الخميس، 3 مارس 2016

المعتقل السياسي : محمد القشقاشي // السجن المحلي عين قادوس –فاس- // كلمة في حق موقع فاس-سايس الصامد و المناضل بجماهيره و مناضليه و مناضلاته.

المعتقل السياسي  : محمد القشقاشي          في : 29 فبراير 2016
رقم الاعتقال        : 140
السجن المحلي عين قادوس –فاس-
كلمة في حق موقع فاس-سايس الصامد و المناضل بجماهيره و مناضليه و مناضلاته


تحية النضال و الصمود إلى كافة الجماهير الطلابية، إلى الرفاق و الرفيقات وكل المناضلين المخلصين.
تعيش الحركة الطلابية بموقع فاس-سايس، على غرار موقع ظهر المهراز و باقي المواقع الجامعية، على إيقاع هجوم شرس من طرف النظام القائم و أذياله، خصوصا هذا الموسم حيث احتدت حملات الإجهاز على كافة المكاسب التاريخية التي حصنها الشعب المغربي بتضحياته الجسيمة خلال محطات و انتفاضات مجيدة.
فبعد أن خطط النظام لمؤامرة 24 أبريل الإجرامية سنة 2014 ونفذتها القوى الظلامية في حق القلعة الحمراء ظهر المهراز في محاولة لتكسير شوكة الحركة الطلابية وإقبار قلبها النابض النهج الديمقراطي القاعدي و في حق الثورة المغربية بشكل عام، شن حملات اعتقالات واسعة في حق الطلبة و المناضلين فاقت كل المقاييس، ليفتح المجال أمامه لتمرير مخططاته التصفوية عبر حكومته الظلامية.
إلا أن الحركة الطلابية، ومن موقع النقيض قاومت بكل إمكانياتها عاصفة الإجهازات رغم ظهور الطفيليات المتعفنة التي فاتها ركب الصراع تاريخيا وجدت الفرصة أمامها للإعلان عن نفسها منتهزة جرح الحركة الطلابية و الضربة القاسية التي تعرض لها النهج الديمقراطي القاعدي بعد المؤامرة ( الاعتقالات التي طالت خيرة مناضليه، الحصار و المتابعات في حق المناضلين المتواجدين في حرائق الميدان، هجمات التجريم في حق هذا التوجه المكافح...) فأعلنت بذلك تموقعها في صف النظام و الظلام، منها من تجلبب وتبنى زورا وبهتانا مواقف وحتى تصور القاعديين، ومنها من وجدت اللحظة فرصة للإعلان عن اختلافاتها وتقيحاتها، ومنها من ادعت الدفاع عن القلعة الحمراء التي "سقطت" حسب زعمها مع تهديم الحي الجامعي و...، إلا أن الحقيقة هي أن الكل سقط أمام صمود الرفاق و الرفيقات و الجماهير الطلابية و كل الشرفاء.
فلم يمر موسم عن تنفيذ المؤامرة، موسم مليء بالمحطات النضالية، حتى استجمعت الحركة بالموقع قواها و أعطت الدروس و العبر في الصمود و التحدي، فكان لذلك الموسم دور كبير في المراكمة نحو بلورة معركة نضالية شاملة امتدت إلى باقي المواقع الجامعية ومنها موقع فاس-سايس الذي عرف تململا نضاليا ملموسا خلال هذا الموسم وانخراط واسع وفعال في المعركة النضالية، حيث شاركت الجماهير الطلابية بكثافة في كل الخطوات النضالية و أشكال مواجهة القمع الشرس المسلط عليها ( مواجهة قوى الغدر و الظلام التي حجت بفيالق عسكرية ليلة 15 نونبر 2015 فاقت عددها المأتي ظلامي، خلفت جرحى و معطوبين بالجملة ) وخاضت أشكال نضالية نوعية بالموقع  ( اعتصامات مفتوحة، مبيتات ليلية مقاطعات للدراسة، تظاهرات داخل و خارج الحي و الكليات، المشاركة الواسعة في نضالات الشعب المغربي،...) وتحصين حرمها الجامعي بطرد الأجهزة القمعية السرية و العلنية التي كانت ترابط بشكل يومي أمام الحي الجامعي سايس ذكور و إناث، وكذا القطع مع أشكال الميوعة و الاستيلاب وتسييد الثقافة البديلة، بتنظيم أمسيات فنية ملتزمة ( الحي إناث، الحي ذكور، كلية الآداب) رغم محاولات منعها و التشويش عليها من طرف القوى الظلامية وعناصر محسوبة على الجسم الطلابي ( منع الأمسية التي كان من المزمع تنظيهما السنة الفارطة بمقصف الحي الجامعي ذكور و التي كانت ستحتضن با محمد، أبونا و أب الشهيد مصطفى مزياني، شهيد النهج الديمقراطي القاعدي). وكذا خلق النقاشات الجدية، السياسية و الفكرية، وفرض الجماهير الطلابية لحقها الديمقراطي في تقرير و توجيه وتسيير   معاركها النضالية، وتمثل ذلك في عقد نقاشات موسعة ذات الطابع التفاعلي وأخرى ذات الطابع التقريري وحلقات تقريرية، ساهمت في بلورة معركة نضالية أخذت أشواطا متعددة وصلت إلى حدود مقاطعة الامتحانات بكلية الآداب موازاة مع مقاطعتها بالكلية المتعددة التخصصات بتازة و كلية العلوم ظهر المهراز، وهي خطوة متميزة تبلورت بعد تراكمات نضالية وعمل يومي دؤوب وتضحيات جسام جسدتها الجماهير الطلابية ومناضليها و مناضلاتها، وقدمت معتقلين سياسيين بالموقع ( الرفيق بدر بحري، حمزة اتخيرفة، الرفيق محمد القشقاشي، المعتقلين السياسيين 13 و المعتقلة السياسية بهيجة الحمراني، رشيد أملاح مؤخرا...) فيما أطلق سراح العشرات من الطلبة و الطالبات بعدما ذاقوا أنواع التعذيب النفسي و الجسدي من طرف قوى القمع بدءا من الساحة الجامعية مرورا بسيارات القمع وصولا إلى مخافر الاستنطاق، لازال رفاقهم 14 يذوقون أنواع أخرى من التعذيب و المعاناة بكل من سجني عين قادوس و بوركايز السيئي الذكر، ويقدمون إلى محاكمات صورية بتهم وملفات جاهزة.
لقد برهنت الجماهير الطلابية بموق فاس-سايس عن صمودها البطولي حين اقتحمت قوى القمع ساحة الشهيد محمد الفيزازي بكل أشكالها السرية و العلنية و ارتكبت مجزرة بشعة في حق الطلبة و الطالبات مخلفة إصابات خطيرة واعتقالات بالجملة، فانضاف يوم فاتح فبراير 2016 إلى التاريخ الدموي للنظام القائم، فيما رسمت الجماهير الطلابية و مناضليها المخلصين و المبدئيين آيات من الصمود و المقاومة خلال أزيد من 8 ساعات ( من h5 إلى حوالي h1 ) متحدية عتمة الليل و الترسانة الرهيبة، مسلحة بقناعاتها وإيمانها بقضيتها العادلة و المشروعة. فقد سجل هذا اليوم بمداد الفخر لجماهير الموقع ومناضلاته ومناضليه الأوفياء لدرب الشهداء خصوصا الشهيد مصطفى مزياني و الشهيد محمد الفيزازي، شهيد الموقع، أعطت من خلاله إشارة واضحة للنظام و حلفائه أن الموقع عصي عن أن تطاله أيادي الهمجية وصعب على الكل أن يحتوي نضالاته وأنه لا صوت يعلو على صوت معركتها وإطارها الوحيد و الأوحد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، كما ساهم هذا اليوم المشهود في تكسير رهانات النظام المتمثلة أساسا في إجهاض المعركة النضالية في كل المواقع الجامعية الصامدة و المناضلة ومنها موقع ظهر المهراز، وشكلت مقاومة الجماهير الطلابية خلال هذه الليلة السوداء مقدمة لإنجاح مقاطعة الامتحانات بكليتي الآداب و العلوم وخوض الأشكال الموازية، رغم العسكرة الرهيبة، رغم التشويش من طرف القوى الظلامية، ورغم خرجات " مسؤولي " إدارات الكليات التي كان عنوانها التهرب من المسؤولية تارة و الهجوم على الطلبة و المناضلين تارة أخرى ونعتهم باللاوطنيين و الفوضويين و المشاغبين و... و الضرب في معركة الجماهير بترديد إحدى السمفونيات المعهودة : " أهداف المقاطعة سياسية وليس تحقيق المطالب " لنتسأل هل يمكن الحديث عن معركة كهذه بدون أهداف سياسية أو أنها ليست ذو طابع سياسي، سيما وأن النظام يطبق بنود ومخططات تصفوية تكرس جوهر سياساته الطبقية.
إن معركتنا النضالية تجد مشروعيتها في عدالة و مشروعية المطالب، وهنا لا يمكن الحديث عن مطالب نقابية وعزلها عن مضمونها السياسي، فالنظام و إداراته تحاول جاهدة تطبيق بنود " بيداغوجية " الهدف منها الوصول  إلى التطبيق التام لسياسة التجهيل و الاقصاء، لسياسة تعليمية تنسجم ومصلحته الطبقية هدفها إقصاء أبناء الكداح و المعدمين، فيما تصبو الجماهير عبر ممارسة سياسية نقيضة للصراع إلى تحقيق تراكمات كمية على طريق تحقيق التحول النوعي المنسجم وطموحاتها في تعليم شعبي ديمقراطي علمي و موحد.
ما يجب فهمه هو أن هناك فرق شاسع ما بين سياسة النظام الاقصائية، و السياسة التي تخدم مصلحة الجماهير وتساهم في تحصين مكتسباتها.
إن هاته الأساليب الدنيئة و البائدة التي تستعملها إدارات الكليات أثبتت فشلها أمام صمود الجماهير وارتباطها بمطالبها ودفاعها المستميث عن معركتها التي قررتها بإرادتها، فلا بديل عن مواجهة مخططات النظام، و لا بديل عن التضحية، وحتما فالنصر حليف الجماهير.
وأخيرا لابد أن أحيي الجماهير الطلابية و رفاقي و رفيقاتي و كل المناضلين(ت) وأحثهم على المزيد من الصمود و الالتفاف حول أشكال الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و الاستمرار في المعركة النضالية بأشكال وأساليب نوعية وخلق آليات تصريفها، وعدم الانسياق مع الهوامش و النقاشات التافهة و الأفكار العقائدية الجامدة التي من شأنها تحريف المعركة عن مسارها الطبيعي و الصحيح.
فالعزة و الكرامة لكافة المعتقلين السياسيين.
المجد و الخلود إلى كافة شهداء حركات التحرر العالمي ومنهم شهداء الشعب المغربي وشهداء الحركة الطلابية و عبرهم شهداء النهج الديمقراطي القاعدي.
والخزي و العار لقوى الغدر و الظلام و القوى الشوفينية ولكل من ارتد وخان.
مرة أخرى، رفيقكم محمد القشقاشي يحييكم بحرارة، ويقول لكم صمودكم يزيدنا صمودا و يزرع فينا بذور التطلع نحو مستقبل مشرق يعطي للإنسان إنسانيته.



0 التعليقات:

إرسال تعليق