28
مارس 2019
الاتحاد الوطني
لطلبة المغرب النهج الديمقراطي القاعدي
بيان تنديدي/ تضامني
تعيش الامبريالية
العالمية أزمة بنيوية خانقة مما يدفعها لخلق حروب تدميرية لمقدرات
الشعوب، و نهبها لخيرات البلدان المستعمرة لها، بمباركة الأنظمة الرجعية العميلة
القائمة بنفس البلدان محاولة منها تمديد عمر فنائها الحتمي، و يظهر هذا جليا وبشكل
ملموس في ما يقع بمنطقة "الشرق
الأوسط"، و خاصة الشعب الفلسطيني الأبي الذي يعيش معاناة منذ عقود خلت، بحيث
لازال القمع و الحصار عنوان بارز هناك، ولكن كل هذا لم ينل من عزيمته وإصراره على
المضي في مسار تحرره من قبضة الثالوث الإمبريالي الصهيوني الرجعي.
و بطبيعته التبعية
لدواليب الرأسمال العالمي (صندوق النقد الدولي، البنك المركزي...)، يشن النظام
القائم بالمغرب حملة مسعورة من حملات القمع الوحشي في حق نضالات الشعب المغربي،
موازاة مع تنزيله لمخططات طبقية في العديد من القطاعات و في مقدمتها قطاع التعليم،
واستمراره في الهجوم على ما تبقى من مكتسبات الشعب المغربي التاريخية بمختلف
القطاعات الاجتماعية (الصحة، السكن، الشغل، التعليم ...) و لو تطلب ذلك إغراق
الشوارع بالدماء (ما يتعرض له الأساتذة المتعاقدين، العسكرة التي شهدتها مدينة
الحسيمة موازاتا مع المحاكمة الصورية للمعتقلين السياسيين على خلفية انتفاضة
الريف...) تنفيذا لإملاءات الامبريالية، كآلية للتنفيس على أزمتها الخانقة و حفاظا
على مصالحها الطبقية و تكريس التبعية لها، هذا التعاطي القمعي لأساتذة اليوم والمستقبل عاد بذاكرتنا
للوراء، قمع شبيه بما تعرضت له الجماهير الشعبية خلال انتفاضة 23 مارس 1965 التي
خلدنا ذكراها 54 قبل أيام قليلة، حيث اختلطت دماء كل فئات الشعب المغربي ( تلاميذ،
طلبة، أساتذة...) و ملئت شوارع البيضاء تعبيرا عن الرفض القاطع للسياسات الطبقية
للنظام القائم، و دفاعا عن التعليم و استمراره وبقائه كحق مقدس لكل أبناء الشعب، و
ها نحن الآن أمام نفس القضية التي لم تغب يوما عن نضالات كل الشرفاء، و أمام كذلك نفس التعاطي للنظام القائم الذي اختار قمع
الأستاذ و إهراق دمه في الشوارع، و رشه بخراطيم المياه في مشهد شبيه بما يقع
بالأراضي الفلسطينية، لا شيء سوى لمطالبة مربي الأجيال بحقه في الإدماج بالوظيفة
العمومية و إلغاء نظام العقدة، هذا الواقع يكشف مرة أخرى زيف شعارات النظام
اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي من قبيل ( المسلسل الديمقراطي، المصالحة مع الماضي،
دستور الحريات، الإنصاف و المصالحة...)، و هذا ما يؤكده قمع الأساتذة المتعاقدين
ليس بالشيء الجديد أو الغريب، لكنه تعبير صريح عن عجزه التام في فك عزلته و أزمته،
و لن تنطلي علينا أساليبه الدنيئة، إن فكر في خلق "انتخابات سابقة
لأوانها" في مشهد مسرحي يغير به الكراكيز الظلامية بأخرى شبيهتها في الرجعية،
أو حتى إعلان "حالة الاستثناء" كما فعلها بداية ستينات القرن الماضي،
فالشعب المغربي بكل فئاته، وصل لحقيقة عمالة التحالف الطبقي المسيطر، بمباركة
أحزابه السياسية الرجعية و الأحزاب الإصلاحية و البيروقراطيات النقابية، الكل يصطف
محاولا وقف مسيرة شعبنا في التحرر و الإنعتاق و إقامة البديل المنشود المتمثل في
نظام وطني ديمقراطي شعبي ذو أفق اشتراكي.
و باعتبارها رافد
من روافد حركة التحرر الوطني، و جزء لا يتجزأ من الحركة الجماهيرية، الحركة
الطلابية المغربية بإطارها أوطم و قلبها النابض النهج الديمقراطي القاعدي، و من
موقعها في معادلة الصراع الطبقي بالمغرب، مستمرة في الدفاع على ما تبقى من مجانية
التعليم، عبر معارك نضالية وازنة، والتي يقابلها النظام القائم بقمع شرس، ما تعرضت
له الجماهير الطلابية بموقع تازة هذا اليوم 28 مارس 2019 لمثال حي على التعاطي
الدموي مع نضالات الحركة الطلابية، و مشاركتها في الأشكال النضالية التي يدعوا لها
الأساتذة المتعاقدين الرافضين بدورهم ومن موقعهم لنظام "العقدة" في حقل
التعليم تجسيدا لشعار المؤتمر 15 لأوطم "لكل معركة جماهيرية صداها في
الجامعة"، مراكمة بذلك لمشروع تعليم علمي ديمقراطي شعبي و موحد، و في الأخير
نعلن كنهج ديمقراطي قاعدي ما يلي:
·
تنديدنا بالقمع المسلط على الشعب المغربي
عامة.
·
تنديدنا بالتدخلات القمعية في حق الأساتذة
المتعاقدين.
·
تنديدنا بالتدخل القمعي في حق الجماهير
الطلابية بموقع تازة.
·
إدانتنا للحملة الشرسة التي يشنها النظام
القائم بغية خوصصة ما تبقى من مجانية التعليم.
·
إدانتنا لما يتعرض له معتقلي الريف و جرادة،
و ما تتعرض له منطقة الريف من حصار و عسكرة.
·
تضامننا مع كل الشعوب التواقة للتحرر و
الإنعتاق و على رأسهم الشعب الفلسطيني البطل.
·
إدانتنا لكل الدسائس و المؤامرات والتشويه التي تحاك في السر و العلن ضد توجهنا
المكافح النهج الديمقراطي القاعدي.
·
استمرارنا على درب الشهداء و المعتقلين
السياسيين.
عاشت نضالات الشعب المغربي البطل
عاشت نضالات الحركة الطلابية
عاش النهج الديمقراطي القاعدي