في 23 أكتوبر 2016
السجن المدني بوركايز- فاس-
المعتقلين السياسيين للنهج الديمقراطي
القاعدي
تقرير أولي من سجن المهانة و إعدام كرامة
الإنسان
في أوضاع
مزرية، وحياة قاسية ، مليئة بالمعاناة و الألم، و تحت حصار يومي و تدييق مفروض،
يعيش المعتقلين السياسيين الستة للنهج الديمقراطي القاعدي (منير الغزوي، عز العرب
شكرود، محمد الجناتي الإدريسي، محمد القشقاشي، فريد بلعزيز، عزيز دحمان) إلى جانب
باقي معتقلي الحق العام بسجن القذارة بوركايز.
فلأزيد من
عشر أيام على ترحيلنا من سجن عين قادوس بفاس و استقبالنا بسجن بوركايز على إيقاع
الاعتداءات بالضرب و السب و الشتم بمصطلحات حاطة بالكرامة (حيث تعرض الرفيق فريد
بلعزيز للاعتداء مرتين و بدون "سبب" فور وصوله إلى سجن بوركايز مساء يوم
الخميس 13 أكتوبر ، و إصابته بجرح غائر على مستوى الرأس و كدمات بباقي أعضاء جسمه،
كما تعرض الرفيق محمد الجناتي لاعتداء وحشي يوم الجمعة 14 أكتوبر ،كما ذاق باقي
الرفاق أبشع أنواع السب و الشتم)، وذلك بعد رفضنا لطريقة التفتيش المهينة حيث تم
نزع الملابس كاملة ،وممارسات أخرى، و احتجاجا على مصادرة لوازمنا الخاصة (ملابس،
كتب ،أقلام، أدوية ،أواني ،أفرشة...) التي لازالت محجوزة إلى حدود كتابة هاته
الأسطر .وقد تم توزيعنا على مجموعة من الغرف بأحياء مختلفة من السجن بناءا على
تقارير و معطيات تم تدوينها من طرف "مسؤولي" سجن عين قادوس. فالرفيق
محمد القشقاشي تم الزج به في الزنزانة8،الطابقالأول حي الأمل. الرفيقين محمد
الجناتي الإدريسي و منير الغزوي بالغرفة15 الطابق الثاني جي السلام ،وبنفس الحي و
الطابق سيتم وضع الرفيقين عز العرب شكرود و عزيز دحمان بالغرفتين 1 و 5 ، فيما تم
وضع الرفيق فريد بلعزيز بحي الرشاد. إلا أن هذا التوزيع لم يدم أكثر من يومين
بعدما ظهر لإدارة السجن أنه غير كافي لمنع
المعتقلين السياسيين من التواصل فسارعت ل "تدارك الخطأ" حسب تعبير أحد
" المسؤولين" على الأمن بالمؤسسة السجنية؟؟؟ فأي تهديد للأمن و الانضباط
يشكله المعتقلين السياسيين يا ترى؟؟.
الإجابة عن
هذا السؤال تبينت بعد استدعاء الرفاق منير الغزوي و عز العرب شكرود و محمد الجناتي
و تفتيش غرفهم وذلك يوم الثلاثاء 18 أكتوبر 2016 إلى مكتب "فرقة الأمن و الانضباط
بالسجن"(المعروفة بجرائمها في حق المعتقلين، و تتكون من جلادين تم استقدامهم
من سجن عين قادوس و آخرين من سجن بوركايز ، وهي نفسها للإشارة التي تم نقلها إلى
سجن عين قادوس شهر ابريل الماضي خصيصا لارتكاب الجرائم في حق المعتقلين
السياسيين29)، وبعد تصفيد أيديهم سينطلق مسلسل من " التحقيق" تحول فيه
المكتب إلى مخفر للتعذيب و التنكيل بالمعتقلين الثلاثة، بعد تشبتهم بالصمت و رفضهم
الإجابة على أسئلة الجلادين يترأسهم "عادل الفيلالي" و التي كانت عبارة
عن إتهام للرفاق بالتحريض بناها أصحاب الاتهام على ما وقع قبل ذلك بيوم ،حينما
سادت حالة استنفار بالسجن من لدن السجناء احتجاجا على الأوضاع الكارثية المعاشة
حيث أعلن "الصفير"بحي السلام و مجموعة من طوابق باقي الأحياء مرفوقة
بترديد الأغاني الملتزمة للفرقة الأوطامية "ولاد المبيت" بمجموعة من
الزنازن، كما تم رفض تناول وجبة الفطور ، هذا الوضع أرعب ‘دارة السجن باعتبارها
المسؤولة عنه و المتورطة في خلقه ، لكن عوض الإجابة على هذا الوضع التجأت إلى
أسلوبوها القمعي المعروف في حق كل من رفض هذا الوضع اللاإنساني الذي يتنافى شكلا و
مضمونا مع ما يطبل له من شعارات و خطابات براقة :"إعادة إدماج
السجين"،"أنسنة السجون"، "السير على نهج السجون
الأوروبية"....
وفي وصف أولي
و عام للوضع بسجن بوركايز(سيتم إنجاز تقرير مفصل ودقيق مستقبلا) ، تجدر الإشارة
إلى أن ‘دارة السجن لم تعد قادرة على استيعاب العدد الهائل من المعتقلين الوافدين
، حيث لحدود اللحظة لم يتم تنظيم الزيارة العائلية (لم تتجاوز هذه العملية 20
دقيقة مرة واحدة في الأسبوع، فيما لازال عدد كبير من السجناء لم يستفيدوا منها
لحدود الآن)، يتم إعطاء دقيقتين لكل سجين للاتصال الهاتفي بعد مرور حوالي أسبوع
على الترحيل في خرق سافر لما تنص عليه "القوانين الجاري بها العمل داخل
السجون" وفي ضرب تام لحق المعتقل الاتصال بعائلته و أصدقائه لإطلاعهم على
وضعيتهم و السجن المتواجد به فور ترحيله ،
حتى الوجبات الغذائية الكارثية تقدم في أوقات غير أوقتها (وجبة الفطور مثلا تعطى
مكان وجبة الغذاء و العكس) ، أما المرافق الاجتماعية تظهر على أنها غير موجودة
تماما (لحدود الآن لم يستفد المعتقلين من الاستحمام و أدوات النظافة و الحلاقة و
غيرها...) فيما لم يعط الحق للمعتقلين الذين يتابعون دراستهم في الاستفادة من
الكتب و المراجع و المكتبة...،أما الحديث عن التطبيب يبقى أمر لا معنى له ، وحتى
السجناء الذين يعانون من أمراض مزمنة أو معدية لا يزالون محشورين بمختلف الزنازن
إلى جانب باقي السجناء في إنذار خطير لوقوع كارثة إنسانية مستقبلا ، وتهديدا
حقيقيا و خطيرا لصحة و حياة شريحة كبيرة من أبناء الشعب المغربي دنبهم الوحيد أنهم
يرزخون تحت سياسات و مخططات طبقية فوجدوا أنفسهم محرومين من كرامتهم و إنسانيتهم.
و على إثر
هذا التحقيق/التعذيب ،سيتم تشتيت الرفاق على زنازن بأحياء متباعدة لا يسمح فيها
الحصار المضروب و " النظام" المفروض بالتواصل أو الالتقاء ولو لدقيقة
،حيث سيتم ترحيل الرفيق عز العرب شكرود من حي السلام إلى حي الأمل بالطابق الثاني
و وضعه في زنزانة رفقة 11 سجين و طاقتها الاستيعابية لا تتعدى 8 سجناء كما هو
معمول به في السجن، أحد السجناء مختل عقليا و حالته تزداد سوءا في ظل غياب الأدوية
اللازمة. أما الرفيق منير الغزوي فتم عزله عن الرفيق محمد الجناتي و نقله إلى
الطابق الثالث بنفس الحي الغرفة 13 و يمنع على الرفاق الإلتقاء أثناء الفسحة التي
لا تصل مدتها 30 دقيقة صباحا و نفسها مساءا ، أي أن المعتقل يقضي أزيد من 23 ساعة
داخل الزنزانة، أما الهاتف فيشترط لاستعماله تقديم عقد الاشتراك لإدارة السجن تخص
رقم هاتفي واحد لأحد أفراد العائلة و تتم هذه الاستفادة المشروطة مرة في الاسبوع .
أمام هذا
الوضع المأساوي الذي يفقد فيه الإنسان إنسانيته ،ومن أجل تكسير الحصار المفروض
،وصيانة كرامتنا و دفاعا عن هويتنا كمعتقلين سياسيين ، ومن أجل مطالبنا العادلة و
المشروعة (التجميع و العزل عن معتقلي الحق العام، التطبيب ،الزيارة المفتوحة ، الاستفادة
من جميع المرافق الاجتماعية، إطلاق السراح الفوري...) يخوض الرفيقين عز العرب
شكرود ومنير الغزوي إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ الأربعاء 19 أكتوبر 2016 فيما
سيلتحق باقي الرفاق بهاته الخطوة في القريب العاجل.
لذا ندعوا
كافة المناضلين(ت) الشرفاء و الجماهير الطلابية ، وكل الإطارات المناضلة إلى
التنديد بما يرتكب من جرائم في حق المعتقلين السياسيين و معتقلي الحق العام ، و
التشهير بمعاركهم و النضال على أرضية الاعتقال السياسي باعتباره قضية طبقية و جعله
واجهة من واجهات نضالاتنا ، كما نحيي باقي المعتقلين السياسيين و نحتهم على الاستمرار
في معاركهم النضالية.
إضرابات طعامية ... في زنازين الرجعية
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين
0 التعليقات:
إرسال تعليق