الجمعة، 30 أكتوبر 2015

اوطم تازة في 2015/10/30 : جانب من فك الإضراب عن الطعام الإنذاري الذي خاضه مجموعة من الطلبة المحرومين من حق استكمال الدراسات الجامعية ( الماستر) وليتحمل النظام مسؤولية قراراته

جانب من فك الإضراب عن الطعام الإنذاري الذي خاضه مجموعة من الطلبة المحرومين من حق استكمال الدراسات الجامعية ( الماستر) وليتحمل النظام مسؤولية قراراته 








الاتحاد الوطني لطلبة المغرب// كلية الحقوق- ظهر المهراز-// فاس في: 30 أكتوبر 2015: بلاغ صادر عن النقاش التفاعلي.

فاس في: 30 أكتوبر 2015


الاتحاد الوطني لطلبة المغرب               كلية الحقوق- ظهر المهراز-

بلاغ صادر عن النقاش التفاعلي
 

الاتحاد الوطني لطلبة المغرب - النهج الديمقراطي القاعدي / الذكرى الرابعة و العشرون لاستشهاد الرفيق المعطي بوملي.

الاتحاد الوطني لطلبة المغرب - النهج الديمقراطي القاعدي / الذكرى الرابعة و العشرون لاستشهاد الرفيق المعطي بوملي

ورقة تعريفية بالشهيد المعطي بوملي


أوطم// النهج الديمقراطي القاعدي// بيان إلى الرأي العام

في: 29 أكتوبر2015
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب      النهج الديمقراطي القاعدي

بيان إلى الرأي العام

إن الوجود النوعي للنهج الديمقراطي القاعدي، كفصيل سياسي ثوري، داخل الحركة الطلابية المغربية، بمنطلقه الإيديولوجي، الماركسية اللينينية، وببرنامجه/ برنامج الحركة الطلابية، البرنامج المرحلي، في إطار الترجمة العملية لتصوره السياسي، المنسجم والطموح العام للجماهير الشعبية، تصور الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، من خلال قيادته لمعارك الحركة الطلابية وإعطاء هاته الأخيرة المكانة التي تليق بها ارتباطا ونضالات الجماهير الشعبية عبر معارك طويلة النفس، وأشكال، تكتيكات وآليات وفق المعطيات المادية الملموسة لواقع الصراع الطبقي الدائر رحاه ما بين النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي من جهة، والجماهير الشعبية من جهة أخرى، جعله منذ ولادته إلى اليوم عرضة لكل أشكال التآمر والقمع، والاستهداف والاحتواء والاختراق.
وفي سياق تراجع المد الثوري الذي عرفته المنطقة منذ سنوات خلت، وخفوت حدة نضالات حركة 20 فبراير ببلادنا وتراجع زخمها الجماهيري، ولأن النهج الديمقراطي القاعدي، ظل صامدا ومناضلا ووفيا لمبادئه ومواقفه ومشروعه، لمسار تحرر وانعتاق الشعب المغربي، وللشعار السياسي التاريخي الذي أنتجته الشعوب الثائرة والمنتفضة، شعار " الشعب يريد إسقاط النظام"، جاءت مؤامرة 24 أبريل الإجرامية الهادفة إلى اجتثاثه ، انسجاما والسياق العام الذي يسير نحوه الثالوث الإمبريالي الصهيوني الرجعي، مؤامرة محبوكة، خطط لها ونفدها النظام والقوى الظلامية، وساهمت فيها البوتيكات السياسية بمختلف تلاوينها الرجعية والإصلاحية، والمتسترين وراء الشعارات الثورية الذين انخرطوا في حملة التجريم والتسميم والتشويش.
وقد أبان القاعديون عن مبدئية عالية في الاستماتة عن مواقفهم والدفاع عنها، وعن مسارهم النضالي، في مواجهة إعصار المؤامرة، مراهنين على الجماهير، معبدين طريقهم بدمائهم وتضحياتهم التي فاقت كل تقدير ( شهيدنا الغالي مصطفى مزياني، عشرات المعتقلين السياسيين منهم من يقضي قرونا داخل السجون...)، بجميع مواقع تواجدهم إلى جانب الجماهير الشعبية وبالسجون.
وفي ظل وضع موبوء يشكل فيه النهج الديمقراطي القاعدي، الاستثناء، ويواصل مسيرته النضالية، بعنوان المقاومة والصمود والالتحام بالجماهير، قائدا لنضالات الحركة الطلابية في مواجهة المخططات السياسية والطبقية للنظام الرجعي، رغم وجود ركود مهول تعرفه التعفنات البرجوازية، جارفة معها كل المترددين، للاسترزاق على تضحيات المعتقلين السياسيين، تحت شعارات معسولة من قبيل "الدفاع عن المعتقلين السياسيين"، مستغلين في ذلك واقع الفراغ المهول الذي تعرفه الساحة السياسية.
إن كل لجنة شكلت أو قد تشكل في المستقبل، هي ملزمة لأصحابها، الذين شكلوها باسمهم، ولا تلزم لا النهج الديمقراطي القاعدي ولا معتقليه، وللأسف الشديد نجد هواة الصيد في المياه العكرة، عوض أن يسائلوا أنفسهم عن سر تقاعسهم وتخلفهم ومسؤولياتهم في ترك الفراغ، حتى يملئه الآخرون، بادروا إلى تصعيد حملات التسميم ضد النهج الديمقراطي القاعدي وتخوين المعتقلين السياسيين، هذه الحملة وبطريقة مشبوهة لم تسلم منها حتى عائلة شهيدنا الغالي مصطفى مزياني.
إن النهج الديمقراطي القاعدي، كان ولازال، وسيبقى متبنيا لقضايا الشعب المغربي، مخلصا له ولشهدائه ومعتقليه السياسيين بمنطلقه الإيديولوجي، الماركسية اللينينية، بتصوره السياسي، الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، وبرنامجه/ برنامج الحركة الطلابية، البرنامج المرحلي، وفيا وسباقا لطرح مبادراته النضالية الجريئة، وآليات تصريفها ارتباطا والمهمات النضالية التي يفرزها واقع الصراع، وما لجنة المعتقل إلا آلية نضالية متقدمة في هذا الاتجاه، ولا ولن نتوانى في مواجهة وفضح كل أشكال التآمر والتكالب والاسترزاق بكل أشكاله وألوانه، وبفضل قيادته، ستظل الحركة الطلابية تواصل مسيرتها الكفاحية، حاملة للمشعل الثوري الذي ينير الطريق، ضدا على كل محاولات الاستهداف والاحتواء والوصاية المخزية، والجر إلى مستنقع المهادنة والاستسلام، مقدمة وبشكل متواصل النموذج النضالي الحي، لأبناء الكادحين والمقهورين على امتداد ربوع وطننا الجريح.
وفي الأخير، إننا كنهج ديمقراطي قاعدي، وإذ نحيي كافة مناضلي ومناضلات شعبنا، المبدئيين والمخلصين، نحيي كافة عائلات الشهداء، وفي مقدمتها عائلة شهيدنا ورفيقنا مصطفى مزياني، ونحيي كافة المعتقلين السياسيين بالمغرب، وعائلاتهم، نعلن للرأي العام الوطني والدولي ما يلي:
-      إدانتنا للمحاكمات الصورية التي تطال المعتقلين السياسيين، والأحكام الثقيلة الصادرة في حقهم، ومطالبتنا بإطلاق سراحهم الفوري، ومناشدتنا لكافة المناضلين والمناضلات الشرفاء(ت) على تقديم كل أشكال الدعم والمساندة لهم ولعائلاتهم.
-      إدانتنا لكل أشكال الاسترزاق والاستهداف التي تطال النهج الديمقراطي القاعدي ومعتقليه السياسيين.
-      دعوتنا كافة مناضلي ومناضلات الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وكافة مناضلي ومناضلات الشعب المغربي إلى المزيد من تصعيد الفعل النضالي ارتباطا بقضايا الشعب المغربي ومنها قضية الاعتقال السياسي باعتبارها قضية طبقية.
-      إدانتنا للقمع والمجازر المرتكبة في حق الجماهير الشعبية ومناضليها الشرفاء.
-      إدانتنا للمجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني البطل، ولكل أشكال التواطؤ والتصفية التي تطال قضيته، قضيتنا الوطنية.
-      دعمنا ومساندتنا لكافة نضالات الشعوب التواقة للتحرر والانعتاق.
-      دعوتنا الجماهير الشعبية والطلابية للانتفاض على أوضاعها المأزومة.
-      استمرارنا على نهج شهدائنا الأبرار.

عاشت نضالات الجماهير الشعبية
عاشت نضالات الحركة الطلابية

عاش النهج الديمقراطي القاعدي

المعتقلين السياسيين بكل من سجن عين قادوس بفاس والسجن المحلي بتازة والراشدية وميدلت// بلاغ إلى الرأي العام

في: 29ـ10ـ2015
سجن النظام الرجعي عين قادوس ـ فاس
السجن المحلي بتازة
السجن المحلي بالراشدية
السجن المحلي بميدلت
بلاغ إلى الرأي العام


بحلول الفاتح من نونبر من سنة 2015، تحل الذكرى السنوية الرابعة والعشرون لاستشهاد رفيقنا، المعطي بوملي، شهيد النهج الديمقراطي القاعدي والشعب المغربي، الذي اغتالته القوى الظلامية بدم بارد، وبطريقة همجية ووحشية، بعد أن اختطفته من بين رفاقه، من داخل قاعة الأشغال التطبيقية بكلية العلوم بوجدة، وقطعت جسدته الطاهر إلى أشلاء، ولازالت إلى حدود الآن جثته وقبر الشهيد مجهولين.
وتخليدا لذكرى استشهاد رفيقنا المعطي بوملي، واستحضارا لأرواح كافة شهداء الشعب المغربي، وضدا على كل أشكال التضييق والحصار التي تطالنا نحن المعتقلين السياسيين، سنخوض إضرابا عن الطعام لمدة 72 ساعة، انطلاقا من يوم الجمعة 30 أكتوبر على الساعة الثامنة مساءا إلى غاية نفس التوقيت من يوم الاثنين 02 أكتوبر 2015.

ـ المعتقلين السياسيين القابعين بسجن عين قادوس بفاس.
ـ المعتقل السياسي طارق الحماني القابع بالسجن المحلي بتازة.
ـ المعتقل السياسي منير آيت خافو القابع بالسجن المحلي بالراشدية .

ـ المعتقل السياسي حسن كوكو بالسجن المحلي بميدلت.

الخميس، 29 أكتوبر 2015

اوطم تازة في : 2015-10-29 : الجماهير الطللابية تستمر في صرختها ضد البنود التخربية وتستمر في تجسيد الإعتصام إلى جانب مجموعة من االطلبة الموجزين اللذين طالهم الحرمان من حقهم في ولووج سلك الماستر حيث اعلنوا اليوم دخولهم في اضراب انذاري عن الطعام لمدة 24 ساعة‎

الجماهير الطللابية تستمر في صرختها ضد البنود التخربية وتستمر في تجسيد الإعتصام إلى جانب مجموعة من االطلبة الموجزين اللذين طالهم الحرمان من حقهم في ولووج سلك الماستر حيث اعلنوا اليوم دخولهم في اضراب انذاري عن الطعام لمدة 24 ساعة










أوطم // ظهر المهراز// في 28 أكتوبر 2015: جانب من الشكل النضالي الذي خاضته الجماهير الطلابية بمعية مناضليها/تها دفاعا عن مكتسباتها التاريخية

جانب من  الشكل النضالي الذي خاضته الجماهير الطلابية بمعية مناضليها/تها دفاعا عن مكتسباتها التاريخية ( النقل الجامعي ، المنح ، السكن...) بخوض أشكال نضالية لا سواء تظاهرات مشيا على الأقدام في اتجاه وسط المدينة، كما في الصور أسفله، يوم أمس بخصوص محطة النقل 6 /31 و ما عرفه اليومين السابقين من اعتداءات على الطلبة و الطالبات من طرف بلطجية "سيتي باص" حيث تم فرز مبادرة جماهيرية من طرف الطلبة و المناضلين تمثلت في مسيرة على الأقدام انطلاقا من محطة النقل 31 في اتجاه الحي الثالث اناث سايس وصولا بالحي ذكور مرورا بمختلف الأحياء السكنية، حيث عرفت تفاعلا جماهيريا و شعبيا بخصوص الوضعية الكارثية التي يتخبط بها الطلاب في علاقة مع الشركة المشبوهة "سيتي باس" .

المعتقلة السياسية : عائشة البوش شهادة حول التعذيب " الجزء الثاني "// السجن السيئ الذكر عين قادوس.

المعتقلة السياسية : عائشة البوش
شهادة حول التعذيب " الجزء الثاني " 

كتبت من داخل أسوار المعتقل – السجن السيء الذكر عين قادوس- وتم نشرها بعد مغادرة المعتقلة السياسية أسوار المعتقل.
رقم الإعتقال : 97748
السجن السيئ الذكر عين قادوس
حي النساء 
الزنزانة 5

...لازالت في ربيعها الثالث عشر! جسدها الصغير و النحيل يعاني إعاقة شبه كلية . على مستوى جزئه السفلي، ينادونها... "آية"، و بالفعل كانت آية ... آية أخرى من آيات الاضطهاد و المعاناة ،آية...من آيات الفقر و التهميش...آية من آيات التشرد و الحرمان، و آية حقيقية من آيات زيف و كذب شعارات و هتافات، مناسباتية، تظل تطبل و تزمر لأشياء من قبيل (حقوق الطفل، حماية ورعاية الطفولة،...)،وغيرها من الطلاسيم التي لا تفك شفراتها ، إلا حالات في مثل حالة آية ،وعددها كثير لا محال، بل سيزداد في ظل نفس البنية الطبقية السائدة ، كغيرها من التقيحات و الظواهر، التي ستظل لصيقة بهذا النظام الاجتماعي الذي يرغم المعدمين على بيع أنفسهم للأغنياء ،القائم من أوله حتى آخره ،على الاستغلال و الاستعباد ،ولن تعرف نهايتها الحقيقية ،إلا مجتمع خال من الطبقات ، خال من كل ما قد يمس بكرامة و إنسانية الإنسان ، مجتمع يكون فيه الإنسان واحدا لا اثنان.
تركت "آية" منزل والديها، ليس لتعيش مغامرات كالتي عاشتها أليس في بلاد العجائب!! بل هربت من منزل ،عوض أن تحظى فيه بالرعاية و الاهتمام ،حظيت بمرات عديدة من الاغتصاب و الاعتداء النفسي و الجسدي ،هربت و قد ظنت أن الشارع أأمن بكثير من شيطان يتقمص صورة أب! هربت كي تضع حدا لمعاناتها ، تلقفتها بعض الأيدي ، و عوض أن تجد نفسها في إحدى الدور التي يظلون يتباهون بتشييدها ،السهر على تجهيزاتها ، العمل بكد على الرفع من عددها !!! كان مآلها هي أيضا، رغم صغر سنها و إعاقتها ،...السيلون!!!
لم تنم منذ إحضارها ، مخافة الظلام، ومخافة أن تجد في أحد أولئك الموجدين صورة أبيها، تقاسمنا تلك الأفرشة الرديئة و المهترئة ،طمأنتها كي تنام ، رفضت و استمرت تحدثني، سألتني عن سبب إحضاري ، عن أسرتي ،دراستي ...،فكانت إجاباتي أحيانا طويلة، خاصة وقد وجدت صعوبة كبيرة في أن أشرح لطفلة في سنها ،سبب إحضاري! رأيت في عينيها ، أنها لم  تكن تستوعب شيئا مما أقول ، لكني استمريت بالحديث ، فمن يدري ، ربما تذكرت كلماتي في يوم من الأيام !
و مرات أخرى كانت إجابتي ، جد قصيرة ، جراء آلام قوية ، كانت تعتصر أحشائي ، لقد استطاعت ركلاته ، رغم حرصي الشديد، أن تنفذ لبطني ، و بعض المناطق الحساسة من جسدي .
وبعد صراع مرير مع ألم  أعطته برودة الزنزانة ، و ضيق جدرانها طعما آخر ، طعما مؤلما أكثر من الألم نفسه ، و بعد حكايات "آية" الطويلة عن أمها و هداياها المتخيلة ، أردت الحصول على بعض الراحة ، لكنها منعتني و رجتني بشدة ألا أتركها وحدها ، ففي أية لحظة يمكن أن تجد أباها  أمامها ، حاولت من جديد طمأنتها ،لكني فشلت أمام خوفها و توسلاتها ، وبعد مفاوضات طويلة ، توصلنا لحل أرضى كلا الطرفين ، ستدعني أغفو قليلا ، لفترة  ستعد من خلالها من واحد إلى ألف !رحبت باقتراحها ، و أسلمت جفني للنوم ، مسندة رأسي للجوع و الإرهاق و التعب الشديدين... لقد كنت منهكة القوى تماما ، لاحظت "آية" ذلك ، ووعدتني بألا تكلمني حتى تنتهي من العد ، لكنها سرعان ما أيقظتني ، لتسألني مبتسمة عن الرقم الذي يلي السابعة و الستين !!!
بعد ساعات قليلة ، استسلمت "آية" للإله هيبنوس ( اله النوم عند الاغريق)، بعد أن حكيت لها قصة الحاكم الديكتاتوري، الذي أصيب بلمم في عقله ، و أراد أن يبني مسجدا ، يصل قعره الماء ، أما صومعته فتلامس حدود السماء ،و لأجل ذلك ، انتزع مصدر رزق الجدة الوحيد ، معزة و بضع دجاجات و نهب تركة شيوخ طاغين في السن ، خراف و بضع بقرات !!
تجاوزت الساعة منتصف الليل ، وبدأ عدد الوافدين يزداد ،  كهول ، رجال في أواسط العمر ، شباب ، مع كل رنين ينبئ بحضور الجديد ، أتجه نحو الباب ، ربما أتعرف على أحدهم ، ثم أعود لمكاني في إحدى أركان الزنزانة المظلمة ، مع اقتراب موعد الفجر رن جرس الجديد مرة أخرى ، لكني لم أعد إلى زاويتي ، فور أن تفحصت ملامح القادمين ، كما فعلت المرات السابقة ، بل ظللت بعض الوقت ، أحدق في وجوه  لا زالت هشة و فتية ، لقد كانوا مجرد أطفال في مثل سن "آية" حتى إني ظننت للحظة بأن العشرين من يونيو قد اقترب!! (اليوم العالمي لحقوق الطفل!).
عدت لمكاني ، وبفعل آلام الكدمات و الجوع ، غفوت قليلا ، رغم الروائح الكريهة المنتشرة و كأنك في مكب نفايات ، إلى أن استيقظت على أصوات مرتفعة ، كانت مزيجا من الصراخ و البكاء و التوسلات ، تطلعت ل"آية " وجدتها قد استيقظت هي أيضا ، مذعورة ، و بالمشقة نفسها اتجهت نحو الباب ، لحقت بها كي نستطلع عن مصدر ما سمعناه ، و خلافا لها ، لم تنتبني الدهشة ولا الغرابة  ، عندما لمحنا في الزنزانة المقابلة لنا ، أحد أولئك الأطفال الذين تم إحضارهم قبل قليل ، ملقى على ظهره ، مصفد اليدين و الرجلين ، و قد علق هذين الأخيرين بخشبة سميكة مرفوعة بضع سنتمترات عن الأرض ، في حين اصطف بعض الجلادين ، يتزعمهم أحدهم و بيديه سوط سميك هو أيضا ، و بعنترية مزيفة ، أخذ يهوي عليه بالضربات الموجعة ، الواحدة تلوى الأخرى ، دون أدنى شفقة أو رحمة ، فحتى سنه الصغير لم يشفع له بين تلك الوحوش الآدمية ، كل ذلك ، أكيد كان مرفوقا بنفس القاموس البهيمي الذي يعكس الحيوانية المتغلغلة  في أعماقهم ، رغم سيل الدموع المنهمر  على خديه بغزارة و قطرات الدم المتدفقة من قدمية العاريتين ، لم يكن الجلاد ينصاع لتوسلاته ، إلا حين  ينال منه التعب ، يأخذ قسطا من الراحة ليعود بعدها لإفراغ مكبوتاته العدوانية _كما فعل صاحبه معي من قبل _ على قدمي أولئك الصغار ، واحدا بعد الآخر ، بقساوة و حقد دفينين .حقا ! لقد تم طي صفحة الماضي ، فمن وحشية إلى وحشية أعمق منها ، ومن همجية إلى همجية أبشع منها ، ومن قذارة إلى ما هو أقذر منها بملايين المرات .
كلها مشاهد ، ناهيك عن وضعية "آية"، عبرت ، بكل قوة عن أرقى صور حماية و رعاية الطفولة المشردة ، التي يدعيها الكثيرون و الكثيرات ، سواء فوق منابرهم الإعلامية ، أو بوتيكاتهم السياسية الرخيصة.
هكذا مرت الليلة الأولى من الاعتقال 11-08-2015 ،مذيبة جزءا آخر من مساحيق لم يعد بمقدورها إخفاء البثور و التجاعيد المنتشرة على وجه هذا النظام العميل ، الذي عجزت ، و ستعجز أحدث مستحضرات التجميل ، حتى المستوردة منها (دساتير، مدونات، إصلاحات...) إخفاء بشاعته ومدى حقارته.
12-08-2015،  إنه اليوم الثاني من الاعتقال ، يوم آخر من فقدان الإنسانية ، يوم آخر من فقدان الكرامة ، يوم آخر من سمفونية الكلمات الساقطة و النابية ، و أيضا يوم آخر من التساؤلات القوية ، حول ذكرى استشهاد ،  الغالي ، الشهيد مصطفى مزياني .
حوالي الساعة التاسعة و النصف من صبيحة هذا اليوم  ، تمت مناداتي ، و اقتيادي رفقة أحد عناصر القمع، مرة أخرى نحو مخافر التحقيق و التعذيب ، مرة أخرى نحو مراطون الأسئلة الذي يرفض أن ينتهي.
كالعادة،  انصبت معظمها حول يومي 15-16، ألهذا الحد تشكل تضحيتك خطرا عليهم و تهديدا لمصالحهم، يا شهيد، حتى و أنت تعانق السحاب!؟ سؤال لم أستطع أن أكتمه بيني و بين نفسي، فانتقلوا بعدها كي  يجربوا معي لعبتهم القذرة : املأ الفراغ بما يناسب!!
مجرد مخابيل  سدج ، لو خامرتهم لهنيهة أفكار، بأني سأترك تضحيات الشهداء، و تضحيات المعتقلين، و كذا تضحيات كل الجماهير المحرومة و المقاومة، التي لا زالت تصدح أصواتها بأسماء كل من ضحى على درب النضال...درب انتزاع المطالب و تحصين المكتسبات... درب بناء المجتمع البديل...تذهب سدى!!
مجرد مخابيل و سدج...لو ظنوا أن رفاق مزياني، وعلى بعد يوم واحد من تاريخ ميلاده الجديد، سيضعون مشعل تضحيته على قارعة الطريق...و يستمروا و كأن شيئا لم يكن!!
مخابيل وسدج...لو ظنوا لوهلة...بأننا سنرضى ولو ثانية...بتجريم من استرخصوا الغالي و النفيس في مسار عطاءاتهم النضالية، و الآن هم يقضون أبهى سنوات عمرهم بين برودة الزنزانة و مفاتيح السجان...بعيدا عن ذويهم...عن رفاقهم...وبعيدا عن رفيقاتهم...بعيدا عن ساحة اشتاق كل ركن فيها لصلابة وقع خطواتهم...وقوة صدى كلماتهم!!
بلهاء ومعتوهون...سدج ومخابيل...لو فكروا للحظة بأن وعي الاحتجاج...ثقافة الرفض...وجل القواميس التي ترحب بين باقة كلماتها...بكلمة "لا"...مرتبط بأفراد و أشخاص...أسماء و ألقاب... أو ربما ببنايات و جدران...فمادامت الأقلية تجثم بثقلها على الأغلبية المسحوقة، سيظل التناحر...سيظل التناقض...وسيظل الصراع، إلى أن تقضي إحداهما على الأخرى...لكل كلمته...لكل دوره...و يبقى الدور الحاسم و الكلمة الفصل...دور الجماهير و كلمة الجماهير...ولمن كان يقدس التوصيات و التعاليم، أقول أمام أول عقبة ، يمكن أن يصبحوا أموات وهم لا يزالون أحياء، أما الجدل...المنهج...فهو جوهر حي لا يموت.
أرادوا أن يلعبوا معي لعبتهم الوسخة ... املأ الفراغ بما يناسب...لكني فضلت شأني شأن باقي الرفاق أن أملأ الزنزانة...بجسم، وقائمة المعتقلين السياسيين الطويلة ، عبر ربوع هذا الوطن الجريح...باسم، ورغم التهديدات المتكررة بسنوات السجن الطويلة ، حسب تعبير أحدهم :"غدي ندبرو عليك بها طويـ...لة يا عائشة"، اخترت أن أطبع على جبين هذا النظام الجبان وصمة عار أخرى ،تكشف، كما هو الحال دائما ، عن طبيعته اللاوطنية اللاديمقراطية اللاشعبية ، وتكشف أيضا على عمق الأزمة التي يتخبط فيها من أعلى رأسه حتى أخمص قدميه.
بعد خيبة أمل كبيرة ،وعدة محاولات يائسة، وبعد أن التقطوا لي صورا من جميع الجوانب ، أعادوني للقبو، كي أقضي ليلتي الثانية ، لم تختلف كثيرا عن الأولى، ربما تغيرت أوجه الجلادين لكني ظللت أسمع نفس الأشياء...أتنشق نفس الروائح...وتختلج داخلي نفس الأحاسيس ، زجوني في الزنزانة نفسها أيضا ، وجدت "آية" لم تبارح مكانها ، تحسب عدد السكاكر التي تمتلكها ، انفرجت أساريرها عن بهجة بريئة لما تأكدت من عودتي...ابتسمت أنا أيضا ، ثم اتجهت نحوها أساعدها في العد.
أشرقت شمس اليوم الموالي، وكانت أشعتها مختلفة عن باقي الأيام ، بل لن تشبهها مهما كان ، إنها ببساطة ، أشعة شمس الثالث عشر من غشت...ففي مثل هذا اليوم من السنة المنصرمة اختلطت الدموع بالدماء  وصرخات الألم بشعارات الصمود و التحدي.
في مثل هذا اليوم...فقد الشعب المغربي و النهج الديمقراطي القاعدي...واحدا من مناضليه ذوي العزيمة القوية...القناعة الصلبة...و المبادئ الراسخة التي لا يزعزعها سيل فيضان ولا حتى زلزال بركان...مناضل آمن بقبضة العامل و الفلاح...آمن بأن الفقراء يجب أن يقاتلوا فليس لديهم ما يخسرونه...مناضل لم يؤمن برتابة  الكلمات و اللغة المنمقة التي أصبح ، البعض يغوص في مستنقعها الوحل...عوض الفعل الحقيقي...مناضل رفض هو كذلك كل كلماتهم الفارغة و التي بدت كوجه عجوز دون أصبغة .
مناضل...آمن بضرورة الالتحام بهموم الجماهير ...حتى أتفهها ...آمن بأنه لا سبيل للقضاء على الاضطهاد المطبوع على جبين المستضعفين، غير السبيل الذي يصبح فيه المطر دما و سنابل القمح رماحا...يوم تخرج فيه الأغلبية الصامتة...لتقول كلمتها بأعنف ما تخيل جلادوها...يوم ينتصر فيه البسطاء لمن ضحوا من أجل الحرية و الانعتاق...يوم تكون فيه البندقية حلا لكل الخيبات وكل الارتدادات.
مناضل...دشن ميلاده الجديد...بعد 72 يوم من الأمعاء الفارغة...72 يوم من المعاناة المكتومة ...72 يوم من الأنات و الأهات الخفية...72 يوم كانت كافية لنفض الغبار عن عقول الكثيرين...وتمزيق أقنعة العديدين...كافية لدحرجة أصحاب المواقف المتدبدبة نحو خانتهم الملائمة ... خانة الخسة و النذالة...و كافية كي تكون بوصلة توجه كل الغيورين و الغيورات في زمن اختلطت فيه ضربات الأعداء بلذغات الأصدقاء...72 يوم توجت بشهادة ، حفرت اسمه ، أبدا ، في التاريخ...إلى جانب من اختاروا أن يقاوموا...على أن يساوموا...أن يقبضوا على الجمر...على أن يتقلدوا أوسمة الذل و العار.
مناضل...علمنا كيف ترسم القناعات بالدماء...كيف نسير على درب الشهداء بوفاء...كيف نضحي على إرث...على تاريخ...على مسار شعب...بعيون تتطلع لفجر ،لابد أن يبزغ بإشراق...مهما طال زمن الحظر...ومهما تطورت طرق الاسترقاق ...إنه المناضل الذي علمنا كيف نحلم بصوت عال...و نناضل بصمت...إنه الرفيق البطل و الشهيد الخالد ...مصطفى مزياني.
في مثل هذا اليوم...تم تجديد البيعة لدماء الدريدي ، بلهواري ، سعيدة  ، اشباضة ، رحال ، زروال ...، وكل الشهداء الأبرار.
حوالي العاشرة صباحا ، تمت مناداتي ، أمددت بحاجياتي ، ثم تم اقتيادي إلى جانب "آية" وبعض معتقلي الحق العام ، بواسطة سيارة قمع من نوع (صطافيط) بيضاء ،نحو أولى جلسات المحاكمات الصورية.
أثناء الطريق ،بدأت حدة السؤال (حول الذكرى) تخف شيئا فشيئا ، فهل توجد وسيلة ،لتكريم الشهيد ،أفضل من أن نتبع خطاه ؟!
في القبو ، وبعد ما يقارب الساعتين من الانتظار، قضيتها و أنا أحاول الحصول على هاتف أتمكن من خلاله ، إطلاع رفاقي و رفيقاتي عن مكاني ، عرضت على أنظار (وكيل الملك) ، ثم استدعاء ذلك العنصر الظلامي ، الذي حاول جاهدا ، من خلال كل تصريحاته تجريم المناضلين الشرفاء ، و عبرهم تجريم الفعل النضالي ، لم تختلف عنه كثيرا العنصر الآخر التي تواجدت معه ، ولعل تاريخها المنبوذ أنشطتها المشبوهة ، داخل الحي الثاني  يجعلها غنية عن كل تعريف.
رغم تضارب أقوالهم و تناقضاتها ، لم يعر جلاد الكمبرادور ، ذو الرتبة العالية ، اهتماما لأقوالي ، و أعدت للقبو ، لم تكن "آية" ، هذه المرة ، بانتظاري ، لقد غادرت ، دون أن أعلم إلى أين !
كان الوقت يمر بطيئا ، وبدأ إخلاء سبيل العديد من معتقلي الحق العام ، إلا البعض الذين تعالت أصواتهم ، تذمرا لعدم توفرهم على كفالة يدفعونها ثمنا لحريتهم.
ظللت أنتظر و أنتظر إلى أن تجاوزت الساعة منتصف النهار، أخيرا ، أتى أحد الجلادين بزيه المدني ،  أمرني بالصعود لإحدى  سيارات  القمع  _دائما نفس اللون و نفس النوع_ لأول وهلة ، ظننت أني في طريقي للسجن السيء الذكر عين قادوس، لكن هل يعقل أن يتم نقلي لوحدي؟ !إلى أن علمت عن طريق أحد عناصر القمع الذين رافقوني، أنه تم تمديد الحراسة النظرية في حقي.
وصلنا لولاية القمع ، و تكرر المشهد نفسه للمرة الثالثة على التوالي ، وضعت في السيلون، بعدما انتزعت مني جميع حاجياتي ، رباط أحذيتي ، وأيضا غطاء رأسي .
حاولت الحصول على كوب ماء أروي به عطشي ، لكنهم رفضوا إمدادي به ، هكذا أضافوا لإحساس الجوع ، إحساسا آخر بالظمأ الشديد.
حين اقترب منتصف الليل ، كالعادة ، كثر رنين جرس الوافدين الجدد ، لم أهتم في بادئ الأمر ، خاصة وقد خارت كل قواي ، إلى أن قاموا بإحضار معتقلين جدد ، تبينت أن إحدى أصواتهم ، كان لفتاة ، سريعا تأكدت من ذلك بعد أن وجدتها فوق رأسي .
تعانقني فرحة بوجود من تأنس وحدتها ، لم أجبها ، ليس احتقارا لها ، و إنما لرائحة الخمر القوية التي فاحت منها ، و أصابتني مباشرة بدوخة و دوران شديدين في رأسي ، هي أيضا لم تنتظر مني جوابا ، فقد خرجت مسرعة اتجاه المعتقلين الذين أتو برفقتها ، علها تحصل على بعض السجائر ، كي تمضي بها ليلتها.
إنها "سهام" ، تقطن بالحي الشعبي الليدو ، كان سبب مجيئها ، المثل الشعبي الذي يقول "مادير خير ما يطرا باس"!! إنها إحدى الفتيات التي تعيش تحت وطأة هذا النظام اللعين ، و تتمرغ في مستنقع التبعية و الدونية  ، لكنها لم تختر الإجابة الصحيحة التي تتمرد بها على وضعيتها ، و تنتقل إلى محيط الكرامة والإنسانية ، و أصبحت هي أيضا ضحية من ضحايا هذا المجتمع الطبقي و مرضياته.
بالفعل ، أحضرت "سهام" لنفسها بعض السجائر ، ولي قنينة ماء ، رويت بها عطشي ، فقد كان ذلك الحصار مفروضا علي أنا فقط!!
في صبيحة اليوم الموالي ، 14-08-2015 ، استودعت "سهام" و (بنت منتيفها) ، التي أحضروها في ساعة  متأخرة من الليلة الماضية ، تم اقتادوني نحو (المحكمة الابتدائية) ، في هذه المرة ،عرضت على (وكيل ملك) آخر ،الذي عوض أن يسألني عما يوجه ضدي من تهم، دخل في نقاش حول أرائي ، مواقفي ، قناعاتي...، بل لقد وصل إلى حدود أن يعرض علي مزاولة  أنشطتي السياسية في  نطاق قانوني ، و أشار علي بعدة أمكنة أناضل فيها على حقوقي و مطالبي كامرأة!!!
إذا كان الأمر بسيطا لهذه الدرجة ، لماذا لم تختر ، سعيدة ، نجية ، فدوى ...، وكل شهيدات التحرر و الانعتاق ، بوتيكاتهم الجميلة تلك؟!!
ببساطة أخرى ، لأنهن علمن جيدا ، و آمن ، كما أومن أنا الآن ، بأن قضية المرأة يجب أن تغادر عالم الشعارات الرنانة، و تودع حديقة الحملات الحقوقية، إلى عالم الصراع ضد الأسباب الحقيقة  التي تقف خلفها.
لقد آمن و اقتنعن، كما اقتنع الآن ، بأن المرأة في اضطهادها المزدوج  _ضمن إطار المجتمع وضمن إطار الأسرة_ أن تبذل جميع الجهود في سبيل تحررها من قيود مجتمع يختزلها في جسمها ، وفي رحمها على وجه الخصوص كآلة للتفريخ ، و أن تكون تلك الجهود جزءا لا يتجزأ من النضال في سبيل تحرر المجتمع ككل ، عبر قلب علاقات الإنتاج القائمة على الملكية الخاصة ، و الاستعاضة عنها بعلاقات جديدة.
لقد نصحني بالنضال الديمقراطي !! لكن من أخبره أني أريد _كما عبر عنها العظيم لينين_ ديمقراطية التعابير المفخمة ، و الأقوال المهيبة ، و الوعود الطنانة، و الشعارات المفخمة عن الحرية و المساواة ، في حين تنعدم للشغيلة و المستثمرين؟!من أخبره أني أريد نضالا برجوازيا أنيقا ؟! بقدر ما أني أريد نضالا بروليتاريا عنيفا ، عنفا ثوريا ، من شأنه تحقيق كل ما عجزت، و ستعجز ،بدون منازع ، نضالاتهم الهادئة و الجميلة عن تحقيقه.
بعد أن استدعوا نفس عناصر الأمس ، واستعموا لنفس الاتهامات الباطلة و المزيفة ، تمت إعادتي للقبو ،ليتم نقلي بعد ما يزيد عن الأربع ساعات من العزلة و الانتظار ، من السجن الكبير إلى السجن الصغير، من معتقل قلة قليلة هي التي تستطيع تحسس أغلاله و قيوده ، إلى معتقل صلب القضبان ، عالي الجدران ، بارد الزنازين...، سيتم اقتيادي حيث يوجد خيرة مناضلي الشعب المغربي ، نحو السجن السيء الذكر عين قادوس.
لم أستغرب أبدا لقرارهم هذا ، إنه ضريبة طبيعية ، لانتمائي للخط الكفاحي و المقاوم ، النهج الديمقراطي القاعدي، ونتيجة منطقية لكل من تخندق في خانة الجماهير ، ضدا على كل الطروحات الانتهازية و الاستسلامية.
لم أستغرب من محاولاتهم البائسة لتجريمي ، فليست سوى حلقة أخرى من مسلسل الهجوم المستمر على نضالات الحركة الطلابية ، وعبرها الحركة الجماهيرية بشكل عام ، كلها محاولات عقيمة لن تستطيع ، مهما تنوعت ، تغيير مجرى التاريخ...لن تستطيع وقف زحف الربيع...لن تستطيع قبر فكرة...منها ستولد الثورة.
و باعتبارها تجلي من تجليات الحظر العملي على أوطم ، وذنبا ، لهذا النظام القائم ، يهزه كلما وصلت أزمته عنق الزجاجة ، لن أجد أفضل من  كلمات المفكر العظيم فرج فوذة قبل أن تطاله أيديهم القذرة و النتنة ،حين قال :
سيصرخون ضد الغناء ، وسيغني الشعب...
سيصرخون ضد التمثيل وسيحرص على متابعته الشعب...
سيصرخون ضد الموسيقى و سيطرب لها الشعب...
سيصرخون ضد الفكر و المفكرين و سيقرأ لهم الشعب...
سيصرخون ضد العلم الحديث و سيتعلمه أبناء الشعب...
سيصرخون ويصرخون وسيملأون الدنيا صراخا وسترتفع أصوات مكبرات صوتهم و ستتضاعف ، و ستنفجر قنابلهم ، وتفرقع رصاصاتهم ، وسيكونون في النهاية ضحايا كل ما يفعلون ... وسوف يدفعون الثمن غاليا حين يحتقرهم الجميع ، ويرفضهم الجميع ، و يطاردهم الجميع ...
في الأخير أشد على أيدي كل القابضين على الجمر ، رفاقي ، رفيقاتي ، وكل المناضلين الأحرار، وللجماهير الأبية أقول : لاتهمنكم شطحاتهم ، ولا بهرجاتهم ، فالتاريخ له كلمة ... هي كلمتكم ، و للنصر أغنية ...حتما... ستكون من لحنكم ، فمزيدا من الصمود ، مزيدا من التحدي...مزيدا من المضي قدما على خطى الشهداء...وخطى المعتقلين السياسيين.

إما أن نولد تماما...و إما أن نموت تماما
إما النصر ... وإما النصر