الجمعة، 3 فبراير 2017

في: 03 يناير 2017// السجن المحلي بتازة// المعتقل السياسي طارق حماني// المستشفيات للعلاج أم الاستثمار المالي والمتاجرة في حياة الشعب. ــ بمناسبة أربعينية وفاة أخي جواد ــ

في: 03 يناير 2017
السجن المحلي بتازة

المعتقل السياسي: طارق حماني 

رقم الاعتقال: 70421

المستشفيات للعلاج أم الاستثمار المالي
 والمتاجرة في حياة الشعب.

 ــ بمناسبة أربعينية وفاة أخي جواد ــ



كثيرا ما يحاول العديد من أبناء الشعب رسم صورة واضحة ومعبرة ما أمكن عن الواقع الأليم الذي نعيشه كأبناء الشعب داخل بلدنا وفوق أرضنا من خلال عدة تقارير تعري هذا الواقع و تفضحه، أو من خلال شهادات حية تؤلم عن واقع معاناة جماهير شعبنا، و رغم أن تلك التقارير النابعة من عمق المعاناة اليومية والشهادات الحية، التي تكون في أغلبها عفوية وتلقائية، تكون صادمة ومؤلمة فإنها لا تعبر إلا عن جزء لا يتجزأ، من واقع مترامي و ممتد بعمق في تفاصيل حياة شعبنا المريرة، وإن الجزء الكبير منه يُضرب عليه تعتيم كبير وصمت مطبق، واقع مخفي مظلم قاتم، و يحمل من الخطورة و المعاناة أكثر و أكبر من أي  قدرة على الوصف والتعبير، وإني أقف هنا على واقع المستشفيات ببلادنا، واقع خطير ومليء بالمعاناة الجسدية والنفسية، التي مهما تعمقنا في وصفها ومحاولة مقاربتها تبقى أخطر وأقصى وأمرّ من أي وصف، ليس فقط بما تضم داخلها من آلام الأمراض الجسدية للمرض وأنينهم وصراخ ونحيب أسرهم، بل أيضا بما يعانيه المرضى نفسيا  وماديا وهم يبحثون عن فرصة مفقودة للعلاج داخلها، عن فرصة علاج يرجون ويأملون أن تكون في المتناول وبإنسانية وبمجانية ومسؤولية اتجاه الحفاض على حقهم في الحياة، وهذه الفرصة لا يجدها كل أبناء الشعب، أو أنها حينما توفر للبعض منهم فإنها لا توفر إلا بشروط يكون واقعها عليهم أكتر ألما، والتي لا يستطيع هؤلاء لها سبيلا والتي يأتي على رأسها مدى قدرتهم على الأداء المالي اليومي المفقر والمستنزف لهم، ومن أجل المزيد من الأداء يتم  التماطل في العلاج وعدم تسريعه، وهو ما يسبب آلام أخرى أكثر خطورة تترتب عن عدم الاستفادة من العلاج بالشكل المناسب والمطلوب بسرعة ودقة. وهذا الواقع الأليم، المأساوي، الذي نعيشه كأبناء شعب مضطهدين هو ما يجعلنا نصرخ ضده لفضحه والتنديد به أولا، ثم المطالبة و العمل من أجل تغييره جذريا ثانيا، بما يخدم مصلحة الشعب، وضدا على ما يفرضه علينا من يكدسون المال في حساباتهم الخاصة ويستثمرون في صحتنا ودراستنا وحياتنا بشكل عام، أصحاب رؤوس الأموال المستثمرة ومن يحيطون بهم، من ليس لهم ضمير، اللاإنسانيين والوصوليين والإنتهازيين، الذين جميعا يتاجرون في حياة وصحة أبناء الشعب المضطهدين المستغلين (بفتح الغين)، ويستنزفون جيوبهم البسيطة و يرسلونهم إلى القبر بعد ذلك، لا لشيء سوى لأنهم لا يملكون أموال موفرة تكفيهم للعيش، ليس لهم مال ليؤدوه قصد العلاج من المرض ...
ربما ان المرض شيء وارد و مقبول في حياة أي إنسان، لكن الذي ليس مقبولا ان لا يجد الإنسان مكان وفرصة للعلاج وللحياة، العلاج بمجانية وباهتمام وعناية وإنسانية، واتخاد الإجراءات المطلوبة والمناسبة في الوقت المناسب، خاصة حيال الأشخاص الذين يتم تشخيص أمراضهم على أنها تتطور إلى وضع أسوء يهدد حياتهم، وبما أنني أتحدث عن الواقع الملموس، المعاش، فإن المناسبة والمثال مؤلمين وقريبين مني، مثال من أفراد أسرتي الصغيرة، أخي جواد، الذي كان حالة من عديد الحالات التي لم توفر لهم فرصة للعلاج إلى أن فارق الحياة بالمستشفى الجامعي بفاس. فقد تدهورت حالته الصحية في وقت قصير و بشكل مفاجئ، خاصة في ثلاث أشهر الأخيرة التي سبقت وفاته، إلى درجة أن ذلك شكل صدمة مفاجئة مؤلمة للأسرة ولكل من يعرفه، قصد المستشفى للكشف عن أسباب أعراض جانبية التي ألمت به مع أوساط السنة التي ودعناها (2016) ومنه العلاج إلا أن شيء من هذا لم يحقق له، لم يعامل بالشكل المطلوب، حيث كان هناك تأخير متعسف للكشف عن المرض الذي يعاني منه، وتفسير تلك الأعراض المرضية، وكان هذا التأخير عبر المواعيد الطبية البعيدة و الطويلة أجلت لأشهر، مع طلبات إجراء تحاليل طبية أهملت مع أنها كانت فوق قدرته المادية سيما أنها إلتقت مع مشاكل مادية أخرى عصفت به مرتبطة بعمله الخاص، وقد تم بشكل غريب ولا مسؤول وغير مفسر، ومستهتر بصحة الإنسان وقيمته إتلاف وإهمال نتيجة التحاليل الطبية التي طلب منه إجراءها قدمها للمستشفى الجامعي بفاس كلفته ازيد من (2000) ألفي درهم وشهر من الإنتظار، ليضطر مرة أخرى إلى إجراء نفس التحاليل كلفته ماديا و زمانيا، وللأسف أن التأخير التعسفي كان يساوي ضرب حق إنسان في الحياة، وهذا فقط مثال للتماطل في العلاج الذي عومل به الراحل جواد.
لقد عومل بتماطل وإهمال قاتل ولاإنساني إلى أن اضطر أن يرقد بالمستشفى الجامعي بفاس، وحتى وهو يرقد بالمستشفى الجامعي لم توفر له العناية المطلوبة ولا الأدوية اللازمة  اضطر أفراد من الأسرة للتنقل إلى مدن وجدة و مكناس لإحضارها له، مع كلفتها الباهظة، خاصة أن المرض الذي أخبر بشكل غير مباشر على أنه مصاب به بعد تدهور حالته الصحية وهو السرطان (حسب ما توصلت به من طرف الأسرة). وأمام وضع الإهمال والإقصاء وما يسببه من ألم نفسي ينعكس ويفاقم المرض العضوي أو الجسدي انهار وضعه الصحي بسرعة ليفارق الحياة صبيحة الأربعاء 23/11/2016، وهو في عز شبابه، قد تجاوز للتو سنته السادسة و الثلاثين (36 سنة)، وهو أب لأسرة صغيرة، وهناك تفاصيل أخرى لن يتقبلها أي ضمير، أي إنسان، تم التعامل معه بها أثناء بحثه عن العلاج، تفاصيل تؤلم و تحطم كل تلك الشعارات والحملات والوصلات الإعلامية والإشهارية الرسمية التي تسهر عليها بعض المؤسسات الرسمية والخاصة التي لها علاقة بالميدان، تحاول توهيم من هم بعيدين عن الميدان بإراد أمثلة أو حالات محددة بهدف الدعاية لا أكثر، وعندما تمر لحظة الدعاية الإعلامية يعصف الإعصار حاملا ومخلفا الدمار والألم والموت، وبخصوص الحالة التي أوردتها والتي هي مثال عن واقع مرير، فإني أجد نفسي مضطر إلى طرح أسئلة تنبع من الواقع هذا، وأقول هل بهذه الطريقة يتم التعامل مع شخص في حالة صحية صعبة يستدعي تدخل طبي سريع حتى لا يتطور المرض ويعصف بحياته، وبعده بواقع أسرته الصغيرة ؟، لماذا تم إهماله بهذا الشكل؟ أليس إنسان، دون أن أقول أليس إبن هذا البلد ؟، أيُعقل أن مستشفى جامعي لا يوفر الأدوية اللازمة خاصة الأمراض الخطيرة؟ وكذا إجراء تحاليل مجانية للمرضى هؤلاء والتسريع بعلاجهم !؟ أيعقل داخل مستشفى جامعي يتم إهدار وإتلاف تحاليل طبية كلفت المريض ألفين ومئة درهم (2100) ويجيبنه ببساطة لا نعرف مصيرها !! وليضطر إلى إجراء تحاليل جديدة تكلفه ماديا و زمانيا ؟، ما معنى الإنتماء لبلد، وطن، إذا كان لا مكان لنا في مستشفياته عندما نمرض؟ أيعقل أنه في مستشفى جامعي تنتظر أيام وشهور في طوابير طويلة ليتم صدك فما بعد بمبرر أن أجهزة الكشف والعلاج معطلة، وتضطر للانتظار من جديد شهور أخرى ؟ لماذا مستشفيات بلدنا تستهتر بصحة أبناء الشعب إلى هذه الدرجة ؟ ولماذا واقعها كارثي مأساوي فضيع وخطير من كثرة الموت والمعاناة والآم والتعامل بلاإنسانية داخلها ؟ وهذا الواقع المأساوي المميت بالمستشفيات في المغرب هو ما يضطر بعض المغاربة أبناء الشعب إما تحمل الألم والموت ببطيء في بيوتهم بدل إعطاء الفرصة لتُداس إنسانيتهم ويهانون ويدوقون مرارة المعاناة بالمستشفيات التي يقصدونها مضطرين للعلاج، تضاف لها تكاليف ومصاريف العلاج المكلفة دون أن يعالجوا، فأغلبية الشعب يصيبهم الدعر والرعب من المستشفيات لأنها تصدمهم بواقعها المرّ، مرض وموت ومصاريف باهظة مفقرة، بدلا من العلاج والشفاء والحياة. أو يضطر أخرون للتوسل واستنجاد ومناداة جمعيات إنسانية أجنبية وإدارات مستشفيات أوربية نظرا للواقع هذا الذي أفقدهم الثقة في بلدهم، وعندما تلبي نداءهم تقدم لهم الخدمات الصحية العلاجية الضرورية بكل واجب وإنسانية، والعديد من الأمثلة الحية في هذا الجانب نجد بعضها على صفحات جرائد، وأخرى عايشناها مباشرة، وهي وقائع وممارسات تستعصي على التقبل وتفتح الباب لسيل من الاسئلة الاليمة، فما علاقتها "بالوطن" !؟، وكيف يتحدد إنتماؤنا إليه، هل فقط بأداء الضرائب، فيما لا نجد لا سرير للعلاج ولا مقعد للدراسة ...؟
دائما ما تؤلمنا تفاصيل من الواقع المعاش لأفراد وأسر جماهير شعبنا نطالعها على صفحات الجرائد أو تأتي في شكل شهادات حية على لسان أشخاص عانو قساوة ولاإنسانية الواقع المفروض عليهم أن يعيشوه خاصة في الميدان والقطاع الذي نحن بصدده كنتيجة لسياسة لاوطنية طبقية عنصرية. كنت قد قرأت منه سنين طويلة، تزيد بكثير عن عقد من الزمن، كتابة عن أحد الكتب التي عبرت بمرارة وألم قاتل عن واقع المستشفيات بالمغرب، وما جعلني أستحضر وأتذكر هذا الكتاب، الذي فقط قرأت عنه،  هو سؤال جاء على لسان صاحبته جدّ معبر: مستشفى هذا أم مجزرة ؟ كصرخة رفض و فضح لواقع غير سليم مرعب حيث إضافة للمعاناة مع المرض تحضر معاناة وألم أخرى نفسية بالأساس، كمعاناة الانتظار خلف مواعيد مؤجلة لأشهر، ومعاناة مع تكاليف أدوية عديدة تزيد معاناة المرضى لمعاناة الأسر ليلقى كل ذلك بتأثيره الثقيل على نفسية المريض أو المريضة. وإن من تجرع مرارة التواجد بالمستشفيات و حتى منها تلك التي تسمى جامعية، سواء وهو مريض أو هو بجانب مريض آخر من أسرته أو أصدقائه لابد و من شدة هول ما سيلاحظه ويلمسه من معاناة في سبيل علاج مناسب سيطرح نفس السؤال، مستشفى هذا أم مجزرة ؟ في ظل غياب العناية اللازمة وكذلك في ظل غياب مرافقين من الطب النفسي للمرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة والتي يكون للجانب النفسي دور مهم في تطور العلاج أو تدهور الوضع الصحي تبعا للحالة النفسية للمريض أو للمريضة، هذا حسب مختصين في الميدان الذين يؤكدون على دور الأطباء النفسيين في الإسهام في علاج المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة. لكن في بلادنا العكس هو الذي يقع، فوضعية المستشفيات وظروف الإستقبال وطريقة التعامل مع المرض والإهمال واللامبالاة والأداء المالي الباهض وتأخير العلاج...، كلها تساهم في تأزم وضعية المريض ومعاناته نفسيا وجسديا، وما خفي أعظم وأمرّ وأخطر، وربما تقع أشياء و ممارسات أخطر !؟. إن العديد من المستشفيات ببلادنا تشبه وتتحول إلى مجزرة عمومية، والإبر إلى سكاكين تطعن في الظهر، والحقن إلى سم قاتل، فالمصابين بالأمراض الخطيرة والمزمنة يتجرعون أثناء التواجد بالمستشفيات، إن وجدو الفرصة للتواجد، مرارة وآلام مضاعفة أضعاف، ومعاناة جسدية ونفسية لا توصف، إلى أن يستنزف جسدهم وجيبهم و يلقى بهم في القبر، هناك من يجري عملية جراحية على عضو من جسمه ليتفاجأ بعد ذلك أن عضو آخر غير موجود، بتر، وهناك من دخل المستشفى للعلاج ضد مرض عادي يعرفه ليجد نفسه بعد جلسات من العلاج طويلة كان من الطبيعي ان تكون قصيرة و فعالة، يجد نفسه مصابا بأمراض أخرى لا يعرف كيف نقلت إليه، خاصة بعد سلسلة من التحاليل و "طلقات" من الإبر، وأثقال من حبوب الأدوية، هناك من يجري عملية جراحية ليجد نفسه يحمل عاهات مستديمة و تشوهات في جسده كنتيجة مباشرة للإهمال المقصود للمستشفى العمومي، وتدعيم المصحات الخاصة، كنتيجة مترتبة عن سياسة ضرب حق ابناء الشعب في التطبيب، واللامبالاة بصحتهم و استنزاف جيوبهم. إنهم يريدون ممن يدخل المستشفى ألا يخرج، منه بعد ذلك، وأن يصبح مداوما عليه إلى الموت، إنها المتاجرة في صحة أبناء الشعب والدفع بهم نحو المصحات الخاصة بدل التكفل المجاني و الكلي بعلاجهم بكل مسؤولية وجدية وإنسانية وأمانة للحق في الحياة و في صحة سليمة للجميع دون تميز عنصري طبقي على أساس الملكية والمال ومدى القدرة على الأداء من عدمه.
فكيف أننا في مستشفيات بلدنا نعامل باللاإنسانية، تعامل أجسامنا المنهكة بالمرض والمشاق باستهتار واستخفاف، بدون أدنى حس إنساني، لتصبح الآلام الجسدية مصحوبة بآلام ومعاناة نفسية، ما معنى الإنتماء إلى بلد يسمى الوطن؟، ما معنى الوطن إذا كانت الإنسانية مفقودة فيه، وإذا كان أفراد أسرنا يطردون من المستشفيات أو يهملون بها إلى أن يموتوا، إذا كان يستخف بصحتهم، ولا يجدون بها سريرا للعلاج المجاني ودون مماطلة ولا تأخير، ما معنى أن يقصد إنسان المستشفى للعلاج ويترك مهمشا إلى أن تتدهور حالته الصحية، وحتى وهو قد بلغت حالته الصحية درجة كبرى من الخطورة بمستشفى جامعي ويطلبون من اسرته التكلف والتكفل بالبحث عن أدوية مكلفة يؤتى بها من مدن بعيدة، ك وجدة ومكناس الى فاس, أليس هذا قتل بدل العلاج المطلوب ؟؟؟؟.
في حين نجد أبناء الأسر المسيطرة على ثروات بلادنا توفر لها شروط خاصة للعلاج وينقلون للعلاج خارج البلد في مستشفيات عالمية مصنفة ممتازة، ما الفرق بيننا و بينهم حتى نعامل بميزة، أم هو التمييز والإقصاء الطبقيين !؟.
إنه التعبير عن العنصرية والكراهية لأبناء الشعب، يسلبوننا حقوقنا ويتاجرون في صحتنا وسعادتنا ويتهكمون منا بممارستهم المعبرة عن لا إنسانيتهم كأن يطلوا علينا في نشرات أخبارهم ويقولون لنا إن مستشفيات معينة توزع الأكفان بالمجان !! (مستشفى بأكادير قبل حوالي ثلاث أسابيع)، أليس هذه قمة السخرية من أبناء الشعب، توزيع الأكفان بالمجان على من يموت بالمستشفى المذكور؟ ! أهذا كل ما نستحق فقط أكفان بالمجان؟ أمهاتنا وأمهات أبناء الشعب يلدن ويربين بحب وحنان وبساطة، يزرعن الحياة بإسرار وأمل وفرح، وفي المقابل أولئك في الجهة النقيضة لشعبنا ماذا يفعلون بنا ؟ إنهم يقتلون بحقد يكدسوا المال وينعموا لوحدهم، يزرعون الموت والكراهية والألم واليأس، اللامساواة في كل شيء، ليجعلوا الحزن والمعاناة مرسومة بشكل عريض ودائم على جبين أبائنا وأمهاتنا وأسرنا الصغيرة والكبيرة، على جبين كل أبناء وبنات الشعب المغربي. سلبونا الإبتسامة والسعادة وحولوها إلى رساميل للربح يكدسونها في حساباتهم البنكية. إنه وطن القمع وطن القهر، وطن القتل واللإنسانية.


ملحوظة: توصلنا بكتابة الرفيق متأخرة، نظرا لواقع الحصار المضروب عليه من داخل السجن السيء الذكر بتازة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق