في: 16/03/2015
سجن النظام الرجعي عين قادوس فاس
المعتقل السياسي: شعول مصطفى رقم الاعتقال: 89586
"العدالة والتنمية"/ داعش المغرب..وتحريم التعليم
من "طالبان" بأفغنستان و"بوكوحرام" بنجيريا، "داعش" بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا... إلى "العدالة والتنمية"/ داعش المغرب، تختلف المسميات والأشكال ويظل الجوهر واحدا، كلها تنظيمات رجعية إرهابية، سطت على حق الشعوب في الحياة والحرية والانعتاق، وأجهزت على كل ما هو تقدمي متنور في تاريخ المنطقة (خصوصا بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)، مدافعة في ذلك على مصالح الإمبريالية ومشاريعها الاستعمارية، عبر خوض حروب إبادة جماعية بالنيابة عنها، مستفيدة من دعمها المباشر والخفي، ماديا وإعلاميا وعسكريا وسياسيا...، مقترفة أبشع المذابح في حق الإنسانية، مدمرة البشر والحضارة، العمران والتراث والثروات وكل ما أنتجته وراكمته الشعوب عبر تاريخها، كل هذا من أجل التنفيس النسبي عن الإمبريالية التي تعيش أزمة عامة، عميقة تزداد حدة وتهدد بالعصف بالنظام الرأسمالي برمته، ويرافق هذا إجهاض حلم وطموح الشعوب في الحرية والعدالة الاجتماعية والتطور والرقي، وما يصاحب ذلك من نهب للثروات وسلب لحقوق الجماهير الشعبية وإرجاع المجتمعات قرون إلى الماضي، إلى عهد الظلام والوحشية.
تتجلى جرائم التيارات الظلامية بمختلف تلاوينها، التي تختلف حسب طول وقصر اللحية ولون وشكل العباءة والبرقع، وتتكشف حقيقة حروبها وتظهر أهدافها الإجرامية الخفية يوم بعد آخر خصوصا من خلال تعاطيها مع مجموع القضايا الدقيقة والحساسة في حياة المجتمعات، مثل التعليم والمرأة والسلطة والثروة...، سأقتصر في هاته المحاولة على الحديث في قضية التعليم هذا الأخير الذي يحاربه الظلاميين، أصحاب الفكر الماضوي الغيبي الخرافي، أعداء العلم والمعرفة والنور وأنصار الظلام، يحاربونه (التعليم) كما يجهز النمل الأحمر على الأوراق الخضراء في الغابات المطيرة، وذلك بكل يسوده التخلف والجهل، لتنتعش وتنمو فيها الأفكار الظلامية "التكفيرية" والإقصائية وتفرخ الدواعش والانتحاريين والقنابل البشرية الموقوتة التي تستخدم في الهجوم على المدارس والجامعات والمستشفيات...وتدمرها محولة إياها إلى قواعد ومراكز تنطلق منها الغزوات التاتارية للخفافيش الظلامية، وفي هذا السياق لا بأس في سرد بعض الأمثلة لتبيان مدى همجية الظلاميين، فمن قطع الرؤوس للأسرى الأجانب وحرق أجساد المحليين منهم إلى إطلاق الرصاص على التلاميذ(ت) في المدارس نموذج ما فعلته "طالبان" أفغنستان في حق الطفلة ملالا يوسفزاي، لمنعها من الذهاب إلى المدرسة وإكمال تعليمها، وكذا اختطاف التلاميذ من فصول الدراسة ووضعهم رهائن لطلب الفدية مقابلهم أو استعمالهم كدروع بشرية في الحرب كما حصل مع مئات الفتيات بنيجيريا على يد "جماعة بوكوحرام"... والأمثلة عديدة لا تحصى ولا تعد.
والوضع في بلادنا لا يختلف عن هذا إلا من حيث المظهر والشكل لكن يظل جوهر وأهداف ممارسات الظلام عندنا هي نفسها، من جهة خدمة نظام العملاء والمعمرين الجدد ومن جانب آخر تدمير الشعب وقواه الثورية، وتجلى هذا في العقود الأخيرة بشكل مفضوح حيث أضحى الظلاميين الأداة القذرة للنظام الرجعي يسحق بها الجماهير الشعبية، وتقدم له طقوس البيعة والولاء بشكل مستمر، فمن غزوها للجامعات المغربية مطلع التسعينات واقترافها جرائم بشعة مخلفة سقوط شهيدين، المعطي بوملي، ومحمد آيت الجيد بنعيسى، والآلاف من المعطوبين والعاهات المستديمة، قبل هذا اغتيالها المناضل عمر بنجلون، ليتم مكافئتها من طرف النظام العميل وتنصيبها على رأس حكومة الكراكيز لإعطائها الحق الرسمي في القتل والتدمير...، وذلك خلال المد الثوري للجماهير الشعبية المنتفضة في 20 فبراير المجيدة وما تلاها حيث تجلى إجرام القوى الظلامية بشكل سافر وأصبحت السوط المسلط على رقاب الشعب كأداة قمع وردع وإرهاب، مارست جرائمها السادية في واضحة النهار دون حسيب أو رقيب، عبر تكثيف مسلسل الاعتقالات والاغتيالات السياسية والتدخلات القمعية وعسكرة المدن والقرى المنتفضة وكل بؤر النضال والمقاومة، من أجل كبح جماح المنتفضين والقضاء على نضالهم المتنامي، بالموزاة مع سلب الجماهير الشعبية مكتسباتها التاريخية، وإثقال كاهلها بتداعيات الأزمة البنيوية للنظام الرأسمالي وتعميق تبعية بلادنا لدواليب المال والرأسمال، حيث فرض سياسة التقشف بكل القطاعات الحيوية، وما يعنيه ذلك من زيادة في الضرائب ورفع الدعم عن المواد الأساسية...، عبر تنزيل المخططات الطبقية والتصفوية للنظام ومنها المخطط الرباعي في قطاع التعليم، والمذكرات القمعية المشتركة بين "وزارة الداخلية" ونظيرتها في التعليم و "العدل"، وما رافق هذا من جرائم ومؤامرات في حق الجماهير الطلابية وأبرزها ما مورس بالقلعة الحمراء فاس، حيث هدم الحي الجامعي، وشرد الطلاب والطالبات واحتلت خفافيش الظلام وأساطيل القمع منفذة مؤامرة دنيئة في حق التاريخ، مؤامرة 24 أبريل، وما خلفته من انتزاع لمكتسبات الحركة الطلابية والزج بخيرة مناضليها داخل غياهب السجون.
كل هذا الإجرام يزيد من حدة الفقر والشقاء والعوز لدى مجموع الشعب الكادح بكل فئاته وطبقاته، يشكل قطاع التعليم، كما كان دوما، أوضح ميدان يكشف حدة الصراع بين الجماهير الشعبية والنظام القائم وعملائه يعري الجرائم المرتكبة في حق شعبنا المقاوم، هذا يزخر تاريخه بالعطاءات والتضحيات في سبيل تحصين حق التعليم لأبناءه وبناته، من أجل الخروج من واقع التجهيل المفروض قسرا عليه، وكسب الوعي الطبقي الحقيقي بالمصالح الآتية والاستراتيجية للشعب، ومعرفة الطريق نحو الحرية والانعتاق وبناء سلطة العمال والفلاحين وعموم الكادحين، حيث تغدو الأفكار العلمية سلاحا في يد الجماهير تحارب به عدوها في الواقع العملي. وتعتبر انتفاضات وتمردات الجماهير الشعبية مند الاستقلال الشكلي، ومنها انتفاضة 23 مارس 1965، هاته الانتفاضة المجيدة التي فجرتها الشبيبة التعليمية دفاعا عن الحق المقدس في التعليم لكل الفئات العمرية، تعتبر خير دليل على ما قدمه شعبنا في سبيل الدفاع عن قضاياه العادلة، إضافة إلى نضالات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وتوجهه الديمقراطي، الطلبة الجبهويين، وبعدها الفصيل المكافح النهج الديمقراطي القاعدي، وذلك على مر السنين، ووقوفه كحجر عثرة، تكسر عليه مخططات النظام الهادفة لتفويت قطاع التعليم للوبيات المال والاستثمار، مقدما خيرة مناضليه ومناضلاته عربون وفاء للقضية، كان آخرهم وليس بالأخير الشهيد البطل، مناضل الشعب المغربي والنهج الديمقراطي القاعدي، مصطفى مزياني، الذي عمل الظلاميين وعملاء النظام على تنفيذ عملية اغتياله بدم بارد، حيث أعلن الشهيد ميلاده الجديد في 13 غشت 2014 ، بعد 72 يوما من معركة الأمعاء الفارغة، وذلك بعد طرده من كلية العلوم ظهر المهراز ، وحرمانه من حقه في الدراسة، وتلاها فصل اعتقاله وتعذيبه وسلبه حريته وهو مضرب عن الطعام، ليستكمل الفصل الأخير من عملية الاغتيال ما بين سجن عين قادوس، ومستشفى ابن الخطيب والمركز الاستشفائي الجامعي بفاس.
نفس هذا السيناريو الإجرامي يتم تكراره وحبك مشاهده هاته الأيام مع مناضل قاعدي آخر هو المعتقل السياسي عبد الوهاب الرماضي، القابع بسجن عين قادوس لما يزيد عن عشرة أشهر، إلى جانب رفاقه، معتقلي مؤامرة النظام والظلام الدنيئة ل24 أبريل 2014، وللمزيد من الإيضاح، فالرفيق الرماضي حاصل على الإجازة في الاقتصاد والتدبير وبعد المعركة البطولية للمعتقلين السياسيين داخل زنازن الرجعية، التي امتدت 44 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام تم انتزاع عدة مكتسبات وتحقيق مجموعة من المطالب العادلة والمشروعة ومنها الحق في متابعة الدراسة، وبعد هذا ولج الرفيق سلك الماستر بعد نجاحه في الاختبارين الكتابي والشفوي، في بداية، الموسم الجامعي الحالي 2014/2015، وتابع الرفيق دروسه بكل ما بتطلبه ذلك من إنجاز لبحوث وعروض وما إلى ذلك، لنفاجئ جميعا بإعلان إدارة كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس، عن طرد الرفيق وحرمانه من اجتياز امتحانات الدورة الخريفية، وذلك تحت ذريعة وحيدة عجيبة هي عدم "الحضور"، والغريب في الأمر هو ألم يعلم هؤلاء المنافقين القائمين على إدارة الكلية ومن خلفهم داخل رئاسة الجامعة والوزارة، أن الرفيق معتقل سياسي، ومحروم الحرية باسم أوامر الاعتقال، لن يحضر إلى الجامعة لمتابعة الدروس؟؟؟ كيف يتم الإجهاز على حق الرفيق بهاته الطريقة الغريبة مع العلم أنه مسجل رسميا بالكلية منذ بداية السنة؟ ألم تسلم الإدارة للرفيق بطاقة التسجيل الرسمية وهو خلف القضبان؟ ألم يتسلم الأساتذة الكرام بوحدة الماستر المذكور بحوث الرفيق وقاموا بتصحيحها وتقويمها؟ فكيف يعقل أن يتم طرد طالب جامعي فقط لأنه مسلوب الحرية؟ تتناسل الأسئلة ولا تنتهي، لأن الوضع حقا عجيب في وطن يروج مغتصبوه أنهم حققوا للشعب "دولة الحق والقانون"، و "حقوق الإنسان"، أليس التعليم أقدس هاته الحقوق من بعد الحياة؟؟ وتبقى الحقيقة بارزة، تؤكد أن الأمر قصاص وانتقام واضح وفرض المزيد من الحصار على مناضل ثوري شريف وهب حياته بحاضرها ومستقبلها لشعبه، ووضع روحه في كفه، فداءا لمشروع إنساني تحرري نبيل، وهو الآن يدفع ثمن الانتماء لهذا الخط الجذري، خط الجماهير المناهض للنظام والظلام، لكل ما هو قديم ومتهالك، والمتبني للحرية والاشتراكية، الجديد القادم، المنقذ للبشرية من الفناء والدمار الذي تأخدها إليه الرأسمالية المتعفنة.
ويبقى أن نؤكد على إدانتنا لقرار الطرد في حق الرفيق الرماضي الذي اختار طريق المزياني، طريق الشهداء من أجل الصراع والمقاومة والمجابهة ضد النظام وأذنابه، وهو الطريق الذي يبقى مفتوحا على مصراعيه أمام الرفيق الرماضي وكل رفاقه داخل السجن وخارجه، وأمام كل شرفاء هذا الوطن، وهذا الطريق الذي نعلن انتمائنا إليه وانخراطنا فيه، باعتباره السبيل لتحقيق النصر، وكنس أعداء الشعب إلى مزبلة التاريخ، فلنتقدم بثبات، على طريق الكفاح متراصين جنبا إلى جنب، كل من موقعه، وكل حسب طاقاته بكل مبدئية وإخلاص للموقف والقضية وتفان في النضال والتضحية.
كلنا مصطفى مزياني
كلنا عبد الوهاب الرماضي
النصر لشعبنا... والموت لأعدائه
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين
0 التعليقات:
إرسال تعليق