحطات و الأشكال النضالية التي كانوا دائما في
مقدمتها نصرة لقضية شعبهم العادلة .
نحن كعائلات أولادها
مشتتون بين أكثر من ستة سجون تبعد بمئات الكيلومترات عن المناطق التي نقطنها و لا
نعلم كيف تم ذلك و لماذا ؟ اللهم جزمنا على انه انتقام وقصاص منهم ومنا جميعا
يعانون داخلها عذابات السجن والسجان محرومين من ابسط حقوقهم و لا ندلكم على ما يعانيه ابننا هشام بولفت بسجن تولال 2 أو
للدقة غوانتنامو المغرب .
نحن كعائلات لأزيد
من ثلاث سنوات نقاوم مرارة اعتقال و فراق
فلذات أكبادنا نقاوم عذاب الزيارة الأسبوعية لسجون الذل في ظل الفقر و الإمكانيات
المعدمة بدون سند و لا دعم إلا من رفاقهم و أصدقائهم و بعض أقاربهم حيث دائما ما
نتعرض للتعامل المستفز الحاط من الكرامة قبل و أثناء رؤيتنا لضوء مستقبلنا و أمل
حياتنا ( أم الرفيق قاسم بن عزة بسجن تازة ، أب الرفيق محمد الجناتي الإدريسي بسجن
بوركايز ...)ناهيك عن ما نتعرض له من ترهيب و تهديد يومي من طرف النظام و أذياله
خصوصا مع كل محطة نضالية نجسدها الى جانب لجنة المعتقل امانا من بعدالة ونبل قضية أبنائنا
و في حالات عدة تم قمعنا و اعتقالنا وتعذيبنا (أخ وأب الرمادي
في 04 غشت 2014، أخت الرفيق بولفت ، أخت الرفيق ياسين لمسيح ...) .
ولا زال ذلك و
بشكل أكثر إجراما حيث اعتقال واحد منا ، الأب شعول الشيخ التسعيني الذي لابد له من
العكاز للوقوف والتحرك و الزج به إلى جانب ابنيه مصطفى و عبد النبي بسجن تاونات و
متابعته بتهم ملفقة انتقاما و ترجمة للتهديدات السابقة التي تعرضت لها العائلة (
انظر البلاغ التوضيحي 15 فبراير 2017 ) مع ما يرافق ذلك من ألام وذمار إضافيين لنا
كعائلات عامة و عائلة شعول و ابنيها المضربين عن الطعام خاصة .
أمام هذا الإجرام
المتواصل في حقنا و في حق أبنائنا الذي يمس جسدنا الصامد كعائلات نعلن للرأي العام
ما يلي :
-
إدانتنا لاستمرار اعتقال الأب شعول بسجن
تاونات ولمحاكمته .
-
إدانتنا للأحكام الصادرة ابتدائيا في حق
ابنينا محمد الجناتي و محمد القشقاشي .
-
إدانتنا لجريمة رفض محكمة النقض إعادة البث
في ملف مؤامرة 24 أبريل.
-
وقوفنا إلى جانب ابنينا مصطفى و عبد النبي
شعول المضربين عن الطعام.
-
تشبثنا بإطلاق سرح فلذات أكبادنا المعتقلين
السياسيين .
-
تحياتنا لكافة عائلات المعتقلين
السياسيين وكذا عائلات الشهداء.
-
عزمنا مواصلة تجسيد الأشكال النضالية إلى
جانب لجنة المعتقل دفاعا عن قضية أبنائنا .
أطلقوا سراح كافة المعتقلين السياسيين
أطلقوا سراح أبنائنا
الجمعة، 26 مايو 2017
01 ماي 2017// سجن تاونات// المعتقل السياسي: مصطفى شعول//شذرات من حياة أم مناضل أسير.
سجن تاونات في 01 ماي 2017
شذرات من حياة أم مناضل أسير
إهداء:
إلى كل أم وهبت
سنوات عمرها جسرا تعبره أشعة الأمل إلى زنازين الأسرى، وجعلت من دمعها و نضالها
عنوان وصال وعربون وفاء لقضية الشهداء.
إلى كل أم أرضعت
وليدها لبن الغضب و الرفض وزرعت قلبها بذرة ليزهر الحب في الأرض.
إلى كل امرأة عشقت
الحرية و آمنت بالقضية في زمن القمع، إلى الذين لا مسوا جرحها بالمحبة ومدوا جسر
الضوء إليه.
إلى كل أمهات
المعتقلين السياسيين و الشهداء المكتوية قلوبهن بنار فراق فلذات أكبادهن، المغتصبة
حياتهم وحريتهم في مقابر و سجون الرجعية... أنتن حقا رمز الصمود.
أتوجه بهذه الكلمات الصادقة...
انطلاقا من واجب
التعريف بتضحيات و معاناة أمهاتنا، أمهات المعتقلين السياسيين، سأحاول وفق ما توفر
لدي من وقائع، أن أعرض جزءا يسيرا من هاته العطاءات، بكل صدق و أمانة، و أنقل
الواقع كما هو موجود، و أعبر عن أفكارهن و أمالهن و آلامهن، التي لطالما صدحت بها
حناجرهن المبحوحة في المظاهرات و الوقفات و الندوات و المهرجانات الخطابية
التضامنية مع المعتقلين السياسيين، عسى أن يكون الأمر حافزا إلى المزيد من التضامن
معهن، و الوقوف إلى جانبهن في هذه المحنة و دعمهن معنويا و ماديا ونضاليا، في
معركة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، باعتبارهن حجر أساس في سير ونجاح هاته
المعركة، ووصولها إلى أهدافها و مراميها الآنية و الإستراتيجية، و كذلك باعتبار
الأمهات أساس عائلات المعتقلين السياسيين و كل العائلات عموما، فالنساء روح
الحياة.
"ليس أنتم من
في السجن، بل أنا هي المسجونة"، جملة تكررها أمي دوما، في حديثها معنا، منذ
أن صرنا معتقلين سياسيين خلف القضبان، قبل ثلاث سنوات من الآن، تختزل بها الألم
الذي يعتصر فؤادها، على فراق ابنيها... لم أكن أعلم أننا قد نسبب لها هذا الكم الهائل
من الحزن في يوم ما، وهي في هذا العمر و بعد كل الويلات و الأحزان التي
عاشتها...كما لم أكن واع بكونها أغلى ما أملك في هاته الحياة...بأنها بسمة الأمل و
الفرح التي ملأت حياتي منذ صرختي الأولى، وسقوط رأسي على أرض وطني، هذا الأخير لم
أتوقع لما فتحت عيناي على جباله وسهوله و هضابه و وديانه، أنه سيقسو علي ويجافيني
لهاته الدرجة، رغم حبي الكبير له و تضحياتي الجسيمة لأجله.
صارت أني، مع
امتداد سنوات اعتقالي، سندي القوي الذي يدعمني في محنتي، و أتجرع منها مقومات
الصبر و الصمود و التشبث بالحياة، في مواجهة الموت الذي تنشره الزنازين بظلامها
وبرودتها وقسوتها... وفي مجابهة ظلم الطغاة... أصحاب السلطة و المال...أنصار القيد
و المزلاج...وبهذا تكون منخرطة في الكفاح من أجل قضية عادلة، تراها في إطلاق سراح
ابنيها، وقضية مشروعة أخرى، قد لا تراها، وهي قضية شعب يناضل بأساليب مختلفة،
لبناء مجتمع جديد يحقق كينونته الإنسانية ويحفظ كرامته و حريته ويوفر له حق العيش
الكريم فوق هذه الأرض.
منذ أن أصبحت تمتد
بي الأيام في السجن، و تتحول إلى شهور، التي تجتمع بدورها لتلد السنوات... غدت أمي
تزورنا بشكل دائم و إن على فترات متباعدة...تقل لشهر، وتطول أحيانا لفصل...لأنه
غالبا لايسعفها جسمها النحيل على تحمل مشاق السفر، أو تخذلها النقود لأداء فاتورة
التنقل و تبضع قفة السجن...و الزيارة هي تلك الفسحة الوحيدة على العالم الخارجي...
بها نخرج من عالم إلى عالم آخر، رغم أنها في نفس السجن.
في قاعة صغيرة،
تناثرت بها كراسي و طاولات بلاستيكية مهترئة،أعبر إليها عبر نفق صغير، وقف به
سجانان للتفتيش و المراقبة... نساء وشيوخ، أطفال وشباب يعج بهم المكان، إنهم
عائلات المعتقلين، هنا يلتقون بأحبابهم... ألج القاعة، أراها جالسة منطوية على
نفسها... عينيها الصغيرتين تجوبان المكان بحثا عن شيء...أو انتظارا لأحد...بريق
عينيها يعكس أطنان الألم الذي تقطعه للوصول إلى السجن، بداية بعبور طريق جبلي وعر
على ظهر دابة، وصولا إلى السوق الأسبوعي، وبعده التنقل عبر سيارة نقل البضائع إلى
محطة سيارات الأجرة، لتقلها إلى معتقل "عين عائشة"، إلى قبر
الحياة...تظل أمام سوره العالي المسيج، تتكوم لساعات تنتظر دورها، تحمل بيدها قفة
ملأتها بما جاد عليها الزمان به...خبز و زيت، وبضع فاكهة و آنية بها طعام...ولما
يحين الوقت، تدخل للقاعة، لتنتظر مجددا...و أنا بدوري –رفقة رفيقي و أخي عبد الله-
أكون في الجهة المقابلة، خلف السور و الأبواب المقفلة، أنتظر أيضا... يحين الوقت
أخيرا...أدخل القاعة مهرولا نحوها، نحو أمي، إنه الشوق، الحب، إنه الألم الذي
يقربني.
في لحظة أجدني
أعانقها، أحس و أنا في حضنها أن روحي
تغمرني من جديد... و كأنما فرغت بطارية مشاعري في هذا الجحيم...و أصبحت جسدا
ميتا... و آن الأوان لأن أشحنه من جديد... لأن الحضن هو الشيء الوحيد الجسدي بين
البشر الذي يلمس روعة الروح، تركت نفسي و كل ما يؤلمني على صدرها الحنون...إنها
بمسحة سحرية على شعري كطفل صغير، تمحي كل همومي...هي ذي أمي...ملاكي.
تجلس و البسمة
تغزو ثغرها...ينطلق لسانها في الحكي عن واقع الحياة المر...عن التعب من أجل توفير
لقمة العيش...تمدني بالأخبار عن أحوال العائلة...الأب و الإخوان...الأخت و
الأحفاد...وتنتقل لتتفحصني بإمعان متسائلة: ما بك نحيل هكذا؟ ألا زلت مريضا؟ أعلم أن
صحتك متعبة و أكل السجن يزيد وضعك سوءا...تتكور في عينيها دمعتين تأخذان في الانسياب
على خدودها... أضمها مقبلا رأسها... ماسحا دموعها... أطمئنها على أحوالي، دوما
أطلب منها أن لا تأتـي تفاديا لإيلامها، مع أنني بداخلي أتمنى زيارتها و أنتظرها
بلهفة وشوق كبيرين، تجيبني غاضبة:"أنتم لا تحسون بي، ليس لديكم أولاد...ليس
لديكم "كبده"...لما تتزوج ويكون لك أبناء...ستعرف معنى كلامي... إني
أشتاق لرؤيتكم... لا أريد سوى أن تخرجوا من هذا السجن...أن تظلوا إلى جانبي... كل
أمالي تحطمت، كنت أريد أن أراكم مستقرين مع أسركم...درستم كثيرا، أنتم الوحيدون في
العائلة من حصلتم على شهادات عليا...لكن بينما كنت أنتظر أن أفرح بكم... وجدتكم
تنتزعون مني...تغتصب حياتكم وحياتي معكم...كل يوم أبكي ملء جفوني...أحن
إليكم". أجيبها مقاطعا:"أمي المهم أننا أحياء و لازلت تربيننا و تكلمينا
هكذا، ماذا ستقلن أمهات الشهداء اللائي اغتيل أبناءهن ودفنوا في قلوبهن قبل أن
يدفنوا في التراب، ونحن يا أمي لم نفعل شيئا سيئا أو دنيئا أو اقترفنا جريمة كما
يدعون، نحن مناضلون شرفاء و أبرياء من كل التهم الملفقة."تجيب
الأم:"أعلم أنكم على حق...و أبرياء من التهم الظالمة الموجهة لكم... لكن أقول
مع نفسي، الناس كلهم صامتون، و أنتم لوحدكم ستغيرون؟؟؟...نعم إنكم تناصرون الحق و
تحاربون الظلم...لكن في بلدنا لا ينجح إلا من سكت ومشى جنب الحائط... وعرف من أين
تؤكل الكتف..." أرد من جانبي و الكلام بدأ ينفذ لدي:" المهم أن نعيش
شرفاء...رؤوسنا شامخة كجبال الريف...أنت ولدت شجعانا يعيشون بكدهم و
عملهم...تربينا في كنفك على مواجهة الظلم وفعل الصواب حتى لو كانت سيوف على
رقابنا."
الأم:"صحيح...
ما يؤلمني أن سنوات طويلة سلبت من حياتكم...و أحكام قاسية تثقل كاهلكم... وهل بقيت
في عمري أنا كل هاته السنين لأعيشها...حتى أراكم أحرار... و أعيش معكم...و أحضن
أولادكم و ألاعبهم...".
يقاطع حديثنا،
رنين الجرس و صفارات الحراس...انتهت الزيارة... هي دقائق معدودة... لا تكفي لأشبع
منها...لكن رغم قلتها...أتزود فيها من أمي... بالقوة...و الصمود...و
الحنان...أتزود منها بما يكفيني لفترة طويلة...أسابيع و شهور...كجمل مسافر في
الصحراء...ما أن يجد ماءا حتى يشرب بكل طاقته تحسبا لمواجهة أيام العطش والجفاف...و
أنا أودعها، يتدخل السجان فاصلا بيننا...صارخا في العائلات...أخرجوا...يفصل
المعتقلين و يجمعهم في ركن منزو من القاعة... يدفع العائلات خارجا، يعد المعتقلين.
أعود بعدها للعنبر وسط كومة من السجناء... نفترق أنا و أخي في الطريق... كل إلى
جناح...بعيد عن الآخر...حتى لحظة أمان و أخوة محرومون منها...لم يكفيهم سجننا...
حتى داخل السجن فرقوننا.
أدخل الغرفة، حيث
أقضي عشرون ساعة يوميا... بت أحفظ تفاصيل جدرانها وسقفها من كثرة مكوثي بها...وسط
40 معتقلا...كأنك وسط خلية نخل لا تكف عن الطنين... ينقضي النهار و يأتي
الليل...يعاندني النوم...يهجر جفوني... منتقما هو الآخر...أسبح بخيالي...في ذكريات
تأبى النسيان...تنتصب صورة أمي أمامي ...يراود الألم الفؤاد... يغازل الدمع
الجفون...لكن العيون تأبى تسرب السائل المالح...يظل ذهني صاحيا... حتى صرير
المفتاح في القفل.
وتعود أمي بدورها إلى
المنزل في قريتنا النائية...في الجزء المنسي من الوطن...وسط الجبال...تقطع المسافة
كما جاءت...تحمل آلامها و آمالها في قلبها...تكفكف دمعها لتبدو قوية أمام
الناس...فهي لا تريد شفقة من صديق ولحظة تشفق من عدو، منهكة القوى...دامية
القلب...تعود أدراجها بخفي حنين ككل مرة...جسد بلا روح...تاركة روحها لتؤنس فلذات
كبدها خلف القضبان.
تظل كلمات أمي تطن
في أذني...حاضرة هي و أبي في تفكيري بشكل دائم...صحيح أن أحلامهم البسيطة التي
نسجها خيالهم إزاءنا أضحت سرابا... غدا مكانها إحباط، حزن ودموع... لكن هذا هو
"قدرهم"، كما هو "قدرنا" أن نحب هذا الوطن، أن نفديه بشبابنا
و حياتنا...أن نقتل أحلامنا لنمد في عمر أحلام الوطن...أحلام الحرية و العدالة و
المساواة...طموحات التغيير الحقيقي...تحطيم قيود العبودية وتشييد قلاع
الحرية...أحلام بناء المجتمع الإنساني المنشود، الخالي من استغلال الإنسان لأخيه
الإنسان...مجتمع يعيد للإنسان نفسه و كرامته...التي سلبها منه الرأسمال المتوحش وحوله
إلى سلعة تباع و تشترى في مزادات الأغنياء لإرضاء جشعهم و تسلطهم.
كما هو "قدرك
يا أمي أيضا، أن تعيشي متعبة... تشتغلين في الحقل طيلة حياتك... تقتسمين الألم قبل
الأمل مع أبي الذي لا زالت يديه تنغمسان في التراب إلى اليوم... وعمره يشرف على
التسعين... يحرث الأرض ويقلب التراب حول أشجار التين و الزيتون... ويزرع الخضر جنب
الوادي... كما هو "قدر" من يخنق أنفاسنا كل يوم ويحشرنا في العنابر
كالمواشي إرضاء لرغبة أسياده في التسلط و الاستعباد... ليستمروا في نهب و سرقة
خيرات البلاد و العباد دون ضجيج و إزعاج أمثالنا لهم... لكي يستمروا في السطو على
تعب و إنتاج و حتى دماء و أعمار الناس...دون رقيب أو حسيب.
أمي...إن هذا
الظلم و القهر المسلط علينا، كباقي الشعب يتحول يوم بعد آخر إلى حقد يتضخم و يزداد
باستمرار...يصلب قناعاتنا، ويزيد تشبثنا بمواقفنا ودفاعا عن القضايا العادلة.
أمي...إن هاته
الجروح لا يداويها الكلام أو مرور الأيام...بل تحفر داخل الروح أخاديد لها...
وتصرخ دوما بالانتقام.
أمي...إن عذاباتنا
و آلامكم...تتراكم مع الزمن مجتمعة في سيل جارف... سيكنس معه كل العفن الجاثم على
صدر هذا الوطن...فمهما طال الظلام، حتما ستشرق شمس الحرية.
توقيع المعتقل
السياسي شعول مصطفى
انتهىأم