26 غشت 2014
الإتحاد الوطني لطلبة المغرب
النهج الديمقراطي القاعدي
بيان تخليد ذكرى شهداء شهر غشت
مع مرور الوقت يزداد التأكد بالملموس أن المجتمع الرأسمالي لم يعد قادراً على الإستمرار أكثر و هو يعيش أعلى مراحله الإمبريالية، حيث تتوالى و تشتد أكثر حدة الأزمات التي تنخره كمحصلة طبيعية لتناقضات هذا النمط من الإنتاج الذي يوسع أكثر فأكثر دائرة التفاوتات الطبقية مع حرمان الطبقة المنتجة للخيرات المادية من الإستفادة مما تنتجه بسواعدها، ومع استمرار التناقض الأساسي بين الشكل الإجتماعي للإنتاج والتملك الفردي لوسائل هذا الأخير ستستمر الأزمات أكثر ويزداد توحش الإمبريالية أكثر، ففي سبيل استمرارها وتخوفها من فقدان الربح هي مستعدة لارتكاب أبشع الجرائم، هذا ما علمنا إياه معلم البروليتاريا "كارل ماركس" حول طبيعة الرأسمال: <فهو ينفر من فقدان الربح أو من الربح الزهيد كما تنفر الطبيعة من الفراغ، إن الرأسمال يبدي كثيرا من الجرأة والإقدام حين يتعلق الأمر بربح يوافقه، فهو يرضى بكل شيئ في سبيل 10% من الربح المضمون وفي سبيل 20% يصبح شديد الحيوية وفي سبيل 50% يصبح مغامرا جريئا وفي سبيل 100% يدوس بالأقدام جميع القوانين البشرية، وفي سبيل 300% لا تبقى ثمة جريمة لا يكون مستعدا للمغامرة على ارتكابها ولو كلفه ذلك مجابهة المشنقة>. وبالتالي فمن أجل استمرار الرأسماليين في تكديس أكبر قدر ممكن من الأرباح قامت بإشاعة اقتصاد الحرب بخلق مجموعة من الحروب اللصوصية في مختلف الدول خاصة في إفريقيا والشرق الأوسط وغيرها من بلدان العالم كأوكرانيا، إضافة إلى افتعال ما يسمى "ببؤر التوتر والنزاع"، وإنتاج وسائل الدمار كل هذا في سبيل حفاظها على علاقات الإنتاج السائدة، وذلك على حساب سحق مختلف شعوب العالم بطبقاته المقهورة خاصة الطبقة العاملة، مستغلة في ذلك ترسانتها القمعية ودروعها المالية.
وفي الجانب المقابل أكدت مختلف شعوب العالم رفضها لهاته السياسات الإمبريالية مقدمة آيات ودروس في النضال والتضحية حتى في أعتى معاقل الإمبريالية (أمريكا، ألمانيا، فرنسا، بريطانيا..) خرجت شعوبها منتفضة ومحتجة وتدين النظام الرأسمالي معتبرة إياه سبب الأزمة الحقيقي. وهذا ما تبين بالملموس في أحداث الإنتفاض الشعبي الذي تعيش على وقعه بنغلاديش بعد تدفق سيول من كل فئات الشعب عبر الشوارع منهية بذلك 16 سنة من الحكم الهمجي بقيادة الرئيسة (الشيخة حسينة)، حيث يتضح نمو وعي هذه الشعوب وطموحها لمجتمع آخر تنتفي فيه الأزمة ومسبباتها وهذا يطرح مهام ثورية على كل الماركسيين-اللينينيين لهاته الشعوب من أجل قيادتها وتأطيرها وخلق أحزاب ماركسية-لينينية قادرة على إيصال نضالات هذه الشعوب بقيادة الطبقة العاملة نحو مجتمع الحرية والمساواة والذي لن يتأتى إلا بدك بنية النظام الرأسمالي المتعفنة وذلك عبر الثورة الإشتراكية وإقامة ديكتاتورية البروليتاريا.
وعلى المستوى الإقليمي و فيما تجتهد الأنظمة الرجعية بحكم تبعيتها في تصريف أزمات الرأسمال المالي على كاهل شعوب المنطقة و إجهاض طموحاتها في التحرر و الإنعتاق، يقف الشعب الفلسطيني و لوحده في الميدان وأمام خط النار مؤمنا بحقه في كامل أراضيه، وجها لوجه في مواجهة الكيان الصهي_يوني، هذا الأخير الذي يحاول إبادة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل وذلك أمام مرئى ومسمع العالم مدعوما من مختلف الإمبرياليات خاصة الأمريكية و في ظل ما يسمى ب"المنتظم الدولي" و إستعماله -الكيان الصهيو_ني- لمختلف الأسلحة (المحرمة دولياً) و بالتالي الدوس بالأقدام على قوانين سنتها الإمبريالية بيديها ما يبين كذلك أن ما يسمى ب"الأمم المتحدة، القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، قانون الحرب.." هي مجرد شعارات جوفاء لا أقل ولا أكثر تستعملها القوى الامبريالية متى شاءت بل و باسمها تم ارتكاب أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني والإنسانية(قصف المستشفيات والملاجئ، والمدارس والصحفيين والأطقم الطبية...) دون حسيب ولا رقيب ، إضافة إلى تكالب الأنظمة الرجعية بالمنطقة والتي تستغل القضية الفلسطينية خدمة لمصالحها أو لتقديم الطاعة وتجديدها للكيان الصهي_وني والإمبرياليات، إن الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني لدليل ساطع على مدى توحش وبربرية الكيان، و رغم هذا فالشعب الفلسطيني ومقاومته لا يزال يقدم الدرس تلو الآخر لكل شعوب العالم في كيفية النضال من أجل تحرير الوطن من الاحتلال هذا الدرس العظيم الذي ولد لدى مختلف الشعوب وعيا آخر مغاير للدعاية الصهي_ونية التي كانت تروج له معلنة به نهاية القضية الفلسطينية، فاليوم العلم الفلسطيني يرفرف في كل بقاع العالم والقضية الفلسطينية إزدادت انتشاراً وانغراساً عند مختلف شعوب العالم التي احتلت شوارع العديد من البلدان معلنة دعمها و تضامنها مع الشعب الفلسطيني وتنديدها بالإجرام المرتكب في حقه، خاصة شعوب المنطقة والتي تحمل على عاتقها رسالة تاريخية خدمة للقضية الفلسطينية هي نضالها ضد أنظمتها الرجعية كما قالها حكيم الثورة جورج حبش.
وباعتباره الخادم الأمين والوفي للإمبريالية فالنظام القائم بالمغرب بما هو نظام لاوطني لاديمقراطي لاشعبي مستمر في تنفيذ الأوامر المسندة إليه من طرف الدواليب الرأسمالية "صندوق النقد الدولي، البنك العالمي.." باعتبارها الأذرع المالية للإمبريالية والتي عن طريقها قامت بإخضاع مختلف الدول عبر سياسة القروض والتحكم في سياساتها، والنظام القائم بالمغرب بدوره غير خارج عن هذه المعادلة، إذ يعمل على خوصصة كل القطاعات الحيوية(الصحة، التعليم،الشغل...) التي كان يستفيد منها الشعب المغربي وتنزيل مختلف المخططات الطبقية لضرب القوت اليومي لأبناء شعبنا المقاوم مستغلا في ذلك ترسانته القمعية و القوى السياسية الرجعية والإصلاحية منها والبيروقراطيات النقابية من أجل لجم كل تحرك شعبي، إلا أن الشعب المغربي لم يستكن ولم يخضع بل قاوم كل سياسات النظام القائم منذ أن تم تثبيته قسرا على كاهل الشعب المغربي وفجر العديد من الإنتفاضات ( 57,58,65,81,84,90,2011....)، ولايزال مستمرا في تفجير المعارك تلو الأخرى بمختلف القطاعات الاجتماعية (معركة عمال وعاملات سيكوم/سيكوميك، عمال منجم الكوبالت ببوازار، الأطر الطبية، معطلين...) معبرا من خلالها عن رفضه القاطع لهذا النظام وسياساته. إن تاريخ الشعب المغربي هو تاريخ المقاومة والإنتفاض رسمه بدماء العديد من الشهداء والمعتقلين السياسيين والمعطوبين، مواصلا طموحه المشروع في التحرر من نير التحالف الطبقي المسيطر ومراكمة لمشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ذات الأفق الإشتراكي.
والحركة الطلابية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الحركة الجماهيرية و رافداً من روافد حركة التحرر الوطني، فجرت هى الأخرى العديد من المعارك النضالية دفاعا عن حق أبناء الشعب المغربي في التعليم وضد كل المخططات الطبقية وذلك على مر تاريخها مقدمة قافلة من الشهداء و المعتقلين السياسيين من خلال اطارها الصامد والمناضل "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب" بقيادتها السياسية والعملية النهج الديمقراطي القاعدي في مختلف مواقع تواجده على غرار العديد من المواقع الجامعية المناضلة ( سلوان، وجدة، الراشيدية، اكادير ...)، الذي منذ بروزه -النهج الديمقراطي القاعدي- عمل على الصمود والإلتحام بالجماهير الطلابية وهمومها والرفع من وعيها مفجرا بذلك معارك نضالية بطولية في سبيل "تعليم شعبي علمي ديمقراطي وموحد" المرتبط جدلا بمشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ذات الأفق الاشتراكي.
وتجسيدا لشعار" من يكرم الشهيد يتبع خطاه" نخلد اليوم ذكرى الشهداء الذين سقطوا في هذا الشهر، شهر غشت، كل من الشهيد الدريدي مولاي بوبكر، مصطفى بالهواري، عبد الحق شباضة، مصطفى مزياني الذين أعلنوا ميلادهم الجديد في معارك الإضراب المفتوح واللامحدود عن الطعام دفاعا منهم عن حق أبناء الشعب في التعليم وخدمة للنهج الديمقراطي القاعدي، حيث نجدد العهد والوفاء للإستمرار على نفس الدرب، وذلك بمسقط رأس الشهيد مصطفى مزياني بتانديت عازمين على المواصلة بكل فخر واعتزاز هذا الطريق الذي رسم بتضحيات شهدائنا الأبرار ومعتقلينا السياسيين.
وفي الأخير نعلن كنهج ديمقراطي قاعدي ما يلي:
تضامننا مع:
-نضالات كل الشعوب التواقة للتحرر والانعتاق من نير الاضطهاد الرأسمالي
-نضالات الشعب الفلسطيني
-نضالات الشعب المغربي بكل فئاته (عمال، أساتذة، أطر طبية، معطلين...)
-معركة عمال وعاملات سيكوم/سيكوميك الذين وصلوا اليوم 44من الاعتصام والمبيت الليلي المفتوحين
*إدانتنا لكل:
-أشكال الإبادة التي يمارسها الكيان الصهي-وني في حق الشعب الفلسطيني
-أشكال التطبيع للنظام القائم وكل الأنظمة الرجعية بالمنطقة ومساهمتهم في إقبار القضية الفلسطينية
-أشكال التضييق والخناق الذي يمارسها النظام القائم في حق كل الأصوات الحرة
-التعتيم الممارس على نضالات الطبقة العاملة عبر ربوع الوطن في تكالب مكشوف من لدن البيروقراطيات النقابية
*مطالبتنا ب:
-إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين.
-إطلاق سراح رفاقنا في النهج الديمقراطي القاعدي المعتقلين السياسيين على خلفية مؤامرة 24 أبريل.
تحياتنا لكل:
_ الرفاق/ت طلبة/ت، وخريجي المدرسة القاعدية.
-الاطارات المناضلة
-مناضلي الشعب المغربي وساكنة منطقة تانديت، ولكل من ساهم في انجاح محطة تخليد ذكرى شهداء شهر غشت .
عاشت الماركسية اللينينية إيديولوجية الطبقة العاملة
عاشت نضالات الشعب الفلسطيني
عاشت نضالات الشعب المغربي
عاش الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
عاش النهج الديمقراطي القاعدي
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين
المجد والخلود لكافة الشهداء