الخميس، 10 مارس 2016

المعتقل السياسي : محمد الجناتي الإدريسي // السجن المحلي عين قادوس –فاس-// الصمود والمقاومة ضرورة أساسية في مواجهة قمع و اجرام النظام

المعتقل السياسي : محمد الجناتي الإدريسي           في : 8 مارس 2016
رقم الاعتقال      : 98491
السجن المحلي عين قادوس –فاس-
الصمود والمقاومة ضرورة أساسية في مواجهة قمع و إجرام النظام


عسكرة دائمة ، قمع و حصار ، اعتقالات واسعة النطاق ، استنطاقات ماراطونية وقمع وحشي ، التنكيل بأبناء و بنات الشعب المغلوبين عن أمرهم ...، إنه واقع جامعة فاس بموقعيها ، ظهر المهراز و سايس ، إذ تحول هذين الموقعين إلى ساحة حرب حقيقية بعد أن اجتاحتهما جحافل القمع لمرات عديدة ، لا لشيء إلا لإسكات صوت الطلبة (ت) بالحديد و النار وإجهاض معركتهم النضالية التي يخوضونها دفاعا عن مطالبهم العادلة و المشروعة .
فبعد أن جسدت الجماهير الطلابية بهذين الموقعين قرار مقاطعة امتحانات الدورة الخريفية  لمرتين متتاليتين ، وهو القرار الذي تمت صياغته داخل نقاشات جماهيرية موسعة و حلقيات تقريرية تحت لواء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ، وقد أبانت الجماهير على استماتة منقطعة النظير في التشبث بمعركتها و مطالبها المشروعة ، وعوض فتح باب الحوار أمام الطلبة وتقديم إجابة حقيقة على مطالبهم ، أعدت العدة و رصدت الامكانيات القمعية و اللوجيستيكية، لفرض الامتحانات، وتمرير البنود التخريبية ولو على جماجم أبناء و بنات الشعب، و هكذا استفاق طلبة موقع سايس صبيحة الثلاثاء 01 مارس على إيقاع القنابل المسيلة للدموع و الهراوات و ...، فارتكبت المجزرة و اعتقل العشرات و مررت الامتحانات بطريقة مشبوهة ، ليأتي الدور بعد ذلك على موقع ظهر المهراز ، بإعلان إجراء الامتحانات في دورة استثنائية بشكل يحيلنا على نفس السيناريو الذي عرفه هذا الموقع الصامد خلال أبريل 2013 .
الملفت للانتباه هو إعلان قرار الامتحانات الاستثنائية بكلية العلوم –ظهر المهراز- ، كان قد سبقته جلسات مطولة لنقابة التعليم العالي بذات الكلية مع المناضلين حول وضعية الكلية و المطالب الطلابية، وقد أقر أعضاء النقابة بمشروعية مطالب الطلبة، والتزموا بإصدار بيان يوم الاثنين 02 مارس يعلنون فيه ذلك ، و يدعون إلى تسوية عاجلة للوضع بالكلية، لكن وبطريقة فجائية سيعلن قرار الامتحانات الاستثنائية ، ولم نجد للأساتذة "النقابيين" من حديث غير " أن الأمور انفلتت من أيدينا، و أن القرارات من فوق ، من دوائر عليا" هذا القول وإن كان يعكس تملص أصحابهم من مسؤوليتهم و التزاماتهم اتجاه الطلبة (ت) ، فإنه يعكس حقيقة قرار الامتحانات الاستثنائية ، بما هو قرار قادم من فوق يتجاوز إدارة الكلية و رئاسة الجامعة ، بل و قد نذهب حتى القول بأنه يتجاوز "وزارة التعليم العالي" لأنه في الحقيقة مخطط مدروس بشكل دقيق ، ومحكوم بخلفيات سياسية ، و لا أذل على ذلك أكثر من وضع هذا القرار في زمن دقيق جدا ، فإعلان الامتحانات الاستثنائية يوم 14 مارس 2016 ، قبل يوم واحد من إصدار الأحكام الصورية في حق المعتقلين السياسيين _15مارس_ له دلالات و معان سياسية عميقة ، وليس له من تفسير غير وضع الحركة في موقع حرج ، لتسهيل تنفيد مجزرة أولى بساحة 20 يناير ، ساحة زبيدة و عادل و المزياني ، ثم استتباعها بمجزرة ثانية في حق المعتقلين السياسيين ، ستكون محكمة "الاستئناف" مسرحا لها .
 فعلا إن قرار الامتحانات الاستثنائية بكلية العلوم –ظهر المهراز- قرار قادم من فوق و سوف لن تكون ادارة الكلية و مجلسها المشبوه و الأجهزة القمعية سوى أدوات لتنفيذه ، و الهدف منه إقبار الحركة بالموقع و قيادتها و مسارها النضالي و الحد من تأثيراتها على المشهد السياسي ببلادنا.
فما دفع النظام و حكومته الظلامية إلى إعادة ترتيب أوراقهم ، و الهجوم على الحركة وقيادتها –النهج الديمقراطي القاعدي- بهذا الشكل هو التأثير الوازن الذي أصبحت تمثله على مستوى الساحة السياسية ببلادنا ككل.
فالانخراط  الوازن ، و بقاعدة جماهيرية عريضة و صلبة ، في المعركة من بداية الموسم الحالي ، وفشل رهانات و أهداف مؤامرة  24 أبريل الإجرامية بعد أن انفضحت أمام الرأي العام ، وانكشاف حقيقة الملف المطبوخ الذي يحاكم به المعتقلون السياسيون ، وبعد الاستمرارية للحركة بالموقع ، و الصمود البطولي للجماهير الطلابية ، ومناضليها و مناضلاتها في مواجهة جحافل القمع لمرات عديدة ، فلا و لن ننسى ملحمة الجماهير ليوم 01 دجنبر تزامنا مع محاكمة المعتقلين السياسيين ، ثم انخراط الجماهير في المقاومة و النضال ، على أرضية مجمل قضايا الشعب المغربي ، من خلال خطوات اللجان النضالية الأوطامية بمجموعة من الأحياء الشعبية و المناطق و البلدات ، ونضالاتها من أجل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين إلى جانب عائلاتهم ، و انخراطها إلى جانب الأساتذة المتدربين في معركتهم التاريخية و المشروعة ...، و هذا هو ما شكل ازعاجا حقيقيا للنظام و أذياله ، وهو نفس السبب وراء إعلان قرار الامتحانات الاستثنائية في هذا التوقيت بالذات ، لارتكاب المجازر و تمرير المخططات و البنود التخريبية و تفريش الأرضية لتمرير مخططات قادمة ، خصوصا وعمق الأزمة التي يعيشها النظام.
أمام كل هذا يبقى خيار المقاومة و الصمود ضرورة أساسية لضمان استمرارية المعركة و تحصين المكتسبات ومن أجل انتزاع المطالب العادلة و المشروعة ، ومن أجل أن تبقى الجامعة المغربية حضنا و ملاذا لأبناء و بنات الفقراء بما ينسجم و طموحاتهم و تطلعاتهم ، لا أن تصبح ملاذا للوبيات المال و الاستثمار ، ومن أجل تكريس و مواصلة مسار الحركة الحافل بالتضحيات و العطاءات النضالية و اسهاماتها في مجمل نضالات شعبنا ، كما أنه من واجب كل مناضلي و مناضلات الشعب المغربي و الأصوات و الأقلام الحرة ، توفير كافة أشكال الدعم و المساندة للحركة بجماهيرها و مناضليها و معتقليها ، وفضح و تعرية ما يمارسه النظام من إجرام...، إن الصمود و المقاومة ضرورة أساسية في مواجهة قمع النظام و مخططاته التصفوية .
و في الأخير ، و باعتباري طالب بكلية العلوم –ظهر المهراز- أعلن مقاطعة هذه الامتحانات الاستثنائية المشبوهة ، و أدعوا كافة الجماهير الطلابية إلى مقاطعتها .

0 التعليقات:

إرسال تعليق