ش. مناضل قاعدي
مقاطعة الامتحانات.. قمعهم وصمودنا.. تعنتهم و
استمرارانا
.. لازالت الشموع تحترق في وطننا الجريح من أجل غد أفضل ومستقبل مشرق
للأجيال القادمة.. مستقبل الكرامة و الحرية و العدالة الاجتماعية.
.. فتحية لكل أبناء شعبنا الحفاة و العراة.. حفاري قبر الأسياد و الطغاة
الذين يوجهون صدورهم العارية لمدافع الأعداء.
.. و لأن التاريخ خير منصف لأصحاب المواقف السليمة و السديدة.. فسيثبت حتما
على أن النصر سيكون حليف الشعوب و ليس أعدائها.. ولأن شوكة الحركة الطلابية لازالت
تنخر حلق النظام و تكسر مساعيه و مراميه في المتاجرة بمعاناة وآلام شعبنا و تمرير
مخططاته الإجرامية و التصفوية في حق الطبقات المستغلة من أبناء الكداح و الفقراء..
ولأن واقع الأمر يؤكد مما لاشك فيه أن إخلاص المناضلين/ت القاعديين لقضية الجماهير
و استمرارهم في تقديم التضحيات و العطاءات
النضالية جنبا إلى جنب مع الجماهير المناضلة في معركة نضالية مستميتة من أجل
الدفاع عن المكتسبات و تحصينها و تحقيق المطالب العادلة و المشروعة.. جعلهم عرضة
لنيران العدو و كل الأطياف المتربصة و المتآمرة التي يسيل لعابها للاستثمار و
مراكمة رؤوس الأموال و تحويل الطلبة و الطالبات إلى مشاريع أيادي عاملة و تخريج
أفواج من العاطلين عن العمل.. وذلك بإفراغ محتوى التعليم من مضمونه الحقيقي و فتح
المجال أمام لوبيات المال و العقار للاستيطان من داخل الجامعات المغربية وبذلك قتل
كل بذور الشعب المغربي التي لن تعطي الثمار إلا بتحقيقها لتعليم مجاني، تعليم شعبي
علمي ديمقراطي و موحد، وما " المخطط الرباعي " الذي هو نسخة مشوهة طبق
الأصل للميثاق الطبقي للتربية و التكوين إلا نموذجا ساطعا عن سياسة النظام القائم
في إفراغ أزمته البنيوية و المزيد من تأزيم الوضع أكثر مما هو قائم.. وقد أثبت
التاريخ قولا و ممارسة أن مثل هكذا مخططات طبقية لم و لن تمر بسلام كما يمني النظام و حوارييه و أزلامه الرجعيين
الخادمين الطيعين للامبرياليين و الصهيونيين.. فلازال التاريخ يشهد على أن
الجماهير هي صانعته و هي القادرة على تغيير أوضاعها بالانتفاض المستمر كما حصل في
العديد من المحطات النضالية التي جسدت آيات الملاحم و البطولة.. و لازالت الجماهير
الطلابية المناضلة بمواقع تواجد النهج الدمقراطي القاعدي مستمرة في الانتفاض على أوضاعها المأزومة التي
لا تنفصل عن أوضاع الجماهير الشعبية بحكم أنها رافد من روافد حركة التحرر على
المستوى الوطني.. و شهر فبراير، شهر الشهداء(
شهداء الحسيمة، كريم الشايب، فدوى العروي، العماري، الحساني، بودروة...)
يؤكد على استمرار النظام التحدث بلغة الدم
و النار بعد وصوله إلى النفق المسدود.. فأمام هذه المجزرة المرتكبة في حق أبناء و
بنات شعبنا طيلة أيام الأسبوع الأول من فبراير 2016، بفاس سايس و المستمرة في
المحاصرات و التطويقات القمعية خارج و داخل أقبية ولاية القمع، حيث تم الزج
بالعشرات من المعتقلين السياسيين في سجون الرجعية، منهم طالبة تتواجد بسجن "
بوركايز " لم تسلم بدورها من التنكيل و الإجرام، ما عدى الإصابات الخطيرة و
الغير المستقرة التي لازال يعاني منها الطلبة داخل المستشفيات.. هنا يحق لنا أن
نطرح عدة أسئلة واضحة لمن يهمه بالدرجة الأولى إقبار الفعل النضالي و تأزيم الوضع
وهي كالتالي:
-
ما موقف المدافعين عن " دولة الحق و القانون "؟
-
ما موقف أنصار مناهضة " العنف داخل الجامعة "؟ ( أنظر إلى الصور
الصادمة لضحايا المجزرة...)
-
ماذا ستكتب الأقلام المشبوهة و المسمومة؟
-
ماذا سيقول " المدنيون " و " الحقوقيون "و الكتاب
" المتأدلجون "؟
-
ماذا سيقول المختصين في إصدار بيانات الإدانة من مجلسي الجامعة و الكلية
المشبوهين؟ و خصوصا بهلوانية عميد كلية العلوم الذي قال لسانه العاجز في اليوم
الأول من المقاطعة: " أنا راني مبغيتش نخلي السيمي يدخل و لاكن إلا مدوزتوش
غادي نعيط ليهوم" ؟؟
و من جانب آخر إذا كانت مؤامرة 24 أبريل الدنيئة التي انكشف جزء كبير من فصول
مسرحيتها المستمرة بهدف إقبار النهج الديمقراطي القاعدي و إعاقة تنامي كل الحركات
المناضلة الثورية.. انكشفت على واقع صخرة مقاومة و صمود الحركة الطلابية، جماهير و
مناضلين/ت التي نالت شرف الوفاء للشهداء بتقديم الشهداء.. ودماء الشهيد مصطفى
مزياني و معه كل الشهداء الأبرار لم تجف بعد.. مؤكدة على الاستمرار في الحلقات
المتقدمة من معركة " المجانية أو الاستشهاد " وبذلك تؤكد القلاع المحصنة
بدماء الشهداء على استمراريتها في رفع راية التمرد و العصيان في وجه النظام و
الظلام، في وجه القتلة و المجرمين، في وجه الجبناء و المتخاذلين.. دفاعا عن قضية و
مسار تحرر شعبنا.. دفاعا عن المواقف.. دفاعا عن التصور، الثورة الوطنية
الديمقراطية الشعبية.. وبذلك تكون حاملة للمشعل و منيرة الطريق في أحلك الشروط و
أقصاها مرارة.. سائرة إلى قدرها المحتوم بدون تردد و لا خوف.. إن بتفجير المعارك
النضالية تصنع الملاحم و تستنبط الدروس و العبر.. إن نظام القتلة و العملاء مجهز
بأحدث الإمكانيات اللوجيستيكية و العسكرية، و الفيالق القمعية و الدموية و
البوتيكات السياسية الرجعية و الأقلام المأجورة و القوى الإصلاحية المتاجرة في
الكلمة و محترفة الاسترزاق على معاناة شعبنا و لجم نضالاته للمزيد من نشر الأورام
و التقيحات المتعفنة.. و لأمثال هؤلاء نستشهد بقولة شهيدة النازية روزا لوكسمبورغ
" إن الذين يبغون من نضالهم لا إزالة النظام الرأسمالي العفن بل إزالة أورامه
فقط... هم كالذين يريدون تغيير مياه البحر بإلقاء زجاجة الليموناضة فيه..."
.. وبذلك نقول لكل الانتهازيين و المتملقين، ولكل المصالحين و المهادنين، و
الخونة و المرتدين: " مهما لعقتم الأحذية، ومهما بيضتم الصفحات وانتقلتم إلى
ضفة " السلم" و "السلام ".. فالمناضل مناضل و الكل يسطف و
يتخندق في موقعه السليم فإما مع الجماهير و مصلحتها و إما فلا، ولا وجود للمنزلتين
بينهما.. ففي واقع حرب طبقية ضروس، لن يعرف السلم إلى ساحتها سبيلا. " فهكذا
هي قلاع النضال تقدم الأجوبة العملية، وترفض الانسياق إلى سوق البهرجة و اللغو
الفارغ و المعارك الكلامية و البهلوانية، فلا زالت الجماهير الصامدة بمعية
مناضليها/تها وبإسهام باقي مناضلي/ت شعبنا
في إبداع و تطوير آليات النضال و القتال، فلا استسلام و لا تنازل في ظل إنزال
البنود التخريبية و عسكرة الجامعة، في غياب أبسط شروط التحصيل العلمي، لا استسلام
و لا تنازل ، و الطلبة و الطالبات مشردين و مطرودين، دون سكن، دون نقل جامعي، دون
منحة، دون مقعد بالمدرجات الدراسية، لا استسلام و لا تنازل و الشعب يجوع و يقتل، و
المكتسبات مهضومة و المطالب لا زالت عالقة، و كرامة الطالبات و الطلبة، كرامة
الشعب تداس في واضحة النهار من طرف المخبرين و بلطجية النظام و فيالق القمع خدام
رجال الأعمال و الرأسمال.
.. إن مقاطعة الامتحانات هي نقطة نوعية في مسار معركة " المجانية أو
الاستشهاد ".. من أجل حقنا و كرامتنا الانسانية وتعليمنا المقدس قاطعنا و
سنقاطع.. من أجل حقنا في العيش الكريم و الشغل اعتصمنا و لا زلنا سنعتصم.. وأمام
هذا المصير المجهول لجيل أبدع في الصمود و التفاني و تقديم التضحيات بالغالي و
النفيس فلا خيار إلا المواجهة و صون هاته التضحيات و هذه أولا وأخيرا مسؤولية كل
الرفاق و الرفيقات، والمتعاطفين و القواعد الأوطامية، وأنصار النضال الحقيقيين،
كما من واجب كل الشرفاء و الغيورين، أبناء و بنات شعبنا المكتوين من جحيم المخططات
التخريبية التصفوية، تفجير المعارك النضالية، وفضح الجرائم الدموية للنظام و تقديم
كل أشكال الدعم و المساندة لقلاع النضال الحمراء و الصامدة، ومؤازرة المعتقلين
السياسيين و المطالبة بإطلاق سراحهم.
فكل التحايا إلى الشموع التي تنير ساحات النضال و كل الإدانة لجرائم النظام
الدموية، و المجد لشهداء الشعب المغربي و الخزي لأعدائه، و الأشكال النضالية
ستستمر بكل حمولاتها مادام التعنت و الاستهتار هما سيدا الموقف، وليتحمل النظام
القائم مسؤوليته فيما ستؤول إليه الأوضاع مستقبل الأيام..
ونختم بقولة أحد المناضلين: " قد تطير النسور أحيانا أكثر انخفاضا من
الدجاج، لكن الدجاج لا يستطيع أن يرتفع أبدا إلى مستوى النسور".
فاس في 6 فبراير 2016
0 التعليقات:
إرسال تعليق