الأربعاء، 25 أبريل 2018

24 أبريل 2018// المعتقلين السياسيين على خلفية مؤامرة 24أبريل// كلمة بمناسبة ندوة ’’ مؤامرة 24 أبريل بين رهانات النظام القائم و التضحيات المتواصلة, دروس و عبر’’


24 أبريل 2018
المعتقلين السياسيين على خلفية مؤامرة 24أبريل
كلمة بمناسبة ندوة ’’ مؤامرة 24 أبريل بين رهانات النظام القائم و التضحيات المتواصلة:دروس و عبر’’
نتقدم بأحر التحايا إلى رفاقنا و رفيقاتنا في النهج الديمقراطي القاعدي، و الجماهير الطلابية المناضلة داخل اطارها العتيد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، و بتحية العرفان و التقدير إلى عائلاتنا الرائعة الواقفة بجانبنا في هذه المحنة القاسية، و خاصة الأمهات المعذبات اللواتي يعانين الويلات و يتجرعن مرارة الفراق القسري عبر امتداد تجربتنا الإعتقالية المستمرة، و من خلالهن نرفع شارة النصر إلى كافة عائلات المعتقلين السياسيين القابعين بمختلف سجون الرجعية، و نقف جميعا وقفة وفاء و إخلاص لروح رفيقنا الغالي الشهيد مصطفى مزياني و مجموع شهداء قضايا التحرر و الإنعتاق، و إلى عائلاتهم نوصل تحية الاجلال و الحب و التقدير. كما نعرب عن تحايانا الصادقة إلى كافة المناضلات و المناضلين الحاضرين قصد المساهمة في انجاح هذه الايام النضالية، أيام الشهيد و المعتقل المنظمة من طرف النهج الديمقراطي القاعدي تحت شعار’’ تضحيات واخلاص المناضلين, صمود و مقاومة الجماهير..ضرورة ملحة من أجل تطوير الفعل النضالي’’ و نلتمس العذر للمناضلين و للمناضلات الذين لم تسعفهم الظروف قصد الحضور و بالتالي غابوا عن هذه المحطة التاريخية.
و تثمينا لفعاليات أيام الشهيد و المعتقل ارتئينا أن نتقاسم معكم همومنا و آرائنا و ذلك عن طريق المشاركة بهذه الكلمة النضالية في الندوة المعنونة ب’’ مؤامرة 24 أبريل بين رهانات النظام القائم و التضحيات المتواصلة: دروس و عبر’’ و التي تتطرق لموضوع المؤامرة الدنيئة التي انفجرت بشكل فاضح يوم 24 أبريل 2014، داخل قلعة ظهر المهراز بفاس، في إطار الصراع المحتدم الدائر بين الحركة الطلابية و الجماهير بشكل عام من جهة، و النظام القائم بالمغرب، بما هو نظام لا وطني لا ديمقراطي لا شعبي و عصاباته الظلامية و كل من يتمترس في خندق هذا النقيض المظلم، و تبقى حصيلة هذه الجريمة المرتكبة من طرف هذا الأخير ثقيلة، قوامها الأبرز شهيد و معتقلين سياسيين كثر مثقلين بعقود من السجن، و استهداف خطير لما تبقى من مجانية التعليم و مكتسبات الجماهير الطلابية التاريخية.
الرفاق، الرفيقات، الحضور المناضل
قبل أربع سنوات من هذا اليوم، كنا معكم داخل هذه القلعة الصامدة، نتحمل برفقتكم مسؤولية النضال وسط الجماهير عبر مستويات و ميادين مختلفة.
و الآن نحن داخل سجون الذل و الظلم، نواصل تبني نفس المبادئ و بقناعات أصلب، و الدفاع عن نفس القضايا، قضايا تحرر و انعتاق شعبنا من قبضة نظام العمالة و التبعية، و نستحضر بفخر و اعتزاز شريط المسار الذي قادنا إلى هنا، لحظة بلحظة، يوم هاجم الظلاميون و مرتزقة النظام القائم معركة الجماهير الطلابية في فترة دقيقة من تقدم و تجدر فعلها النضالي، ونتذكر كيف قاومت القلعة بكل رجالها و نسائها هذا الهجوم الوحشي بشجاعة و تحدي عظيمين، و نعلم جيدا كيف تم التحضير على كافة الأصعدة لهذه المؤامرة، بما فيها كيفية إعلان خبر الوفاة المشبوهة بعد يومين من الهجوم الإرهابي، و كيف تم إلصاق التهمة الباطلة بشكل مباشر بالقاعديين و توجيه الآلة القمعية و السياسية و القضائية ’’لإعدامهم’’ و تأليب الرأي العام ضدهم، حينذاك فتحت معركة بطابع خاص و من العيار الثقيل، لمواجهة حملة الإرهاب و الاعتقال و التجريم و محاولة إعدام فصيل سياسي مناضل، محمل بتاريخ مرصع بالتضحية و العطاء، في سبيل هذا الشعب و من أجل قضاياه، القلب النابض للحركة الطلابية و الضامن للهوية الكفاحية و التقدمية للمنظمة المجيدة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، و في عز مقاومة الشرفاء للمؤامرة و صناعها و كشف خيوطها المعقدة، انتعشت أفكار لا نضالية، و بالأحرى نظامية، سكنت عقول العديد من الذين كانوا يعدون ’’مكافحين أشداء’’ عن القلعة و القاعديين و الجماهير، و في لحظة خاطفة من الزمن، تم الانقلاب و الاصطفاء في خندق النظام القائم بطريقة أو بأخرى، و تبنى بلا خجل أو حياء أطروحاته و روايات الظلام و المتآمرين، دون التريث ولو قليلا و أخد مسافة قصد التأمل و الدراسة و التفكير، فكانت لحظة الانقلاب متزامنة مع لحظة المؤامرة، و تحولت عبارات المديح التي لطالما تعبنا من سماعها إلى ذم مبرح و تجريم و تجريح سافلين، و أصبح الرفاق محط اتهام و إدانة، و الانجازات النضالية المحققة في السابق و التي كانت مجال تبجيل و افتخار لديهم غدت مجال رفض و هجوم و نفي، وكأن خيار المواجهة ليس موقفا تاريخيا للقاعديين، و حصيلة تفكير و ممارسة ناتجة عن قناعة واقتناع، مستمد من تصور سياسي مجتمعي شامل، للأسف كان التعامل انتهازيا محض، و كأن المسألة تتعلق بقميص متقادم و بال ألقي به في أقرب سلة للمهملات.
انها كانت لحظة فرز حقيقية اختلط فيها السؤال المؤرق:ماذا حدث و ما العمل؟ بالإجابات المأساوية و التلمس الجاد للأشكال و الاستيعاب الدقيق لسياق المؤامرة  و أبعادها الاستراتيجية بالتشكيك و التجريم و الإدانة، و محاولة الفهم المتزن بالتسرع في اصدار الاحكام و "تصفية" الاشخاص و الافكار و الهروب إلى مزبلة التاريخ، و لسوء حظ هذا الطابور الخامس الذي ركب موجة الارتداد و التخاذل  و الطعن من الخلف، أن طموحاته و أحلامه أجهضت و تبخرت كفقاعات الصابون، و أن انقلابه الكاريكاتوري كان انقلابا سطحيا، و أن قراءاته انهزامية و ان قدمها في أهاب جديد، في مناورات جديدة، مستندا إلى شن حملة هجومية قاسية ازاء توجه كان يعتقد أنه توجهه السابق رغم أنه كان على النقيض، منه مثل ذاك الشخص الذي يعتقد أنه كان لينينيا فبدأ الهجوم على لينين.
الرفاق، الرفيقات، الحضور المناضل
في مقابل هذه الطروحات الانقلابية و التصفوية المدانة و دعاتها من الشيوخ و الاطفال دوي السوابق السياسية السالفة، تشبث القاعديون الأقحاح بمواقفهم و مبادئهم التاريخية، و عاودوا النهوض و التقدم من جديد، و واصلوا خوض المواجهة بمعية الجماهير ضد النظام الرجعي و سياساته الطبقية، رغم الجراح و الآلام و مخلفات المؤامرة، تم تفجير معركة من العيار الثقيل، استشهد خلالها الرفيق مصطفى مزياني في اضراب مفتوح عن الطعام و الذي دام 72 يوما من الصمود و الشموخ و كان استشهاده، حاسما في قلب موازين الصراع و خلق مناخ سياسي مغاير عن سابقيه، و في نفس الوقت و على نفس الدرب، فجروا المعتقلين السياسيين داخل السجون معارك بطولية لعبة أدوارا هامة في كشف خيوط المؤامرة، و نهيب كذلك بعائلاتنا و لجنة المعتقل و ما قدمته من تضحيات للتعريف بقضية الاعتقال السياسي و المطالبة بإطلاق السراح، و حينما نتأمل بعمق هذا المسار، يظل مبعث فخرنا الابرز أننا ساهمنا و القيد بأيدينا الى جانبكم في مواجهة اعصار المؤامرة و تحملنا جزءا لا يستهان به من تبعاتها و استرخصنا حريتنا و دموع عائلاتنا المكلومة من أجل أن نساهم برفقتكم في بناء ذاتنا من جديد و استمرار النهج الديمقراطي القاعدي مناضل مكافح، و هكذا بتضافر التضحيات داخل و خارج السجن و التفاف و صمود الجماهير، استطعنا جميعا أن نحمل الذات المجروحة و المرور عبر قناة النار و الخروج بها سليمة و قوية، هذه التضحيات يجب صونها و استشفاف الدروس منها.
الرفاق، الرفيقات، الحضور المناضل
إن مؤامرة 24 أبريل 2014 ليست مقتصرة على قلعة ظهر المهراز كجغرافية و كموقع بل هي حلقة من حلقات مخطط تدميري شامل، استهدف موقع فاس و يستهدف جميع المواقع الجامعية و جميع بؤر المقاومة و النضال ذي الأفق الثوري، نظرا لحجم التحولات الجارية في قلب المجتمع المغربي و تطورات الصراع الطبقي ببلادنا، و لجوء النظام القائم لهذا الاسلوب الاجرامي - أسلوب التآمر- يعكس حقيقة طبيعته الدموية، و عمق أزمته، بما هي أزمة علاقات إنتاج رأسمالية تبعية، التي هي أزمة بنيوية تاريخية، استنفدت أدوارها التاريخية و أصبحت تلعب دور الكابح لتطوير المجتمع و عامل تدمير للقوى المنتجة و نهب خيرات و ثروات البلاد و نهج سياسات التجويع و التفقير و التقتيل و الاعتقال و النفي و المصادرة و اخماد انتفاضات الجماهير الشعبية في الدماء، إنه تاريخ أسود بلغت سموم لدغاته جسد حاضرنا و راهننا، و المتتبع للوضع يرى كيف يتعاطى النظام مع انتفاضات الريف و جرادة الشعبيتين، شهداء و آلاف المعتقلين السياسيين في السجون غارقة بأحكام ثقيلة، و حصار قمعي يسيج المدن و المناطق المنتفضة دفاعا منه على هذه البنية الطبقية المهترئة. و أمام كل هذه المجازر المرتكبة في حق الجماهير الشعبية المطالبة بحقوقها العادلة و المشروعة و المتطلعة لمغرب تؤول فيه سلطة الشعب، نجد النظام و أزلامه المتحلقين حوله يرفعون في وجه المقموعين و المقهورين أطروحة "الاستثناء المغربي" بدون حياء، و التي تكشف عن غريزة بقاء بدائية في لحظة تاريخية أصبح التغيير الجذري هو المطروح على جدول أعمال الشعوب بدل عمليات الترقيع، و يستحيل بأي حال من الاحوال أن يستثنى المغرب من هذه القاعدة.
وكي لا تظل خيبات الامل هي عنوان نضالات شعبنا، و كي لا تظل أيضا تضحيات و مساوي و دماء شعبنا وسيلة للمساومة و محط سرقة و استرزاق من طرف الدكاكين السياسية الاصلاحية و البيروقراطيات و القوى الظلامية و مصاصي دماء شعبنا، لابد أن يستوعب المناضلون الحقيقيون و كل الحركات المناضلة أننا في مرحلة تستلزم بناء المشروع الثوري بمعية الجماهير و داخلها و خوض الصراع على جميع الواجهات ضد النظام و عملائه، مشروع ينبني على المواجهة و المقاومة و على أرضية طبقية ثورية صريحة، استراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية.
لذا فواقع الجماهير المزري و ما يمارس من عنف و قمع على كل حركة مناضلة و على كل انتفاضة أو أبسط احتجاج ليس له من حل سوى مواصلة رفع وتيرة النضال و التنظيم المستقل عن أدوات النظام و بناء أداة العمال الثورية و العمل مع الجماهير من أجل تجدير الحركة النضالية و دفعها في اتجاه تبني أشكال النضال الثورية، و هذا المسار يصب لا محالة في اسقاط نظام الاستغلال و الاضطهاد و بناء سلطة العمال و الفلاحين الفقراء و المعدمين و عموم الكادحين و هذا هو أهم درس يجب فهمه و الإيمان به و العمل من أجله.
الرفاق، الرفيقات، الحضور المناضل
نخاطبكم اليوم و نحن موزعين على سجون مختلفة، نعيش في ظل صمت و حصار شديد، نقاوم ظلم السجانين و جلادي النظام لوحدنا، في ظل صمت مريب و تجاهل غير مبرر، مثقلين بسنوات طويلة من السجن، إخلاصا للمبدأ و الموقف و دفاعا عن قضايا شعبنا العدالة و المشروعة، و هذه المرة لن نتطرق لتفاصيل التهمة الموجهة إلينا، لأننا تعبنا من التفسير و حقيقة براءتنا منها أضحت ملموسة للجميع، و نغتنم الفرصة لنبلغ عائلاتنا و خاصة بعدما خاب أمالها في اطلاق سراحنا بعد كل انتظار و ترقب، و كان آخرها رفض نقض "الحكم"، و قصد مصارحتها أكثر نقول لها أن الامر يتعلق بقضية سياسية في عمقها، الأمر يحتاج إلى الصبر و الصمود و نملك الاطنان منه و نتوجه إلى أمهاتنا، نلتمس منها أن تكون قوية و متماسكة و مقاومة أيضا، و على المناضلين و الاصدقاء أن يأخذوا بعين الاعتبار هذا التوجيه و المضي قدما في التواصل مع عائلاتنا و الرفع من مستوى حركتها و تنظيمها أكثر، و يجب أن يصارحوها بأي تفصيل حول قضيتنا و بلا تهرب أو تردد كي تراكم في أعماقها الحقد على كل من ساهم من قريب أو بعيد في محنة أبنائها، و تراكم ذكريات القوة و الشجاعة و مقاومة المعاناة و انتكاسات الحياة و خيبات الأمل المتكررة، و لا نريد لعائلاتنا أن تشعر بالخزي من هذه الوضعية، ففي العمق هذا السجن و هذه الاحكام القاسية ساهمنا فيها بطريقة أو بأخرى، بما أننا لم نتراجع أبدا عن موقفنا و أرائنا التي من أجلها نحن مستعدون للتضحية بحياتنا و ليس فقط البقاء في السجن لعقود من الزمن و نتيجة ذلك فلن نكونوا إلا مرتاحي الضمير من هذا الجانب.
هذه هي الحياة قاسية جدا أحيانا يجب أن يسبب الأبناء بأحزان كثيرة لأمهاتهم إذا أرادوا المحافظة على شرف و كرامة الرجال، رغم أن السجن شيء رهيب لكنه بالنسبة لنا إذا رافقه الضعف الأخلاقي و إذا صاحبته الخيانة السياسية فالأمر أشد خزيا و ضررا.
و في الأخير لسنا في حاجة لأن نستدل على درجة ثقتنا فيكم يا رفاق الدرب، و على إخلاصكم لقضية الجماهير أنتم الذين تشكلون تلك الشرارة الثورية التي تعقد عليها الآمال، فواصلوا نضالكم البطولي بكل عزم و صلابة، و نشد على أياديكم بحرارة رافعين شارة النصر عبر مختلف السجون الرجعية للجماهير الشعبية المناضلة و الوفية لقضايا الشعب الكادح بما فيها قضية الاعتقال السياسي كقضية طبقية. و أننا على العهد لباقون.
المجد الخالد لكافة شهداء الحرية و التحرر
الحرية لكافة المعتقلين السياسيين

0 التعليقات:

إرسال تعليق