المعتقل
السياسي : محمد الجناتي الإدريسي في : 8 مارس 2016
رقم
الاعتقال : 98491
السجن
المحلي عين قادوس –فاس-
الصمود والمقاومة
ضرورة أساسية في مواجهة قمع و إجرام النظام
عسكرة
دائمة ، قمع و حصار ، اعتقالات واسعة النطاق ، استنطاقات ماراطونية وقمع وحشي ،
التنكيل بأبناء و بنات الشعب المغلوبين عن أمرهم ...، إنه واقع جامعة فاس بموقعيها
، ظهر المهراز و سايس ، إذ تحول هذين الموقعين إلى ساحة حرب حقيقية بعد أن
اجتاحتهما جحافل القمع لمرات عديدة ، لا لشيء إلا لإسكات صوت الطلبة (ت) بالحديد و
النار وإجهاض معركتهم النضالية التي يخوضونها دفاعا عن مطالبهم العادلة و المشروعة
.
فبعد
أن جسدت الجماهير الطلابية بهذين الموقعين قرار مقاطعة امتحانات الدورة
الخريفية لمرتين متتاليتين ، وهو القرار
الذي تمت صياغته داخل نقاشات جماهيرية موسعة و حلقيات تقريرية تحت لواء الاتحاد
الوطني لطلبة المغرب ، وقد أبانت الجماهير على استماتة منقطعة النظير في التشبث
بمعركتها و مطالبها المشروعة ، وعوض فتح باب الحوار أمام الطلبة وتقديم إجابة
حقيقة على مطالبهم ، أعدت العدة و رصدت الامكانيات القمعية و اللوجيستيكية، لفرض الامتحانات،
وتمرير البنود التخريبية ولو على جماجم أبناء و بنات الشعب، و هكذا استفاق طلبة
موقع سايس صبيحة الثلاثاء 01 مارس على إيقاع القنابل المسيلة للدموع و الهراوات و
...، فارتكبت المجزرة و اعتقل العشرات و مررت الامتحانات بطريقة مشبوهة ، ليأتي
الدور بعد ذلك على موقع ظهر المهراز ، بإعلان إجراء الامتحانات في دورة استثنائية
بشكل يحيلنا على نفس السيناريو الذي عرفه هذا الموقع الصامد خلال أبريل 2013 .
الملفت
للانتباه هو إعلان قرار الامتحانات الاستثنائية بكلية العلوم –ظهر المهراز- ، كان
قد سبقته جلسات مطولة لنقابة التعليم العالي بذات الكلية مع المناضلين حول وضعية
الكلية و المطالب الطلابية، وقد أقر أعضاء النقابة بمشروعية مطالب الطلبة، والتزموا
بإصدار بيان يوم الاثنين 02 مارس يعلنون فيه ذلك ، و يدعون إلى تسوية عاجلة للوضع بالكلية،
لكن وبطريقة فجائية سيعلن قرار الامتحانات الاستثنائية ، ولم نجد للأساتذة
"النقابيين" من حديث غير " أن الأمور انفلتت من أيدينا، و أن
القرارات من فوق ، من دوائر عليا" هذا القول وإن كان يعكس تملص أصحابهم من
مسؤوليتهم و التزاماتهم اتجاه الطلبة (ت) ، فإنه يعكس حقيقة قرار الامتحانات الاستثنائية
، بما هو قرار قادم من فوق يتجاوز إدارة الكلية و رئاسة الجامعة ، بل و قد نذهب
حتى القول بأنه يتجاوز "وزارة التعليم العالي" لأنه في الحقيقة مخطط
مدروس بشكل دقيق ، ومحكوم بخلفيات سياسية ، و لا أذل على ذلك أكثر من وضع هذا
القرار في زمن دقيق جدا ، فإعلان الامتحانات الاستثنائية يوم 14 مارس 2016 ، قبل
يوم واحد من إصدار الأحكام الصورية في حق المعتقلين السياسيين _15مارس_ له دلالات
و معان سياسية عميقة ، وليس له من تفسير غير وضع الحركة في موقع حرج ، لتسهيل
تنفيد مجزرة أولى بساحة 20 يناير ، ساحة زبيدة و عادل و المزياني ، ثم استتباعها
بمجزرة ثانية في حق المعتقلين السياسيين ، ستكون محكمة "الاستئناف"
مسرحا لها .
فعلا إن قرار الامتحانات الاستثنائية بكلية
العلوم –ظهر المهراز- قرار قادم من فوق و سوف لن تكون ادارة الكلية و مجلسها
المشبوه و الأجهزة القمعية سوى أدوات لتنفيذه ، و الهدف منه إقبار الحركة بالموقع
و قيادتها و مسارها النضالي و الحد من تأثيراتها على المشهد السياسي ببلادنا.
فما
دفع النظام و حكومته الظلامية إلى إعادة ترتيب أوراقهم ، و الهجوم على الحركة
وقيادتها –النهج الديمقراطي القاعدي- بهذا الشكل هو التأثير الوازن الذي أصبحت
تمثله على مستوى الساحة السياسية ببلادنا ككل.
فالانخراط الوازن ، و بقاعدة جماهيرية عريضة و صلبة ، في
المعركة من بداية الموسم الحالي ، وفشل رهانات و أهداف مؤامرة 24 أبريل الإجرامية بعد أن انفضحت أمام الرأي
العام ، وانكشاف حقيقة الملف المطبوخ الذي يحاكم به المعتقلون السياسيون ، وبعد
الاستمرارية للحركة بالموقع ، و الصمود البطولي للجماهير الطلابية ، ومناضليها و
مناضلاتها في مواجهة جحافل القمع لمرات عديدة ، فلا و لن ننسى ملحمة الجماهير ليوم
01 دجنبر تزامنا مع محاكمة المعتقلين السياسيين ، ثم انخراط الجماهير في المقاومة
و النضال ، على أرضية مجمل قضايا الشعب المغربي ، من خلال خطوات اللجان النضالية
الأوطامية بمجموعة من الأحياء الشعبية و المناطق و البلدات ، ونضالاتها من أجل
إطلاق سراح المعتقلين السياسيين إلى جانب عائلاتهم ، و انخراطها إلى جانب الأساتذة
المتدربين في معركتهم التاريخية و المشروعة ...، و هذا هو ما شكل ازعاجا حقيقيا
للنظام و أذياله ، وهو نفس السبب وراء إعلان قرار الامتحانات الاستثنائية في هذا
التوقيت بالذات ، لارتكاب المجازر و تمرير المخططات و البنود التخريبية و تفريش
الأرضية لتمرير مخططات قادمة ، خصوصا وعمق الأزمة التي يعيشها النظام.
أمام
كل هذا يبقى خيار المقاومة و الصمود ضرورة أساسية لضمان استمرارية المعركة و تحصين
المكتسبات ومن أجل انتزاع المطالب العادلة و المشروعة ، ومن أجل أن تبقى الجامعة
المغربية حضنا و ملاذا لأبناء و بنات الفقراء بما ينسجم و طموحاتهم و تطلعاتهم ،
لا أن تصبح ملاذا للوبيات المال و الاستثمار ، ومن أجل تكريس و مواصلة مسار الحركة
الحافل بالتضحيات و العطاءات النضالية و اسهاماتها في مجمل نضالات شعبنا ، كما أنه
من واجب كل مناضلي و مناضلات الشعب المغربي و الأصوات و الأقلام الحرة ، توفير
كافة أشكال الدعم و المساندة للحركة بجماهيرها و مناضليها و معتقليها ، وفضح و
تعرية ما يمارسه النظام من إجرام...، إن الصمود و المقاومة ضرورة أساسية في مواجهة
قمع النظام و مخططاته التصفوية .
و
في الأخير ، و باعتباري طالب بكلية العلوم –ظهر المهراز- أعلن مقاطعة هذه
الامتحانات الاستثنائية المشبوهة ، و أدعوا كافة الجماهير الطلابية إلى مقاطعتها .
0 التعليقات:
إرسال تعليق