تازة في: 18\11\2016
السجن المحلي بتازة
المعتقل السياسي: طارق حماني
رقم الاعتقال:70421
الجامعة ضمير الشعب
ونبراس الأمل
والطلبة والأساتذة
ركناها الأساسيان
إن بعض أساليب الإقصاء من الحق في مواصلة
التعليم خاصة تلك التي تعتمد إجراء مباريات الإنتقاء مثلا كما لسلك الماستر، تثير
التعجب والامتعاض والرفض، سيما كالأسلوب الذي تم التعامل به معي، فبدل الضبابية
واللاوضوح، كان يلزم إعلان السبب الحقيقي للإقصاء ولمصير ورقة التحرير، لأن
التعامل بوضوح يزيح تساؤلات عديدة وخطيرة تتجاوز مسألة إقصاء طالب محدد، لأن فقدان
الثقة فيمن يجب أن يكونوا أهل ثقة يجعل من الصعب إستردادها بعد ذلك. لذى كان يجب
تصحيح ورقة الإمتحان بشكل عادي، لأنني كنت أختبر نفسي، أختبر معارفي وطريقة إجابتي
عن امتحان الماستر، ولذلك كان من حقي التوصل بنتيجة التصحيح للإجابة بكاملها لا النصف
منها بدعوى أن الورقة المرفقة بورقة التحرير لم تصل إلى الأيادي المكلفة بالتصحيح،
وهذا إن كان صحيح فهو يحمل أكثر من خطورة. ومن ناحية أخرى كون علاقة نتائج
الإمتحان هذا بالتسجيل جدّ نسبية، لأنها حتى وإن ناقشناها على هذا الأساس، لا تسمح
بالحكم على الطلبة الذين لم يتوفقوا فيها بأنهم غير مؤهلين للدراسة بسلك الماستر،
لذا كان من الضروري ألا تتدخل دوافع أخرى في إقصاء الطلبة، وهو الشيء الذي يزيد من
الغموض واللبس في العلاقة بين الطلبة والأساتذة عندما نعيش مثل هذه الوقائع، وإنني
وبحكم العلاقة التاريخية التي تربطنا بالأساتذة نحن كطلبة المبنية على الإحترام،
والتي تربينا داخل مدرستنا "أوطم" على عدم خدشها وعلى الحفاظ عليها،
بحكم ذلك لدي كل الثقة في الأساتذة الشرفاء، اللهم إن أراد أصحاب المصالح الضيقة
العزف على أوتار الأزمة في علاقة الإحترام والثقة هذه، خصوصا مع وجود هجوم ممنهج
على الجامعة المغربية، يهدف فيما يهدف إلى ضرب علاقة الإحترام والثقة المتبادلين،
وضرب ومحاولة القضاء على ما راكمه نضال طويل للجماهير الطلابية والأساتذة الشرفاء
للحفاظ على العلاقة هذه في إطار متبادل، وقد تم خدش هذه العلاقة، التي لها قيمة
غالية لقيام الجامعة بدورها التاريخي، من قبل، وما من مرة، ومن كلا الجانبين، لهذا فالجانبان مدعوان إلى
تقدير قيمتها، ما دمنا نروم جامعة شعبية يسود بها البحث العلمي والدراسة والفكر
المتنور الحر، وينبعث منها نور الإشعاع العلمي إلى المجتمع، والحوار والإختلاف
والتضامن لإيصال رسالة العلم والمعرفة وتلقيها في جوّ وظروف ملائمة لتسري في أركان
وأعماق المجتمع. ولهذا فليس من مصلحة لا الطلبة ولا الأساتذة أن تنعدم الثقة
والإحترام المتبادل فيما بينهما، ومن المهم أن تحضر بقوة المصداقية في كل عمل داخل
الجامعة إلى جانب الأمانة والنزاهة، وإن من يعرف قيمة العلم وخطر الجهل سيرفع
رسالة العلم والمعرفة إلى مصاف القداسة ما دام أنها تدخل في تحقيق، قبل كل شيء،
إنسانية الإنسان، التي تعتبر محور الوجود، وأنبل ما يمكن أن يكافح ويناضل من أجل
تحقيقه كل إنسان، كما أن البحث العلمي وتشجيعه والإهتمام به، والذي للجامعة دور
كبير في تقدمه، يعتبر دافعا قويا لإزدهار حياة الشعب ورقيها وتقدمها على المستويات
الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية.
لذا وجب وعي رسالة الجامعة والدور الذي
تضطلع به في التقدم والتربية التحررية ورفع مستوى الوعي التقدمي والفكر النقدي
المتنور الكفيل ببناء شخصية إنسانية فردية وجماعية متكاملة، ووجب وعي ماذا يمكن أن
يحل بالمجتمع في حال ما إذا حدث خلل في هذا المستوى، ولهذا يلزم أن يشتغل الضمير
وينكب العمل ويتحد النضال لتحقيق هذا الهدف، لأن هذه معركة كبيرة من معارك التقدم
بالبلاد، وأن لا يتم السماح للمصالح والحسابات الضيقة وأساليب الإقصاء تحت الطلب،
وأشياء أخرى يعرفها الجميع وأصبحت تغزو الجامعة، بأن تحرفنا وتزيحنا عن هذا الهدف
النبيل، خصوصاً وأنه بين الفينة والأخرى تتفجر واقعة جديدة خطيرة بالجامعة
المغربية لا علاقة لها بالبحث العلمي ولا بأخلاق ومبادئ الدراسة والتدريس وطلب
العلم وتلقينه.
إن التلاعب بورقة إمتحان طالب معين تؤلم في
ضمير الطلبة جميعا وفي ضمير الأساتذة الشرفاء أيضا، ولا تهم هنا الطريقة التي حدثت
بها، حتى وإن لم تصل للجنة المكلفة بالتصحيح، ونحن نعلم كم أبدى الجانبان من نضال
ومواقف مبدئية فردية وجماعية لفضح والتصدي للسلوكات المخلة بحرمة الجامعة ومهمتها
في تلقين العلم وتنوير المجتمع، لذلك فهي أبعد من أن تكون مسألة شخصية تخص الطالب
الممتحن لوحده، إنها مسألة تخص وتمس الجميع، ولا يبقى أمامها قبول التسجيل من عدمه
يلقى أي أهمية.
هذه هي نظرتي لما وقع، ولهذا أيضا، من الواجب أن
تتوارى المصالح الشخصية إلى الوراء أمام هذا الهدف الذي ندافع عنه إلى جانب
الجماهير الطلابية وجميع المناضلين بقناعة لصالحنا ولصالح الأجيال المقبلة على
الجامعة، وكذلك لا يبقى للمصلحة الشخصية أي قيمة أمام مصلحة الجماهير الطلابية،
وأمام الدفاع عن دور الجامعة وعن هدفها وحقها الذي تعلمنا على يد جماهير وأجيال من
أبناء الشعب المغربي أن ندافع عنه ونحافظ على ما تراكم في إطاره ونعمقه، في إطار
طموحنا لبلوغ تعليم شعبي ديموقراطي علمي وموحد. ولتنتصر إرادة وحق شرفاء ومناضلي
الشعب طلبة وأساتذة وكل المناضلين التقدميين من أجل الحفاظ وتطوير التعليم
والجامعة العموميين بمضمون علمي تقدمي يخدم إنسانية الإنسان.
فهل لنا أن ندرك قيمة الممارسة هذه ؟ إنها
أكثر من إقصاء طالب رغم قداسة حق أي طالب في مواصلة تعليمه دون قيد أو شرط.
الاعتقال السياسي
قضية طبقية
يا نظام يا صهيون الحماني
في العيون
0 التعليقات:
إرسال تعليق