الأحد، 29 سبتمبر 2024


29 شتنبر 2024

الاتحاد الوطني لطلبة المغرب 

النهج الديمقراطي القاعدي 

                           بلاغ تضامني

 أدركت البرجوازية منذ القدم أن نمو وعي الطبقة العاملة وتجدره وتنظم العمال في معارك نضالية هو ما سيجلب هلاكها، وهو ما جعلها تحاول بكل الوسائل بغية الانفلات من الثورة البروليتاريا الحتمية التي أيقنت أن لا خلاص لها خارج نضالها الطبقي ضد عدوها المباشر ـ البرجوازيةـ المدعومة بجهاز دولتها، وهو ما دفعها الى شن نضال لا هوادة فيه مند بروزها كطبقة ضد عدوها الطبقي الذي يستغلها.

هذا الصراع التاريخي مابين طبقة مالكي وسائل الإنتاج والمنتجين المباشرين للخيرات المادية عبر قوة عملهم يمثل السمة البارزة للتشكيلة الاجتماعية الاقتصادية الرأسمالية، فالرأسمالي يعمل بكل الأشكال لتصريف أزمته على حساب جماهير العمال والعاملات لاسواء عبر تقليص أجورهم وفرض اشتغالهم في شروط لا إنسانية أو عبر تسريحهم وتعريضهم للتشريد والتجويع.

إن التحالف الطبقي المسيطر من داخل المغرب لم يخرج عن هذا السياق عبر تسخير جهاز "الدولة" لنهج سياسات طبقية تهدف إلى طرد وتشريد العمال والعاملات وكذلك تجريم فعلهم النضالي وفي نفس الأن تقديم الحماية والدعم لمن يمتص دماء العمال ويشردهم، وما يعيشه عمال وعاملات شركة “سيكوم_سيكوميك” ، لخير مثال. 

فبعد معركة نضالية بطولية دامت لما يقارب ثلاث سنوات كلها صمود وتحدي ضدا على طرد "أزيد من 550 عاملة" (مما يعني 550 اسرة) من طرف رب العمل دون سابق إنذار ، نساء أفنوا زهرة شبابهن في بيع قوة عملهن وتعرضوا لأبشع أنواع الإستغلال والإبتزاز لسنوات طوال وفي الأخير تم رميهن إلى الشوارع وتشريد أسرهم.  

هذه المعركة التي أماطت اللثام عن شعارات النظام القائم الزائفة وأظهرت طبيعة جهاز "الدولة" باعتباره أداة قمع طبقي في يد التحالف الطبقي المسيطر وأبانت عن مدى تواطؤ البيروقراطيات النقابية وخدمتها لمصالح الرأسمال، وأمام تكالب الكل (قوى سياسية، نقابات) سيعمل النظام القائم بكل أريحية -ما دامت جرائمه سيتستر عنها الكثير- عبر مختلف أجهزته القمعية من أجل قمع وتعنيف عمال وعاملات أفنوا سنوات عمرهم في المعمل ليجدوا أنفسهم في الأخير مشردين بالشارع، وما تعرضوا له يوم الجمعة من قمع أهوج ووحشي لخير دليل على مدى توحش النظام ورب العمل عبر تسخير بلطجيته بغية فض اعتصام العاملات امام فندق الريف بمدينة مكناس (والفندق بالمناسبة تعود ملكليته لصاحب الشركة) الذي دام قرابة ثلاثة أشهر بعدما استنفذ النظام القائم كل اوراقه التي لم تستطع تكسير معركة العاملات "مضايقات ، اعتقالات ، تسخير البيروقراطيات النقابية" هذه الأخيرة انسجاما ومصلتحها ستصل بها الحقارة الى التبرء من العمال والعاملات وتجريم فعلهم النضالي بل ورفع الدعوات القضائية ضدهم وهي ممارسات ليست بالغريبة عن ذات البروقراطية التي لطالما استغلت نضال الطبقة العاملة من أجل المساومة على مصالحها الضيقة ويكفي أن نذكر تكالبها على انتفاضة 1981 المجيدة وقس على ذلك من مساوماتها التي طبعت تاريخها الخياني في حق الطبقة العاملة المغربية.

غير أن صمود عمال وعاملات شركة “سيكوم_سيكوميك” وإيمانهم بمشروعية مطالبهم وإيمانهم أن لا خلاص إلا عبر النضال والصمود، هذه التضحيات كانت كفيلة بدحض كل الترهات حول تدجين طبقة العاملة ولجمها وأبانت على أنها في حاجة لمن يقود نضالاتها ليصل بها لأفقها المنشود وهو إقامة ديكتاتورية البروليتاريا ولن يكون هذا إلا عبر بروز الأدات الثورية التي يجب أن تبرز في خضم معمان الصراع الطبقي ونضالات شعبنا الأبي (عمال، فلاحين...)، فرغم كل الهجومات والتكالبات والدسائس التي حيكت ضددهم سيستمرون في الدفاع عن حقهم المسلوب.

إن التعاطي القمعي للنظام القائم باعتباره ممثلا لمصالح التحالف الطبقي المسيطر مع نضالات مختلف فئات الشعب المغربي يبين للمرة المليون عن طبيعته باعتباره نظام لا وطني لاديموقراطي لاشعبي، وما القمع والتنكيل والاعتقالات الذي تعرض لها طلبة الطب والصيدلة وطب الاسنان يوم الخميس المنصرم إلا تعبيرا أخر على طبيعة النظام القائم و وصمة عار تنضاف لسجله المليئ بكل أشكال القمع والإضطهاد تجاه أبناء الوطن.

وأمام هذا الواقع المرير كان وسيظل الاسترشاد بالنظرية الماركسية اللينينية وخلق الوعاء التنظيمي القادر على تحويل النظرية لقوة مادية خير إجابة ممكنة، فخارج النضال الطبقي للتحالف الشعبي بقيادة الطبقة العاملة حاملة مشروع التحرر ضد التحالف الطبقي المسيطر بغية دكه وقلب بنيته المتعفنة فليس هنالك من مخرج، وهذا ما يتطلب ويفرض على كل مناضل ثوري التخندق إلى جانب الجماهير والإسهام من موقعه بغية بناء الأداة الثورية المعبر الوحيد عن مصالح كل المضطهدين والمحرومين.و

كنهج ديمقراطي قاعدي إذ ندين الهجوم الجبان والجريمة النكراء التي قامت بها بلطجية مسخرة من طرف صاحب الشركة والفندق وذلك بتواطئ مكشوف وواضح مع أجهزة القمع الطبقي وتكالب البيروقراطيات النقابية، في حق عاملات/أمهات عزل لا يملكون سوى قناعتهم وإيمانهم بأن النضال هو الطريق الوحيد لاسترجاع حقوقهم، كما ندين التعاطي القمعي مع المعركة التاريخية التي يخوضوها طلبة كلية الطب والصيدلة وطب الاسنان، و نعلن تضامننا مع عاملات "سيكوم مكناس" ومعركة طلبة كلية الطب والصيدلة ومساندتنا ودعمنا اللامشروط لهذه المعارك.




0 التعليقات:

إرسال تعليق