الثلاثاء، 21 يونيو 2016

المعتقلين السياسيين بسجن عين قادوس بفاس // الجزء الثاني من: تقرير حول معركة الإضراب عن الطعام

المعتقلين السياسيين بسجن عين قادوس بفاس       

الجزء الثاني من: تقرير حول معركة الإضراب عن الطعام


-        الجمعة 06 ماي 2016: حوار مارطوني.. الأسباب والنتائج
بعد تمديد الإضراب عن الطعام المحدد في 20 يوما إلى الإضراب المفتوح عن الطعام من طرف الرفيقين محمد القشقاشي ومحمد الإدريسي الجناتي، وتمديده إلى 30 يوما من طرف الرفيق حفيظ حليلي، مراد الزويشي ومحمد الحبشي، ازدادت حالتهم الصحية تدهورا نتج عنها سقوط يومي في حالات الإغماء، خصوصا الرفيقين حفيظ حليلي ومحمد الحبشي، أما الرفيق القشقاشي فقد وصل إلى حالة خطيرة نقل على إثرها إلى مستشفى ابن الخطيب (كوكار) يوم الجمعة 06 ماي 2016 على الساعة 11 صباحا حيث رقد هناك لساعات، ومباشرة بعد إرجاعه إلى السجن وهو في نفس الوضعية الصحية، تمت المناداة عليه وإلى جانب رفيقه الجناتي من أجل إجراء حوار مع "المدير الجهوي"، الذي دام (الحوار) حوالي 7 ساعات (من h14 إلى حوالي h20) ومن خلاله تم تحقيق مجموعة من المطالب عبارة عن وعود تم تسطيرها ب "محضر الاجتماع" فيما بقيت أخرى عالقة، خصوصا إطلاق السراح الفوري، حيث عبر المسؤول المحاور عن عدم تحمل مسؤوليته بخصوص هذا المطلب، أما مطلب تجميع المعتقلين السياسيين فبرر عدم الاستجابة له بصعوبة تنفيذه، ما عدا تجميع الرفيقين الحبشي والزويشي (الذي أجري حوار قصير معهما) بزنزانة واحدة، وإعطاء وعد للرفيق حليلي –الذي حضر الحوار كذلك- بتجميع المعتقلين السياسيين بحي الرحمة في زنزانة واحدة ورفع الحصار المضروب عليهم وكذا ما يتعرضون له من تهديدات ومضايقات بالإضافة إلى باقي المطالب الأخرى.
هذا وقد تم التطرف لكل المطالب بالدقة المطلوبة. وفي نفس الوقت دخل مجموعة من الرفاق في إضرابات محدودة متفرقة عن الطعام بكل من سجني عين قادوس وبوركايز.
في هذا الوضع الذي تزامن مع شوط آخر من معركة "انتفاضة السجون لمعتقلي النهج الديمقراطي القاعدي"، واستعدادا لأشواط أخرى في مستوى مواجهة واقع الاعتقالات والإجرام المتواصل في حق المعتقلين السياسيين والحصار المستمر الذي يتعرضون له من أجل تحصين المكتسبات المحققة بسجون الرجعية، وكذا إعطاء مهلة لإدارات السجون من أجل تنفيذ ما قدم من وعود، ارتأى الرفاق تعليق إضرابهم عن الطعام.
-        ما بعد فك الإضراب عن الطعام.. فترة عنوانها تشديد الحصار والتراجع عن تنفيذ الوعود.
إن إقدام الرفاق على تعليق الإضراب عن الطعام يعبر عن مدى توقعهم لإمكانية تراجع إدارة السجن عن ما تم تحقيقه انطلاقا من التجارب السابقة ( ما وقع مع الرفيقين حسن كوكو ومنير آيت خافو، الوضعية التي عاشها الرفاق بعين قادوس بعد ترحيلهم وتفريق معتقلي مؤامرة 24 أبريل...) وانطلاقا كذلك مما تتطلبه المعركة من تقديم تضحيات كبرى في مستوى متطلبات اللحظة. وفي هذا الصدد نذكر بعض النماذج:
-        الرفيق حفيظ حليلي رمز الصمود في وجه الجلادين والمخبرين:
إن ما تعرض له الرفيق كان مناقضا تماما لنتائج الحوار ومنافيا لقيم الانسانية، ما مورس في حقه من "إجراءات" تقشعر لها الأبدان نذكر منها بعض المشاهد:
· تحول عملية التفتيش من وإلى قاعة الزيارة إلى أسلوب للتعذيب (يتم تجريده من ملابسه ويرافق هذه العملية السب والشتم والكلام النابي، تم ملامسة أعضاء حساسة من جسمه، تمديد جهازه التناسلي...عملية التفتيش تتكرر عدة مرات...)
عملية التفتيش بالزنزانة تتم تقريبا يوميا وفي بعض الأحيان تتم بفترة الفسحة وذلك كلما أراد الجلادون وفي مقدمتهم المسمى "عادل القلالي"، التلذذ بعملية التفتيش/التعذيب، أما بالزنزانة فقد تم تجريده من كل مستلزماته بما فيها الكتب والمراجع الدراسية و...
الترحيل المسترسل من زنزانة لأخرى يرافقه تحريض لباقي السجناء ضده ووضعه مع مختلين عقليا وذوي العقليات الإجرامية الخطيرة، دون اعتبار لإنسانيته وحتى لوضعيته كطالب في حاجة لوضع مريح نسبيا يساعده في التحصيل العلمي. هذه العملية تعرض لها كل المعتقلين السياسيين بحي الرحمة.
· الخطير في الأمر هو انتحال الجلادين لصفة المعتقلين السياسيين وإجراء اتصالات هاتفية مع عائلاتهم وأصدقائهم ورفاقهم وتشويه سمعة المعتقلين وتقديم معطيات مغايرة عن ما يعيشونه (نفي دخول الرفيق حفيظ حليلي في الإضراب عن الطعام)، ومن أجل تنفيذ هذا العمل الإجرامي اعتمدوا على المساعدة الفعالة من طرف البعض والذين تحولوا إلى مخبرين مخلصين للإدارة يعتمد عليهم.
-        نف الشيء تقريبا تعرض له الرفاق أثناء وبعد ترحيلهم قسرا إلى السجن بوركايز، حيث تم تشديد الحصار عليهم وتفرقهم على أجنحة وزنازن السجن، كما تم حرمانهم من أبسط شروط الحياة الإنسانية.
-        في نفس السياق تم التراجع عن مجموعة من الوعود (منها الزيارة المفتوحة، تجميع المعتقلين السياسيين بحي الرحمة في زنزانة واحدة...) في العلاقة مع باقي المعتقلين بسجن عين قادوس بمبررات واهية وأسباب غير مفهومة.
أمام هذا الوضع الكارثي، واستمرارا في معركة الأمعاء الفارغة، قرر الرفاق استئناف إضرابهم عن الطعام على الشكل التالي:
-        استئناف الإضراب المفتوح عن الطعام من طرف الرفيقين محمد القشقاشي ومحمد الجناتي ابتداءا من يوم الثلاثاء 17 ماي 2016 على الساعة الثامنة مساءا، وعلى نفس الدرب سار الرفيق حفيظ حليلي حيث استأنف إضرابه عن الطعام لكن هذه المرة في شكل إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الاثنين 16 ماي 2016 على الساعة الثامنة مساءا.
-        دخول مجموعة من المعتقلين السياسيين محسن الحلايسي والسعدوني في إضراب عن الطعام لمدو 4 أيام ابتداءا من يوم الاثنين 23 ماي 2016.
-        دخول مجموعة من المعتقلين السياسيين بسجن بوركايز في إضرابات متفرقة عن الطعام.
انسجاما وتاريخه الإجرامي سيستمر النظام القائم في أسلوبه المعتاد في حق المعتقلين السياسيين رغم الحالة الصحية الخطيرة للمضربين عن الطعام ( للإشارة فقد الرفاق ما بين 12 و 15 كيلوغراما خلال 19 يوما من الإضراب عن الطعام) ناهيك  عن السقوط اليومي في حالات الإغماء أبرزها وأخطرها سقوط الرفيق محمد القشقاشي يوم الأربعاء 01 يونيو، دامت حوالي الساعتين، دون أن يتم نقله إلى المستشفى أو تقديم أدنى الاسعافات الأولية له، وظل محمولا على أكتاف رفاقه ومعتقلي الحق العام أمام استنكار الجميع للوضع، إلى أن أتى طبيب من خارج السجن قلم بمعاينة حالته وإجراء تحاليل الدم، حتى استفاق منهك القوى وغير قادر حتى على الكلام.
* 02 يونيو2016: يوم تاريخي مشهود/ محاكمة 56 معتقل سياسي.
الساعة تشير إلى الساعة التاسعة صباحا... محيط "محطمة الاستئناف" و"المحكمة الابتدائية" مطوق عن آخره بقوى وسيارات القمع... الطريق المؤدية من سجن عين قادوس وبوركايز إلى المحكمتين الرجعيتين مملوءة بالأجهزة القمعية كذلك... سيارات نقل المعتقلين السياسيين يرافقها موكب من سيارات القمع والدرجات النارية و... الطلبة(ة) والمناضلين(ات) محاصرين أمام "محكمة الاستئناف"... المحكمتان الرجعيتان تغصان بالمعتقلين السياسيين.. وصوت حناجرهم يصدح أرجاء المحكمتين برفع الشعارات... المعتقلين ينتظرون المقصلة وكلهم تحدي واستعداد لتحويل محاكتهم إلى محاكمة للنظام... عائلاتهم تندد وتستنكر استمرار اعتقال فلذات أكبادهم أحدهم سقط كغمى عليه أثناء جلسة المحاكمة الصورية (حفيظ حليلي)...
لقد شكل هذا اليوم ذلك الانتصار الجزئي على النظام تمثل في فرض إطلاق سراح 23 معتقل سياسي كثمار أولى لمعركة الأمعاء الفارغة. بالمقابل استمرار اعتقال باقي المعتقلين السياسيين وتأجيل محاكماتهم الصورية بتهم ملفقة وملفات مطبوخة وثقيلة.
* الاثنين 6 يونيو 2016: تعليق الإضراب المفتوح عن الطعام.
أمام إبداء  "مسؤولي" إدارة السجن "نيتهم" في تنفيذ ما تراجعوا عنه من وعود ومن أجل إعطاء مهلة لذلك، وبحلول شهر رمضان، ونظرا لما حققتها المعركة من نتائج أولية رغم صعوبة الظروف العامة والهجومات التي تعرضت وتتعرص لها المعركة ومن أجل فتح المجال لآفاق جديدة أمامهم تم تعليق الإضراب المفتوح عن الطعام واستعداد لأشواط متقدمة من معركة "انتفاضة السجون لمعتقلي النهج الديمقراطي القاعدي"... وتستمر المعركة.

إضرابات طعامية فزنازن الرجعية
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين.

نكون أو لا نكون.. على درب الشهيد مصطفى مزياني سائرون

0 التعليقات:

إرسال تعليق